رسالة عتاب إلى الإخوان المسلمين [2] : أين أنتم من نصرة المسلمات الأسيرات ؟!

[عبد الملك بن عطية]

 

كتب / محمد العبادي ..

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..

" الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"..

طوبى لمن فقه هذه الآية حق فقهها، ووعاها في قلبه، وسعى إلى العمل بمقتضاها.

فنحن المسلمين ننظر إلى التمكين على أنه آلة ووسيلة نصل بها إلى مرامينا التي سار عليها من سبقونا بالإيمان " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"

فليس الغرض من التحرك إلغاء قانون الطوارىء، أو تعديل المادة 76 أو 78 أو السماح للمصريين بالخارج بالمشاركة في الانتخاب...إلخ
نعم كل هذه وسائل قد نستخدمها من أجل الوصول إلى غرضنا الرئيسي الذي لا يجوز بحال أن يغيب عنا قِيد أنملة ألا وهو " سياسة الدنيا بدين الله " .
وإن تعجب فعجب أنّ بعضنا صار اهتمامه بالآليات فائقًا لاهتمامه بالأهداف، وكأن الانغماس في هذه الأشياء قد سكر العقل قليلًا فلا يكاد يفيق منها إلا بين الفينة والأخرى، بل حتى في أثناء إفاقاته لا يكاد يصل إلى رشده السابق، وسيرته الأولى.

الإخوان المسلمون الجماعة الإسلامية الكبرى هذه الجماعة التي حمل لواءها منذ نشأتها أناس حملوا راية هذا الدين – دعوة وجهادًا وتضحية – وذاقوا في سبيل ذلك صنوف العذاب التي قد لا تخطر على خيال، و لا تطرق على بال!

وكان لهذه الجماعة جهد مشكور في الصحوة الإسلامية في مصر بله في ربوع المعمورة جمعاء، وتخرج فيها أكفاء الدعاة والأساتذة والمربين.
وشاركت الجماعة في الحياة العامة فأصابت تارات، وأخطأت تارات أيضًا، وهذا طبعي؛ فالجهد ما زال بشريًا لا ينبغي له أن يكون كاملًا.
لكن الأزمة الحقيقية اليوم هي أن الجماعة صارت تفرط في بعض القضايا التي تمس الأهداف؛ خشية أن تورطها في أزمات تمس الوسائل، ويا للعجب!!

فلم يعد خافيًا على ذي عينين ما يتعرض له أخواتنا المسلمات اللاتي هُرِعْن إلى دين ربهن؛ وفررن من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، لم يعد خافيًا ما يتعرضن له من خطف وتعذيب يصل إلى الموت، وصارت القضية قضية رأي عام إلا عند الإخوان وبعض آخر!

كيف هذا يا أحباب ؟ ألستم الجماعة الأم؟ ألستم أكبر محرك للشارع المصري؟ كيف تغيبون عن قضية رأي عام تتعلق بلب هذا الدين؟ أليست نصرة المسلمات فريضة ؟ أين قوله تعالى : " فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم و لا هم يحلون لهن" ؟

أين إخواننا أعضاء مجلس الشعب ؟ أين محامو الجماعة ؟ أين مفكروها ؟ أين مواقعها الإلكترونية؟

وظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند
لا تتخلوا يا من حملتم الراية في نصرة غزة، ومن قبل في نصرة البوسنة، فلا تتركوا ذوي القربى ف " الأقربون أولى بالمعروف".

أعرف جيدًا أن كثيرًا من الناس يحاولون استدراج الجماعة إلى منزلق ما يسمى ب " الفتنة الطائفية " – زعموا ! – وأعرف ألاعيب القوم، فلقد سئمنا شنشناتهم زمانًا طويلًا!

ولكن لكم في التغني بالحرية سعة، تغنوا بحرية العقيدة، تغنوا بأن الكنيسة هي من بدأت الضغط والإيذاء ضد قرار فردى من مسلمة اتخذته طوعًا دون إكراه، تغنوابأن مشكلتنا ليست مع الأقباط لكن مع مثيري الفتن والشغب ممن يقفون حائلًا أمام الحريات.

تغنوا بما شئتم، المهم تحركوا لنصرتهم.

وقد يقول قائل : لم توجه كلامك إلى الإخوان خاصة ؟ أو قد خلت أرض الله من غيره؟

فأقول فما عرفت في بلدي جماعة قادرة على التحريك الجماهيري مثل الإخوان، واعلموا أن هذا فرض عين عليكم؛ لأنكم تمتلكون ما لا يمتلكه غيركم، لكن للأسف غاب التحريك في هذه القضية المصيرية، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

إخواني وداعًا للوسائل إن كانت ستنسينا الأهداف، فما ولجتم الوسائل إلا من أجل الأهداف.

أرجو أن تتقبلوا كلامي بصدر رحب، وألا يكون فيه ما يوغر الصدور، فوالله ما قلت ما قلت إلا إحقاقًا للحق.

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين