هل يجوز استخدام الإنترنت اللاسلكية الخاصة بالجيران دون استئذان ؟‏

[أم مُعاذ]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا سؤال وجه للشيخ محمد المنجد ـ وفقه الله ـ في برنامج (حياتك)

وقد أجاب عنه الشيخ كالتالي ..

هل يجوز استخدام الإنترنت اللاسلكية الخاصة بالجيران دون استئذان ؟


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

إن موضوع هذا السؤال وهو التقاط الشبكة عبر اشتراكات الآخرين له صور متعددة

فيوجد في بعض المدن ما يمسى بالشوارع الذكية التي يتم تغطية هذه الشوارع بالشبكة مجاناً وهنا

لا إشكال في جواز استعمال الشبكة عن طريق هذه التغطية المجانية المتاحة للجميع .

وكذلك إذا علم إن صاحب هذا المبنى قد بذل الاشتراك لجميع من في المبنى وقد تكون هذه ميزه

تأجيرية في بعض الأماكن والمباني فلا بأس في استعمالها لمن أُعطي هذه الميزة وسمح له بذلك

.
لكن عندما يلتقط أحد الجيران بجهازه البيتي أو الكفي قد يكون عند بعض الناس جوال كفي يدخل

على الشبكة عن طريق بطاقة واي فاي مثلاً ، عبر اشتراكات الآخرين وقد يلتقط من هذا الجار

مرة ومن هذا الجار مرة وهو لا يدري أحيانًا من هو صاحب الاشتراك الذي دخل عبره فإن هذا

الدخول قد يترتب عليه تبطئة لعمل الشبكة عند صاحب الاشتراك أو انقطاع أو أن تتحمل فاتورته

مالاً نتيجة تحميل ملفات أو تنزيل ملفات إذا كان اشتراكه عن طريق المحاسبة بوحدات التخزين

تحميلاً وتنزيلاً ، ولذلك فإن الحكم الشرعي في هذه الحالة أنه لا يجوز استعمال اشتراكات الآخرين

إلا بإذنهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه)) .

وكذلك إذا كان في القضية إضراراً وقد أخبرنا بعض المختصين في الولايات المتحدة وغيرها وكما


عرض في هذا البرنامج ـ حياة تك ـ أيضاً إن الدخول إلى الشبكة عن طريق اشتراكات الآخرين

يُبطئ مفعول الشبكة لديهم وبالتالي سيتعرضون إلى ضرر والنبي عليه الصلاة والسلام قد قال :


(( لا ضرر ولا ضرار )) وبالتالي فإنه لا يجوز الدخول إلى الشبكة عبر اشتراكات الآخرين إلا بإذنهم .
وقد يحدث استعمال لقضية فك الشفرة للدخول عبر اشتراكات الآخرين وهذا انتهاك أيضاً

لخصوصياتهم ولا يجوز .

ولو فرضنا إلى أنه إذا استعمل شبكات الجيران فلم يؤدِ إلى تبطئة الاشتراك لديهم ، ولا إلى


انقطاعه عنهم ولا إلى تحميل فاتورتهم مالاً على شيء لم يستخدموه لن يحدث هذا كله .. بقيت

قضية ما يفوت شركة الاتصالات من الأرباح نتيجة استعمالك أنت لشبكات الآخرين .

لأنك إذا لم تستعملها ستضطر إلى الاشتراك عن طريق الشركة ، فيبقى الأحوط عدم الدخول إلا

باشتراك خاص لك .

ولو فرضنا أنه يتحمل الجار أي مال إضافي ولا ضرر ولن يحدث عنده خلل ، ولن تنتهك خصوصيته


أو تتجسس عليه ولن يكون هناك ضرر أو خسارة أو فوات شيء على شركة الاتصالات لو فرضنا

انتفاء كل هذه العوامل فيجوز حينئذ استعمال اشتراكات الجيران في هذه المنفعة التي تجري العادة

بالسماح فيها من باب حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يمنع جارٌ جاره أن يغرز خشبه في

جداره )) رواه البخاري ومسلم ، فيجوز للجار أن يضرب خشبة على جدار الجار لأنها لا تضر الجار

ويستفيد منها هو .

فلو فرضنا أنه لا ضرر في الاستعمال ولا تحميل أموال ولا فوات أشياء على أصحاب الشركة فحينئذ

لا بأس أن تستعمل الشبكة في هذه الحالة .

نسأل الله أن يفقهنا في دينه وأن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه والله تعالى أعلم


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
lمنقول من ركاب أهل العلم

[*زهرة الفردوس*]

جزاكِ الله خيرا وبارك فى جهودك ياحبيبه

[المسلم المستغفر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا الطرح المبارك