انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-30-2011, 07:30 AM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي دروس وعبر من سورة الكهف

 



نرى في هذه القصة العظيمة التذكير بالصحبة الطيبة، والثبات على المبدأ، وأن الله يحفظ من خرج مهاجراً إليه، وأن الخلاف يجب أن يكون مبنياً على الدليل، وإلا فلا يماري الإنسان فيما لا دليل صريح فيه.
وكذلك نرى فيها التذكير بنار جهنم والجنة، فالمؤمن يحرص على نيل الجنة والنجاة من النار. ويرى فيها قصة صاحب الجنتين الذي بخل بماله فأذهبه الله ومحقه (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا) (سورة الكهف:42)، ينفقون.. فيذهب الله نفقاتهم؛ لتكون الخسارة هي النتيجة.
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) (سورة الكهف:42)، فكم أنفق فيها؟ مبالغ طائلة، ماذا كانت النتيجة؟ محقها الله عز وجل، فجعل يتمنى ويقول: (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (سورة الكهف:42).
وبين ربنا عز وجل لنا في هذه السورة فتنة المال والبنين، وأخبر بأنهما زينة الحياة الدنيا، ولكن ذكرنا بأن الباقيات الصالحات مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ذكرنا بأن هذه خير عنده ثواباً وخير أملا.
ثم عرض لنا سبحانه بعض مشاهد القيامة من تسير الجبال، والعرض على الله، ووضع الكتب، والحساب، وهذه الصحف التي تحصي كل شيء. وذكر لنا عز وجل قصة آدم وخلقه، والعداوة مع إبليس. وذكر لنا أنه جعل في القرآن من كل مثل، حتى نتعلم من هذه الأمثال، ونخشى ربنا عز وجل.
ثم جاءت القصة العظيمة قصة موسى عليه السلام، والرحلة في طلب العلم، وذلك الفتى المخلص الذي خرج؛ ليستفيد، موسى ذهب للقاء الخضر، وموسى أفضل من الخضر، ولكن لما بلغه أن عند الحضر علماً ليس عنده، خرج يطلبه، مع أن عند موسى علوماً ليست عند الخضر.
وهكذا كانت الرحمة وهي النبوة عند هذا العبد من عباد الله الذي علمه الله العلم، وأنعم عليه بالنبوة؛ ليذهب إليه موسى عليه السلام، وعرفنا من النبأ العجيب في ركوب السفينة، وقتل الغلام الذي طُبع يوم طُبع كافراً، وعلم الله بمآلات الأمور، لو عاش الغلام ماذا كان سيكون حاله؟ من الذي يعلم لو حصل كذا ماذا ستكون النتيجة؟ الله عز وجل، (وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ) (سورة الأنعام:28)، (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) (سورة الأنبياء:22)، هذه الغيبيات التي يعلمها عز وجل.
ونبأنا عن حفظ أولاد الرجل بصلاح الأب، في قصة ذلك الجدار الذي كان تحته كنز لليتيمين.
عباد الله
نرى في هذه السورة العظيمة قصة رجل آتاه الله إمكانات وماذا فعل بها؟، فقد آتى الله ذا القرين من كل شيء سببا، فسخرها في الدعوة إلى الله، وسار بجيشه ينشر الإسلام في الأرض –وهذه الأرض ملكها مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان فهما: سليمان وذو القرنين، وأما الكافران: فبخت نصر والنمرود على ما ذكر في كتب التاريخ-، فماذا كان فعل ذلك الرجل المسلم عندما سار في مشرق الأرض ومغربها؟ لقد قام بنشر الدعوة إلى الله بالإمكانات التي آتاه الله إياها، ثم علم القوم الجهلة كيف يقومون بصنعة، لقد وضع لهم الخطة ورغبهم وحفزهم لما شكوا إليه (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) (سورة الكهف:94)، ما امتدت يده إليهم ليأخذ شيئاً، وإنما قال: (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (سورة الكهف: 95)، لسان حاله: "بعثت هادياً ولم أبعث جابيا"، وسار في الأرض وكان عنده من العفة والثقة بالله (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (سورة الكهف: 95).
ثم أوقد في نفوسهم العزيمة للعمل (فَأَعِينُونِي) (سورة الكهف:95)، مع أنهم جهلة لا يكادون يفقهون قولا، (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) تحصل لكم النتيجة والمطلوب، وهذا هو الترغيب والتحفيز (أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا).
ثم جزئت الخطة، وقيل لهم في كل عمل من الأعمال ما هي الخطة في هذه المرحلة؟ (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) (سورة الكهف:96)، فجيء بالقطع، جمع القطع من الطبيعة التي أنزل الله فيها الحديد.
المرحلة الثانية: انفخوا، أوقدوا النيران، وهاتوا المنافخ حتى ينصهر الحديد، (حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا) (سورة الكهف:96)، انتقل إلى المرحلة الثالثة (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) (سورة الكهف:96)، وهو النحاس المذاب، فما أصلبها من سبيكة -حديد ملبس بنحاس مذاب-، النتيجة لم يستطع يأجوج ومأجوج المفسدون في الأرض أن يخترقوا هذا السد، ولا أن يظهروا فوقه، لم يغتر ذو القرنين بهذه النتيجة الهائلة التي ستصمد -وكم من منشآت يصمد إلى قيام الساعة؟! سد ذي القرنين يصمد إلى قيام الساعة- حتى يأذن الله بخروج يأجوج ومأجوج، ويخرق السد، عندما يشاء سبحانه وتعالى، فهل منشئات الغربيين اليوم تصمد كما صمد سد ذي القرنين الذي علمه الله كيف يصنعه؟ كلا، لا نعرف منشأة صمدت كما صمد سد ذي القرنين، وهذا من تعليم الله، وبركة العمل الصالح، والإنتاج عندما يكون بقيادة مؤمنة.
لم يغتر ذو القرنين، وإنما تذكر وعد الله، حتى إذا جاء وعد الآخرة، وجاء وعد الله. ماذا قال ذو القرنين؟ (جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) (سورة الكهف:98)، فيدكدكه سبحانه وتعالى عندما يشأ.
عباد الله
لقد حفلت السورة بما هو جدير أن نقبل في يومنا هذا على تلاوتها والتدبر فيها، وأن نكون حقاً مسلمين منتجين مخلصين موحدين، نريد الخير للآخرين، ونربيهم من خلال العمل على التوحيد وتذكر الآخرة وعمل الخير دون ابتغاء مقابل، لله وفي الله، وأن تسخر إمكاناتنا لنصرة الدين، ونشره في العالمين شرقاً وغرباً.

من خطبة للشيخ محمد صالح المنجد
التوقيع

[C

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-30-2011, 11:57 AM
أخي في الله أخي في الله غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

أحسن الله إليكم

جـــــزاكــــم الله خـــــيـــر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-31-2011, 02:45 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, الكهف, دروس, سورة, وعبر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:48 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.