ابشري أختاه

[أبو عبد الله محمد السيوطي]

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء و المرسلين
أما بعد

كنوع من رد الجميل لأختي الفاضلة و لكي تعم الفائدة قررت بعد تردد طويل أن أكتب لكم عن هذه المسلمة العفيفة -أحسبها-التي جعلها الله تعالى سببا من أسباب عودتي اليه سبحانه و ازدياد حبي له سبحانه و تعالى

و الله وحده يعلم أني ما كتبت هذا الموضوع الا لكي تعم الفائدة و لكي تتيقن كل أخت مترددة في ارتداء النقاب أنه -و الله- لشرف عظيم لكل من ترتديه

لقد كنت طالبا عاديا تربيت ولله الحمد على أسس الدين الاسلامي و لكن-سترني الله و اياكم-كنت أشعر بنقص في العزيمة لأداء العبادات و........... حيث أنه للأسف قلما يوجد مثالا للتطبيق العملي لدين الله على أرض الواقع و لكن أغلب الناس يظل يتكلم و يتكلم و لكن عندما يأتي وقت العمل تجده انسانا اّخر
وهذا أدى للأسف الى اخراج جيل غير قادر على تحويل العلم النظري الى عمل الا من رحم الله

فاذا سألت أحدهم هل تحب الله؟ انتفض و قال بكل صرامة : بالطبع و هل في هذا شك
و اذا قلت له ما الدليل على ذلك؟ شحب وجهه و غير الموضوع....والله المستعان

و في الكلية كنا غالبا ننتظر انتهاء المحاضرة ثم نخرج فنصلي-مجرد تأدية واجب ولاحول ولا قوة الا بالله-

و لكن لفتت انتباهي احدى الفتيات المنتقبات-التي لاحظت أن جميع الفتيات يحبونها حتى المسيحيات- كانت دوما تستأذن لتخرج الى الصلاة بلهفة غريبة دون أن يمنعها خجلها من المحاضر و مهابتها له-وفي الغالب كانت الوحيدة التي تخرج الى الصلاة في وقتها-

شعرت بخجل شديد من نفسي و نحن الشباب نجلس منا من يخشى الاسئذان خوفا من أمن الكلية و منا من لا يعبأ أساسا للصلاة في وقتها

و قلت في نفسي سبحان الله العظيم كيف تتحدى هذه الفتاة كل شئ من أجل ألا تتأخر عن موعدها مع خالقها؟!!!!
لابد أنه سبحانه يحبها-ولا نزكي على الله أحدا- لأنه اذا أحب عبدا حبب اليه طاعته و جعلها قرة عينه

و منذ ذلك الحين-بفضل الله-أحسست حقا كيف يكون حب العبد لله تعالى و أصبحت اجاهد نفسي دوما أن اصلي الصلاة في وقتها ما استطعت و أصبح عدد لا بأس به من الخوة و الأخوات نستأذن لنصلي في الوقت بعد أن كانت وحدها

و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم

فارجو منكن أخواتي الفضليات أن تعلمن أنكن بحجابكن و عفافكن وأدبكن-و الله- تستطعن أن تفعلن ما لا يفعله كثير من الرجال دون أن تتكلمي نصف كلمة فقط أخلصي نيتك لله و تقبلي شرعه بالرضا و التسليم و ستكونين باذن الله تعالى من الهداة المهتدين أعلام الهدى و مصابيح الدجى والله ذو فضل عظيم

فأنت بمجرد نقابك و أدبك و عفتك أصبحت من أولياء الله تعالى.....كيف ذلك؟!!!!
يقول بعض السلف : أولياء الله الذين اذا رؤا ذكر الله
نعم و الله في هذا الزمان أصبحنا اذا رأينا منتقبة تذكرنا الله تعالى لأنها أصبحت عملة نادرة و ثمينة و سط هذا الكم من التبرج بدرجاته المختلفة

فلا تحزني أختاه ممن يتهكم من نقابك ويصفه بأنه عادة جاهلية و اعلمي أنك عزيزة عند الله تعالى

وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ

و أسأل الله تعالى ألا يحرمكن من فضله و أن يحبب اليكن طاعته و أن يحفظكن من كل سوء

و أسألكم بالله أن تدعوا بظهر الغيب لهذه الأخت الفاضلة أن يجعل الله ذلك في ميزان حسناتها و أن يزيدها من فضله و أن يكثر من أمثاها في امتنا انه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم ياربنا استر نساءنا و بناتنا و احفظهن ربنا من كل سوء
اللهم بارك لنا فيهن و اجعلهن لنا نورا لا فتنة يا أرحم الراحمين
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا اله اله أنت أستغفرك و أتوب اليك

وصلي اللهم و سلم على حبيبنا محمد و على اّله و صحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين

[رننيـــــــــــــــــــم]

هو فضل الله يؤتيه من يشاء بشرك الله اخى بالجنه وأأسأل لنا الثبات

[أبو عبد الله محمد السيوطي]

اللهم اّمين
جزاكم الله خيرا و حفظكم من كل سوء