#1
|
|||
|
|||
عقدة المظلومية أو ما يسمّى الشعور بالاضطهاد
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله . يعتقد الكثير من الناس أن هذا المصطلح خاص بسلوك ونفسية الرافضة هدانا الله وإياهم في نسبهم إياها لآل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام وهم منها براء كما سنرى، إلا أن هؤلاء نظروا من منظار ضيق للغاية،فهذه العقدة كما سنرى رافقت الخلق منذ خلق أبينا آدم عليه الصلاة والسلام وستظل إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، وسنتعرض لتاريخها من البداية إلا يومنا هذا من الحديث عن تفاصيل أعراضها وتشخيصها أول ما نشأت هذه العقدة عند إبليس قبحه الله،أمره رب العزة جل شأنه بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام فأبى واستكبر،فنلاحظ أولاً بأن إبليس عارض النقل بعقله الفاسد،فالنقل هو أمر الله بالسجود،واغتر بكثرة عبادته ومكانته يومها ،وظن بأنه خير من آدم ومن الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأنهم سمعوا وأطاعوا الأمر الإلهي وأن عقله وكثرة عبادته مبرر لرفضه وخروجه على أمر الله تبارك وتعالى،فكانت النتيجة لعنة الله عليه وإقصائه إلى يوم الدين،فتحرك في داخله الحسد والحقد والأنانية على آدم عليه الصلاة والسلام وذريته فأراد أن يستدرجهم بكل الوسائل إلى صفه إلى يوم الدين ونشر الفتن والفساد في الأرض والإباحية والكفر والإلحاد والعياذ بالله،وترافق كل هذا مع شعور داخل نفس إبليس بالمظلومية والشعور بالاضطهاد وهضم حقه المخلوقات المكلفة التي هي الإنس والجن على ثلاثة أقسام:الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،المغضوب عليهم وهم اليهود كما في التفاسير، والسر وراء ذلك أنهم ضالون مضِلُّون، والضالون وهم كما في التفاسير النصارى، والسر وراء ذلك هو أنهم انقادوا لأكاذيب اليهود وتضليلهم ولم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق،وحتى من كان في أمة محمد صلى الله عليه و سلم ،فمن عرف الحق وكتمه وأظهر الباطل وضلل الخلق فهو متشبه باليهود،ومن آمن على عمى بكل شيء وأطفأ سراج عقله وقلبه عن الحق واتبع كل ناعق ينعق فهو متشبه بالنصارى . ثم انتقلت إلى قابيل ابن آدم عليه الصلاة والسلام،فلقد شعر بأن أباه هضم حقه في أخته التوأم وأنه أحق من أخيه هابيل في أخته وخرج على أمر أبيه آدم عليه الصلاة والسلام،فكانت النتيجة أنه سفك دم أخاه وتزوج من أخته بشكل غير شرعي وهرب معها وممن عانى من المظلومية والشعور بالاضطهاد أخوة يوسف عليه الصلاة والسلام،فلقد ظنوا بأن أباهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ٍقد ظلمهم وهضم حقهم بتفضيل ولده يوسف عليه الصلاة والسلام عليهم،فكانت النتيجة كما نعرفها من سورة يوسف في القرآن الكريم وممن عانى من المظلومية هم بني إسرائيل،فلقد خرجوا على أوامر الله ونقضوا عهوده عروة عروة وكابروا واستكبروا وعاندوا وكفروا وأشركوا ووصل بهم الأمر إلى طلب رؤية الله جهرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وساهم تشردهم في التيه وغير التيه على مر العصور على يد نبوخذ نصر وغيره في تكريسها وفي عصرنا الحالي ساهمت عقدة الهيليوكوست في تعزيزها،والهيليوكوست هي الأفران النارية التي كان النازيون يستخدمونها لحرق اليهود،ونلفت النظر إلى أن المؤرخين لازالوا إلى يومنا هذا في حيرة فيما إذا كانت الهيليوكوست حقيقة أم كذبة مختلقة منهم لكسب الدعم العالمي لهم،وانتقلت بعدهم إلى سبينوزا الفيلسوف اليهودي،فلقد تم تهجيره مع قومه على يد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد فراغهم من الموحدين أبناء الأندلس عند سقوط الدولة الإسلامية، ونراها في فلسفته وفلسفة كارل ماركس مؤسس الشيوعية الذي احتذى حذو سلفه سبينوزا،وزاد في الطين بلة كما هو معروف فقر كارل ماركس وفشله الدراسي وموت ابنتيه منتحرتين ،ونجد الشيوعيين تحت مبدأ"الأرض للفلاح والمعمل للعامل"يأخذون مالاً ليس من حقهم، ويسفكون دماءاً محرمة عند الله،بل ويتعدى ذلك باتهام الأغنياء على وجه العموم دون الاستثناء بأن هذا الأموال ليست من حقهم على الإطلاق وأنها من حق الشعب والعامة ولا بد لنا من لفتة مهمة في شخصية أهل المظلومية،فإنهم وإن استلموا مواقع قيادية في المجتمعات فهم دائماً وبشكل مستمر،أنانيون،حسودون،يحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم إلى أبعد الحدود،يعتمدون على مبدأ إما أنا وإما أنت،يفسدون بقصد الإصلاح،أنانيون إلى درجة قد تصل بهم كما سنرى إلى ارتكاب الأفعال المشينة وإلصاقها بالطرف الآخر البريء وممن عانى من المظلومية أيضاً النصارى،فعقيدتهم أن محمداً صلى الله عليه و سلم _ وحاشاه _ ملك سلطه الله على رقاب الملوك والنساء وأن أتباعه كذلك سفاحون شهوانيون يريدون السيطرة على العالم باسم الفتوحات ونشر التوحيد،والنصارى واليهود أيضاً خالفوا المنقول بمعقول ساداتهم وكبرائهم،وهذا لا يتوقف على رفضهم القرآن الكريم،بل خالفوا حتى كتبهم المقدسة التي يدعون بأنها كلمة الله،والشيوعيون أيضاً خرجوا على الكتب السماوية باسم التجديد وبث الإبداع وإحياء الفكر والعقل والمنطق،وسفكوا الدماء المعصومة واستباحوا الأعراض والأموال بغير الحق واستكبروا وعلوا في الأرض علواً كبيراً،ونضيف أيضاً عاملاً مهماً في نفسية أهل المظلومية وهو المادة والشهوات،فدافع قابيل كان شهوته وماديته كما هو معروف بالبديهة، ودافع الشيوعيين هو المادة التي هي صلب عقيدتهم ومتعلقها كما هو معروف أيضاً، ودافع اليهود كذلك الأمر،ويكفي لنعرف أثر المادة على نفسية اليهود بأن نقرأ ترجمة كلمة يهودية إلى الإنكليزية"Jewish"ولنقرأ ترجمة كلمة مجوهرات إلى الإنكليزية أيضاً"Jewelry"فشهوة الملك والاستعلاء والنساء وحب الدنيا وغيرها من الدوافع ،بالإضافة إلى مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة"أودى بكل هؤلاء إلى أحضان إبليس فضلوا وأضلوا وأفسدوا في الأرض بقصد الإصلاح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. و المؤمن يعيش في الدنيا و قلبه معلق بالله و الدار الآخرة ، و من ابتعد عن المنهج الرباني سيسقط حتماً في نار الشهوات سواءاً كانت رفعة في الدنيا مثل فرعون ، أو مالاً مثل قارون ، أو شهوة النساء و البنين و غيرها . و ممن عانى من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد : الخوارج التكفيريون ،و لننظر إلى أول خارجي بعد بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم،تأملوا هذا الحديث من صحيح البخاري:" قال أبا سعيد الخدري بينا النبي صلى الله عليه و سلم يقسم ذات يوم قسماً ، فقال ذو الخويصرة ، رجل من بني تميم : يا رسول الله اعدل ، قال : ( ويلك ، من يعدل إذا لم أعدل ) . فقال عمر : ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : ( لا ، إن له أصحاباً ، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية)لاحظوا الدافع المادي عند ذي الخويصرة،ثم لاحظوا شعوره بالمظلومية و الاضطهاد،ثم لاحظوا رد عمر رضي الله عنه عليه لتعلموا خطر هؤلاء القوم،ولاحظوا أيضاً بأنه ومن يأتي بعده كثيروا العبادة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا،يحسنون الظن بأنفسهم لدرجة أنهم نصبوا أنفسهم حكاماً على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم،يسيئون الظن بغيرهم لدرجة أنهم أباحوا لأنفسهم تفجيرهم وقتلهم رجالاً ونساءاً ،شباباً وشيوخاً وأطفالاً،وكل هذا "في سبيل الله وإعلاء كلمة التوحيد على حد زعمهم"،ولقد قال أحد علمائنا الأفاضل على قناة الأثر الفضائية و هو يعلق على حديث تحريم الأكل والشرب في أواني الذهب بقوله :"ولعل الحكمة في هذا التحريم والله أعلم،هو الحرص على ألا تنكسر قلوب الفقراء،ولقد نشأ رؤوس التكفير في العالم في أحياء يسكنها أغنياء مسرفون،وأنا أعرفهم بأسمائهم وأماكن سكنهم". و ممن عانى من عقدة المظلومية هم المجوس ، و من كان في جذورهم من الوثنيات، و من جاء من بعدهم من الرافضة و المعتزلة و الأشاعرة ، و انتهاءاً بطائفة معاصرة يتسمون بـ: العقلانيين " لكن من هم هؤلاء العقلانيون؟ المسألة بحاجة لشيء من التفصيل أيضاً: يقول أحد الكتاب : راقب أفكارك فإنها ستصبح أفعال راقب أفعالك فإنها ستصبح عادات راقب عاداتك فإنها ستصبح طباع راقب طباعك فإنها ستحدد مصيرك الاكتشافات العلمية مؤخراً أكدت على أن القلب مركز للتعقل و أن عمل الدماغ مثل معالج الحاسوب و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ، تصديقاً للآية الكريمة: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} فالعقل مثله مثل باقي الجوارح ، فكما أن الجوارح إذا تُرِكَت بدون إرشاد و توجيه و تنظيم تحولت إلى الفساد مثل السرقة و الفواحش و الإسراف في الطعام ،كذلك فإن العقل بحاجة لتنظيم و إدارة و توجيه ،فما هو السبيل إذاً لإصلاح القلوب؟ قال أحد العلماء: لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلاً ولا تفصيلا كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا و قال آخر : علم العليم وعقل العاقل اختلفا من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرفا فالعلم قال:أنا أحرزت غايته والعقل قال:أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصاحاً و قال له بأينا الله في قرآنه اتصفا ؟ قأيقن العقل أن العلم سيده فقبّل العقل رأس العلم وانصرفا ،لقد عبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الفكرة بكلمة نية فقال في الحديث الذي افتتح به الإمام البخاري رحمه الله صحيحه: { الأعمال بالنية ولكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه} بمعنى أدقّ،نحن موقنون بأن هذه الدنيا إلى زوال، و في الحقيقة،الدنيا تطلب الهارب، و تهرب من الطالب، فإذا سكنت القلب فلن تنالها اليد، و إذا سكنت اليد فالقلب لا يَعْمُرُهُ إلا توحيد الله و الدار الآخرة ،و لنضع نُصْبَ أعيننا مقولة ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عَقِلَ منها،كذلك فإنه ليس للمرء من حياته إلا ما كان لله}و لقد عبر ابن القيم عن الفكرة بمصطلح "الخطرة" فقال – و ما أحسن ما قال:{ثم الخطرات بعد أقسام تدل على أربعة أصول: خطرات يستجلب بها منافع دنياه و خطرات يستدفع بها مضار دنياه و خطرات يستجلب بها مصالح آخرته و خطرات يستدفع بها مضار آخرته} . لقد ذكر لنا إمامنا و قرة أعيننا أربعة أنماط من التفكير الإيجابي . و لكن ما هي آلية ضبط التفكير و توجيهه و تنميته بشكل إيجابي و تجنب التفكير السلبي؟ هل نحن بحاجة للتبحر في الفلسفة و علم النفس و الاجتماع ، أو ما يُعرَفُ اليوم بالبرمجة اللغوية العصبية ، و مهارات التفكير؟ هذا ما سنعرفه في المباحث القادمة إن شاء الله . يتبع إن شاء الله ....
|
#2
|
|||
|
|||
الفكر إما أن يكون إسلامياً،و إما أن يكون غير إسلامي،ليس مدار حديثنا الفكر الغير إسلامي سواءاً كان من الملاحدة أو اليهود أو سواهم،لسبب بسيط،ألا وهو أن هؤلاء صادقين،فالصادقون نوعان،و الكاذبون نوعان سنعرفهم واحداً واحداً عن طريق سورة الفاتحة التي هي أم القرآن ،قوله تبارك و تعالى :"صراط الذين أنعمت عليهم "هم النبيون صلوات الله عليهم و تابعوهم بإحسان إلى يوم الدين .
،فالصادق الأول من يتعامل مع الوحيين المطهرين بصدق و حق عقيدةً و عبادةً و أخلاقاً و معاملات،و الصادق الثاني هو الكافر لأنه صريح في كفره،و هذا الكافر إما أن يكون من المغضوب عليهم و هم اليهود و من انتهج نهجهم كما في التفاسير،و إما أن يكون من الضالّين و هم النصارى و من انتهج نهجهم كما في التفاسير، و ميزة اليهود هي الظلم و الاستكبار في الأرض بغير الحق لدرجة أن عقيدتهم قائمة على أنهم فوق و باقي الناس حيوانات على صورة بشر وجدت لخدمتهم كما نعلم من النجمة الموجودة على العلم الصهيوني فهي مثلثان ، الأول إلى فوق ، و الثاني إلى تحت،و ميزة النصارى هي الجهل،فمن لديه اطلاع على كتابهم المقدس فسيجد فيه تناقضات مخيفة،و جهلهم هو إطفاء سراج العقل على مبدأ:"صدق و أنت أعمى" و من أراد الوقوف على شطحات الكتاب المقدس لدى النصارى فليتفضل غير مأمور بالاطلاع على هذا الموضوع : http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=112140 و لا بأس من ذكر جانب من عقيدة اليهود لنقف على ما ذكرناه من شأنهم ، لليهود ثلاثة كتب: الأول هو العهد القديم ، و الثاني هو التلمود ، و الثالث هو بروتوكولات حكماء صهيون ،العهد القديم جزء من الكتاب المقدس، حيث يؤمن النصارى بكل من العهدين القديم و الجديد، و يؤمن اليهود بالعهد القديم دون الجديد، و الآن سنأتي بنصوص من التلمود الذي هو ثاني كتاب مقدس عند اليهود : ينقسم التلمود إلى ثلاثة أقسام يسمى كل منها :" سيداريم " و كل سيداريم يقسم إلى أقسام أصغر تسمى "تراكتا" و كل تراكتا تقسم إلى أقسام أصغر تسمى "فوليو" و فوليو تعني صفحة . جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 58 ب: "اذا غير اليهودي ضرب يهوديا فان غير اليهودي يستحق القتل" جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 57 أ: "لايجب علي اليهودي دفع الاجر لغير اليهودي الذي قام له بعمل ما" و جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 58 ب: "غير اليهودي الذي يستريح يوماً فإنه يستحق القتل لأنه مكتوب ليلاً ونهاراً يجب الا يستريحوا" جاء في تراكتا بابا كاما فوليو 113 أ: "يمكن لليهودي ان يستخدم الاكاذيب ذريعة لمراوغة غير اليهود" جاء في تراكتا ياباموث فوليو 98 أ: "أبناء غير اليهود حيوانات " جاء في تراكتا أبودازارا فوليو 36 ب: "بنات غير اليهود قذرات منذ مولدهن" جاء في تراكتا أبودازارا فوليو 22أ : "غير اليهود يفضلون ممارسة الجنس مع الأبقار" جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 106أ: "أم المسيح - و حاشاها - كانت عاهرة وهي ابنة اميرة كانت تمارس البغاء مع النجارين" و جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 34 أ: "المسيح وتلاميذه كانوا يمارسون السحر الاسود وكانوا حلفاء لغير اليهود لكي يبدلوا الدين اليهودي" و جاء في تراكتا جيتين فوليو 57أ: " المسيح - و حاشاه - في جهنم يسلق في البراز الحار" و جاء في تراكتا روش هاشانا فوليو 17أ: " الذين يرفضون التلمود سيخلدون في الجحيم" و جاء في تراكتا شاباث فوليو 116أ: " يجب على اليهود تدمير كتاب العهد الجديد" و كتاب العهد الجديد هو النصف الآخر من الكتاب المقدس يؤمن به النصارى و لا يؤمن به اليهود . جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 55ب: "يجوز لليهودي الزواج من طفلة عمرها 3 سنوات" جاء في تراكتا سنهدرين فوليو 54أ: "يجوز لليهودي ممارسة الجنس مع طفل عمره أقل من 10 سنوات" جاء في تراكتا ياباموث فوليو 59ب: "اليهودية التي تمارس الجنس مع وحش أو شيطان يحق لها الزواج من كاهن يهودي" قلنا إلى الآن،إن الصادقين نوعان،المؤمن بحق،و الكافر بحق،لكن هنالك نوعان من الكاذبين هم :" المنافقون" سنفهم الآن لماذا هم قسمان،و لماذا صرّح الوحيان المطهران أنهما :{ في الدرك الأسفل من النار } . القسم الأول هم المنافقون المغضوب عليهم،و ميزة هؤلاء هو الاستكبار على باقي المؤمنين بغير الحق، و مثالهم :"علماء الرافضة" في استغلالهم لعوام الرافضة بنهب خمس أموالهم بالباطل،و التمتع ببناتهن دون السماح لعوامهم بالتمتع بقريباتهن ،يعني بنت :"السيد" عند الرافضة لا يحق لعامتهم أن يتزوجها للمتعة ،و قلنا بأنهم كاذبون لأنهم يتحدثون باسم الإسلام الذي أكد أنه لا فضل لعربي على عجمي و لا لسيد على خادم و لا لغني على فقير و لا لأبيض على أسود و لا لجميل على قبيح إلا بالتقوى،و أن اليهود صادقون لأنهم صريحون بأنهم فوق،و باقي الناس حيوانات على صورة بشر وجدت لخدمتهم ،هذا عن القسم الأول من الكاذبين الذين نذروا أنفسهم لإخراج الناس إلى عبادتهم تحت مسمّى إخراج الناس إلى عبادة رب العباد ،و لقد مدح الله عباده الصالحين بقوله : {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} باختصار شديد،بقدر ما يخفض المرء جناح الذل من الرحمة لوالديه و للمؤمنين و المؤمنات، بقدر ما يكون عزيزاً على الكافرين القسم الثاني من الكاذبين هم المنافقين الضالّين، و مثالهم عوام الصوفية الذين يتبركون بمشايخهم و يسجدون عند قبورهم دون أن يتحرّوا سبيل الرشاد ،و قلنا بأنهم كاذبون لأنهم يتحدثون باسم الإسلام،و الإسلام براء من هذه التهمة،و لنا أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه جلس الليالي في غار حراء بعبادة التفكر المهجورة،و الله تبارك و تعالى مدح عباده بقوله: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار }هذا عن التفكر في الآيات الكونية، {وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون }و هذا عن التفكر في آيات الرحمن في خلق الإنسان،{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و هذا عن التفكر في الآيات الشرعية، بل و أغلظ رب العباد جل شأنه في مواضع كثيرة على المشركين بأنهم دائماً يرددون عبارة :{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ، فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } و قولهم " وجدنا آباءنا " مداره على العادات و التقاليد التي وقفت حاجزاً دون تطبيق الوحيين المطهرين و إعمال الفكر للوصول إلى الحق و سبيل الرشاد، و قلنا بأن النصارى صريحون بإطفاء سراج العقل و اتباع قساوستهم في أمور يشيب لها الولدان ليس المقام هنا للحديث عنها و من هذا المنطلق نفهم لماذا توعد الله المنافقين جميعاً بـ:" الدرك الأسفل من النار" لأنهم في الحقيقة يعيشون في نار الدنيا من غياب طمأنينة القلب و سكينته و الصدر الضيق الحرج فضلاً عن نار الحقد و الحسد تجاه المؤمنين . و لنتدبر معاً مقولة عمر و أرضاه:{ أتدرون من هو أخسر الناس؟} قالوا :{من ؟} ، قال :{ الذي باع دينه بدنياه ، أتدرون من هو الأخسر منه}،قالوا :{ من ؟} ،قال :{ الذي باع دينه بدنيا غيره} . و من هنا نفهم لماذا رفضت الجبال التكليف :{ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} لنتدبر قوله تبارك و تعالى :"ظلوماً جهولاً" فالظلم ميزة اليهود المستكبرين و من انتهج نهجهم من منافقي أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و الجهل ميزة النصارى المُضَلَّلين و من انتهج نهجهم من أمة محمد صلى الله عليه و سلم . لنتذكر معاً مقولة لعلي رضي الله عنه و أرضاه : { الناس ثلاث: عالم رباني ، و متعلم على سبيل النجاة ، و رعاع همج يسيرون خلف كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجأوا إلى ركن وثيق} فالمنافق: الشخص الوحيد الذي يحسب أن كل صيحة عليه ،فبقدر ما تكون قلوبنا و أصحابنا و صفوفنا و عقيدتنا و أخلاقنا و معاملاتنا قريبة من أهل بدر رضوان الله عليهم،بقدر ما نكون بعيدين بإذن الله تعالى عن أحفاد عبد الله بن أبي بن سلول أياً كانوا ،فكما أن ابن سلول انسحب من موقعة بدر الكبرى،يوم الفرقان، و عوض الله فريق المؤمنين بالملائكة بقيادة جبريل عليهم الصلاة و السلام جميعاً، كذلك فذريته سواءاً كانوا من الخوارج التكفيريين أو الرافضة أو النصيرية أو الدروز أو الأشاعرة أو الصوفية أو البهائية أو القاديانية أو العلمانيين أو الفساق مرتبكوا الكبائر أو المصرين على الصغائر ،يعملون جميعاً كمعاول هدم للأمة الإسلامية إلا أن يتوب الله عليهم . و الرافضة: أَكُفُّ خنجرٍ مخبوءٍ ،تحت رداءٍ،دُسَّ في صف الصلاة . كان كل ما ذكرناه أعلاه مقدمة لا بد منها للبدء بموضوعنا حول ما يسمى بـ:"الفكر الإسلامي" قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :{ من خَدَعَنَا باللهِ خُدِعْنا له} و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :{إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافَ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ} سنطرح سؤالاً مهماً،هل يصح أن نقول بأن الإسلام فِكر،أو أن نقول:"الفكر السلفي" ؟علماً بأن عبارة :"الفكر السلفي" متداول بشكل كبير . الجواب :هذا كله باااااااااطل، الوحي كله سواءاً كان :التوراة الصحيحة في زمان موسى عليه الصلاة و السلام،و الإنجيل الصحيح في زمان عيسى عليه الصلاة و السلام،و القرآن و صحيح السنة في زماننا،كله من عند الله، و رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يأتِ بشيء من الإسلام من عنده : { و ما ينطق عن الهوى ،إن هو إلا وحي يوحى } . و الصواب أن نقول:"المنهج السلفي" و العقل يستخدم لفهم النقل و لا تعارض بينهما، و سنكتشف معاً حقيقة هؤلاء الذين يتسمون بالعقلانيين و سنكتشف جنايتهم على عقول البشرية و قلوبهم و نحكم بأنفسنا. كانت بداية هذا التيار مع طائفة عُرِفَتْ باسم البرامكة، والتي نشأت صالحة وكانت شخصياتها الأولى معروفة بالزهد والورع والتقوى والصلاح،لكن المجوسية المزدكية الشعوبية ما لبثت أن اخترقتهم لبث سمومهم بشكل يتوافق ظاهراً مع عقائد وشرائع الموحدين مستغلة قرب البرامكة من بلاط هارون الرشيد وحسن ظنه بهم،لكن الرشيد رحمه الله تعالى،والذي وصلت دولة بني العباس في عهده إلى ذروة المجد والحضارة والتقدم العلمي والازدهار الاقتصادي وانتشار رقعة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، سرعان ما اكتشف أمرهم وأبادهم عن بكرة أبيهم واستأصل شأفتهم ،مما دفعهم فيما بعد إلى تشويه صورته تاريخياً بتصويره بمظهر الماجن الفاسق اللاهي العابث مع صاحبه أبي نواس الذي لم يكن في الحقيقة صاحبه ولا نديمه بل كان يتمنى ذلك ولم ينله حتى آخر أيام حياته حيث تاب إلى الله وأقلع عن المجون والشعر الفاحش،وإلى يومنا هذا ما تزال صورة هذا الخليفة الرشيد الذي كان يحج عاماً ويغزو عاماً،و الذي كان يزور قبره في كل ليلة،مشوهة في كتب التاريخ وبأقلام كتاب يعتبرون أعلاماً ومنارات لمن جهل حقيقتهم،نذكر منهم المدعو جرجي زيدان النصراني الماسوني في كتابه :"العباسة أخت الرشيد" . و جرجي زيدان معروف لدى النقاد بأنه أكثر من زيف وحرف وشوه التاريخ عامة والإسلامي خاصة من صدره إلى آخره، ،و الغريب في أمره رغم أنه نصراني إلا أنه كان حريصاً في كتاباته على نصرة الرافضة على أهل السنة و خصوصاً في كتابه المسمّى:"غادة كربلاء". وهذا لا نخشى منه لأنه نصراني وليس بعد الكفر من ذنب ،ولكن الخشية من غيره ممن يعتبرون في صفوف الموحدين ،نذكر مثالاً عليهم المدعو طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي، وهو في الحقيقة لا علاقة له بالأدب ولا حتى بالعروبة،ولا يتسع هذا المقام لذكر مآثر هذا المتنصر الحاقد لأنها كثيرة و ما يهمنا في مقامنا هذا "حديث الأربعاء"في كتابه هو أنه صور العصر العباسي على أنه كان عصر شكٍّ ومجون وإباحية ،معتمداً في ذلك على قصص أبي نواس وحماد عجرد والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب وإبان بن مروان بن أبي حفصة وغيرهم من المجَّان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وأما عن شعوبية هذا الذي يُلقب بـ"عميد الأدب العربي "فهو الذي أحيا الفرعونية بقوله في كتابه المسمى ( في الشعر الجاهلي) : "إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ،ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"حاشا لأهل أرض الكنانة مصر و شعبها الطيب من هذا الكلام،و الفرعونية تتضمن النفاق و السحر و الماسونية و الجاهلية و الاستكبار في الأرض بغير الحق ،و سنتعرض للحديث في مباحث أخرى إن شاء الله عن تفصيل المنظمة الماسونية العالمية و اختراقها لأمتنا الإسلامية و العالم أجمع بما فيه بلدنا الغالي سوريـا بالتوثيق و الصوت و الصورة . يتبع إن شاء الله ....
|
#3
|
|||
|
|||
لكن هنالك لفتة مهمة، قلنا بأن الطائفة المزدكية اخترقت البرامكة،فما
هي المزدكية إذاً؟أود أن ألفت النظر إلى أن كارل ماركس ليس أول من نادى بالشيوعية ،فلقد سبقه إليها مزدك ،و المزدكية وثنية من جذور المجوس،يقول الشهرستاني رحمه الله في كتابه "الملل والنحل" في حديثه عن عقيدة المزدكية : "كان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة : الماء والأرض والنار ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى : قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص : موبذ موبذان والهربذ الأكبر والأصبهيد والرامشكر" وكما نلاحظ فإن القاسم المشترك الأكبر الأول بين مزدك وماركس هو أنهما نظرا إلى مشاكل البشرية من نزاعات وقتال فاقترحا حلاً لها ألا وهو جعل النساء والأموال مشاعاً وشركة بين الناس،ونتحدث عن مشاع المال أولاً لأننا نتحدث عن المادة التي تشكل عمود فلسفة ماركس وفكره كما هو معروف،وكذلك الأمر بالنسبة لجمهورية إيران الصفوية وبالذات في قضية الخمس،فهم يأخذون الخمس عنوة مستدلين بالآية التالية:{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا} تدبروا كلمة "غنمتم" في الآية ، رؤوس الرافضة يأخذون الخمس من العوام على أنه "غنيمة"كما هو واضح في الآية،وبديهي أن الغنيمة لا تؤخذ إلا من جيش الكفار،يعني هؤلاء يعاملون عوام الإمامية في العالم معاملة الجيش المسلم للجيش الكافر!والسر في ذلك هو أن الدولة الصفوية الإيرانية واسعة الأحلام والتطلعات و إماكنياتها أقل من ذلك فلا بد لها من الاعتماد على مصدر آخر غير ثرواتها،هذا عن مادية الرافضة،وكما هو معروف عن الشيوعية فهم ينادون بالاشتراكية وبمبدأ(الأرض للفلاح والمعمل للعامل) ،هذا عن مشاع المال عند المزدكية و الرافضة و الشيوعيين .. أما بالنسبة لمشاع النساء الذي هو القاسم المشترك الآخر ،فإن الإباحية المكشوفة القبيحة التي غزت الاتحاد السوفييتي أمر معروف،والجدير بالذكر أن كارل ماركس اشتهرت عنه مقولة إبليسية ألا وهي: "إن الإسلام أكذوبة،وإن الله خرافة،وسأعلم ابنتي كيف تكون عاهرة،وسأعلم ولدي كيف يكون ماجناً" وبالمثل فلقد استفحلت الإباحية باسم الدين وآل البيت الأطهار حتى يومنا هذا في إيران باسم المتعة وما يتعلق بها من أمور يندى لها جبين كل من لديه أدنى ذرة من إيمان أو حياء أو مروءة ،هذا عن مشاع النساء عند مزدك و غيره . وهناك قاسم مشترك أيضاً بين المزدكية والشيوعية نستنتجه من النص السابق هو الدموية والإجرام في عقيدة مزدك من النص السابق:" أنه يجب قتل الأنفس لتخليصها من الشرور والظلمة" التي هي جزء من كل إنسان،فكل إنسان على وجه الأرض له قرينان،قرين يأمره بالخير وهو ملاك،وقرين يأمره بالشر وهو الشيطان،فبناءاً على كلامهم وعقيدتهم سيكون القتل وسفك الدماء بشكل عشوائي وهو مشهود وموثق تاريخياً في الشيوعية المعاصرة المتمثلة بالثالوث الإبليسي(ماركس،ستالين،لينين) التي لا يتسع المقام لتبيان جرائمها بحق البشرية عامة،و بحق الموحدين على وجه الخصوص،فلقد ذبحوا في إقليم تركستان التابع للصين وحده أكثر من مليون وثلاثمئة ألف موحد،فضلاً عن باقي بقاع الأرض فلقد اندفعوا بكل حيوانية ووحشية وهمجية إلى ذبح وتعذيب وحصار الملايين من الموحدين رجالاً وشيوخاً وشباباً ونساءاً وأطفالاً حتى انهار الاتحاد السوفييتي ولله الحمد من قبل ومن بعد، و كلنا نرى ما يفعله حزب البعث في سوريـا ،و الذي هو نسخة معدلة عن الحزب الشيوعي،والدموية موجودة أيضاً عند اليهود وعند الرافضة عبر العصور وإلى يومنا هذا أيضاً و نحن نعلم ما فعله و يفعله جيش المهدي و فيلق الغدر بأخواننا أهل السنة في العراق ،و ما فعله حزب الشيطان في لبنان . و هنالك قاسم مشترك آخر بينهم ألا و هو الوثنية، وثنية مزدك، و وثنية الرافضة في غلوهم بأئمتهم الاثني عشر ، و وثنية الشيوعيين الذين يسجدون و يركعون عند ضريح لينين رغم ادعائهم أنه :" لا إله في الوجود " . ثم جاء بعد الرشيد ولده الخليفة الأمين رحمهما الله، ثم أخوه المأمون ابن الفارسية، و نحن لا نتنقص المأمون إلا لأمور لا أدري إن كان قد فعلها عن قصد أو غير قصد، لقد أمر بترجمة كتب الفلسفة و علم الكلام ،و لنتذكر معاً بأن كلمة فلسفة يونانية ، و أن كلمة :"فيلو" محبة ،و كلمة "صوفيا" تعني الحكمة، و لنتذكر معاً أن أصل نشأة الصوفية أربع روايات :فمنهم من قال بأن أصلها من الصوف لأنهم كانوا يلبسونه تقشفاً وزهداً في الدنيا، ومنهم من قال بأنهم منسوبون لأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين والأنصار الذين كانوا يجلسون عند الصفة في المسجد النبوي،ومنهم من قال بأنها نسبة إلى صفاء النفس وتخليصها من الشوائب والشهوات،وما يهمنا أن هناك مقولة تقول بأنها مأخوذة من كلمة صوفيا ،ونحن نعلم بأن مصطلح الفلسفة عبارة عن كلمتين هما فيلو ، وصوفيا،وأن فيلو باليونانية تعني المحبة،وصوفيا تعني الحكمة ،هذا عن منشأ الصوفية، نحن نعلم جميعاً أن بدعة خلق القرآن قد نشأت في عهد المأمون كنتيجة لانتشار علم الكلام ،و نعلم جميعاً ما حدث في التاريخ لعلماء أهل السنة و على رأسهم أحمد بن حنبل رحمه الله نتيجة لهذه البدعة،لقد سجن لمدة عامين، و تم جلده أمام تلامذته و هم يبكون، و تم إعدام آخرين، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . و لنقرأ التاريخ بعد المأمون،كيف انحدرت الأمة الإسلامية و تأخرت عن ركب الأمم، فصارت لعبة بيد الصليبيين تارة، و بيد المغول تارة، و بيد دولات استقلت عن بني العباس مثل الدولة الحمدانية و البويهية الرافضيتين، و الدولة الباطنية الدرزية التي تسمّت بالفاطمية في أرض الكنانة مصر، يقول ابن كثير رحمه الله في تأريخه لسنة ثلاثمائة و سبعة و أربعين للهجرة في كتابه " البداية و النهاية : {وقد امتلأت البلاد رفضاً وسباً للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسان وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا وكذلك الحجاز وغيره وغالب بلاد المغرب فكثر السب والتكفير منهم للصحابة وفيها بعث المعز الفاطمي مولاه أبا الحسن جوهر القائد في جيوش معه ومعه زيري بن هناد الصنهاجي ففتحوا بلادا كثيرة من أقصى بلاد المغرب حتى انتهوا إلى البحر المحيط فأمر جوهر بأن يصطاد له منه سمك فأرسل به في قلال الماء إلى المعز الفاطمي وحظي عنده جوهر وعظم شأنه حتى صار بمنزلة الوزير وممن توفي فيها من الأعيان} و في نهاية المطاف، سقطت و جاء الحكم العثماني الإسلامي الذي كان في بدايته أيضاً له صولة و قوة وصل الإسلام في وقتهم إلى أبواب فيينا، و ما لبث أن توقف نتيجةً لتآمر الدولة الصفوية التي كانت في أول ظهور لها، حتى قال أحد المستشرقين: " لولا الصفويين في إيران، لكنا اليوم في بلجيكا و فرنسا نقرأ القرآن مثل الجزائريين" . و هنا يبدأ بنا المطاف بالتعريف بالغزو الفكري للأمة الإسلامية لأنه بدأ عند هذا التاريخ و كل من الشيوعيين و المجوس و من كان في جذور المجوس من المزدكية و غيرها و من جاء بعدهم من الرافضة و المعتزلة و الأشاعرة عانوا كما ذكرنا في مباحث سابقة من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد ، و بالنسبة للمعتزلة فقولهم ببدعة خلق القرآن وحده يكفي،لأن الخالق لا يخطئ والمخلوق يخطئ ويصيب،وكل مخلوق يموت والله حي لا يموت،ثم يناقضون قولهم بإقرارهم بأن القرآن كلام الله . لكن يبدأ التأصيل من تاريخ دخول الاستشراق،أول دعوة استشراقية جاءت على لسان شخص يدعى البارون دويتز سنة 1664م حيث طالب بإنشاء مدرسة يتعلم طلابها التبشير – أو بالأحرى التنصير- باللغات الشرقية ،و ترجع جذور الدعوة التنصيرية إلى صدر النصرانية كما قال المؤرخ :"أدوين بلس" لكن كتائب الدعوة التنصيرية غزت العالم الإسلامي على وجه التحديد منذ القرن الرابع عشر على يد رهبان و راهبات الدومينيكان و الفرانسيسكان، و كانت بدايات ظهورها على شكل مدارس و مستشفيات و مستوصفات ،و انطلقت أول دعوة استشراقية على لسان البارون " دو ويتز " في عام 1664م حيث طالب بتأسيس مدارس لتعليم التبشير باللغات الشرقية . في العام 1855 م تم تأسيس جمعية الشبان المسيحيين من الشباب الإنكليز و الأمريكان، و تفرع عنها "جمعية الشبان المتطوعين للتبشير في البلاد الأجنبية" . و كان اليسوعيون قد قاموا بتأسيس مدارس في بيروت عام 1839م و زحلة 1844م و دمشق 1872م و حلب 1873م و انتقلت مدرسة غزير إلى بيروت و تحولت إلى جامعة القديس يوسف (اليسوعية) . في العام 1877م قام صموئيل زويمر بأول زيارة له للخليج العربي،حيث أسس أول إرسالية أمريكية بمساعدة القس جيمس كانتين و قد أنشأ في البحرين عام 1891م أول مركز تنصيري تحت ستار طبي و منه انطلقا إلى مسقط و دبي و الشارقة ،و هكذا توسعت البعثات التنصيرية في عالمنا الإسلامي بأسره كما يقول المؤرخ "أدوين بلس" . فلقد قام البروتستانت المحليون بتشكيل الكنيسة الإنجيلية السورية عام 1848م و ظهر نشاطها في الطباعة و التعليم، ففي عام 1834م قاموا بنقل مطبعة عربية من مالطة إلى بيروت لعبت دوراً مهماً في نشر التراث العربي، و كانت أول مطبعة عربية دخلت هي التي أهدتها روما إلى رهبانية دير قزحيا، كما أنشأت أول مطبعة في حلب 1698م ،تلتها مطبعة الشوير 1732م ،و مطبعة بولاق بمصر 1821م ثم انتقل المُنَصِّرون إلى افتتاح المدارس، و لعل أهم عمل قاموا به هو افتتاح افتتاح الكلية السورية البروتستانتية في بيروت 1866م بمساعي دانيال بلس و التي تحولت إلى الجامعة الأمريكية فيما بعد . و لقد تركز نشاط خريجي هذه المدارس على أمرين رئيسيين : 1 – فصل العرب عن الترك بإحياء فكرة القومية . 2 – تنصير المسلمين . نذكر مثالاً عنهم ابراهيم اليازجي إذ يقول: تنبهوا و استفيقوا أيها العرب * فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب فيم التعلل بالآمال تخدعكم * و أنتم بين راحات القنا سُلُبُ أ لستم من سطوا في الأرض و اقتحموا * شرقاًو غرباً وعزوا أينما ذهبوا فيال قومي و ما قومي سوى عرب * و لن يضيع فيهم ذلك النسب و ما يهمنا هو قوله في هذه القصيدة : صبراً يا أمة الترك التي ظلمت * دهراً فعما قليل ترفع الحجب لنطلبن بحد السيف مأربنا * فلن يخيب لنا في جنبه أرب فما هي القومية التي بقينا ندرسها في مدارسنا سنوات و سنوات ؟ و من أين جاءت؟ و هل هي اختصاص مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وحده؟ أول دخول لها إلى أمتنا الإسلامية كان على يد المفكر المعروف باسم رفاعة الطهطاوي،الذي رافق البعثة المصرية إلى فرنسا،وكان من المفترض عليه كشيخ أزهري أن يحمي شباب البعثة من المؤثرات السلبية للغرب،لكنه بدلاً من ذلك عاد بهذه النزعة العنصرية التي كان من أحد نتائجها شقاء ومظلومية شعب بأكمله ألا وهو الشعب الكردي، بكل بساطة، نتذكر معاً مقولة رسول الله صلى الله عليه و سلم بِمِنًى فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ ، فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، أَلا قَدْ بَلَّغْتُ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ} . " . لكن الأتراك العثمانيين – و السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله على وجه الخصوص – هل كانوا أهل تقوى، أم أهل جور و استبداد؟ و ما هي سلبياتهم ، و ما هي إيجابياتهم؟ هذا ما نعرفه بعد قليل إن شاء الله بالوثائق . يقول الحاخام إسحق وايز- أحد أقطاب الصهيونية الحديثة- : (إن كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس، كان في روحه واجتهاده وعمله ونشاطه وكل ماقام به واعد له أشد إخلاصا لإسرائيل من الكثيرين ممن يتشدقون اليوم بدورهم في مولد الدولة اليهودية)المصدر:[التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية للغادري ص(19)]. خطط هرتزل زعيم المنظمات الصهيونية بجد لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين فقد أخرج كتابا سنة (1895م) تحت عنوان (الدولة اليهودية)، ثم رتب لاجتماع بال سنة (1897م) ضم فيه المنظمات الصهيونية في العالم وانبثق عن هذا المؤتمر (بروتوكولات حكماء صهيون). وفي سنة (1901م) حاول هرتزل مع السلطان عبد الحميد من أجل السماح لليهود بشراء الأراضي التي ليس لها أصحاب في فلسطين،وفي سنة (1902م) حاول هرتزل مع السلطان عبد الحميد، وفي هذه المرة دخل معه -كراسيوس (قره صو) المحامي اليهودي الماسوني وعرضا على السلطان: 1- (150) مليون دينار ذهب إنجليزي. 2- سد ديون الدولة العثمانية. 3- بناء أسطول للدولة العثمانية. 4- بناء جامعة عثمانية في القدس. 5- الدفاع عن سياسة السلطان عبد الحميد في أوربا و أمريكا المصدر:"كتاب مكائد يهودية عبر التاريخ لعبد الرحمن حبنكة ص(284)" ورفض السلطان رحمه الله كما في هذه الوثيقة : يقول (برنارد لويس) -اليهودي- في كتابه (تركياالحديثة): (لقد تعاون الإخوة الماسون واليهود سرا على إزالة السلطان عبد الحميد لأنه كان معارضا قويا لليهود، إذ رفض بشدة إعطاء أي شبر أرض لليهود في فلسطين). وفي سنة (1904م) مات هرتزل ليتولى زعامة الحركة الصهيونية حاييم وايزمن. وفي أيار سنة (1916م) التقى وايزمن مع لينين بحضور الكاتب الصهيوني جاك ليفي في بيت الصناعي اليهودي دانيال شوين في زوريخ، لبحث المخطط الثوري الإشتراكي لتقويض القيصرية ولبحث المخطط اليهودي للشرق، قال لينين لوايزمان : (على نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهود من كابوس ملوك أوربا وحكامها ورفعهم إلى أسمى المراتب في الدولة، وفرض احترامهم وشخصيتهم، وسوف تحقق الثورة للشعب اليهودي المشتت ما عجزت عن تحقيقه لهم الثورة الفرنسية سنة (1789م)، وبعد أن تزول القيصرية وكنيستها من روسيا تقام الدولة الماركسية الإشتراكية على الأسس التي خطط لها لتحقيق أهدافها البعيدة المدى في الغرب والشرق). واقتنع وايزمن بالفكرة وقال للينين: (إن فتح أبواب الشرق واستقرار اليهود في فلسطين يتوقف بالدرجة الأولى على تدمير الإمبراطورية العثمانية. وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد... عمرها أصبح محدودا وانهيارها وشيكا . لا بد من إنشاء دولة يهودية في فلسطين على أسس اشتراكية بعد أن تحقق الثورة الروسية الإشتراكية أهدافها) . المصدر:[دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل للدكتور إبراهيم الشريقي -عضو المجامع العلمية الدولية- ص(17)]. يقول جاك ليفي : (لقد عرفت لينين -في زوريخ حيث عقدت عدة اجتماعات حضرها وايزمن- أنه رجل ثوري مدين إلى تروتسكي بالمكاسب التي حققها، لا يصلح لقيادة أمة شعبهامثقف واعي).المصدر: [دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل ص(18)]. وفي سنة (1920م) أرسلت موسكو إلى فلسطين (فلاديمير جابو تنسكي) اليهودي الشيوعي مهمته تدريب الشباب اليهودي وتشكيل فرق منهم. وقد خصصت الحكومة البلشفية مليون ليرة ذهبية من المال القيصري الذي استولوا عليه لإنشاء مستعمرات في أراضي فلسطين ، ولقد دفعت روسيا (40%) من مجموع الأموال التي قدمت لليهود حتى سنة (1939م) للإنشاء. [دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل ص 18] . فبدأت أجهزة البث تعمل ليل نهار ضد السلطان عبدالحميد، وقد أصبحت القاهرة وباريس أهم مراكز التآمر على السلطان، وأما دعاة القومية العربية فبالاضافة إلى نصارى الشام في القاهرة الذين تولوا توجيه الفكر في مصر كلها فهناك في المركز الآخر في باريس المصدر:يقظة العرب لجورج أنطونيوس (ص 174). سنبدأ الحديث عن الشخصيات التي توصف بالفكرية بالكلام عن المدعو جمال الدين الرافضي الإيراني الذي ادعى تقية أنه أفغاني . يقول هذا المتأفغن:"القرآن القرآن وإني لآسف إذ دفن المسلمون بين دفتيه الكنوز وطفقوا في فيافي الجهل يفتشون عن الفقر المدقـع" المصدر:خاطرات جمال الدين الأفغاني محمد المخزومي (ص:99)، المدرسة العقلية في التفسير (ص:76) وهذا لمن تدبره تصريح بإنكار السنة النبوية المطهرة من أولها إلى آخرها ، و حتى لا نظلمه سنتعرف الآن على جنايته بحق الأسرة المسلمة و المجتمع المسلم ، ألا و هي شبهة تحريم تعدد الزوجات ... قبل أن نتحدث عن هذه الشبهة ينبغي علينا تحديد مصدرها،إنه الغرب النصراني الذي يحرم الزواج بأكثر من واحدة،لكن ثمة سؤال هام،تعدد الزوجات في النصرانية،هل هو محرم أم مباح؟لنقرأ معاً هذه النصوص من كتابهم المقدس: " أحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة … " سفر الملوك الأول 11 1/ ويقول : " وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه " سفر الملوك الأول 11 3 / يعني يا نصارى، قبل أن تصدروا إلينا هذه المصيبة،يلزمكم أولاً أن تثبتوا أنها محرمة عندكم وأن تدركوا أنكم خالفتم كتابكم المقدس على شطحاته وأخطائه الكثيرة . ولا نراهم يفعلون ذلك إلا من باب حسدهم لنا على سعة شريعتنا وجمالها وكمالها مع أننا لا ندعوهم إلا لما هو خير في الدين والدنيا والآخرة وما يحل لهم ما حرم عليهم ويضع عنهم إصرهم ويخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة . وهنا سؤال آخر،هل قام نصارى الغرب أو حتى المتواجدين في البلاد الإسلامية بترويج هذه الدعاية بأنفسهم؟الجواب:لا،لكن كالعادة،دخلت علينا عن طريق المنافقين المندسين بين صفوف الموحدين المغرمين بحضارة الغرب ولم يأخذوا منها وللأسف الشديد غير السلبيات،ولا أعلم أحداً سبق جمال الدين الإيراني الذي ادعى تقيّة بأنه أفغاني في الترويج لهذه المصيبة يقول جمال الدين المتأفغن : { فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة} "قيد من خاف أن لا يعدل بالمرأة الواحدة وترك لمن يخشى أن لا يعدل -حتى مع المرأة الواحدة- عدم الزواج وهذا ما يستنتجه العقل مادام يحمله العاقل ويقول به الحق والعدل" المصدر:منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير (ص 87_ 90) فهم يقولون بأن الله تعالى بعد أن أحل تعدد الزوجات بالآية الكريمة:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ألغى التعدد بآيتين: الأولى: " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " والثانية قوله تعالى: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" ،نقول لكل من صدق هذه الدعاية: الآية الأولى تقول: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ركزوا على عبارة"إن خفتم"حتى يتضح المعنى،وانظروا إلى الآية الثانية: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" سؤالنا الآن،لماذا حملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الأولى على السنة الذي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها،وحملتم عبارة"إن خفتم"في الآية الثانية على المنع والتحريم؟! كلا العبارتان تفيدان لمن تدبرهما تدل على السعة والإباحة ولا إلزام فيهما لمن كان يعرف لغة العرب،فإن قالوا بأن الآية التي تؤكد أنه منع وتحريم هي الآية القائلة: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" نقول لهم،هذه الآية تؤكد المعنى الذي ذكرناه ولا تنفيه على الإطلاق،فكما أن الرجل لا يستطيع أن يعدل تمام العدل بين النساء ولو حرص على ذلك، أيضاً لا يستطيع واحد منا بلوغ تمام الخشوع في الصلاة ولو حرص على ذلك،ولا يستطيع بلوغ تمام الإخلاص المنافي للرياء الذي يحبط العبادات ولو حرص على ذلك،والأمثلة كثيرة في أن كل شخص بعد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يستطيع بلوغ التمام في أي عبادة من العبادات،ولو سلمنا بأنها محمولة على المنع فإنه يتوجب علينا حينها أن تكون صلاتنا حركات وكلمات لا خشوع فيها،وأن تكون أعمالنا كلها رياءاً لا إخلاص فيها،سبحان الله،القرآن يضرب لنا المثل العليا لنقتدي بها وتحفزنا لا لتثبطنا! ومما يؤكد المعنى الذي ذكرناه هو بقية الآية السابقة: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً" طيب لو سلمنا جدلاً بأن الله تعالى نفى العدل ونفى معه التعدد،فهل هذه الآية: "فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة" تخاطب الذي له زوجة واحدة أم لديه زوجة أخرى يخاف أن تبقى معلقة بسبب عدم العدل بينها وبين الأخرى؟ إذاً فلماذا يقول لنا"وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً"؟ والمعنى واضح إن شاء الله،طبعاً لكم أيضاً أن تتخيلوا حجم الضرر الذي يلحق بالمجتمع إذا اقتصر كل رجل على امرأة واحدة،ولكم أن تتخيلوا فوائد التعدد مع الحرص على العدل على قدر المستطاع من تقليل نسبة الأرامل والعنوسة التي انتشرت في مجتمعنا كما لم تنتشر من قبل حتى من خمسين سنة خلت،تبقى مشكلة ربما لا تخرج من قلب أخت من أخواتنا ألا وهي الغيرة من ضرتها وهذا حق ومن فطرة كل امرأة ولا ينكره أحد،فنساء بيت النبوة رضوان الله عليهن كن يغرن من بعضهن البعض،نقول لها،يا أختنا الفاضلة،لو سلمنا جدلاً بأن الرجل لديه دافع تجاه النساء لا سمح الله،فهل الأولى أن يضعه في ستر نساء المؤمنين وتعزيز الأخوة والأرحام في المجتمع الإسلامي ،أم يضعه في حرام وهو الذي يتواجد خارج المنزل وبين الناس والفتن كموج البحر المتلاطم الهائج والمجال مفتوح ؟ومن قال بأن الأديان أصلاً جاءت لتوافق أهواءنا ورغباتنا؟ ألسنا كل يوم نستيقظ لصلاة الفجر من أطيب نوم؟ألسنا في شهر رمضان نمتنع عن الطعام والشراب والنكاح من طلوع الشمس إلى غروبها؟بل إننا في ساحات الجهاد نضحي أرواحنا وأنفسنا ودنيانا من أولها إلى آخرها لقاء جنات عرضها السماوات والأرض . و رغم ما ذكرناه أعلاه ،سنتعرف الآن على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما إذا كانت المرأة تستطيع أن تشترط على زوجها ألا يتزوج عليها و أن تلزمه به أم لا، فلقد ذكر الأقوال واحداً واحداً ثم انتصر لقول الإمام أحمد رحمه الله:إذا تزوج وتسرى كان الأمر بيدها إن شاءت أقامت معه وإن شاءت فارقته لقوله صلى الله عليه و سلم:{ إن أحق الشروط أن يوفي به ما استحللتم به الفروج} ولأن رجلا تزوج إمرأة بشرط أن لا يتزوج عليها فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه و أرضاه فقال :{مقاطع الحقوق عند الشروط} بعبارة أوضح،كل ما أردنا قوله،لا يحق لأحد أن يحل أو يحرم أو أن يقول على الله ورسوله صلى الله عليه و سلمبغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين . ننتقل سوية إلى هجوم هذا المتأفغن على الإسلام بالكلية بقوله في المحاضرة التي ألقاها في فرنسا،أول دولة علمانية في التاريخ وثالث أكبر تجمع يهودي في العالم،و التي وثقتها صحيفة جورنال ديه ديبا" الفرنسية بتاريخ 18 مايو1883م: " وفي الحقيقة إن الدين الإسلامي حاول خنق العلم وسد جميع التطور، ولذلك نجح في سد الحركات الفكرية والفلسفية وطرد الأذهان عن طلب الحقيقة العلمية" وقال:إن المجتمع النصراني الذي تحرر واستقل الآن يتقدم بادي الرأي سريعاً في سبيل التقدم والعلوم بينما المجتمع الإسلامي لم يتحرر إلى الآن من تسلط الدين"، ونلاحظ أنه يبرر إزالة الإسلام بأنه مثل النصرانية الوثنية الغربية،يقف عائقاً دون التقدم العلمي والحضاري،مع أن أي شخص لديه أدنى معرفة واطلاع على العقيدة النصرانية ،يدرك تماماً بأنها جاءت موافقة للرومان الوثنيين الإباحيين من شرك وشذوذ يعجز اللسان عن وصفه مدون في الكتاب المقدس المحرف ،نعم نحن نعلم يقيناً أنه، وباعتراف المؤرخين النصارى الغرب أنفسهم،كانت الكنيسة عائقاً للعلم والبحث العلمي والتقدم ،وأن الحضارة المعاصرة والثورات الصناعية ما قامت إلا بعد ثورتها على الكهنوت النصراني،ونعلم أن الكثيرين ممن قالوا بكروية الأرض وغير ذلك من الاكتشافات العلمية المخالفة للكتاب المقدس تم إحراقهم، لكن هل من المعقول لإنسان لديه أدنى غيرة على الإسلام أن يصدر هذا الحكم عليه ويضعه بجانب النصرانية الوثنية الإباحية المحرفة ويجعله عائقاً للحضارة والعلم مع أن أول كلمة نزلت في القرآن هي "إقرأ"!! لمثل هذا يذوب القلب من كمد.......إن كان في القلب إسلام وإيمانُ بل وطعن هذا المتأفغن في رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقبح صورة بقوله: "القرآن وحده سبب الهداية، أما ما تراكم عليه وتجمع حوله من آراء الرجال واستنباطهم ونظرياتهم، فينبغي ألا نعول عليه كوحي وإنما نستأنس به كرأي" . موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين (1/281 ) واضح كعين الشمس مساواته لتراث رسول الله بكامله من أقوال وأفعال وعقائد وأعمال وجهاد بما يأتي من أي رجل يخطئ ويصيب ويؤخذ به ويرد عليه،سبحان الله،هل ذكر القرآن عدد ركعات الصلاة وكيفيتها!؟، هل ذكر القرآن مقدار الزكاة؟! ولقد رأينا قبل قليل نموذجاً من فهمه للقرآن الذي أفرده بالصحة على حد زعمه الكاذب. وكان يحتضن كثيرا من النصارى واليهود وكان طبيبه الخاص اسمه هارون يهوديا، وقد حضر موته هو ونصراني آخر اسمه (جورجي كونجي) وكان ينزل في لندن ضيفا على مستر (بلنت) البريطاني صاحب كتاب (مستقبل الاسلام)، وعندما حاول الخليفة منع الأفغاني من الخروج من تركيا توسط له السفير البريطاني وخرج. المصدر :كتاب الاسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الإسلامي المعاصر للتوبة) . شاهدوا على هذا الرابط وثيقة انتخاب جمال الدين المتأفغن رئيساً لمحفل كوكب الشرق الماسوني في القاهرة،نذكّر بأن كوكب الشرق هو لقب المغنية التي كانت تسمّي نفسها :" أم كلثوم" هذا من مبلغ خداع الناس بآل البيت الأطهار رضوان الله عليهم وشاهدوا هذه الوثيقة وهي من مراسلاته للماسونيين توضح ثناءه على الآراء الفلسفية الإلحادية الهدامة: شاهدوا أيضاً هذه الوثيقة لصحيفة الأهرام لمظاهر احتفال المحفل الماسوني الذي يرأسه جمال الدين المتأفغن وقتها: يتبع إن شاء الله
|
#4
|
|||
|
|||
ننتقل الآن إلى التلميذ النجيب لجمال الدين المتأفغن، ألا و هو المدعو محمد عبده،كان صديقاً حميماً لكرومر، وصرح كرومر بأن الشيخ عبده سيبقى مفتياً لمصر مادامت بريطانيا فيها، وكان ماسونياً ومن رواد صالون الأميرة نازلي فاضل، ومن تلاميذه: أحمد لطفي السيد العلماني الذي أعلن كفره البواح في صحيفته (الجريدة)، وسعد زغلول. وقاسم أمين صاحب دعوة (تحرير المرأة) وهؤلاء كان لهم أثر عميق في مجرى الأحداث في مصر
المصدر:(كتاب الاسلام والحضارة الغربية فصل الأفغاني ومحمد عبده وكتاب الفكر الإسلامي المعاصر للتوبة) يقول محمد عبده :"و إنا لنرى التـوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتبـاً متوافقة، وصحفاً متصادقة يدرسها أبناء الملتين ويوقرها أصحاب الدينين فيتم نور الله في أرضه، ويظهر دينه الحق على الدين كله" المصدر :الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع وتحقيق محمد عمارة ( 2/363 ) المدرسة العقلية (ص:138 ) محمد عمارة معاصر و له كتاب اسمه (ماركسية الإسلام)! إن من يحاول الجمع بين اليهودية والنصرانية الحالية وبين الإسلام كمن يحاول الجمع بين الظلمات والنور،وبين الظل والحرور،وليته توقف عند هذا الحد،بل هو ومن معه قاموا بتأسيس الدعوة إلى تقارب أهل السنة والجماعة مع الطوائف الضالة من الروافض وغيرهم،ونكتفي بأن نذكر أن محمد عبده قام باختصار كتاب نهج البلاغة المنسوب كذباً إلى علي رضي الله عنه وأرضاه،وهو لم يثبت لعلي رضي الله عنه لا سنداً ولا رواية كما هو معروف عند أهل التحقيق حتى أن أحد العلماء سماه بنهج الحماقة،لكن يجب أن أشير إلى أن الرافضة قد اتخذوا من دعاة التقريب مطية لنشر مذهبهم الذي لم تعد رائحته النتنة تخفى على أحد منا،حيث أن العديد من البلدان الإسلامية فتحت المراكز التي تدعو إلى التقريب ،وقاموا بتكميم أفواه وأقلام المصلحين المخلصين الذين حرصوا على فضح هذا المنهج الإجرامي الإرهابي الهدام،وفي الوقت ذاته لم يسمح المجوس في إيران و إلى يومنا هذا بمركز واحد للتقريب بين السنة والرافضة،بل ولا حتى بأذان أهل السنة في طهران وغيرها من المدن الكبرى في إيران،بل ولا حتى بتعليم وتجويد القرآن،واندفع الرافضة بكل قوتهم لنشر سب الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين ،وهذا هو سر تحول بلاد الرافدين من أغلبية سنية إلى أغلبية مجوسية،ومن هنا ندرك بأن هؤلاء هم أول من رسخ مفهوم توحيل الإسلام مع اليهودية والنصرانية تحت مسمى التوحيد،وتخريب مذهب أهل السنة والجماعة تحت مسمى التقريب . نعود إلى الحديث عن هذه السلالة المستنيرة أصحاب العقول الناضجة المنفتحة المتحضرة المتمدنة المتحررة . سعد زغلول: وسلمه كرومر وزارة المعارف لينادي بالاتجاه الوطني الاقليمي الفرعوني على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ويقول كرومر:"بأني سلمته وزارة المعارف لأنه من تلاميذ الشيخ عبده". المصدر يقظة العرب لجورج أنطونيوس ص 172) و من يجهل كرومر فليقرأ هذه الأبيات لأحمد شوقي رحمه الله و هو يرثي ضحايا مجزرة دنشواي التي ارتكبها الإنكليز بحق المصريين: يا دنشواي على رباك سلام ... ذهبت بأنس ربوعك الأيام شهداء حكمك في البلاد تفرقوا ... هيهات للشمل الشتيت نظام كيف الأرامل فيك بعد رجالها ... و بأي حال أصبح الأيتام يا ليت شعري في البروج حمائم ... أم في البروج مَنِيَّةٌ و حِمَام نيرون لو أدركت عهد كرومر ... لعرفت كيف تنفذ الأحكام نوحي حمائم دنشواي و روعي ... شعباً بوادي النيل ليس ينام و قاسم أمين: ليوضح العموميات ويفصل مجمل ما كان يدعو إليه الشيخ عبده وينادي بخلع الحجاب ونزع الحياء من حياة المرأة حتى أن كتاب (تحرير المرأة) نال إعجاب الشيخ عبده وقد اطلع على مسودته هو وتلميذه لطفي السيد في جنيف سنة 1897 كما ذكر ذلك لطفي السيد وقاسم أمين المصدر: العلمانية ص 628 و أما عبدالرحمن الكواكبي:أصدقاؤه وتلاميذه من المسلمين واليهود والنصارى. كانت دروسه في مقهى (سبلنددبار)، نادى بمبايعة خليفة عربي في كتابه (أم القرى) وله كتاب آخر اسمه (طبائع الاستبداد) يقول فيه:{يا قومُ: وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين، أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فُعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلُّكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتِّحاد وأنتم المهتدون السابقون. فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتّى وأصول راسخة للاتِّحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي(يقصد القومي العرقي) دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري. فما بالنا نحن لا نفتكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها. فيقول عقلاؤنا لمثيري الشَّحناء من الأعاجم والأجانب: دعونا يا هؤلاء نحن ندبِّر شأننا، نتفاهم بالفصحاء، ونتراحم بالإخاء، ونتواسى في الضرّاء، ونتساوى في السَّراء. دعونا ندبِّر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الأخرى فقط. دعونا نجتمع على كلماتٍ سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزّاء}هكذا يدعي الإسلام و يريد أن يلغيه من الحياة بجرة قلم ،سبحان الله، طيب آين سنذهب بالآية الكريمة التي يخاطبنا ربنا تبارك و تعالى فيها بقوله:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ثم إنه ظل يردد عبارة الاستبداد و الاستبداد و كان يقصد بها السلطان عبد الحميد رحمه الله، و لقد رأينا في مبحث سابق حقيقة ما جرى في وقتها،و كانت نتيجتها سقوط الخلافة الإسلامية و ما جرت وراءها من مصائب على أمتنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و قلم الكواكبي أبى إلا أن بفضحه و يكشف تقيته و باطنيته الخبيثة،فلو سلمنا جدلاً بأن عبد الحميد و حاشاه كان مستبداً بالفعل،أقرأوا معي ما كتبه بخط يده في كتابه"طبائع الاستبداد أيضاً:"إنَّ الحكومة من أيّ نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد؛ ما لم تكن تحت المراقبة الشَّديدة والاحتساب الّذي لا تسامح فيه، كما جرى في صدر الإسلام في ما نُقِم على عثمان، ثمَّ على عليّ رضي الله عنهما، وكما جرى في عهد هذه الجمهورية الحاضرة في فرنسا في مسائل النّياشين وبناما ودريفوس" لم يكتفِ بإدخال عثمان و علي رضي الله عنهما في إطار الاستبداد ،بل و ساواهما بفرنسا!و كل من قرأ تاريخ تلك الفترة يعلم يقيناً أن ما حدث من انقلاب على علي و عثمان رضي الله عنهما كان من تدبير يهودي ادعى الإسلام و هو الخنزير عبد الله بن سبأ . و ليت الأمر توقف عند هذا الحد ، المعروف عن عبد الرحمن الكواكبي أنه اقتبس في كتابه "طبائع الاستبداد" الكثير من فقرات كتاب «في الاستبداد» للكاتب الإيطالي «فيتوريو ألفيري» (1749 ـ 1803م)، و كلاهما يعتبران الثورة الفرنسية مثلهما الأعلى، فما هي الثورة الفرنسية؟ المصدر التشريعي الأول لليهود هو العهد القديم من الكتاب المقدس، حيث يؤمن النصارى بالعهدين القديم و الجديد، و يؤمن اليهود بالعهد القديم دون الجديد، و المصدر الثاني لليهود هو التلمود ، و الثالث هو "بروتوكولات حكماء صهيون" جاء في البروتوكول الثالث :" تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها "الكبرى" ان أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيداً لأنها من صنع أيدينا . ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قدماً من خيبة إلى خيبة، حتى أنهم سوف يتبرأون منا، لأجل الملك الطاغية من دم صهيون، وهو المالك الذي نعده لحكم العالم" و جاء في البروتوكول التاسع ما نصه:" ان الكلمات التحررية لشعارنا الماسوني هي "الحرية والمساواة والاخاء" و جاء في البروتوكول الرابع عشر:" حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض ـ لن نبيح قيام أي دين غير ديننا، أي الدين المعترف بوحدانية الله الذي ارتبط حظنا باختياره إيانا كما ارتبط به مصير العالم. ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان، واذ تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي ثمار ملحدين فلن يدخل هذا في موضوعنا" و ممن عانى و ما زال يعاني من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا ، و سنسلط الضوء على عقيدته و مبادئه بعون الله و توفيقه ... شعار الحزب:"أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة" و أهدافه كما يعلنها:" وحدة – حرية – اشتراكية " فالوحدة التي ينادي بها هي الوحدة العربية تجسيداً للفكرة القومية العربية العنصرية الجاهلية كما تبين لنا في مبحث سابق، كما أن مبدأ الوحدة الوطنية الكاذبة التي تجمع المسلم و الوثني و اليهودي و النصراني و النصيري و الدرزي من صميم عقيدة الحزب و مبادئه أيضاً و هي هي نفسها الموجودة ضمن أدبيات الثورة الفرنسية(إخاء - مساواة) و هي هي نفسها عند بني علمان و الليبراليين سواءاً كانوا موالين لبشار أو معارضين،و حرية حزب البعث هي هي نفسها الموجودة في مبادئ الثورة الفرنسية و هي هي نفسها ضمن حرية أوباما و ساركوزي ، و الاشتراكية من مبادئ الشيوعية الملحدة كما تكلمنا في المبحث السابق ، سنتحدث الآن عن جذور و نشأة حزب البعث العربي الشركي ... تكون حزب البعث العربي الاشتراكي من حزبين: 1- حزب البعث العربي: وقد أسسه الأرسوزي وعفلق. 2 - الحـزب العـربي الاشتراكـي: الذي أسسه سنة 1938 عثمان الحوراني ثم آلت قيادته إلى أكرم الحوراني. وقد انضم أكرم الحوراني سنة 1936 إلى الحزب السوري القومي وانسحب منه سنة 1938 لينضم إلى حزب الشباب العربي الاشتراكي. وفي 26/1/1952 انضم الحزبان الأول والثاني فكونا حزب البعث العربي الاشتراكي. حزب البعث العربي: اختلف في المؤسس فمنهم من قال ميشيل عفلق(نصراني) وصلاح البيطار(محسوب على أهل السنة) و ميشيل عفلق و صلاح بيطار درسا في فرنسا الثورة، ومنهم من قال بأن المؤسس هو زكي الأرسوزي، إلا أن حركة 32 شباط التي عملها صلاح جديد النصيري سنة 1966 في سوريا أحلت الأرسوزي أباً روحياً للحزب. والبعث هو وارث (عصبة العمل القومي) وهي عبارة عن نواة تنظيمي كل من عفلق والأرسوزي، وقد بقيت هذه العصبة من 1932-1939. سنة 1939 انسحب الأرسوزي منها وشكل الحزب (القومي العربي). زكي الأرسوزي: رجل نصيري، ملحد، لا يتكلم العربية متأثر بمباديء الثورة الفرنسية وبالنازية خاصة كتاب نيتشه (هكذا تكلم زرداشت عن موت الإله ونشوء الانسان السوبرمان)، بدأ يتعلم العربية بعد سنة 1940، وكان الأرسوزي يرى الجاهلية العربية مثله الأعلى ويعتبرها المرحلة العربيةالذهبية. يقول سامي الجندي ( ناقشته سنة 1946 بالقرآن فعاب علي نزعتي الدينية) المصدر : ( البعث لسامي الجندي ص 28) مباديء حزب البعث المنقولة عن مبادئ الحزب القومي الذي شكله الأرسوزي سنة 1939 رمزه النمر: 1- العرب أمة واحدة. 2 - للعرب زعيم واحد يتجلى من إمكانات الأمة العربية يمثلها ويعبر عنها. 3 - العروبة وجداننا القومي. مصدر المقدسات، عنه تنبثق المثل العليا، وبالنسبة إليه تقدر قيم الأشياء. 4- العربي سيد القدر، وفسرها الارسوزي مستشهدا بالانجيل (لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلا بأمر أبيكم الذي في السموات). يقول الجندي (44): ( وفي 92/11/1940 كنا في غرفة، فقال الأرسوزي: أرى أن نؤسس حزبا نسميه حزب البعث العربي). أصبحت مبادئ الحزب القومي هي مبادئ حزب البعث العربي هي هي المصدر : البعث لسامي الجندي ص 28 ويقول سامي الجندي: (كنا عصاة تمردنا على كل القيم القديمة، أعداء لكل ماتعارف عليه البشر، الحدنا بكل الطقوس والعلاقات والأديان) المصدر : البعث ص 34 أما مشيل عفلق: فكان متأثرا بنتشه واندريه جيد، أعطاه الأول الثورة والثاني الأسلوب، وغذيا فيه القلق الذي وسم حياته السياسية بالتأرجح والتردد. كان عفلق كسولا في مظهره، كان الحزب تعبيرا عن انسانيته فتجلت في الحزب منذ الأيام الأولى مواهبه وضعفه، وفي عفلق طيب الفنان وعصبيته وقرفه وسوء ظنه، إن تناقض عفلق قتل الفنان ولم ينقذ السياسي المصدر: السابق نفسه في آذار سنة 1949 جاء حسني الزعيم فأيده البعث، ثم اختلفوا، فالقى بمشيل عفلق في السجن، فكتب مذكرة استعطاف له فخرج، ثم جاء الحناوي بعد حسني الزعيم فاختار ميشيل عفلق وزيرا للمعارف فاغتنمها فرصة ليرسل البعثيين في بعثات دراسية الى فرنسا، فعادوا واستلموا الجامعات والادارات. كان الصراع على أشده بين قادة الحزب حتى أنه في انتخابات سنة 1955 للمؤتمر القطري كانوا يقولون: (عفلق جاسوس انجليزي والحوراني فرنسي والبيطار عميل لأكثر من دولة ) المصدر : البعث ص 71 وأهم سمات فلسفة نيتشة تتلخص في ثلاث نقاط: 1- الالحاد. 2- ان فكرة القيامة هي التي جعلت من النصرانية (أخلاق عبيد) إذ أن حقد الضعفاء تجاه الأقوياء جعلهم يوحون لهم بفكرة الآخرة فاستسلم الأقوياء للأساطير وعم ظلام النصرانية العالم. 3 - اليأس والقلق: اللذان هما شرطان دائمان للعظمة الانسانية 4 – منه جاءت فكرة :" عبادة الفرد " . المذاهب الوجودية جوليفيس ص 63 نعود إلى كشف الشخصيات التي تسمى بالفكرية، محمد توفيق صدقي:نشر هذا مقالة في مجلة المنار التي يرأسها المدعو محمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده مقالة بعنوان : " الإسلام هو القرآن وحده" المنار ( 9/515) لاحظوا كيف يقتربون من الرافضة و منكري السنة على حد سواء !!! لا بأس من تفنيد شبهته السخيفة مثله ... لقد سبقه إلى هذه الشبهة محمد توفيق صدقي في مقالته السابقة التي هي بعنوان :"الإسلام هو القرآن وحده" و قال عن هذه الجزئية: "من كان من الصحابة كثير الحديث ملوا منه ونهوه وزجروه كما فعل عمر بأبي هريرة، وشكوا فيه وقالوا إنه يضع الشيء في غير موضعه، ونسبوه للجنون كما في كتبهم". الجواب:وعماد أدلتهم على بهتانهم السابق هو رواية ذكرها أبو رية بأن أبا هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه فقال( وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له: "أكثرت يا أبا هريرة من الرواية وأَحْرِ بك أن تكون كاذباً")و نرد على بهتانهم بقول أهل العلم حفظهم الله عن الرواية السابقة ... لقد عزاها أبو رية إلى كتاب "شرح النهج"لابن أبي حديد حكايةً عن أبي معروف الإسكافي،و النهج هو نهج البلاغة المنسوب كذباً إلى علي رضي الله عنه و أرضاه،حتى أن أحد العلماء سماه "نهج الحماقة" ،وابن أبي حديد من دعاة الاعتزال والرفض وهو من أصحاب ابن العلقمي وما أدراك ما ابن العلقمي ،وأبو معروف الإسكافي أيضاً من دعاة الاعتزال والرفض!!!والمضحك في الأمر هو أن ابن أبي حديد نفسه ذكر في كتابه النهج(1/360) طعوناً لأبي معروف الإسكافي في أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه ،ثم يأتي ليلفق هذه الرواية عن الفاروق رضي الله عنه و أرضاه تباكياً على أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه ،كما تعودنا منهم ،يقتلون القتيل ثم يشيعون جنازته،مثلما قتلوا الحسين رضي الله عنه و أرضاه عد ما وعدوه ورغبوه بالمجيء إلى الكوفة ،ثم غدروا به، ثم جاءوا إلينا مطالبين بثأره!!! طبعاً لاحظوا أن كاتب المقالة الأول يسمي نفسه "درة عمر"كأنه حزين على سلفه الذين كانوا يجلسون في المسجد في غير وقت الصلاة ليدعوا الله أن يرزقهم فيضربهم عمر رضي الله عنه و أرضاه الدرة و يقول لهم:"السماء لا تمطر ذهباً و لا فضة" ننتقل الآن إلى شخصية فكرية أخرى ألا و هو الكاتب محمد الغزالي،هذا الرجل للإنصاف لم يدخل والله أعلم في عداوة السنة وأهلها إلا عن جهل وتعصب مقيت وليس عن إصرار على عداء السنة والإسلام بالكلية،ونتناول فقرات موثقة من كتبه ونعلق عليها مستعينين بالله وحده لا شريك له . يقول محمد الغزالي :{إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والفنية مكتفين في إثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة} . سر تأخر المسلمين ص 54 ولن نرد على هذه الشتائم والاستهزاء الواضح بشعائر الدين ولا على غيرها،وسنعتبر جدلاً بأنها من قبيل الخلاف المذهبي ، وسنتابع الكلام من زاوية حيادية على أقوال أخرى سطرها قلمه المنير. يقول الكاتب الإسلامي المبجل: " إن الغفلة عن القرآن الكريم والقصور في إدراك معانيه القريبة أو الدقيقة عاهة نفسية وعقلية لا يداويها إدمان القراءة في كتب السنة، فإن السنة تجيء بعد القرآن " هموم داعية ص 25 نأخذ على مفكرنا البحر العلامة الحبر الفهامة أمران،الأول وصفه للقرآن بالإبهام والغموض مع أن الله تعالى يقول :" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" وأما الأمر الثاني،فهو وصفه للنظر في كتب السنة بما فيها الصحيحين بالإدمان،ومصطلح الإدمان يُشعر القارئ بعادة سيئة يتوجب على الإنسان أن يتخلص منها وإلا فهو يتجه إلى الهلاك،وما هو الأمر الذي تريد أن تشعرنا بالخجل من النظر إليه في كتب السنة يا غزالي ،وماذا فيها سوى سيرة رسول الله وأقواله وأفعاله وخصاله وشمائله وأخلاقه؟! وأما الأمر الثالث، بالنسبة لما أُشكل من ألفاظ القرآن ،وتراكيبه ومعانيه فيقول تعالى كما أسلفنا مخاطباً رسول الله صلى الله عليه و سلم:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"، وسؤالنا لمفكرنا العظيم ومن سار على نهجه المستنير،إذا كان القرآن يخاطبنا بأن تبيانه عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى،فمن أين سنأخذ هذا التبيان إذا لم تكن كتب السنة المعتبرة تضمها؟! وثمة لفتة في عبارة الغزالي لا أستطيع تجاوزها دون التعليق عليها،ألا وهي وصفه لأتباع السلف الصالح بالبوابين والبقالين من باب الازدراء والحط من شأنهم،فهل جاء الإسلام للأطباء و المهندسين و أساتذة الجامعات و المحامين و رؤساء الجمهورية و الوزراء فقط! لا تعليق . أين يذهب الغزالي و أمثاله عندما يحتاجون إلى الخضار أو الفاكهة أو المواد الغذائية،هل يذهبون إلى أستاذ جامعي يحمل الدكتوراه؟!هل يذهبون إلى طبيب؟!إلى مهندس أو مساعد مهندس؟! إلى صيدلاني أو حتى ممرض؟! وأما عن موقفه من تاريخ أمتنا المجيدة يقول: " لم تستفد الدعوة الإسلامية شيئا يذكر خلال الحكم العباس بل إن سوء التطبيق لتعاليم الإسلامي نال من قدرتها على الانطلاق البعيد، حكام يتهاوشون على الدنيا، ويتقاتلون على المناصب ، أجهزة الشورى صفر. العدالة الاجتماعية مضطربة . .." سر تأخر العرب والمسلمين : ص 66 أليس بنو العباس هم الذين نشروا الإسلام شرقاً وغرباً ،شمالاً وجنوباً؟!، ألم ينظر هارون الرشيد رحمه الله إلى الغيمة التي لم تمطر ولم يأبه لها لأن فيئها سيعود إليه مهما ابتعدت رمزاً لعزة أمتنا وقتها؟! من أين أخذت أوربا وأمريكا حضارتها المعاصرة التي أخذت عقولهم وقلوبهم وسحرت أبصارهم وطمست بصائرهم؟!ولماذا اسودت مياه نهر دجلة عند دخول التتار إلى بغداد؟! كل هذا ،وما خفي كان أعظم،لا يساوي الغزالي شيئاً يُذكَر؟! يقول الغزالي :" إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمي مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان ، وهي مفخرة تاريخية ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط " قذائف الحق : (ص 66). وقال " وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز شنودة ، الرئيس الديني لإخواننا الأقباط غير أني وجدت عددا من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية" قذائف الحق : (ص 67) لاحظوا تلطفه مع النصارى ورفقه بهم لدرجة أنه جعل شنودة بمنزلة الأخ (و ما أدراكم ما شنودا)،وفي الوقت ذاته يصف أتباع السلف الصالح الذين دفعهم حبهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين إلى التمسك بسنته ظاهراً وباطناً على قدر استطاعة كل إنسان والله لا يكلف نفساً إلا وسعها . لكننا نتساءل هنا،كيف يفسر الغزالي ومن تبعه هذه الآية الكريمة: "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه" بل ويشنع علينا أمراً آخر وهو النقاب للمرأة بكلام سأترك الحكم عليه للقارئ الكريم : " إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي" هموم داعية: ص 143. ولا بد من توضيح بسيط ومختصر لمسألة النقاب،فلم يختلف علماءنا على الحجاب الذي يغطي الشعر،ولم يختلفوا على أن لباس المرأة لا يجوز أن يَصِفَ ولا يشُفَّ ولا يكون فتنة بحد ذاته،ولا تتطيب المرأة ولا تتزين إلا لزوجها ومحارمها،لكنهم اختلفوا على النقاب الذي يغطي الوجه والكفين فيما إذا كان واجباً أو سنة،وكما أن علماءنا الأجلاء من أمثال ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله أوجبوا النقاب،فإن شيخنا المحدث الفاضل الألباني رحمه الله جعله سنة ومستحبة،لكنه تأدب بأدب الحوار والخلاف مع خصومه ولم يشنع عليهم بمثل هذا الكلام القبيح ولا أقل منه في حياته كلها،وكل ما فعله هو أنه جاء ب 19 دليلاً على فتواه التي لامه عليها الكثير من الناس حتى اتهموه بالإرجاء وكم صُعقت عندما رأيته هو الآخر يدعو للتقريب مع الرافضة ،يقول:" وأعترف بأن لي أصدقاء من الشيعة أعزهم وأحبهم ومن أجل ذلك أعرض هذه المباديء لدفع الأمور إلى طريق التصالح والإخاء" دستور الوحدة : ص 13 . يتبع إن شاء الله ...
|
#5
|
||||
|
||||
ننتقل الآن إلى شخصية أخرى ، ألا و هو الكاتب المصري المعروف " سيد قطب" ...
يقول سيد في خاتمة كتابه المعروف باسم "التصوير الفني في القرآن":" وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)بكل بساطة يتحرر من كل ما أسماه بالقيود! وأين سنذهب بمقولة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه التي تقول:"أي سماء تظلني،وأي أرض تقلني،إن قلت على الله ورسوله صلى الله عليه و سلم بغير علم". نأخذ عليه جمعه بين الدين والفن من اسم كتابه"التصوير الفني في القرآن"،بل وبقوله:" فالفن والدين صنوان" ص(143-144):من" كتاب التصوير الفني" وص(231-232) من”كتاب مشاهد القيامة في القرآن"،وذلك ببساطة لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم له الكثير من الأحاديث التي تغلظ في تحريم التصوير المتمثل في عهده بنحت التماثيل،والذي يدخل فيه الرسم اليدوي للأرواح من إنسان وحيوان،والجدير بالذكر أن التصوير الفوتوغرافي لا يدخل في هذا التحريم فله شأن وتفصيل آخر،لعلة أن التصوير المذموم يدخل فيه عمل اليد البشرية،أما الفوتوغرافي فهو كالمرآة أو الماء تعكس الأصل ولا تتدخل فيه يد الإنسان ولا فعله المقصود،وحده كما ذكر أهل العلم هو الرأس ،فإذا رسم الإنسان أو نحت شيئاً له روح بدون رأس فلا إثم عليه،للحديث الذي ذكره الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة برقم 1921 :" الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة" ونذكر لكم منها حديثه في صحيح البخاري وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها:" أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما بال هذه النمرقة ) . قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيو ما خلقتم ) . وقال ( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة"،ثم إن أهل العلم حرموا مجرد إدخال المقامات الموسيقية إلى تجويد القرآن أو حتى الأذان،فكيف بإدخال الفن بشتى صنوفه وألوانه على كتاب الله! وليته اكتفى بمجرد ادخال الفن والموسيقى على القرآن،بل قدم كتابه المسمى"التصوير الفني" إلى مفتش الرسم بوزارة المعارف وقتها المدعو ضياء الدين محمد ليقوم بـ"تحقيقه"وصرح بذلك في كتابه التصوير الفني في القرآن ص(114)،وكتابه المذكور،من أوله إلى نهايته ،مليء بالمصطلحات الفنية من 1-المشهد، 2- الصورة، 3- التي يرسمها، 4- لوحة، 5- المشاهد 6- القصص، 7- الحوار، 8- النظارة، 9- المسرح،10- الأداة التي تصور،11- الحادث المروي، وألحق بها: 12- الجرس، 13- الموسيقى، 14- السينما، 15- الإيقاع، 16- والجرس، 17- والنغمات، 18- والريشة المبدعة ، 19- وعدسة التصوير . ومن النصائح التي أسداها له الأستاذ ضياء الدين كما صرح سيد:" تفضل الأستاذ الفنان” ضياء الدين محمد” مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق التصوير، ثم قال:”خذ سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع"والكهانة لا تذكرنا إلا بالشعوذة، والدجل ،والسحر، والوثنية ،و الماسونية كما سنرى في مبحث لاحق إن شاء الله،و الفرعونية،فضلاً عن قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم:" فَذَكِّر فَمَآ أَنتَ بِنِعمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجنُونٍ". نأتي إلى طعنه في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام،فلقد نال سيد من هذا النبي الكريم نيلاً شنيعاً في كتابه التصوير الفني في القرآن ص (200-205):" لنأخذ موسى ؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج "سبحان الله،كيف يوصف نبي من أولي العزم من الرسل،كيف تفهم يا صاحب الظلال صبره على بني إسرائيل في سورة البقرة،لمجرد أنه أمرهم بذبح بقرة جلسوا يجادلون في تفاصيل أسخف من السخافة إمعاناً في التكبر والعناد والعتو والتمرد على شرع الله ،قالوا"أتتخذنا هزواً"قالوا"ادع لنا ربك يبين لنا ما هي"إلى آخر القصة،وكان يكفيهم أن يأخذوا بقرة لا على التعيين ويذبحوها وتنتهي المشكلة،هل يصبر كل هذا الصبر إنسان عصبي المزاج يا سيد؟!هل يصبر إنسان عصبي المزاج 10 سنوات لقاء زيجته في مدين وعفة نفسه؟! ثم قال في المصدر نفسه:" فها هو ذا قد رُبي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتى قويا"قال تحت سمع فرعون وبصره،ورب العزة يقول:" ولتصنع على عيني وأنا اخترتك يا موسى"فمن نصدق إذا؟!ثم قال في تعليقه على الآية:" ودَخَلَ المَدينَةَ على حين غَفْلَةٍ مِنْ أهْلِها فَوَجَدَ فيها رَجُلَيْنِ يقْتَتِلانِ هذا مِنْ شيعَتِهِ وهذا مِنْ عَدُوِّهِ فاسْتغاثَهُ الّذي مِنْ شِيعَتِهِ على الّذي مِنْ عَدُوِّهِ فوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عليهِ [ (سورة القصص :15) وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي . وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه ؛ شأن العصبيين"ثم قال:" فَأَصْبَحَ في المَدينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ وهو تعبير مصوِّر لهيئة معروفة : هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين أيضاً . ومع هذا، ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين ؛ فلننظر ما يصنع .... إنه ينظر :" فإذا الذي استَنْصَرَهُ بالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ" مرة أخرى على رجل آخر "قالَ لهُ موسى إِنَّكَ لَغَوِيٌ مُبينٌ" ولكنه يهم بالرجل الآخر كما همَّ بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقُّبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته فيتذكر ويخشى"وهذا ليس إلا إمعاناً في التهكم والاستهزاء والسخرية من ذلك النبي الكريم ،مع العلم بأنه أكثر نبي ذُكرت قصصه في القرآن ،وربما يقول قائل:"إنما كان ذلك قبل نبوة موسى عليه الصلاة والسلام،لكن سيد توقف عند هذا الحد لما صار موسى نبياً رسولاَ ،ونجيب بقول سيد في المصدر نفسه:" :] قالَ رَبِّ أَرِني أَنْظُرْ إِليكَ قالَ لَنْ تَراني ولكِنِ انْظُرْ إِلى الجَبَلِ فإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَراني [ (سورة الأعراف: 143) . ثم حدث ما لا تحتمله أيَّة أعصاب إنسانية، بَلَهُ أعصاب موسى :] فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وخَرَّ موسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِليكَ وأَنا أَوَّلُ المُؤْمِنينَ [ (سورة الأعراف) . عودة العصبي في سرعة واندفاع !"وتدبروا قوله"بله أعصاب موسى"لكنه فن ومسرح وتمثيل،ولا نستطيع أن نصف هذه المشاهد إلا بالكوميديا . ثم قال في المصدر نفسه:" تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم ،إنه نموذج الهدوء والتسامح والحلم :" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَليمٌ أَوَّاهٌ مُنيبٌ"أريد من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يضع نفسه في موقع هذا التهكم والاستهزاء والسخرية القبيحة،وأن يضع مكان سيد قطب شخصاً لا على التعيين،وأن يستشعر الألم الناجم عن هذه السخرية على نفسه فضلاً عن نبي من أولي العزم من الرسل وكليم الله عليه الصلاة والسلام، وأقولها بصراحة،لو أن سيد في تفسيره المعروف بالظلال ،وقف على هذه الآية لما تجرأ على هذه السخرية المشينة،هذه الآية تقول مخاطبة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم:" وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُونَ" وتذكروا أن سيد حرر نفسه من كل القيود الشرعية التي تحد من "حريته الفكرية والعقلية". و لا بد لنا في هذا السياق من التعرف على شخصية أخرى نالت من نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام، إنها الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي،المفكرة الشهيرة التي تعتبر من رائدات الفكر المعاصر ويتهافت شبابنا وبناتنا على رواياتها بشكل كبير،تقول هذه التي توصف برائدة الأدب والفكر المعاصر في روايتها ذاكرة الجسد: "وهل أنساك ذلك النبي المفلس الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط"وصاحب الوصايا العشر هو نبينا العظيم موسى عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم. نعود إلى سيد ،من مصائبه أيضاً وصفه وفي أكثر من موضع من كتابه المذكور للقرآن بالسحر ونذكر مثلاً:" في ص(11) من كتابه التصوير الفني قال معنوناً:” سحر القرآن”". - وفي ص (13) قال:” ولكن هذه العوامل لا تنفي أنه كان لسحر القرآن"وهذا لا يجوز شرعاً بحال من الأحوال،فلم يتجرأ أحد على وصف القرآن بالسحر إلى المشركين، واصفاً حال الوليد بن المغيرة كما نعلم:{ إنه فكر وقدر ، فقتل كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر ، ثم نظر ، ثم عبس وبسر ، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر} بل قال المشركون بعامتهم عن رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم : {وَقَالَ الكاَفِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب} وتذكروا جيداً أن سيد حرر عقله وفكره من كل القيود. وقد يقول قائل:"إن هذا ليس أمراً مشيناً بالضرورة،فإن رسول الله صح عنه الحديث القائل(إن من البيان لسحراً)"نقول،لو تدبرنا سياق الحديث لوجدنا أنه على سبيل الذم أيضاً،ونصه كالتالي،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله برقم: 2100 في صحيح الجامع:" إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا " ومعنى قوله:"مئنة فقهه"أي دليل على فقهه،أي أنه أمره بأن يقصر الخطبة حتى لا يفتن ويسحر الناس عن المضمون. وبعد أن تناولنا طعونه في القرآن ،ثم في النبوة ،بعلم أو بغير علم،نأتي الآن إلى طعونه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقبل أن نبدأ في تبيان موقف سيد من هذا الجيل الرباني العظيم،أحببت أن أذكر لكم حديثاً عظيماً لرسول الله صلى الله عليه و سلم من جملة الأحاديث التي زكت وأثنت على الصحابة رضوان الله عليهم،وهو في السنن بسند حسن ولفظه للإمام أحمد رحمه الله:" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه"،وطعونه كثيرة في الصحابة رضوان الله عليهم و نكتفي بما يخص الخليفة عثمان بن عفان وأرضاه. قال سيد عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان جامع القرآن ذي النورين زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه و أرضاه:" مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال"في كتابه المسمى بالعدالة الاجتماعية وهو ليس بعدالة على الإطلاق ص : 161 وقال :" هذا التصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئـًا ما بدون شك على عهد عثمان ، ولقد كان من سوء الطالع : أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخٌ كبير ، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام ، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان وكيد أمية من ورائه "العدالة الاجتماعية،الطبعة الخامسة ص : 186. وقال:" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : (أتبكي يا ابن أرقم أن وصلتُ رحمي ؟) ، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : (لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا ، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيقُ ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين ، وقال له : (ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)"العدالة الاجتماعية ص : 159. كان يجدر بكاتب مثل سيد وثق فيه الشباب والمثقفون أن يحافظ على التراث والتاريخ ويدفع شبهات المستشرقين لا أن يفعل العكس ثم يثني على الثورة التي قادها الخنزير المدعو بعبد الله بن سبأ تماشياً مع اتجاهه الثوري الانقلابي الاشتراكي الخارجي التكفيري بقوله:" وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية"العدالة الاجتماعية ص : 189 طبعة خامسة، ص : 160 ـ 161 الطبعة12،لأن أتباعه حرفوا النص في طبعات أخرى إلى ذم لابن سبأ . ولقد بقيت متحيراً في أمر سيد،فيما إذا كان مدفوعاً مأجوراً من أعداء الأمة أياً كانوا،أو فيما إذا كان قد فعل ذلك عن جهل واندفاع أحمق أهوج في نفق يعج في ظلمات بعضها فوق بعض،إلى أن قرأت كتاباً يدون سيرته من أولها وحتى مماته بعنوان "سيد قطب"وهو من تأليف عبد الله عزام أول الأفغان العرب وأستاذ أسامة بن لادن وعبد الله عزام يعتبر من أشد المغرمين بسيد قطب ،ودافع عنه دفاعاً مستميتاً ،يقول وهو يروي سيرة سيد قطب،في حديثه عن سبب تحول سيد إلى جماعة الأخوان المسلمين :" وأما الحادثة الثانية: فقد حصلت في بيت مدير المخابرات البريطاني في أمريكا ، إذ كانت السفارات الغربية تتسابق في رمي شباكها لاصطياد الطلاب الشرقيين وإيقاعهم بحبائلها ليكرسوا في محافلها المختلفة ، ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الحياة خالصة لخدمتها ، وأي صيد أثمن من الكاتب المعروف سيد? فدعاه مدير المخابرات البريطاني إلى بيته" والسؤال والقضية التي شغلتني إلى اليوم،ماذا كان يفعل سيد عند رئيس المخابرات البريطانية حتى عاد وقلمه ينفث هذه السموم ويتهافت الشباب المسلم على كتبه بهذا الشكل المريب؟!وما أدراك ما المخابرات البريطانية وما بريطانيا . نعود الآن بعد حديثنا عن هذا التيار الذي تسمى بالعقلانية و الغزو الثقافي لأمتنا إلى موضوعنا المتعلق بعقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد،قلنا بأن أشهر من اشتهر بها هم الرافضة و من انتهج نهجهم من الباطنيين الاسماعيلية و النصيرية و الدروز،إذ تتجلى مادية الرافضة في أنهم جعلوا الأمامة شغلهم الشاغل حتى تسموا بالإمامية،مع أن الإمارة مسؤولية وندامة يوم القيامة،بالإضافة إلى قضية أرض فدك التي نفصلها في مبحث آخر إن شاء الله،مروراً بنهب خمس أموال الناس بالباطل،ثم بالمتعة وفضائحها التي نكتفي بهذه الوثيقة عنها و هي من كتاب منهج الصادقين لعلامتهم الكاشاني الذي يلقبونه بالفيض الكاشاني لسعة علمه على حد زعمهم: ونلفت النظر إلى أمر هام عند الإمامية،وهو أنهم كلما رأوا أمراً يخص المادة والحياة الدنيا والملذات وسعوه على أوسع نطاق ممكن لهم،لكن عندما يتعلق الأمر بالعبادات والروحانيات فإنهم يضيقونه بشكل ملحوظ،ونذكر مثالاً على ذلك ،هم يصلون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات،وصلاة الجمعة ليست واجباً عندهم مع أن في القرآن سورة باسم "الجمعة"لكن الفاحشة _للأسف الشديد_أفضل من المتعة بكثير،ففاعل الفاحشة يعلم في قرارة نفسه_ولو كان كافراً_بأنه يفعل أمراً منافياً للإنسانية والفطرة السوية،لكن المتمتع يفعل الفاحشة وهو على يقين بأنه يأخذ من الثواب ما لا يحصل له لا في الحج ولا في الجهاد ولا في الصلاة ولا حتى في الزواج الشرعي المتعارف عليه في كل الدنيا والذي هو عندنا يشكل نصف الدين كما رأينا في الفتوى السابقة وغيرها. نضيف إلى فضائح الرافضة التكفير وسفك الدماء التي يطول الحديث عنها،ونضيف أيضاً أمراً غاية في الأهمية وهو موجود عند أهل المظلومية ألا وهو الوقاحة،فهم يحدثون المصيبة ثم يرمون بها على الطرف الآخر وهم أصحاب المنهج القويم،ونذكر مثالاً عليها ألا وهو ما سنشاهده في هذه الوثيقة وهي لوليهم الفقيه الخميني والمضحك أن الرافضة هم أكثر الناس إثارة للفتن والمشاكل في بلدان المسلمين!ونشير إلى أن الخميني قد درس الفلسفة والقانون ،وبحسب عقليته كفيلسوف،وإنصافه كحقوقي،بحث في كتب التاريخ والسير عن شخص يعلق عليه المصائب التي أثارها في بلدان المسلمين إلى يومنا هذا،وفي نهاية المطاف،عثر على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! ومن وقاحاتهم أيضاً أنهم رغم نشر الإباحية باسم المتعة،بحثوا عن امرأة يتهمونها بعرضها فلم يجدوا سوى أم المؤمنين عائشة روحي ،والجديد ما سنشاهده معاً على هذا الرابط : الأجمل من هذا ما سنشاهده على هذا الرابط،سيرشدكم الأخوة الأفاضل الذين قاموا بهذا العمل الطيب إلى رابط على محرك غوغل أنصحكم بعدم الدخول : وممن تميز بالوقاحة أيضاً أئمة العلمانيين ومنهم نوال السعداوي فهي التي وصفت الحجاب بأنه عادة جاهلية،والرد عليها أمر سهل للغاية،فالناس في الجاهلية كانوا يحجون حول الكعبة عراة كما هو مذكور في كتب التاريخ،وسبب حجهم هو أن إبليس قبحه الله لبّس عليهم بقوله:"أتحجون بالملابس التي عصيتم الله بها؟!"واليوم اختلف التلبيس والنتيجة واحدة،وأما قول نوال وغيرها بأن الحجاب أو حتى النقاب من مظاهر الفقر فالرد سهل أيضاً،قال الله تعالى:" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"ولأي شخص لديه أدنى ذرة عقل أن يتخيل مجتمعاً يخلع نساؤه الحجاب،ومجتمعاً آخر يلتزم شرع الله،ولينظر أي المجتمعين سيندفع إلى الفواحش اندفاعاً بهيمياً والواقع يشهد بذلك وانحلال الغرب شاهد أمامنا،وكل ما أردنا قوله هو أن نوال وأمثالها غرقوا في الجاهلية وعبادة الشيطان ولا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية لنا ولهم بل وكل امرأة مسكينة صدقت دعاوي العلمانيين فدافعها هو المظلومية أيضاً،فنجدها على الدوام تقول بينها وبين نفسها:"أبي ظالم،أخي يريد أن يتحكم بي،زوجي لا تغادره عقدة واضربوهن،كلهم يظنون بأنهم صناديد وأقوياء ويستضعفونني لأنني من ضلع مكسور،لكنني لست كذلك ولن أرضى بهذا الواقع وسيعلم الرجل من هي المرأة وسيدرك حجمه وسيحترم وجود المرأة وكيانها في المجتمع"والمسلسلات تروج لهذا الكذب وتشجع عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،ولا بأس بالرد على هذه الشبهة السخيفة حول قوله تبارك و تعالى :{ و اضربوهن}: طبعاً ليس هنالك أمر أسهل على أعداء الإسلام والطهارة والعقيدة الصافية والشريعة الخالصة من كل شائبة من رمي الأكاذيب والشبهات،ولله الحمد فإن الذي تكفل بحفظ الدين ليس من يكتب أو يقرأ هذه الكلمات،بل الذي تكفل بحفظها هو رب الأرض والسماوات،لكن السؤال الذي ينبغي أن نسأله لهم،لماذا تنظرون إلى القمر المكتمل في ليلة البدر بقصد التفتيش عن البقع المظلمة ؟!عندما نتدبر هذه القضية بالذات ندرك تماماً أن هؤلاء أتباع زيغ وأهل أهواء وليسوا طلاب حق على الإطلاق،نبقى مع هذه الشبهة التي سنكتشف أنها في منتهى السخف وأن أصحابها ما أرادوا إلا السوء و نشر الفتن والمشاكل الاجتماعية والنفسية بين أفراد أمتنا التي تبقى رغم أمراضها ورغم عقبات نهضتها ورغم أنوف أعدائها خير أمة أخرجت للناس،ولا شك أن الكثير ممن سيقرأها يدرك حجم سخافتها ولكن للأسف الشديد فما زلت أنا شخصياً أسمعها كثيراً و إلى هذه اللحظة ولا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية والصلاح لهذه الأمة،نأتي إلى الشبهة،طيب لماذا أخذوا كلمة"واضربوهن" وتركوا باقي الآية ما قبلها وما بعدها؟!الآية تقول:" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجعو اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً"الآية تشخص أمراً يحدث في كل بيت مسلم،ألا وهو النشوز،والنشوز كما عرفه ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" هو الارتفاع فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها التاركة لأمره المعرضة عنه المبغضة له"وعندما يصدر هذا الأمر من المرأة فإن له تأثيراً على البيت المسلم بل وعلى نفسية الأبناء والبنات ولا مجال لتجاهل هذا الأمر وترك المرأة على هذه الحالة،يعني يجب أن نفهم جميعاً أن المرأة هنا على خطأ،فتوجيهات هذه الآية ليست لامرأة مظلومة أو مجني عليها أو صالحة قائمة بأمر الله ورسوله صلى الله عليه و سلم حريصة على راحة زوجها التي هي جزء من راحتها وراحة البيت أصلاً،بل وجهها إلى امرأة ناشز،ومع ذلك لم يبدأ الأمر بالضرب،بل وجه الله الأمر لكل رجل في هذه الحالة بقوله:"فعظوهن"أي بالكلمة الطيبة والتذكير بالأثر السيء لهذا الأمر في الدنيا أو حتى في الآخرة،وعندما يقول الله للعبد "افعل الشيء الفلاني"إنما يأمره بأن يسمع القول فيتبع أحسنه ،أي يبذل الجهد في الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة للمرأة الناشز،فإن لم ينفع التذكير ولا الكلمة الطيبة ولا الموعظة الحسنة بعد بذل الجهد في ذلك يأتي التوجيه الإلهي الثاني ألا وهو:" واهجروهن في المضاجع"والهجر في البيت حصراً وليس خارجه كما سيأتي في الحديث بعد قليل،وذلك لحكمة والله أعلم،أن الهجر في نفس البيت يساعد على تقريب القلوب شيئاً فشيئاً أكثر مما لو كان خارج البيت ،وكما يقول المثل:"البعيد عن العين بعيد عن القلب"فإن أصرت المرأة على النشوز بعد كل هذا حتى استيفاء حقه يأتي الضرب،وقبل أن نتكلم عن الضرب ينبغي علينا أن نتنبه لأمر هام،إن المرأة عندما تفهم هذه الآية وتدرك أنها معرضة للضرب إن استمرت على نشوزها فإنها ستحجم عن الخطأ ولا ضرب بعدها ولا من يحزنون،يعني عندما يقول مرضى القلوب ضعاف العقول والفهم بأن "الضرب ذل للمرأة الناشز"هذا كما لو أنهم قالوا بأن الرجم للزاني المحصن ظلم،وكأنهم يقولون بأن القتل للقاتل بغير حق ظلم،وكأنهم يقولون بأن قطع اليد للسارق ظلم،فكما أن الرجم والجلد لفاعل الفاحشة جاء لحفظ أعراض الموحدين،وكما أن القتل للقاتل بغير حق جاء لحفظ دماء الموحدين،وكما أن قطع اليد جاء لحفظ أموال الموحدين،جاء الضرب هنا لمنع المرأة من هذا المنكر وهي بشر مثلها مثل الرجل وليست معصومة،والضرب كماجاء في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله في السنن واللفظ لأبي داود رحمه الله وهو عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت : يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت " أو " اكسبت " " ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت " قال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله ،سبحان الله،فالضرب سواءاً كان للزوجة الناشزة أو حتى للأبناء أو لغيرهم له ضابطان،الأول :ألا يكون مبرحاً،يعني لا يترك آثاراً على الجسم بأي شكل من الأشكال،والثاني :أن يبتعد عن الوجه نهائياً،بل وكما جاء في الحديث لقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى عن كلام السوء للمرأة ولو استمرت على هذا النشوز،ثم إن الكثير من النساء ترى الابن يخطئ خطأً صغيراً وربما يصفعه الأب على وجهه ولا تتكلم المرأة لأنها في قرارة نفسها تعلم أنه يريد تربيته،فكيف سيذل الله المرأة على يدي زوجها بعد أن قيده بكل هذه الضوابط رغم استمرارها على النشوز؟!نقول لهؤلاء المساكين الذين لم يعرفوا قدر هذه الشريعة الغراء،هذه الآية ليست إهانة للمرأة،بل هي دليل على اهتمام رب البرية سبحانه وتعالى وحرصه على الأسرة المسلمة التي هي الوحدة الأساس في المجتمع بأكمله. http://www.sosfemmes.com/violences/v...s_chiffres.htm ترجمة المقدمة: جولييت ميشيل: {لا يقل عن 2 مليون من النساء ضحايا العنف المنزلي في فرنسا 400 يموت على يد شركائهم في كل عام، أكثر من امرأة واحدة في اليوم ... (الحق في المعرفة، مارس 99، TF1) سوف تجد أدناه بعض أرقام إضافية، مع الهتمل. من الصعب تحديد حجم العنف المنزلي ... خارج استطلاعات الرأي والدراسات القائمة على حد سواء على بيانات الشرطة وهؤلاء من العدالة، على مقابلات مع النساء المعنفات والجمعيات التي تستضيفهم}انتهت ترجمة المقدمة وأما قول بعضهم _ ونستغفر الله _ بأن الحجاب أو النقاب يؤدي إلى التفكير بالنصف الأسفل فقط ،فنقول لهم:"ونحن أيضاً نعتقد بأن البنطال ونحوه يؤدي إلى التفكير بالنصف الأعلى فقط،فيتساوى النصفان الأعلى والأسفل،فيحدث التكافؤ الكيماوي الفيزيولوجي في جسم المرأة!!! وأما قولهم بأن أصل الشريعة رجوع إلى الوراء وتخلف وانحطاط لأنه من الماضي،فنحن أيضاً نعتقد بأن استعمال الكهرباء والحاسوب وزيارة الإهرامات وسور الصين العظيم تخلف ورجعية لأنها حدثت في الماضي . يتبع إن شاء الله
|
#6
|
||||
|
||||
ومما يميز أهل المظلومية أيضاً تلبيس الحق بالباطل،فينشرون الفساد باسم الإصلاح،والعبودية وإذلال الشعوب باسم الحرية،والظلم باسم العدالة، والخوف باسم الأمن،والحروب باسم السلام العالمي،والجاهلية باسم الإسلام الصحيح،ويصفون كل من يتكلم في تبديع من يضيف شيئاً إلى الإسلام ليس منه بالجمود والتقوقع ويحرفون الكلم عن مواضعه باسم التجديد والإبداع والتطور الفكري الحضاري،ولقد ذهبت أصوات دعاة ومشايخ أهل السنة وبحت حناجرهم وهم يقولون:" الإبداع في كل مجالات الحياة مالم يخالف الشرع أو ينشر الضرر بين الناس أمر محمود شرعاً ويثاب صاحبه عليه بإذن الله تعالى،وإضافة شيء إلى دين تم واكتمل بدعة واتهام لصاحبها بالتقصير"وكنا وما زلنا لا نقلل من أهمية العقل والفكر ولا الحضارة،وكل ما نريده من هؤلاء أن يذهبوا بعقولهم إلى ما ينفع البشرية من طب أو كيمياء أو ذرة أو اقتصاد ويتركوا أمر الدين لعلماء الدين ولا نريد منهم أكثر من ذلك .
وما يميز أهل المظلومية أيضاً إفسادهم للعبادات المشروعة بقصد تصحيحها،فمن ذرائع من قالوا بأن نزع الحجاب واجب في عصرنا هذا قولهم بأن مشكلة من ينظر إلى المرأة أو يعاكسها أو يحاول فعل شيء مشين لها ليست في حجاب المرأة ولا نقابها،بل هي مشكلة في عقل ذلك الشاب،فإذا اكتمل عقله لن يفعل أمراً معيباً حتى ولو كان في مجتمع ليس فيه إلا النساء،وهذا أيضاً قول إبليس الذي اغتر بنفسه وعبادته وظن بأنه ليس بحاجة إلى تنفيذ أمر السجود،وهو أيضاً قول الصوفية وأرباب الطرق،وإليكم هذه الأبيات لشيخهم وقرة أعينهم ماحي الدين ابن عربي: ألا بذكــــر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصــائر والقــــلوب وترك الذكر أحسن منه حالا فإن الشمس ليس لها غروب المواهب السرمدية 161 وهو أحد أمهات كتب الطريقة النقشبندية وليتهم اكتفوا بهجر العبادات وتحقيرها،اقرأوا معي هذا البيت لشيخهم وحبيبهم الحلاج: كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 واحتج به السرهندي في مكتوباته (ص 282). ديوان الحلاج ص 39 وأما عن صلة الصوفية بالفلسفة فلقد بيناها في مبحث سابق،ويكفي أن نعرف بأن أصل كلمة صوفية على عدة أقوال،فمنهم من قال بأن أصلها من الصوف لأنهم كانوا يلبسونه تقشفاً وزهداً في الدنيا، ومنهم من قال بأنهم منسوبون بأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين والأنصار الذين كانوا يجلسون عند الصفة في المسجد النبوي،ومنهم من قال بأنها نسبة إلى صفاء النفس وتخليصها من الشوائب والشهوات،وما يهمنا أن هناك مقولة تقول بأنها مأخوذة من كلمة صوفيا ،ونحن نعلم بأن مصطلح الفلسفة عبارة عن كلمتين هما فيلو ، وصوفيا،وأن فيلو باليونانية تعني المحبة،وصوفيا تعني الحكمة،والترابط بين الصوفية والفلسفة والعلمانية دليل على أنها ليست من عند الله،لأن الدين ما نزل عن طريق الوحي،والفلسفة هي ما نتج عن العقول الفارغة ،ولعل هذا ما قصده رسول الله صلى الله عليه و سلم من وصفه للخوارج بأنهم:"أحداث الأسنان،سفهاء الأحلام" والصوفية أيضاً عانوا من المظلومية،ودروشتهم وذلهم أمام مشايخهم وتبركهم بهم أمر معروف لا يخفى على أحد،ونضيف إلى ذلك التكفير وإليكم هذا النص من كتبهم "وإياك أن تقول: طرق الصوفية لم يأت بها كتاب ولا سنة فانه كفر" الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ص 31. والخلاصة بأنهم يدعون بأن المرء عندما يصل إلى مرحلة معينة من الذوق والقرب من الله فإنه لا يحتاج إلى العبادة،وكذلك العلمانيون يظنون بأن المرأة عندما تصل إلى مرحلة فكرية معينة،والشاب يصل إلى مرحلة فكرية معينة،لا يحتاجان بعدها لأن يحتجبا عن بعضهما،وهذا كله من تلبيس إبليس شاءوا أم أبوا فلا يوجد من هو أتقى و أنقى وأذكى من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يترك الصلاة ولا الصيام حتى توفاه الله عز وجل. جاء في كتاب " أسئلة حرجة و أجوبة صريحة" و هو عبارة عن أسئلة وجهها مؤلف هذا الكتاب إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي ص 9 – 10 ما يلي: " و قلت للشيخ محمد متولي الشعراوي: { إن هنالك أسئلة حائرة في أذهان الشباب لا نجد لها التفسير الذي يتلاءم مع مفهوم العصر، و لقد قدم بعض المفكرين اجتهادات التفسير، بعضها أجاب على أسئلة ، و بعضها جانبه الصواب، و لكنني من متابعتي لأحاديثك كل ما تقوله أرى أنك أكثرهم التزاماً و دقة في التفسير، و إنني أتمنى أن تقوم بتفسير للقرآن يطبع و يوزع، لأن هذا خدمة جليلة للدين، معينة للشباب على ألا ينحرف و تجرفه التيارات المختلفة التي تزين له الدنيا ،و تزين له المعصية ، و تصور له الدين على أنه تخلف و سلفية و رجوع إلى الماضي ، و بُعْدٌ عن الحضارة و أفيون للشعوب} وعقدة المظلومية بغض النظر عن العقائد موجودة عند المجرمين وأصحاب الجنايات والعصاة وهذا أمر معروف عند أي شخص لديه اطلاع على علم النفس الجنائي،فالسارق يسرق المال من الغني وهو يقول في نفسه:"لقد قضيت الكثير من العذاب في حياتي ،وهذا الغني لديه ما هو فوق حاجته وزيادة عليها مرات ومرات،وليس له حق في الفائض"بل وربما يقتل صاحب المال ويعتدي على عرضه من أجل هذا الشعور الوهمي الكاذب بالاضطهاد،وفاتنا أن نذكر أن المظلومية دائماً وفي مختلف الظروف وأطياف الناس مفتعلة وكاذبة ووهمية وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعق والديه أو أحدهما،فلا نجد أحداً أحن على الولد من والديه وأمه على وجه الخصوص، ودافع كل من يصرخ في وجه أمه أو أبيه أو يعقه نجده سخيفاً أيضاً،إما أن زملائه في المدرسة لديهم موبايلات وهو ليس لديه موبايل،أو أن حصتهم من مصروف الأب أكبر من حصته،أو أن صاحبه تعرف على فتاة وأحبها وأحبته وهو ليس لديه صاحبة ،وبالمثل للفتاة التي ترى من هي أجمل منها أو تجذب الشباب أكثر منها،فيتولد عنده شعور بالنقص في شخصيته ويشك في وسامته ويقف أمام المرآة كثيراً وكثيراً،ويزداد الشعور بالاضطهاد والحسد ،بل ويتحرك الحسد عندما يتفوق عليه زميله في التحصيل العلمي،وغيرها من الأسباب التي جعلت المؤسسات التعليمية في بلدان المسلمين أماكن للفساد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وينبغي علينا أن نقول بأن صاحب المظلومية أياً كان،في نهاية المطاف يصل الأمر به إلى الندم ،وإبليس قبحه الله يندم أيضاً ولكن في خطبته التي يلقيها على أهل النار: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فهو لا يعاند إلا نفسه،ولا يناقض إلا نفسه،ولا يخادع إلا نفسه،ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة والآن نأتي إلى العلاج الرباني لمسألة المظلومية والتي تتجلى في السنة المطهرة، أولاً:وضع لها الوقاية والحمية،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الموجود في صحيح البخاري:" ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية" وإليكم هذه الرواية الموجودة في كتب الرافضة:" قال الصادق عليه السلام: (( من ضرب يده علي فخذه عند المصيبة حبط عمله )) الكافي 3\225 ذكرى الشيعة 71 الوسائل 2\ 914والكافي وحده بمثابة صحيح البخاري عندنا ولا تشبيه،وسبب تسميته بالكافي هو أنه على حد زعمهم عرض على المهدي فقال عنه كما في رواياتهم:"هذا الكتاب كافٍ لشيعتنا" يعني كل هؤلاء الذين ذكرناهم سابقاً يفعلون أفعال الجاهلية على أقل تقدير وبشهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم بما فيهم العلمانيون وإن اشتقت العلمانية من العلم فهي جاهلية. 1. نأتي الآن إلى الدواء والعلاج الذي وضعه الوحي المنزل ،تدبروا معي هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يودع البلد التي عاش فيها 53 سنة:{والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت} الراوي: أبو هريرة و عبدالله بن عدي بن الحمراء المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 2/288 خلاصة حكم المحدث: صحيح فلقد أقر الإسلام المشاعر الإنسانية والحزن ولم ينكرها،لكن هو عاب أمراً آخر نراه هنا:"أخذ النبي بيد عبد الرحمن بن عوف حتى أتى به النخل ، فإذا هو بإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه و سلم في حجر أمه ، وهو يجود بنفسه ، فذرفت عيناه ، فبكى ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله تبكي ، ألم تنه عن البكاء ؟ ! فقال : إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ، ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنة الشيطان ، وهذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم لولا أنه قول حق ، ووعد صادق ، وسبيل مأتية ، وأن آخرنا يلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون ، تبكي العين ، ويوجل القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب" الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 3/286 خلاصة حكم المحدث: حسن الآن هو قادم من هذا البلد،ونعلم من سيرته العطرة صلى الله عليه و سلم ما لقيه خلال 13 سنة فضلاً عن أنه يتيم لم يعرف أباه ولا أمه ،لقد وصل إلى المدينة المنورة التي يقول الله تعالى عنها:" وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التي أخرجتك"ولو راجعنا سبب نزول هذه الآية لوجدناها الرواية الأولى التي ذكرناها قبل قليل ألا وهي:"والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"المهم أنه وصل إلى قرية فيها قبيلتي الأوس والخزرج،القبيلتان المعروفتان بشدة بأسهما في الحرب نتيجة للفتن التي كان يثيرها اليهود،ماذا سيفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فور وصوله؟ تعالوا بنا ننهل من معين مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم . قال فور وصوله:"يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم و أطعموا الطعام و صلواالأرحام و صلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الفتوحات الربانية - الصفحة أو الرقم: 5/278 خلاصة حكم المحدث: حسن وتدبروا ما قاله الراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال:" لما رأيتُ وجهه علمتُ أنّ وجهه ليس بوجهٍ كذّاب"يعني لن يقوم الحق والعدل ولن تنعم البشرية وبالراحة إلا بالصدق لا بالكذب وإن تسمى بالتقية أو الكذبة البيضاء أو الغاية تبرر الوسيلة . وقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:"أفشوا السلام بينكم"أي أن الإنسانية لن تنعم بالحضارة والتقدم إلا بالأمن و السلام وحفظ الدماء والأموال والأعراض. وقوله صلى الله عليه و سلم :"أطعموا الطعام"ولم يقل طعامكم وأراضيكم ليست لكم بل هي للفقراء والفلاحين،بل أطعموا الطعام حتى تفشوا المودة بينكم وينكسر الحاجز بين الأغنياء والفقراء دون التعدي على ملكية الغير. وقوله صلى الله عليه و سلم:"صلوا الأرحام"يعني تعزيز وتمتين وتمكين الروابط الأسرية. وقوله صلى الله عليه و سلم:"صلوا بالليل والناس نيام"يعني كل ما سبق على صعيد الحياة الدنيا ولا تنسوا بأنكم بحاجة للروحانيات والتثبيت من رب البريات فاستعينوا بقيام الليل والتضرع إلى الله وحده لا شريك له. وأما مكافأة من يقوم بكل هذه الأعمال فهي:"تدخلوا الجنة بسلام"والراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه كان وقتها حبراً يهودياً كما هو معروف،لما سئم من كذب قومه اليهود وتدليسهم وعرف أن محمداً صلى الله عليه و سلم ليس بالكذاب،ولما سمع هذه العبارات التي أجزم والله أعلم بأنه فهمها كما فهمناها الآن،دخل في الإسلام وربحنا صحابياً جليلاً ولله الحمد من قبل ومن بعد،ولاحظوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر السلام في بداية الحديث وفي نهايته وأن اسم الصحابي الجليل الحبر اليهودي قبل لحظات هو عبد الله بن سلام هذا هو نبينا عليه الصلاة والسلام،لم يشق جيباً ولم يلطم وجهاً وحاشاه،لم يأمر بسب ولعن أبي جهل وأبي لهب على المنابر،لكنه قال عبارة واحدة هي ومضة نور من مشكاة نبوته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وأمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً. وهنا أيضاً سنجد مصيبة أخرى وقع فيها أهل المظلومية،فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة موجزة جامعة مانعة مشرقة ،وأهل المظلومية سواءاً كانوا من الفلاسفة أو غيرهم غرقوا في بحور من الكتب والمجلدات والفلسفات والأيديولوجيات والنظريات والأفكار وكل هذا كلام في كلام في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع،بل والكثير من الفلسفات بلغت من التعقيد ما يعجز أقوى الأخصائيين عن فهمه وحل رموزه وفك شيفراته،وعندما يترجم على الواقع يحدث من الفساد ما لا يحمد عقباه كما نرى ورأينا وسنرى في الماضي والحاضر والمستقبل،يصدق على هؤلاء قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن العجائب والعجائب جمة ******* قرب الشفاء وما إليه وصول كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ****** والماء فوق ظهورها محمول يعني خلاصة الكلام،أهل المظلومية كثيروا الكلام قليلوا الفعل، وإن فعلوا أفسدوا وضلوا وأضلوا،وأهل المنهج الحق قليلوا الكلام كثيروا الفعل،وفعلهم نسأل الله له القبول والإخلاص والسداد والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه وأهل المظلومية عالة على غيرهم إلى درجة الإجرام إن لم يتم تنفيذ ما يشبع شهواتهم ورغباتهم وعديموا المسؤولية وإن تسلموا مواقع القيادة،وأهل الحق متفانين في خدمة البشرية بأكملها وإنقاذها لا يطلبون إلا وجه الله الخالص،ومن أراد أن يعاين حلاوة شعور هؤلاء فليمتثل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"وليعتبر نفسه منذ هذه اللحظة أباًَ وقائداً لكل الناس إلى الخير،حتى ولو حمل السبف للجهاد فلا يحمله إلا للحق ولا يقتل إلا بالحق ولا يقرع نخلة ولا يقتل طفلاً ولا شيخاً ولا راهباً يتعبد في صومعته و تذكروا : لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة الإيجابي : يفكر في غيره السلبي:يفكر في نفسه الإيجابي:يصنع الظروف السلبي:تصنعه الظروف نبدأ بعون الله و توفيقه الحديث عن المنظمة الماسونية العالمية، كلمة ماسونية ترجمتها هكذا: (freemason) من كلمة (free) و تعني حرية، و (mason) تعني بنّاء، و حريتهم استعباد لكل الشعوب سواهم لأنهم على حد زعمهم (شعب الله المختار) و نجمة العلم الصهيوني مثلث لفوق، و مثلث لتحت ،و بناؤوهم كما سنرى هدم لجميع القيم الإنسانية و الدينية و الاجتماعية و لكل شيء حتى تصير البشرية بالكامل حيوانات لخدمتهم ،والماسونية باختصار،منظمة سرطانية شيطانية نجسة لا مجال للكلام عن مبلغ جرائمها وجناياتها على الإسلام،بل على البشرية بالكامل وعلى مر العصور،لكنني سأكتفي بذكر أهم محاورها ،فمبدأها عبادة صريحة لإبليس قبحه الله،وغايتها تمكين اليهود من حكم الشعوب والسيطرة على خيراتها واقتصادها وبرمجة وغسيل أدمغتها بحيث تفصل كل غير يهودي عن دينه وأخلاقه ومبادئه ،وفي نفس الوقت لا يسمحون له بالدخول في اليهودية إمعاناً منهم في القذارة والاستعلاء والتكبر على الشعوب عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة،وأما عن وسائلهم فهم لا يدخرون وسيلة أياً كانت في سبيل تحقيق غاياتهم الخسيسة،وغايتهم الأسمى والعليا هي التمهيد لظهور الأعور الدجال، مذكور في كتبهم بأنه سيعيد لليهود ملكهم وقوتهم وسيطرتهم على الشعوب،ومذكور أيضاً في كتب السنة والأحاديث الصحاح أن الدجال قبحه الله ،سيتبعه 70ألفاً من يهود أصفهان ،وأن الله يقدره على خوارق وأفعال عجيبة ومنها إحياء الموتى وإنزال الأمطار وإخراج الكنوز من الأرض،وأن فتنته أعظم فتنة منذ خلق آدم عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم الساعة،ولن نطيل أكثر من ذلك،بل سنشرع الآن بعرض أفلام وثائقية اضطررت لحذف الكثير الكثير منها لوجود الكثير من المحظورات والمشاهد الإباحية،وأرجو من جميع الأخوة عدم التطرق إلى أجزاء أخرى في هذه السلسلة لأن ما عرضته يفي بغرض الموضوع بإذن الله تعالى وزيادة،شاهدوا أخوتي وأخواتي المقطع الأول، ومن ثم نعلق عليه بشيء من التفصيل: وكما رأينا،فبعد أن دخل اليهود إلى فلسطين ،وبدأ التحريف والتبديل في الدين اليهودي،فمن أهم الآثار المترتبة على ابتعاد الناس عن مشكاة النبوة هو انتشار السحر،والعكس صحيح كما نعلم مع موسى عليه الصلاة والسلام،وأما عن ألوان هذا السحر الذي تستخدمه الماسونية وأنواعه وكيفية استخدامه وآثاره فسنتعرض لها في مشاهد أخرى،وأما عن هدفهم الأسمى فهو كما صرح الرئيس الأمريكي في المقطع فهو السيطرة على العالم بأسره بكل الوسائل المتاحة لديهم،والآن نبقى مع المقطع الثاني ومن ثم نعلق عليه بإذن الله تعالى،وأرجو من الجميع مشاهدة المقطع بدون قلق،لأننا بإذن الله تعالى لن نترك أمراً يشتبه على الأذهان دون التعليق عليه: كما رأينا،يذكر هذا المقطع امتداد الماسونية التاريخي وجذراً مهما من جذورها ألا وهو السحر والكهانة ويتجلى أمام أذهاننا الارتباط الوثيق بينهما شيئاً فشيئاً،الرابط الأول،هو التماثيل والتصاوير سواءاً كانت منحوتة أو مرسومة،ورسول الله صلى الله عليه و سلم شدد وأغلظ في تحريمها في عدة أحاديث واستثنى العلماء التصوير الفوتوغرافي لأن للأخير أحكاماً وتفصيلات أخرى،والعلة في ذلك أنه مثل انطباع الصورة في مرآة أو على سطح الماء ولا تتدخل فيه يد الإنسان،فهذه التصاوير التي غزت الفراعنة والكنائس والمعابد كما رأينا وسيلة للسحر،ونحن نعلم بأن أول شرط للساحر هو الكفر بالله تعالى حتى يظهر له الشيطان ويفعل له الخوارق التي هي في حدود قدراته من طيران في الهواء ومشي على الماء و الجمر الملتهب حيث يلبسه الشيطان فلا يحترق ويضرب نفسه بالأسياخ فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان ولا يتأذى الساحر،وكلما زاد الساحر من أفعال الكفر زادت الشياطين من تبعيتها له وإظهاره بمظهر صاحب الخوارق،وإليكم مثالاً على ذلك في هذه الصورة و هي لأحد المتصوفة: نستطيع أن نجزم بأن بني إسرائيل قد اجتمعوا في هذه المسألة مع كهنة الفراعنة ضد عدو مشترك ألا وهو نور النبوة على مر العصور،ونستنتج أمراً آخر وهو أنه كما أن أتباع إبليس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأساليبهم يوطئون للدجال بالفساد والسحر والقتل والكذب والدجل والإباحية العمل على إضعاف مشكاة النبوة في كل زمان ومكان بنشر البدع والشركيات ومحاربة حملتها بكل الوسائل المتاحة لديهم،كذلك فإن أولياء الرحمن جعلنا الله وإياكم منهم ينتظرون قدوم المهدي ومن بعده نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويوطئون لهما بنشر العدل والإحسان والمحبة والسلام والطهارة والعفة والنور والعقيدة الصحيحة الخالصة من كل شائبة تشوبها،لكن المهم يا أخوتي وأخواتي،أننا وبعد أن عرفنا بأن السحر والكهانة الفرعونية وغير الفرعونية جزء لا يتجزأ عن الماسونية،نذكر بأن طه حسين عميد الأدب العربي قال في كتابه "في الشعر الجاهلي:" إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"ونذكر بأن أحلام مستغانمي في روايتها "ذاكرة الجسد" وصفت نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ب"المفلس" بقولها:"وهل أنساك ذلك "النبي المفلس" الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط"ونبي الله موسى هو قاهر السحر والشعوذة والدجل،و لتدركوا حجم خطر هذه الماسونية ونفوذها واختراقها للعالم بأسره. كما نلاحظ أمراً آخر وهو كما بين المقطع ،الترابط والتماثل بين تصاوير وأدوات الفراعنة الذين اشتهروا بالسحر،وبين شعارات ورموز دخلت على المملكة المتحدة،والجدير بالذكر هو أنه بريطانيا تعد معقل الماسونية ،فرغم أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا من ناحية عدد الماسونيين فهي الأصل لأمريكا كما هو معروف،ونلاحظ أيضاً أن الفراعنة قد اعتمدوا على الأبراج والأبنية العالية،وأسأل الله العظيم،رب العرش العظيم،أن يثبتني ويسددني حتى لا أقع في القول على الله ورسوله صلى الله عليه و سلم بغير علم وأن يغفر لي ولكم ويعفو عني وعنكم إن كنت سأقع في شيء من هذا القبيل ،لكن تطاول البنيان بهذا الشكل المريب يذكرني بأمرين رئيسيين،الأول هو قول فرعون لهامان:" وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين"ويذكرني أيضاً بآية أخرى:" ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين"وكذلك فعل الشياطين،ويفسر هذه الآية الحديث الوارد في صحيح البخاري وغيره وهو قول عائشة رضي الله عنها : سأل أناس النبي صلى الله عليه و سلم عن الكهان فقال ( إنهم ليسوا بشيء ) . فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة"وتفصيل ذلك أن الشياطين يتسلقون أكتاف بعضهم البعض،حتى يصلوا إلى مقعد يسترقون منه السمع للملائكة الذين يتناقلون أقدار وأرزاق الناس ونحو هذا،فيسترقون ما هو حق وما هو باطل،والذي هو باطل أكثر من الحق لأن الله هو الذي يأذن بذلك ومن ثم يُتبعهم الشهب المحرقة ونسأل الله أن يحرقهم ومن تبعهم بنار جهنم إن لم يهدهم سواء السبيل،بل ويؤكد هذا المعنى حديث صافي بن صياد،الذي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن بعده من الصحابة رضوان الله عليهم يشكون في أمره أنه الأعور الدجال،فلقد ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لكشف حقيقة أمره ،وإليكم الحديث الوارد في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال النبي لابن صياد ( خبأت لك خبيئا ) . قال الدخ قال ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . قال عمر ائذن لي فأضرب عنقه قال ( دعه إن يكنه فلا تطيقه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله"وللتوضيح فإن رسول الله شرع في كشف حقيقة أمره ونقلنا لكم رواية مختصرة عن كيفيته تكفي مقامنا هذا بإذن الله تعالى ،ومعنى قول رسول الله لصافي:"خبأت لك خبيئاً"أي لقد وضعت في بالي كلمة فحاول أن تعرفها،وهذه الكلمة كما ورد في رواية أخرى هي "الدخان"فقال له صافي :"الدخ"فقال له رسول الله "اخسأ،فلن تعدو قدرك"أي أنك لو كنت على شيء من علم الغيب لعرفتها كاملة لكنك عرفت نصفها ولم تعرف النصف الآخر،وعندما استأذنه عمر بضرب عنقه نهاه رسول الله عن ذلك لأنه لا يتسلط عليه أحد إذا كان هو الدجال فعلاً إلا عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان،وإن لم يكن هو الدجال فعلاً فلا فائدة من قتله،وهذا إن دل على شيء فيدل أيضاً على رحمة رسول الله للعالمين وحرصه على حرمة الدماء إلا بحق،نعود إلى موضوعنا،نعرف من تطاول البنيان أمراً هاماً في الماسونية ألا وهو التكبر والاستعلاء الشنيع،ويتجلى تماماً في نجمة الصهيونية الثلاثية،فالمثلث الذي رأسه فوق يمثل أن اليهود يعدون أنفسهم شعب الله المختار وكل الخلق تحتهم وفي خدمتهم،والخطان الأزرقان يرمزان إلى الفرات والنيل،ونحن نعلم أن هاروت وماروت الذان علما الناس السحر إنما هما في بابل العراق،ومصر الفراعنة أيضاً مشهورة بالسحر والكهانة زمن الفراعنة،نعود إلى المقطع ،فبعد أن بين لنا الارتباط الوثيق بين ماسونية المملكة المتحدة وفراعنة مصر وكهنتهم،رأينا برج دبي،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن سلف اليهود الحاليين ليسوا أتباع موسى ويعقوب وإبراهيم وإسحق عليهم الصلاة والسلام،بل هم فرعون وقومه ومن كان على عبادة العجل مع السامري وتبعوا قارون طمعاً في المال وتلاقت مصالحهم بإطفاء نور النبوة بالسحر والأساليب الأخرى التي نبينها بإذن الله تعالى،ونحن لا نتنقص على الإطلاق من شعب الإمارات المسلم الشقيق ولا المصري العزيز ولا العراقي الغالي،ولكننا فقط نريد التوضيح لنكون على بينة وحذر من الفتن التي دخلت علينا دون أن نشعر بها،وظهر في المقطع أمر غاية في العجب ألا وهو كلمة وافي ،إذ أن المقطع أظهر أن معناها "موالي"وعندما سمعتها صعقت لأنها ذكرتني بالرافضة،إذ أن المصطلح الذي عرفناه عن الولاية لله ورسوله أو حتى صحابته وأل بيته رضوان الله عليهم هو مصطلح الولي والولاية،ولا نعلم أصلاً في كتب عقيدتنا وتفسيرنا لكلمة "موالي"بهذا اللفظ،لكننا سنتعرض في موضع آخر في هذا الموضوع للجذور والفروع الماسونية للرافضة،وسنرى فيما إذا كانوا موالين لأهل البيت النبوي أم لأهل بيت من ،ثم سنرى القاسم المشترك بين اليهود والرافضة والسحرة المتمثل بالكذب الذي يتجاوز كل الحدود . يتبع إن شاء الله ....
|
#7
|
||||||
|
||||||
والآن سوف نبقى مع المقطع الثالث ومن ثم نعلق على ما سنشاهده:
هذا المقطع أيضاً يجلي أمامنا أموراً تعد غاية في الخطورة،فكما لاحظتم فقمة الهرم في أكثر من شكل ظهر لنا ،بما فيها الدولار الأمريكي،عليها عين مضيئة منفصلة عن الهرم وتكون في قمته،فأما الهرم بدون العين فيرمز إلا ما يفعله الماسونيون من تخريب تحت مسمى البناء،ونذكر بأن كلمة ماسون تعني البنائين الأحرار من كلمة فري وتعني حر،وماسون وتعني بناء،أي أنهم يبنون الهرم،وتأتي العين المتمثلة بالأعور الدجال لتبلغ بهم القمة والسيطرة على العالم،كما أن إضاءة العين بهذا الشكل ترمز إلى سيطرتهم على العالم وغسيل الأدمغة والعقول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،والآن نأتي إلى المقطع الرابع ،ثم نعلق على مشاهداتنا: علينا ان نسلم بأن الشعب الأمريكي ضحية مثله مثلنا لألاعيب اليهود القذرة وغسيل الأدمغة واللعب بالعقول،بل إن الكثيرين منهم تنبهوا لذلك ونبهوا عليه،فكما أن أمريكا اتخذت من هجوم اليابان على ميناء بيرل حجة لدخول الحرب العالمية الثانية وضرب هيروشيما وناغازاكي بالسلاح النووي بكل وحشية وإجرام وانحطاط ،كذلك فلقد قاموا بتدبير هجوم 11أيلول الذي دفعت الأمة الإسلامية بالكامل وما زالت تدفع ثمنه إلى يومنا هذا،لسبب بسيط ألا وهو دخولها في حرب لم تكن على استعداد لها ،لكن المؤلم في الأمر أن بن لادن ،سواءاً كان عميلاً بالفعل أو مغرر به، ما زال الكثير من الشباب مخدوعين به عفا الله عنا و عنه ،ثم إن مبنى مركز التجارة العالمي لم يكن فيه مدنيون أبرياء فقط،بل كان فيه الكثير من رجال الأعمال والزوار والسياح العرب والمسلمين،أردت أن أقول،لو سلمنا جدلاً بأن استهداف المدنيين الأمريكيين العزل جائز لأنهم يهود ونصارى،فما ذنب العرب والمسلمين حتى يُقتلوا بهذه الطريقة الخسيسة ؟وفي رقبة من؟!وما زال الكثيرون متأثرين بالشبهة القائلة بأن 11أيلول مذكور في القرآن فلا بد من الرد عليها وتفنيدها،وهم يقصدون الآية الكريمة:" لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم "أولاً،نذكر ونعيد بأنه لا يجوز القول على الله ولا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين،فأما بالنسبة لقولهم بأن عدد الكلمات من أول سورة التوبة إلى هذه الآية يساوي 2002 مطابقاً للعام فهذا خطأ،لأن عدد الكلمات أكثر من 2100 لمن يعدها،وأما قولهم بأن رقم الجزء 11 ورقم السورة 9 مطابقاً للتاريخ،فنفيدكم علماً بأن تقسيم القرآن لأجزاء وترتيب السور كان اجتهادياً لضبط القرآن مثله مثل جمع السنة في الكتب التسعة وغيرها، وهو غير ترتيب آيات السور وتناسقها لأن ذاك توقيفي بلا شك، من باب أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ،فهو لا يدخل في الإسلام وإنما في الأمور التي تسهل العبادات وتيسرها،ثم نود أن نقول،سنسلم جدلاً بأن القرآن أخبر بها وتنبأ بالغيبيات،فهل كل ما أخبر به القرآن أو السنة أمر محمود وخير للإسلام والبشرية؟طبعاً لا،فلقد ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الفتن وحذر وأغلظ في التحذير منها وهي غيبيات ،وفي المقابل فلقد فتحت 11 أيلول علينا أبواباً من الفتن العظيمة،وذكر القرآن أخبار الماضين من فرعون وثمود وعاد وغيرهم على سبيل الذم ،ومن هنا يمكننا أن نستخلص أن هؤلاء استخدموا كل الأساليب بما فيها السحر لسحر قلوب الناس وغسل أدمغتهم وتسييرهم لخدمة مشروعهم الخسيس،فمن وسائلهم نشر الإباحية بكل قوتهم،واستغلال وسائل الإعلام المقروءة والسمعية والمرئية لبث الفتن والأكاذيب والمصائب،ونذكر مثالاً على ذلك في كلمة "هوليود"،فلو ترجمناها للعربية يصبح معناها "الأخشاب المقدسة"ولو سألنا أنفسنا ما سر تقديس الأخشاب؟سر تقديسها هو أنها من أهم أدوات السحرة والعياذ بالله،ومن ضمن المقاطع التي قمت بحذفها حرصاً على مشاعركم،مقاطع كثيرة من أفلام هيوليود تشوه صورة الإسلام والعرب تشويهاً مقزعاً،ولا بد من أن أذكِّركم بمقطع لمن شاهد فيلم تايتانيك،الذي ربح الأوسكارات وضج العالم بما فيه عالمنا الإسلامي وذاع صيته بيننا،عندما نزل بطل الفيلم الممثل "ليوناردو دي كابريو" المسمى في الفيلم باسم "جاك"مع صاحبه إلى الدرج،ليصل إلى البوابة الحديدية التي تم إغلاقها عليهم،يمر مروراً سريعاً على مشهد لا ينتبه إليه إلا من ركز بصره جيداً،وهو مشهد لرجل يرتدي الزي العربي وخلفه امرأتان محجبتان ترتديان الزي العربي أيضاً،ويظهر الرجل ماسكاً كتاباً ويقلب صفحاته وهو يقول"يلا يلا"كأنه يبحث عما ينجيه وينجي المرأتان معه، ويقف وتقف معه المرأتان في وسط ركض الناس للهرب من الغرق ،وتفسير هذا هو أن الرجل يمسك القرآن يقلب صفحاته بحثاً عن رقية أو نجاة إمعاناً منهم في الاستهزاء بنا وبقرآننا عليهم لعائن الله إلى يوم الدين،ومن المشاهد التي قمت بحذفها ما يتعلق بالرسوم المتحركة التي يشاهدها الأطفال في مختلف أنحاء العالم،فإنهم يبدأون رسم الشخصية الكرتونية برسم عورة أو وضعية جنسية والعياذ بالله تعالى ثم يكملونها على الوجه الذي نراه ،بل وبعضها صريح كما في توم وجيري بحلقاته المعروضة على شاشاتنا أو الممنوعة،ولا ننسى سندريلا،الطفلة المظلومة التي تعاني ما تعانيه وتقاسي ما تقاسيه،ثم تأتيها الساحرة،فتتحول الفئران إلى خيول جميلة،وتتحول ملابسها الرثة إلى ملابس أميرة،و نحن وأطفالنا نتفرج،وفي الختام يتوجب علي أن أبين لكم الجذور والروابط الماسونية للرافضة أيضاً،فبالإضافة إلى أنها من صنع اليهودي عبد الله بن سبأ قبحه الله،تأملوا معي هذا النص من كتبهم: روى عن أبي عبد الله قال: (إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة) (الأصول من الكافي 1/397)سبحان الله،أين القرآن الذي يدعي الرافضة أنه مع المهدي وأنه سيظهره في آخر الزمان؟!وما شأنهم بشريعة داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام؟! ولتتضح الصورة أكثر فأكثر شاهدوا الرئيس الأمريكي وهو يرفع شعار الماسونية : والآن شاهدوا من الذي يرفع نفس الشعار: لاحظوا أن الرئيس الأمريكي قد رفع يداً واحدة وأن هذا الأخير قد رفع كلتا يديه! كيف تنشط الماسونية في سوريـا؟ لنشاهد معاً هذه المادة المرئية أولاً لأننا لن نتمكن من استيعاب باقي الموضوع إذا لم نشاهدها: و الآن شاهدوا معنا هذه الصورة : ركزوا على العين الملوّنة بالأزرق الموجودة تحت رأس النسر تماماً ، ما قصة هذه العين ؟ إنها عين حورس الماسونية كما نراها على رأس الهرم الموجود ضمن الدولار الأمريكي ،و الآن قارنوا بين الصورة الأولى للعين الموجودة على شعار قوى الأمن الداخلي السورية و بين هذا الشعار و لاحظوا أوجه الشبه : لكن ما قصة هذه العين ؟ و ما علاقتها بالماسونية ؟ و لماذا نجد المثلث الرأس الذي يحتويها دائماً منفصل عن باقي أجزاء الهرم ؟ الجواب : هذه العين في الحقيقة هي رمز للأعور الدجال ، فكما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حذرنا من فتنة الدجال ، و أكد أن أتباعه من اليهود ، كذلك فإن اليهود يمجدونه و يعظمونه و ينتظرون قدومه، لكن كيف يوطئ اليهود لقدوم الدجال؟ لنعد إلى أصل كلمة " ماسونية" كما نعلم هي تعني " البنائين الأحرار" فبناؤهم للهرم هو توطئتهم لقدوم الدجال بنشر الفساد بكل أشكاله و السحر و الشرك في الأرض ، فهم يبنون الهرم باستثناء رأسه الذي يحتوي العين ، و من هنا جاءت تسميتهم بـ:" البنائين الأحرار" و بناؤهم للهرم باستثناء رأسه في الحقيقة هو هدم لجميع القيم الدينية و الأخلاقية و الإنسانية في المجتمعات، و السر في أن رأس الهرم الذي يحتوي العين منفصل عن باقي الهرم الذي يقومون ببنائه بالفساد هو أنهم عند انتهائهم من البناء يأتي الأعور الدجال ليكمل بناء الهرم بتمامه كما نراه، فعين حورس الشخصية الفرعونية ترمز لعين الدجال لأنه أعور، و ذكرنا من قبل بأن الماسونية مرتبطة بالسحر، و فرعون و قومه اشتهروا بالسحر، و كما أن نبينا موسى عليه الصلاة و السلام قد هدم أركان فرعون و هامان بفضل الله تعالى، كذلك فإن أتباع النبوة بشكل عام ، و محمد صلى الله عليه و سلم بشكل خاص، يوطئون لمجيء المهدي و أرضاه بنشر التوحيد، و الطهارة، و النور، و العدالة ، و الأمن ، و لا بأس من مشاهدة هذا الصرح الماسوني أيضاً: فكما أن من أُسُس الماسونية الأبراج مثل برج إيفل و الأهرامات و غيرها، كذلك فإن لهم سلفاً في هذا الموضوع ألا وهو قوله تبارك و تعالى :{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} و قال جل شأنه : {وفرعون ذو الأوتاد} ،وقد اختلف المفسرون في معني "الأوتاد" علي النحو التالي: 1 - الأوتاد: الأبنية المحكمة. 2 - الأوتاد هي الأهرام, أو المسلات المصرية القديمة. 3 - الأوتاد هي الأوتاد الحقيقية كان فرعون يأمر بدق أربعة منها في الأرض متباعدة, ويشد إليها من لا يرضي عنه فرعون بحبال قوية من يديه ورجليه, وتعلق عليه الحيات والثعابين والعقارب تلدغه وتنهشه. 4 - الأوتاد: الملك القوي, والعز الثابت, والأمر المستقر. 5 - الأوتاد: أعمدة كانت تدق في الأرض, وتركب عليها وبها حبال يلهو بها فرعون. 6 - الأوتاد: القوة والبطش. 7 - الأوتاد: الجموع الكثيرة, أو الجنود, وأطلق عليهم "الأوتاد" لأن بعضهم يشد بعضًا, كالوتد يشد البناء, ولأنهم يقوون أمر الملك, كما يقوي الوتد البيت. و الآن : ما هو السر وراء البناء الذي عرضنا صورته الأخيرة؟ الجواب: يقع هذا المبنى في دمشق ، يتوسط ساحة الأمويين ، أمامه تماماً مبنى هيئة الإذاعة و التلفزيون العربي السوري ، و من هنا نفهم سر تفوق المسلسلات السورية على باقي القنوات العربية بما فيها التلفزيون المصري ،و نفهم أيضاً لماذا تم دوبلاج المسلسلات التركية في مبنى هيئة الإذاعة و التلفزيون السوري أيضاً و ما تركته من أثر على عقلية المواطن العربي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نعود إلى المبنى . لنتدبر جيداً الألوان و الزركشات و الرسوم الموجودة عليه بهذا الشكل المريب، إنها تشبه ألوان و زركشات المحافل الماسونية لمن لديه اطلاع سابق، خلف هذا المبنى تماماً تقع حديقة تشرين ، و خلف حديقة تشرين يقع القصر الجمهوري لبشار الجحش،هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ لا طبعاً ، تابعوا معنا هذا المقطع ثم نعلق عليه بشيء من التفصيل إن شاء الله : يتبع إن شاء الله ...
|
#8
|
|||
|
|||
نبدأ فنقول : كما أن الأعور الدجال ناره جنة و جنته نار،كذلك فدأب أتباعه اليهود و من انتهج نهجهم تلبيس الحق بالباطل و كتمان الحق، فالواجب على المسلم تجاه الفتن ترك الأهواء و اتباع الشريعة الربانية الغراء ،لنتدبر شكل النجمة الموجودة على علم سوريا سواءاً الحالي أو حتى علم الاستقلال:
لقد أظهر المقطع السابق هذه النجمة مقلوبة ،و بيّن أن المثلثين المرفوعين لفوق عبارة عن قرني الشيطان للماسونية كما هو واضح في هذه الصورة: لقد أظهر المقطع السابق هذه النجمة مقلوبة ،و بيّن أن المثلثين المرفوعين لفوق عبارة عن قرني الشيطان للماسونية كما هو واضح في هذه الصورة: و لنتذكر معاً أن الماسونية مرتبطة بالسحر ، و الساحر لا يفلح حيث أتى، حتى طريقة التعامل بالسحر في حياتنا العملية توضح المغزى من هذه اللعبة،فالمرأة التي تذهب إلى الساحر و تطلب منها أن يعمل لها عملاً لتسبب الضرر للآخرين من باب الحسد،يعطيها هذا الساحر نشرة شيطانية يسميها بالحجاب لتضعها في بيت من تريد أن تسبب لهم هذا الضرر ،و هذا أحد أكثر الأساليب استعمالاً لدى السحرة كما هو معروف ،هذا عن النجمة و هي بالمقلوب ، فماذا عن شكلها و هي غير مقلوبة؟ لنتدبر شكلها معاً لنكتشف السر بإذن الله تعالى : سنقارن بينها و بين هذه الصورة المنسوبة كذباً لنبي الله عيسى عليه الصلاة و السلام: لنتدبر الشكل الهندسي للنجمة،المثلث الذي على اليمين للنجمة تقابله اليد اليمنى على للمصلوب ،و المثلث الذي على اليسار تقابله اليد اليسرى للمصلوب،و المثلث الذي في المنتصف يقابله الرأس للمصلوب،و المثلث الذي تحت على اليمين تقابله قدم المصلوب اليمنى،و المثلث الذي في الأسفل و اليسار للنجمة تقابله القدم اليسرى للمصلوب،يعني يصبح تداول هذه الأعلام في حكم تداول الصلبان و تعليقها للزينة و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ،و لنعد إلى علم استقلال سوريا،عدد نجومه ثلاثة،شعار :" الله - سوريا - حرية و بس" تثليث ،و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و قد يقول قائل:" هي نجمة مثلها مثل نجوم السماء لم كل هذا الكلام؟" الجواب:النجوم التي نراها في السماء شيء ، و هذه النجمة التي نراها بهذا الشكل الهندسي شيء آخر ،النجوم عبارة عن كواكب كروية أو شبه كروية ،هذا من ناحية ،من ناحية أخرى ،لنعد إلى مبادئ الماسونية ،قلنا بأن من أُسس تنظيمهم تماثيل الحيوانات و البشر، لم يقم أحد بازدراء البشر و لا الحيوانات ، لكن عندما تم نحتها على شكل تماثيل و تصويرها صارت إلى التحريم الذي ورد في صحيح السنة المطهرة ،كذلك بالنسبة للكواكب مثل النجوم و الأهلة،لم يزدريها الشرع و لا أحد من البشر و هي تزين السماء،لكن عندما تم رسمها و تصويرها صارت إلى التحريم و دخلت في طقوس الماسونية و عبدة الكواكب ،و كون النجوم متداولة في مدارس الأطفال و رتب الجيش فهذا لا يبرر التعامل بها و هنالك ما يغنينا عنها ، و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم . ملاحظة : أورد المقطع شعار الهلال على سبيل الذم و قال بأنه أيضاً أحد رموز الماسونية ، هو رأي شخصي لصاحب المقطع يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب،لكن أيضاً رسول الله صلى الله عليه و سلم مدح الأهلة التي تظهر في السماء و لم يقل شيئاً عن تصويرها و رسمها لا بمدح و لا بذم هل توقف المدّ الماسوني عند هذا الحدّ؟ لا طبعاً، تعالوا لنتعرف على المعارض السوري برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري : و الآن شاهدوا معي هذه الوثيقة: يعلق "روبرت دارنتون" أستاذ تاريخ أوروبا الحديث في جامعة "برنستون" في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائتي عام على قيام الثورة الفرنسية قائلاً: { إذا كانت فرنسا تحتفل بمرور مائتي عام على سقوط الباستيل، وإزالة الإقطاع، وإعلان حقوق الإنسان والمواطن، فإن الوضع في فرنسا في الفترة التي قامت فيها الثورة لم يكن في حقيقة الأمر على كل ذلك القدر من السوء كما يعتقد الكثيرون. فالباستيل كان خاليًا تقريبًا من السجناء وقت الهجوم عليه يوم (14 يوليو 1789م = 2 من ذي القعدة 1402هـ) كما أن الإقامة فيه لم تكن سيئة تمامًا كما يتصور الناس، ولكن ذلك لم يمنع الثوار من أن يقتلوا مدير السجن لا لشيء إلا لأنه من النبلاء، ثم طافوا بعد ذلك بجثته في الشوارع } و يضيف قائلاً:{ وإذا كانت الثورة قد أعلنت حقوق الإنسان والمواطن فإنها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات إرهاب اجتاحت فرنسا كلها بعد 5 سنوات فقط من إعلان تلك الحقوق لدرجة أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل "ألفريد كوبان" كان يصف هذه الإعلانات (حقوق الإنسان والمواطن) بأنها مجرد أسطورة ويقول المؤرخ الفرنسي "بيير كارون" الذي أصدر عام 1935م كتابًا عن المذابح التي حدثت في السجون الباريسية إبان عهد الثورة، يقول عن هذه المذابح: (إن هذه المذابح كان لها طابع شعائري جارف، وقد بدأت بالهجوم على بعض السجون بزعم القضاء على بعض المؤامرات التي كانت تدبر فيها للإطاحة بالثورة، وأقام "الدهماء" من أنفسهم محكمين وقضاة ومحلفين في فناء هذه السجون، حيث كان السجناء يقدمون للمحاكمة واحدًا بعد الآخر فتوجه إليهم التهم ويحكم لهم أو عليهم ليس تبعًا للأدلة والشواهد؛ وإنما تبعًا لمظهرهم العام وسلوكهم وشخصيتهم بل وتكوينهم الجسدي. كما كان أي تردد أو أي اضطراب يظهر على الشخص يعد دليلاً للإدانة وعلى ثبوت التهمة فيحكم عليه بالإعدام، وكان الذي يتولى المحاكمة وإصدار الحكم شخصًا عاديًا، كما كانت أحكامه تقابل بالتصفيق والصياح من الجماهير الذين تجمعوا من الشوارع المحيطة وأصبحوا بمثابة محلفين، وكان الشخص الذي يحكم ببراءته يؤخذ بالأحضان والتهنئة والقبلات ويطوفون به الشوارع، بينما كان الشخص الذي يحكم عليه بالإدانة يتم إعدامه طعنًا بالخناجر والسيوف وضربه بالهراوات الثقيلة ثم تنزع عنه ملابسه ويلقى بجسده فوق كومة من أجساد الذين سبقوه. والغريب أن الذين كانوا يقترفون هذه المذابح كانوا يرتكبونها باسم الحرية وحقوق الإنسان و المواطن والعدالة والمساواة)} أما "سيرجو بوسكيرو" رئيس الحركة الملكية الإيطالية فيقول:{ إن الثورة الفرنسية كانت عبارة عن حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها، كما أن أسطورة السيطرة الشعبية على سجن الباستيل لم تكن سوى عملية سطو على مخزن الأسلحة في الباستيل الذي كان يستضيف 7 مساجين فقط منهم 3 مجانين} ويضيف قائلاً:{ إن الثورة الفرنسية بحق قامت بأكبر مجزرة في التاريخ أو على الأقل في الشعب الفرنسي، حيث قتلت 300 ألف فلاح، وهي بذلك تعد منبع الإرهاب العالمي؛ إذ ولدت "ظاهرة الإرهاب" من الثورة الفرنسية. أما على صعيد السياسة الخارجية التي انتهجتها حكومات الثورة الفرنسية فقد جاءت متناقضة تمامًا مع ما أعلنته الثورة من مبادئ (الحرية والإخاء والمساواة) وبخاصة فيما يتعلق بشعوب آسيا وإفريقيا التي استعمرتها والتي تعاملت معها بمنطق السيد والعبد. ولم تمضِ فترة وجيزة من الزمن حتى جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام (1789م)، ثم بعدها بفترة جاء الاحتلال الفرنسي للجزائر والمغرب وتونس وغيرها من المناطق في آسيا وإفريقيا} ومما يؤكد أسطورية المبادئ التي رفعتها الثورة الفرنسية من الحرية والإخاء والمساواة إلقاء نظرة سريعة على بعض أفكار الفيلسوف الفرنسي "مونتسكيه" الذي قامت الثورة على مبادئه وأفكاره، وفي ذلك تقول الدكتورة "زينب عصمت راشد" أستاذة التاريخ الحديث بجامعة عين شمس:{ إنه ليؤسفنا حقًا أن ينخدع العالم بوجود مفكرين راشدين بين من زعموا أنهم ثاروا لدعوة الحق والحرية والعدالة والإخاء والمساواة، وفيهم من استحل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان لا لشيء سوى بشرته. ويعد مونتسكيه أشهر الأمثلة على ذلك، وهو من أئمة التشريع في الثورة الفرنسية، وصاحب كتاب "روح القوانين"، إذ يقول في تبرير استرقاق البيض للسود كلامًا لا يمكن صدوره من عقل مفكر، يقول مونتسكيه في بعض عباراته: "لو طلب مني تبرير حقنا المكتسب في استرقاق السود لقلت إن شعوب أوروبا بعد أن أفنت سكان أمريكا الأصليين لم تر بدًا من استرقاق السود في إفريقيا لتسخيرهم في استغلال تلك البقاع الواسعة، ولولا استغلالهم في زراعة هذه الأرض للحصول على السكر لارتفع ثمنه"} وتمضي د. زينب قائلة:{ يقول مونتسكيه مبررًا جرائم الاستعمار الأوروبي ما يأتي: "أولئك الذين سخروا في هذا العمل ليسوا غير أقوام من السود، فطس الأنوف لا يستحقون شيئًا من رحمة أو رشاد "} ويقول: "إنه لا يتصور مطلقًا أن الله بحكمته السامية قد وضع في تلك الكائنات السود أرواحًا يمكن أن تكون طيبة" و تذكروا ما حلّ بالزنوج في كل من جنوب أفريقيا و أمريكا من تمييز عنصري لا إنساني ، و تذكروا بأن أمريكا التي حملت راية الحرية و ما زالت تحملها قامت على أنقاض مجازر شنيعة ارتكبتها بحق الهنود الحمر صارت مضرب المثل في القذارة و الوحشية ، و نفيدكم علماً بأن تمثال الحرية في نيويورك يحمل في يده شعلة ، و في اليد الأخرى رسالة مكتوب فيها تاريخ الثورة الفرنسية . طبعاً كان حديثنا كله من وجهة نظر حيادية بغض النظر عن عقيدتنا كمسلمين ، فكلنا نعرف أن الثورة الفرنسية جعلت من فرنسا:" أول دولة علمانية في التاريخ" و نعرف أن فرنسا قتلت في الجزائر ما يزيد على مليون موحّد رحمهم الله، و هي التي دعمت الطائفة النصيرية عند احتلالها لسوريا و سمّتهم " العلويّة" و ما زال السذّج من الصوفية في سوريا يظنون بأن بشار و عائلة الأسد من نسل عليّ و فاطمة رضي الله عنهما و أرضاهما، و فرنسا هي التي شجعت سليمان المرشد النصيري على ادعاء الألوهية، و عَبَدَتُهُ ما زالوا موجودين في الساحل السوري و حمص و ريف حماه إلى يومنا هذا و يتسمَّون بالمرشدية، و فرنسا هي التي درس فيها ميشيل عفلق مؤسس حزب العبث النَّتَني الشركي الحاكم في سوريا، و كلنا قرأنا في التاريخ ما فعلته حملة نابليون بونابرت على أرض الكنانة مصر من هدم للمساجد و محاربة للإسلام و تأسيس ظهور حركة تحرير المرأة بزعامة قاسم أمين و أستاذه محمد عبده و أستاذ أستاذه جمال الدين الرافضي الإيراني المتأفغن و وضع ركيزة أساسية لغزو أمة الإسلام فكرياً، يذكر الدكتور أمين عبد محمود مؤلف كتاب "مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى" :{أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت} . بقي علينا أن نقول بما أننا تعرفنا على أهل المظلومية وكما أن الشيء يتبين بضده فعلينا أن نكون عكس كل ما ذكرناه أعلاه فصاحب المسؤولية ممن سار على المنهج الرباني لا يكتفي فضلاً عن أنه يدفع السيئة بالحسنة فهو في أسوء الحالات يجازي السيئة بمثلها ويكظم الغيظ ،ويعطي من حرمه،ويعفو عمن ظلمه،ويخالق الناس بخلق حسن،ويجتهد قدر إمكانه بجب المغيبة عن نفسه،ويصبر على ما أصابه ،ولا يعتبر كل هذا ولا غيره ضعفاً ولا عجزاً ولا قلة حيلة ولا نقصاً في شخصيته،ويطالب بحقوقه بحرص وتفانٍ ولكن بعدل وإنصاف وربما بإحسان إلى من أساء إليه،بل ويؤثر على نفسه في فضل زاده وماله وسكنه،بل ولو كان به خصاصة،جسده يمشي على الأرض وعقله وقلبه معلق بالله والدار الآخرة،لا يحب ولا يبغض إلا لله وفي الله،ولا يجاهد إلا لإعلاء كلمة الله وجعلها العليا وجعل كلمة الذين كفروا السفلى،لا يأكل إلا طيباً،لا يشرب إلا طيباً،لا يلبس إلا طيباً،ليس بفاحش ولا متفحش،لا يرجو في كل هذا إلا الله والدار الآخرة خالصة مخلصة،وغير ذلك مما عرفناه ومما فاتنا أن نذكره ومن أراد أن يعرفه فلن يحتاج إلا فلسفة فرويد المركبة على غريزة الميل إلى الجنس الآخر،ولا الميكافيلية التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة،ولا ديكارت الذي يدعو إلا إزالة الشك بحسب زعمه عن طريق محو كل شيء يدعو إلى الخوف من الله أو الإيمان أو الكفر وتصفية وفرمتة العقل والقلب حتى يعود إلى مرحلة الطفولة ثم يبني إيمانه على أساس سليم على حد زعمه،ولقد سبقه إلى هذه الحماقة بمئات السنين الجبائي المعتزلي وقال بها،بل نعود وبكل بساطة وأريحية إلى قوله تعالى:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"والذكر هنا هو القرآن والسنة،بفهم خير القرون الذين أنعم الله عليهم رضوان الله عليهم ،غير المغضوب عليهم من المضلِّلين اليهود ومن انتهج نهجهم،ولا الضالين التائهين النصارى ومن انتهج نهجهم،مثل كل من حاد عن طريق الحق وجادة الصواب،كمثل أهل قرية حفرت البلدية عندهم حفرة،فجمعوا أربعة من كبار عقلاء قومهم فقال الأول:"أرى أن نضع الحراسة لمدة أربعة وعشرين ساعة حتى لا يقع فيها أي شخص"فرد الثاني:"ومن أين تضمن بقاء الحرس وعدم نومهم وهروبهم وكيف ستراقبهم!أنا أرى أن نضع سيارة إسعاف مناوبة إلى جانب الحفرة،كلما سقط فيها أحد أسعفته إلى أقرب مستشفى أو طبيب مناوب"فرد الثالث:"وكيف تريد وضع سيارة إسعاف!وهل تضمن أن يعيش المريض حتى يصل إلى المستشفى أو الطبيب ويأخذ العلاج والإسعاف!سبحان الله،أنا أرى أن نبني مستشفى بجانب الحفرة فيتم إسعاف من يسقط في الحفرة بشكل مباشر ومضمون بإذن الله تعالى"فرد الرابع:"ما هذا الهراء يا رجل!وهل تقدر تكاليف المستشفى وتجهيزاتها ومصاريفها !ومن سيبتلى بها!هذا الشعب المسكين من قوت يومه ولقمة عيشه!حرام عليكم هذا إسراف وتبذير،أنا أرى بأن نحفر القرية بالكامل لتكون على مستوى الحفرة ولنسرع في هذا الأمر لئلا يتعاظم حجم الضرر على القرية وأهلها ونحن مشغولون بهذه الآراء والجدال فالوقت يداهمنا!!!" يتبع إن شاء الله
|
#9
|
|||
|
|||
ولا بد لنا أيضاً من تسليط شيء من الضوء على مظلومية الفلاسفة وأصحاب الكلام،وسندرك من خلال هذا التعليق خطورة ومرارة التكليف،والسر وراء أن الجبال عجزت عنه في حين حملناه،وحقيقة أن الإنسان لهذا السبب ظلوم وجهول،وسندرك السر وراء الهجوم الشرس الذي كان وما زال الربانيون يشنه على الكلام والفلسفة وأهلها،وسنكتفي بمثال واحد على أبي العلاء المعري،لننظر أولاً إلى عقيدته في توحيد الله تبارك وتعالى إذ يقول:
يد بخمس مئين عسجد فديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له ... ونستعيذ بمولانا من النار وقد رد عليه عبد الوهاب المالكي -بيض الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه- فقال: قل للمعري عارٌ أيما عارِ .... جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري لا تقدحن بنود الشرع عن شبهٍ .... شعائر الدين لم تقدح بأشعار فاليد ما دامت لا تمتد إلى ما هو ليس لها فهي كريمة تفدى بخمسمائة دينار ذهب،وعندما خانت هانت،لكن ما يهمنا ليس ما قرأناه في العقيدة،ليس هنالك أسهل على أي إنسان من أن يقول ويعتقد ويجزم بأن حكم الله لا يقاس بحكم القوانين الوضعية،ولا أسهل من أن يقول ويعتقد ويجزم بأنه يؤمن بأسماء الله وصفاته ويثبتها كما جاءت في النقل دون تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تجسيم،لكن لنلقي معاً نظرة أخرى في سلوك أبي العلاء المعري ونفسيته وعقليته الفاسدة ،فلقد قال عند آخر لحظة في حياته،وقيل بأنه كتبها على قبره هذين البيتين: هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد أولاً:نقول للمعري وكل من على شاكلته:أنت تقول :"وما جنيت على أحد"ومن اشتكى منك أصلاً ومن جنايتك أياً كانت!ومم اشتكوا !ولماذا ومم توجه هذه الملامة لنفسك ثم تنفيها؟! ثانياً:وقاحة المعري عندما يقول:"هذا جناه أبي علي"نقول له ولكل من على شاكلته أيضاً:"يا قليل الأدب،ماذا فعل لك أبوك حتى رميت الجناية عليه!ألأنه رباك وسهر عليك وأفنى حياته لتكبر أمام عينيه!ونذكر بأن المعري كان ضريراً لا بصر له ولا بصيرة،ولنتذكر أيضاً مقولة لضرير منحرف آخر ،ألا وهو طه حسين عميد قلة الأدب العربي إذ يقول في كتابه المسمى في الشعر الجاهلي:"إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"و الفرعونية مرتبطة بالاستعلاء والكبر بغير حق،والنفاق،والجاهلية،والسحر،والماسونية،والسر وراء نجمة داود عليه الصلاة والسلام مثلث لفوق،ومثلث لتحت،هو أنهم وحدهم فوق،وباقي البشر حيوانات على شكل بشر لخدمتهم،والسر وراء الخطين الأزرقين هو أنها من الفرات إلى النيل،فالفرات - بلاد الرافدين حفظها الله وأهلها وطهرها من رجس اليهود والنصارى وأذنابهم - هو مقر نزول هاروت وماروت اللذان علما الناس السحر،وهي نجد،التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها بأنها:"يطلع منها قرن للشيطان"ولنعد إلى المعري. ثالثاً:قول المعري:"جناه أبي علي"يذكرنا كم من المرات ورد أن المشركين في القرآن كانت حجتهم:"حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"ومداره هو العادات والتقاليد والميل إليها وتجاهل النقل من الوحي والكتب السماوية،ونوضح ذلك بمثال واقعي وبسيط: لنفترض أن شاباً في مقتبل العمر يمشي في الطريق ومعه أهله والناس على اختلافهم موجودون في الشارع،ثم جاء إليه أحد الناس وأوسعه ضرباً وشتماً،لنفترض أن هذا الشاب أراد في هذه اللحظة أن يطبق الوحيين المطهرين،ينظر أولاً إلى قوله تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"فالعدل هنا هو "جزاء سيئة سيئة مثلها"وهي أن يرد عليه بالضرب وبالمثل،والإحسان الذي يحبه الله ويأمر به وقال عن أهله :"ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"لنتأمل في هذا الشاب وهو يبتسم ويضحك لهذا الرجل الذي وجه إليه هذه الإساءة المنكرة أمام أهله والناس،ويقول له - في رمضان أو حتى غير رمضان - "سامحك الله،أنت أخي في الله ،غفر الله لي ولك"من الذي سوف يطيق هذا التطبيق العملي لنصوص الوحيين المطهرين؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"وماذا نقول عن أهله وباقي الناس الذين يشاهدونه في هذا الموقف ويشفقون عليه أو يشمتون به أو يلومونه أو حتى يحتقرونه؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"فالرباني يقول في نفسه:"سواءاً كنت قادراً على رد الإساءة بالمثل أو أكثر فلن أرد عليها وأحتسب ذلك لوجه الله تعالى ،والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً إن كان في الدنيا عبر خجل الرجل المسيء واعتذاره لي ،أو حتى في الدار الآخرة"ومن يخرج عن المنهج الرباني - ولو قيد أنملة - أول ما سيتذكر هو قول رسول الله :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"وسيتعامى بعقليته التي دخلتها الشوائب عن قوله :"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"فإن كان قادراً على المسيء فربما يحرقه ويكويه بالنار ليشفي هذا الشعور الداخلي بالاضطهاد والمظلومية والذل،وإن لم يقدر في تلك المرة على الرد فسيبحث عن أحدى النوادي الرياضية ليتعلم فناً من فنون الدفاع عن النفس ليكون قادراً على الرد في المرة المقبلة،ومن هنا نفهم السر وراء مظلومية النساء وأن أكثر أهل النار منهن،فهي تنظر إلى أنها من ضلع مكسور وتحاول دائماً تعويضه بشتى الوسائل،إلا من رحم الله،ولذلك فلقد كمل من الرجال كثير ومن النساء أربعة فقط نعرفهن جميعاً. فالتكليف الذي رفضته الجبال،حمله الإنسان وهو ظلوم جهول إلا من رحم الله،فظلمه يدفعه لظلم غيره ونفسه،وجهله بثواب الله في الدنيا والآخرة،أحدهما أو كلاهما،سيدفعه إلى الانحراف عن المنهج الرباني كما أسلفنا،ودواؤه في سورة الفاتحة كما نعلم،فهي حمد لله وحده،ثم وصفه بالرحمة التي قلت في قلوب العباد لسبب أو لآخر،ثم التذكير بأنه هو وحده مالك لليوم الآخر والثواب والعقاب،وإياك نعبد لطرد الرياء والنفاق،وإياك نستعين لطرد الكبر فالله هو المستعان ونرجو منه ألا يكلنا حتى إلى أنفسنا وشحها طرفة عين ولا أقل من ذلك،والصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،والصديقين وهم أقرب الناس إليهم،والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودنياهم كلها لأجل هذا المنهج،غير المغضوب عليهم من اليهود الظلمة المستكبرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين،ولا الضالين من النصارى الجهال ومن انتهج نهجهم إلى يوم الدين فلم يستضئ بنور العلم،ولم يلجأ إلى ركن وثيق،والعلم كما قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله:"ليس العلم كثرة المسائل،وإنما العلم الخشية"والخشية ضاعت بسبب ضياع العلم،وضياع العلم كما قال السلف رحمهم الله:"ضاع العلم بين مستحي ومستكبر"و ومصطلح الخجل هنا أصح من مصطلح الحياء،لأن الحياء دافعه هو الخوف من الله وحده لا شريك له،والخجل دافعه من المخلوقين،ونحن نؤمن قولاً وفعلاً وعملاً واعتقاداً بأن لا فضل لعربي على عجمي،ولا لأبيض على أسود،ولا لجميل على قبيح،ولا لغني على فقير،ولا لسيد على خادم،إلا بالتقوى،فالدنيا كما نرى حق وباطل،فالحق ألوهية الله وحده،والباطل ألوهية غيره،والحق هو أصوات الطبيعة والطيور الجميلة،والباطل هو المعازف والموسيقا،والحق هو مظلومية أهل الحق في سبيل الحق وإن ظهرت للناس بمظهر الباطل،والباطل مظلومية أهل الباطل وإن ظهرت للناس بمظهر الحق،والحق هو الزهر والورد الطبيعي وإن ذبل بعد حين،والباطل هو الزهر والورد الصناعي وإن تجمل وإن تلون وإن وضعوا له العطر والروائح الزكية،والحكمة هي الوحي المنزل وإن ظهر هو وأهله بمظهر السفاهة،والسفاهة هي الفلسفة وعلم الكلام وإن تسمى بمحبة الحكمة. ولننظر الآن إلى رد أحمد شوقي رحمه الله على أبي العلاء المعري،المعري قال:هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد يقول أحمد شوقي رداً عليه: بيني وبين أبي العلاء قضية ... في البر أسترعي لها الحكماء هو قد رأى نعمى أبيه جناية ... وأرى الجناية من أبي نعماء فدأب أهل الباطل إيذاء أهل الحق بكل وسيلة متاحة لديهم وهم عالة عليهم في الحقيقة،فالروافض والصوفية وغيرهم يسمونهم بالوهابية،والشيوعيون والعلمانيون يسمونهم بالرجعية والتقوقع والتخلف،والكثير من الحزبيين مدعي السلفية يسمونهم بالجامية نسبة للعلامة محمد أمان الجامي رحمة الله عليه ويتطاولون على علماء المنهج الأفاضل - ولا نزكي على الله أحداً - من أمثال الشيخ ربيع المدخلي وعبد المحسن العباد والشيخ صالح الفوزان،والمشركون في كل زمان ومكان ينسبون الشرك لآبائهم والعادات والتقاليد دون الاستضاءة بنور العلم واللجوء إلى ركن وثيق والسعي لإنقاذ أنفسهم وأهليهم والناس أجمعين من ضيق الدنيا والآخرة. و لا بد لنا الآن من كلمة حول مظلومية النصارى بعد أن أشرنا إليها إشارة عابرة في بداية الموضوع،ورد في الكتاب المقدس لدى النصارى و بشكل متكرر أنهم خراف و معبودهم خروف،أحد النصوص التي تبين أن إله النصارى خروف :جاء في يوحنا (17\14):"وهؤلاء يُحَارِبُونَ الخروف ، وَلَكِنَّ الخروف يَهْزِمُهُمْ ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ". و نذكر الدليل أيضاً على أن النصارى خراف،جاء في صموئيل الثاني ( 24/17) "أَنَّا الَّذي خَطِئتُ وأَنَّا الَّذي فَعَلتُ السُّوء، وأَمَّا أولئك الخِراف، فإذا فَعَلوا ؟ فلتَكُنْ علَيَّ يَدُكَ وعلى بَيتِ أَبي " . و عندما تدبرت السر وراء هذه المسألة خرجت بهذه النتيجة التي أسأل الله ألا يؤاخذني عليها . فمنذ بداية البشرية تقبَّل الله قربان هابيل بن آدم عليهما الصلاة و السلام و الذي هو خروف أو أحد الماشية والله أعلم . فكما أن الخروف ذليل بطبيعته كبهيمة رأسها إلى الأرض دائماً، فكل من انحرف عن المنهج الرباني ذليل في داخله شعور النقص و الاضطهاد و الخور ويتظاهر بالعزة بارتكاب أفعال الإثم والاستكبار على العباد والتسلط على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وهذا عين النفاق، و نجده لا يتحمل أدنى كلمة من أمه و أبيه اللذان ربياه منذ نعومة أظفاره حتى يصل به الأمر إلى التعدي عليهما بالضرب و السبِّ و العياذ بالله تعالى، و من هنا نفهم السرَّ الذي جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبر على أذى أهل الطائف الذين سلَّطوا عليه سفهاءهم و صغارهم و دعا لهم بالهداية ،و كيف صبر نبينا صلى الله عليه و سلم على من وضع سلا الجزور على ظهره و هو ساجد للصلاة أمام ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها، إذ أننا في رمضان و غير رمضان، عندما نتعرض لأدنى أساءة من شتيمة أو ضرب من سفهاء الناس، أول شيء نتذكره هو الحديث القائل:{المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير} و نتعامى عن الحديث القائل:{ليس الشديد بالصرعة، و إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب} و ننسى الآية الكريمة القائلة:{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان}فالعدل هو :{ وجزاء سيئة سيئة مثلها}و الإحسان هو: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله} و ربنا تبارك و تعالى قال عن الإحسان:{ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} و قال:{ إن رحمة الله قريب من المحسنين} و نعود إلى الخروف. وكما أن الخروف بهيمة لا عقل له على الإطلاق ،فلقد وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم الخوارج بأنهم: "أحداث الأسنان ،سفهاء الأحلام" يعني عقولهم لا حكمة فيها، وهذا يشملهم ويشمل كل من خرج عن المنهج الرباني ولو قيد أنملة حتى من الملحدين أو الخوارج التكفيريين أو الرافضة أو النصيرية أو سواهم، فسفاهة عقولهم والقليل منها تدفعهم لأفعال السوء والظلم والاستكبار في الأرض والاستعلاء على الخلق بغير الحق مثل السنبلة، رأسها فارغ و هي منتصبة واقفة، لكن عندما يمتلئ رأسها نجده منحنياً تواضعاً لأخواتها، إجمالاً، بقدر ما يخفض المرء جناح الذلِّ من الرحمة للوالدين و المؤمنين و المؤمنات، بقدر ما يكون عزيزاً على الكافرين . و كما أن الخروف بحكم الغريزة همه في العلف و الشرب و النوم و الجِماع(أكرمكم الله) ،كذلك فإن كل انحراف عن المنهج الرباني و فساد في الأرض سببه يرجع إلى المادة سواءاً كانت رِفعة في الدنيا مثل فرعون، أو مالاً مثل قارون، أو شهوة النساء مثل قابيل الذي قتل أخاه هابيل من أجل أن يتزوج أخته ،أو شهوة البنين و العياذ بالله كما كان الحال مع قوم نبي الله لوط عليه الصلاة و السلام ،و عددوا ما تشاؤون، بل إن زعماء الفساد و الإجرام في العالم و التاريخ، ألا و هم اليهود، منطلقهم و دافعهم هو المادة بالدرجة الأولى، فعندما نترجم كلمة يهودي إلى الإنكليزية يكون الناتج(Jewish) و عندما نترجم كلمة مجوهرات إلى الإنكليزية يكون الناتج(Jewelry) و رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه عندما خرجت الدنيا من قلوبهم و عقولهم و دخلها توحيد الله و الدار الآخرة أتت الدنيا إلى أياديهم راغمة صاغرة، و نحن عندما ملأ حب الدنيا قلوبنا و عقولنا تكالبت علينا الأمم من الداخل و الخارج و ما بينهما و نهشت لحومنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . و كما أن الخروف يطعمه الموحدون ويسقونه ويعتنون به إلى آخر لحظة في حياته ثم يذبحونه ويأكلوه لحمه ويتلذذون به ،كذلك فإن المنحرف عن المنهج الرباني الصحيح يتطاول على دماء الموحِّدين و أموالهم و أعراضهم و يتسلط عليها حتى نهايته فإما أن يتوب الله عليه و يهديه سبيل الرشاد و صراطه المستقيم و منهجه القويم، أو يأخذه أخذ عزيز مقتدر و تكون عاقبته و خيمة و مخزية في الدنيا و الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}و يقول رب العزة جل شأنه و تقدست أسماؤه:{ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} والنصارى عندما يقولون بأن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل عليهما الصلاة والسلام فهذا من أقوى أساليب التلبيس على العباد من ناحية، ومن ناحية أخرى فهم عرفوا كيف يستهدفون إسماعيل عليه الصلاة والسلام وحفيده أشرف الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام . وحتى لا يكون أحدنا خروفاً وضع نفسه إلهاً أو خرافاً يتبعون خروفاً بأي شكل من الأشكال فلنتدبر قوله تبارك وتعالى: "إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ" من وجهة نظري الشخصية،الثقة بالنفس وما يتعلق به من الأبحاث والكتب والمجلدات خاطئ ولا أصل له من الصحة،فإن الإنسان لا يقدر على مثقال ذرة في الكون أو في نفسه إلا أن يشاء الله،ومن اعتمد على نفسه وقدراته العقلية أو المادية أو العلمية أو الاجتماعية مهما كانت فلن يفلح أبداً مالم يجرد عقله وقلبه وروحه ونفسه لله وحده لا شريك له إلا أبعد الحدود،والأصل في الإنسان هو إنكار الذات من جهة،والتفاني في إنقاذ جميع البشرية من ضيق الدنيا والآخرة بكل الوسائل إلا العنف،ولا يستثني منهم أحداً،قوياً كان أم ضعيفاً،غنياً كان أم فقيراً،سفيهاً كان أم عاقلاً،جميلاً كان أم قبيحاً،عربياً كان أم عجمياً،مؤمناً كان أم كافراً أم فاسقاً،سيداً كان أم خادماً،حراً كان أم عبداً،وتحمل الأذى في سبيل ذلك وإيثار كل هؤلاء على النفس ولو كان بها خصاصة. وهذا هو سر استثناء رب العباد لصنف من الناس وصفهم بأنهم:"إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ" والسر في الصلاة هو الركوع والسجود والسكينة والتواضع لله ،السجود هو سجود القلب،يعني تواضع الإنسان للوالدين وخفض جناح الذل من الرحمة لهما وللمؤمنين والمؤمنات،ولهذا فلقد أمر الله عباده بصفة الرحمة ونهاهم وزجرهم عن صفة التكبر،ولهذا فلقد وصف رسول الله الخوارج بأنهم"دعاة على أبواب جهنم"و"كلاب أهل النار"وهي شاملة لكل من خرج عن المنهج الرباني سواءاً كان من التكفيريين أو الزيدية أو الصوفية أو الأشاعرة أو حتى الملحدين ولذلك فهم يكفّرون بالصغائر فضلاً عن الكبائر،وسماهم العلماء بـ"المارقين"لأنهم يقرأون النصوص والكتب السماوية بدون تطبيق عملي لها،ذلك لأنهم يتعبدون نار الحقد التي سكنت قلوبهم على الحقيقة ولا يتعبدون الله بإصلاح الأرض وإعمارها والسعي لتبيان الحق للخلق ،وإيصال الخير للغير،وأهل المنهج الرباني أخذوا الدين والدنيا على أنها تكليف ومشقة ومرارة ففازوا بنعيم الدنيا والآخرة،وأهل المظلومية أخذوا الدين والدنيا على أنها تشريف وملذات وشهوات فخسروا الدنيا والآخرة. باختصار شديد،يكفي الإنسان حتى يتنعم بجنة الدنيا والآخرة،أن ينكر ذاته إلى أبعد الحدود،ويؤثر جميع الناس على نفسه إلى أبعد الحدود،وأن يستعين بالله وحده لا شريك له إلى أبعد الحدود. ومن هنا نفهم لماذا وصف الله عباده الصالحين بمصطلح "المستضعفين"ولم يقل "الضعفاء"لأن المستضعفين ينتصرون ولو بعد حين،ولو بعد موتهم،ومن هنا نفهم قوله :"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". والدنيا تلحق الهارب،وتهرب من الطالب،فإن أدركت الهارب جرحته،وإن أدركها الطالب قتلته،فإذا سكنت الدنيا القلب فلن تنالها اليد،وإن سكنت اليد فالقلب لا يعمره إلا توحيد الله والدار الآخرة. ومن هنا نفهم الآية الكريمة التي تقول:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ "فميزة أهل المنهج الرباني أنهم كثيروا الفعل قليلوا القول،ونبينا محمد الأميّ صلى الله عليه و سلم أوتي جوامع الكلم ودانت له الدنيا بأسرها،والمفسدون في الأرض كثيروا القول والمجلدات والأيديولوجيات قليلوا الفعل،وإن فعلوا فعملهم لا يعدل إلا هباءاً منثوراً. ومن هنا نفهم أيضاً كيف أن اليهود ومن سار على نهجهم يلبسون الحق بالباطل،فمظلومية أهل الباطل باطل وإن ظهرت بمظهر الحق،ومظلومية أهل الحق حق وإن ظهرت بمظهر الباطل،والقرآن والسنة وأهلها حكمة وأهلها حكماء وإن ظهروا بمظهر السفهاء وإن قصروا الأثواب وأرخوا اللحى،والفلسفة وعلم الكلام سفاهة وإن تسمت بمحبة الحكمة،وأهلها سفهاء وإن تسموا بالحكماء،وأهل المنهج الرباني أقوياء وإن ظهروا بمظهر الضعف،والمفسدون في الأرض ضعفاء أذلاء وإن تظاهروا بالقوة،وأهل المنهج يحسنون الظن بغيرهم ويسيئون الظن بأنفسهم إلا أبعد الحدود،وأهل الباطل يحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم إلى أبعد الحدود،وكفار قريش رغم أنهم أهل الجاهلية والسفاهة إلا أنهم لم يجدوا سوى رسول الله ليتهموه بالجنون،ورغم أنهم أهل القيافة والطيرة والتبرك بالنجوم إلا أنهم وصفوا القرآن بالسحر ووصفوا رسول الله بالساحر. ولا بد لنا من كلمة حول الليبرالية أيضاً،ومنشأ هذا الفكر الخبيث يعود إلى جماعة أخوان الصفا،الفلاسفة المشهورين،الذين قالوا في رسائلهم بأن لديهم متسعاً لجميع العقائد والملل الباطلة أياً كانت،وكل ذلك تحت مسمى الأخوة الإنسانية ،ومن ملحقاتها هي نزعة القومية،التي دخلت أمتنا الإسلامية على يد المفكر المعروف باسم رفاعة الطهطاوي،الذي رافق البعثة المصرية إلى فرنسا،وكان من المفترض عليه كشيخ أزهري أن يحمي شباب البعثة من المؤثرات السلبية للغرب،لكنه بدلاً من ذلك عاد بهذه النزعة العنصرية التي كان من أحد نتائجها شقاء ومظلومية شعب بأكمله ألا وهو الشعب الكردي،والليبرالية إما أن تكون كلية فيتقبل الليبرالي حتى الملاحدة واليهود والنصارى،وإما أن تكون جزئية فيتقبل الروافض مثلاً،أو يرفضهم ويدعو للتقارب مع الأشاعرة والصوفية وغيرهم ،و الأصل في الموحد ألا يقبل بإله غير الله،ولا بعقيدة غير عقيدة التوحيد،ولا بأي محدث على دين تم واكتمل ولله الحمد من قبل ومن بعد،يعني باختصار شديد،التمسك بعقيدة الولاء والبراء،ولنفهم السبب ينبغي علينا أن نوضح ذلك بقصة واقعية حدثت مع أبي حفص البلقيني رحمه الله تعالى وهو أحد مشايخ البخاري رحمه الله تعالى،فلقد قام أبو حفص رحمه الله بتحقيق كتاب"الكشاف"للزمخشري رحمه الله الذي يلقب ب"شيخ الاعتزال" بل كان إذا طرق الباب على أحد من جيرانه أو أقاربه وسألوه:"من الطارق"أجابهم بقوله:"جار الله المعتزلي"مفتخراً باعتزاله ،يقول أبو حفص رحمه الله بعد أن فرغ من تحقيق كتاب الكشاف:"لقد استخرجت من الكشاف معتزليات بالمناقيش"وذلك لأن الزمخشري كان فحلاً من فحول البلاغة وعالماً بلغة العرب،والسر في ذلك هو الآية الكريمة :"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"فالفتنة هي ما يصيب القلب ومصدرها الشبهة،ومصدر الشبهة من خلل في الاعتقاد،ونتيجة الخلل في الاعتقاد هي الخلل في العقل والفكر،والعذاب الأليم هو ما يصيب البدن،ومصدره من الشهوات،وينتج عن الشهوات المعاصي وارتكاب المحرمات،وسنسلط الضوء الآن على جماعة تعتبر خلفاً نسبياً لأخوان الصفا ألا وهم الأخوان المسلمون،سنتكلم على وجه الخصوص عن مؤسس جماعتهم حسن البنا عفا الله عنا و عنه و عن جميع المسلمين و المسلمات: 1- أنه صوفي . قال في مذكرات الدعوة والداعية ص 24: " وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ا. وقال ص28: كانت أيام دمنهور … أيام استغراق في عاطفة التصوف … ، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ا.هـ 2- يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتاً شركية . قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهود ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور ، فكنا ـ أحياناً ـ نزور دسوقي ا.هـ وكان يردد أبياتاً منها: هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى كما ذكره عبد الرحمن البنا في كتاب " حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه " لمؤلفه جابر رزق ص71-72. 3- ضعف قيامه بعقيدة الولاء و البراء وذلك يتمثل في أمرين : أ / جعله النصارى إخواناً له فقد قال: مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم ، وهذا القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عند إخواننا المسيحيين ا.هـ. راجع كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " لعباس السيسي ص120 . ب/ ذكره أن عداوتنا مع اليهود ليست دينية ، وإنما لأجل الأرض وأن الدين لا يعادي أحداً .قال حسن البنا: " إن خصومتنا لليهود ليست دينيّة ، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم و مصادقتهم "(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/409 لمؤلفه محمود عبدالحليم ). ترى أصحابه من المرشدين لجماعة الإخوان قد تلطخوا – أيضاً – بأدران الشرك ، ومنهم المرشد الثالث عمر التلمساني الذي قال في كتابه " شهيد المحراب عمر بن الخطاب ": قال البعض إن رسول الله يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول ، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد .. ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل أن رسول الله يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم .. فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة و الدعاء فيها عند الشدائد ، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء ا.هـ ، ومنهم مرشد الإخوان المسلمين في سوريا مصطفى السباعي الذي قال عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم لما زاره بالمدينة: يا سيدي يا حبيـب الله جئـت إلـى ....... أعتاب بابك أشكو البرح مـن سقمي يا سيدي قد تمادى السقـم في جسدي ..... من شـدة السقـم لم أغفـل ولم أنم مجلة ( حضارة الإسلام) عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي رحمه الله ص: 562-563) 7- أنه من دعاة التقريب بين السنة وسابة الصحابة ، وفي كتاب ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م . وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 – الاعتصام –صـ32) ينقل عن روبير جاكسون قوله: ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال ا.هـ . وعلى هذا المنهج سارت الجماعة من بعده . و المنبع الذي نهل منه حسن البنا كل هذا الكلام يعود إلى جمال الدين الإيراني المتأفغن، فلقد تأثر بجمال الدين عسكرياً أحمد عرابي، و فكرياً محمد عبده، نتج عن محمد عبده المدرسة التي تحدثنا عنها في مباحث سابقة، و نتج عن أحمد عرابي حسن البنا و من سار على نهجه إلى يومنا هذا. راجعوا للاستزادة عن حال جمال الدين الأفغاني ومدى تأثر حسن البنا به أوائل كتاب " الإخوان المسلمون في ميزان الإسلام" . و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له ، و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان ، و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|