Untitled-2
 

 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 12-28-2009, 11:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


وهنا قد يرد سؤال يسأله بعض الناس وهو : فلم العمل ؟ لو كانت الأمور مكتوبة ومُقدرة عند الله سبحانه وتعالى فلِمَ العمل ؟ لماذا نعمل وقد كتب الله تعالى أهل الجنة وأهل النار؟

النبى صلى الله عليه وسلم سُئل هذا السؤال فيما رواه على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه فيما أخرجه البخارى وغيره قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : "" ما من نفسٍ منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار وإلا قد كتب شقياً أو سعيداً .. فقال رجل : يا رسول الله : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا .. إعملوا فكلٌ مُيسر لما خُلِق له ""
فأهل السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة ، وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة
ثم قرأ عليه الصلاة والسلام { فأما من أعطى وأتقى وصدّق بالحُسنى فسنُيسره لليُسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعُسرى }

نستنتج من هذه الحقيقة حقيقة أخرى وهى : أن الله سبحانه وتعالى أعطى للعبد إختياراً
كيف هذا ؟
مثلاً أنت عندما تخرج من بيتك تذهب حيثُ تريد : إلى المسجد أو إلى العمل أو إلى السوق أو إلى التجارة أو إلى زيارة الأرحام .. كما تريد
وإذا خُيرت بين نار حارقة أم بين حديقة غناء تأكل فيها مما لذ وطاب فماذا ستختار ؟ حتماً ستختار الحديقة .. يعنى ربنا أعطاك إختيار
فلماذا نوقع هذا الإختيار فى أمور الدنيا ونُقر به ولا نوقعه فيما فرضه الله علينا وطلبه منا أن نعمله – لصالحنا نحن - ؟
أيضا ً لو ضربك إنسان بالقلم على وجهك وقال هذا مُقدّر ، ألست تقوم بضربه أيضاً وتقول له :وهذا مُقدّر أيضاً ؟!! .. إذاً عندك إختيار بأن ترد الشئ بمثله .. فلماذا لم تسكت وتقول نعم هذا مُقدّر علىّ وخلاص إنتهى الأمر ؟!!
فلماذا فى الأمور المحسوسة نقول هذه أمور كُتبت علينا وانتهى ولهذا نحن نقع فى الشهوات والمحرمات ؟!!
أعتقد أن هذه الأمثلة تُبين أن للإنسان إختيار فيما يعمل فى هذه الحياة ، هذا الإختيار لكل إنسان هو لا شك مندرج تحت تقدير الله سبحانه وتعالى ..

وأيضاً ينبنى على هذا حقيقة أخرى وهى أنه لا ينبغى أن نجعل القَدر حُجة على أعمالنا ، ولا نقول هذا أمر مكتوب ..
لا .. أنت مُحاسَب ومُجازَى على عملك ، وكما حدث فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عندما قام شخص بالسرقة ، فلمّا قدموه لتُقطع يده قال : يا أمير المؤمنين إنما سرقتُ بقدر الله ( الله قدّر علىّ أن أسرق ) . فقال عمر : ونحن نقطع يدك بقدر الله
سبحان الله ..
فإذاً لا ينبغى أن نجعل القدر حُجة على أعمالنا وإنما علينا العمل وعلينا بذل الأسباب ،
إننا فى هذه الحياة وفى التعامل مع أقدار الله تعالى ومع الأعمال نتعامل فيها من جانبين :
أأننا نعتمد على الله سبحانه وتعالى ونتوكل على الله فى جميع أُمورنا ، فالله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وجعله مناسق مع حركةالإنسان ، ولذلك نجد الطير كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم تغدو خِماصاً ( يعنى جياع ) وتروح بِطاناً ( يعنى شبعت ) إذاً علينا بذل الأسباب ، فالطير بذلت السبب وهى تمشى بفطرة الله وخلق الله لها
أيضاً الطالب لا ينجح إلا إذا ذاكر وكدَّ ، والمريض يُشفى بعد الذل السبب والذهاب للطبيب وأخذ العلاج فجعل الله الشفاء ، والمسافر لا يصل |إلى مكانه إلا إذا بذل السبب وركب وسيلة السفر ... إذاً لابد من بذل السبب مع التوكل على الله عز وجل ، فيكون الأمران معاً كجناحى الطائر ، فلا نقول نحن متوكلون وننام فى بيوتنا ونريد أن يأتينا الرزق ونريد الشفاء ونريد السعادة تأتينا بدون أى مُنغص من منغصات الحياة
يجب أن نبذل السبب المعقول مع قوة الإعتماد على الله سبحانه وتعالى – جنباً إلى جنب – فهكذا نتعامل مع القدر
كما جاء صاحب الإبل ليُصلي فقال : يارسول الله : أأعقل الإبل أم أتوكل على الله وأتركها ؟ .. قال : إعقلها وتوكل
أيضاً وأنت ذاهب للإستشفاء أو عند ذهابك لطلب الرزق فأعلم أنه لن يحصل إلا ما قدَّرهُ الله عز وجل فتعتمد عليه لكن لابد من بذل السبب لأن الله سبحانه وتعالى أوجد فى هذا الكون تناسق بين الكون وبين الإنسان ، تناسق بين الأسباب ومسبباتها ، يعنى مثل قضايا مترتب بعضها على بعض
لو كان هذا الكون لا يمشى بسنن ولا أسباب ولا مسببات لنُصر النبى صلى الله عليه وسلم ، فالله قادر على أن ينصر رسوله فى يوم وليلة ، بل بقوله تعالى كُن فيكون - وكما حدثت معجزة الإسراء والمعراج- كان يمكن أن تحدث مُعجزة ويُنقل الرسول من مكة إلى المدينة بدون الهجرة وما حدث فيها ، لكن الله أراد أن يُعلم الناس الأخذ بالأسباب
إذاً لابد من الأمرين :
1)الإعتماد على الله واللجوء إليه
2)وبذل السبب الممكن الذى فى مقدرة الإنسان

ويُستفاد من الحديث
1)حُسن أُسلوب عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه
2)أنه ينبغي للإنسان أن يُؤكِّد الخبر الذى يحتاج الناس إلى تأكيده – كما قال بن مسعود : وهو الصادق المصدوق
3)تظهر فى هذا الحديث حكمة الله تبارك وتعالى فى أطوار الجنين من النُطفة إلى العلقة إلى المُضغة ....
4)المُضغة قد تكون مُخلّقة وقد تكون غير مُخلّقة ، ويترتب على هذا :
-لو سقطت المُضغة وهى غير مُخلقة فإن الدم النازل لا يُعتبر نفاساً
-أيضاً لو سقطت وهى غير مُخلقة فإن المرأة التى فى العدة لا تنقضى عدتها لأن العبرة بأن يكون الحمل مُخلقاً
لماذا ؟
قال العلماء : لأنه قبل التخليق يُحتمل أن تكون قطعة لحم فقط وليس آدمياً
5)أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ( 120 يوم )
6)عناية الله تبارك وتعالى بالإنسان حيث وكَّل به مَلَك حتى وهو فى بطن أُمه
7)أن الملائكة عليهم السلام عبيدٌ يُؤمرون ويُنهون
8)أن الملائكة عليهم السلام يكتبون
9)أن الإنسان لا يدرى ما كُتب له ، ولذلك أُمر بالسعى وببذل الأسباب لتحصيل ما ينفعه
10)أن نهاية بنى آدم أحد أمرين لا ثالث لهما : إما الشقاوة وإما السعادة .. اللهم اجعلنا من السعداء يارب
11)الراحة النفسية والطمأنينة القلبية فى مسألة الرزق ، فالإنسان يعمل متوكلاً على الله تعالى ويبذل السبب فحينئذٍ يطمئن لأنه يعلم أن رزقه مكتوب عند الله ومُقدر فيطمئن ويرتاح
12)هذا الحديث يُعالج بعض الكِبر الموجود فى نفسية بعض الناس ، لأن الإنسان يعلم أنه ما هو إلا ماء خرج من بيه وأُمه ثم قطعة دم ثم قطعة لحم .. فَــلِمَ الكِبر ..

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(, ), 5, الأربعون, النووية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 04:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.