كيف أدعو بالبريد الإلكتروني؟

[طريق المفكر]

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نحن فتاتان نريد أن نبدأ بجمع إيميلات وإرسال أشياء تخصُّ الإسلام على هذه الإيميلات، وهذه الإيميلات نجمعها من القوائم الموجودة، مثل تلك التي في "MSN" أو البحث في "ICQ" عن إيميلات أجانب من مختلف الدول.
ولا نعلم بماذا نبدأ في الإرسال إليهم؟ وهل نختصر في رسائلنا إليهم؟ وإذا طلبوا منَّا المزيد عن الإسلام فكيف نتعامل معهم؟ وهل هناك من دعاةٍ على الإنترنت نستطيع أن نتعاون معهم؟.
الرجاء الردّ علينا في أقرب فرصة.
مع جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب

تقول الأستاذة ريم السعوي، عضو فريق الاستشارات بالسعودية:
أختاي الكريمتان؛
أحيِّي فيكما هذا النشاط الرائع والحماس المشتعل، فالحمد لله كثيرًا لوجود فتياتٍ مثلكما يحملن همَّ الإسلام والدعوة إليه، فتياتٌ مسلماتٌ أدركن سبب وجودهنَّ فعملن له، بدلاً من حصر العمل بالأمور السطحيَّة التي تنشغل بها كثيرٌ من البنات، واخترن الطموح العالي الذي هدفه الدعوة إلى الله، فيكُنَّ سببًا لأن يصل الدين لقمَّته وعزَّته إن شاء الله.

صديقتاي؛
فكرة جمع البريد الإلكتروني من القوائم الموجودة لخدمة الدعوة فكرةٌ حقّا رائعةٌ ومؤثِّرةٌ إن شاء الله، وهي من الوسائل الناجحة التي يستخدمها أصحاب الوسائل الهدَّامة لخدمة أفكارهم. لذا جاء اختياركما لها حكيمًا والحمد لله، ولأنَّ الهدم عادةً أسهل وأسرع من البناء فإنَّ البناء دائمًا يحتاج لدراسةٍ وتفكيرٍ وتحديدٍ للمساحة المتاحة، ثمَّ التخطيط، ثم البدء بالمشروع عمليّا.
لذا لن يكون الإرسال عن أيِّ شيءٍ يخصُّ الإسلام هكذا بعشوائيَّةٍ، دون أن نتحقَّق من الفكرة المرسلة ونخطِّط لها مسبقًا.

- بعض الأشياء الضروريَّة قبل رحلة البداية:


من الأهمية بمكان تأسيس قاعدةٍ للثقافة الإسلاميَّة من المصادر الموثوقة والأكثر واقعيَّةٍ وفاعليَّة؛ لأنَّه حسب هذه الخلفيَّة الثقافيَّة سيتحدَّد اختياركما لموضوعات الرسائل التي ستكون بإذن الله نقطة البداية لكلِّ التطوُّرات، فإن كانت هذه القاعدة موجودةٌ فنحمد الله، وإلا دعونا نتَّفق على الاطلاع الدائم والإلمام ببعض الكتب الدينيَّة، بالإضافة إلى أشرطة الكاسيت أو البرامج التلفزيونيَّة. المهمّ أن يكون لديكما الرصيد الكافي من المعلومات الهامَّة جدّا للبدء في العمل، فمثلاً على سبيل المثال لا الحصر:
- كتب الأستاذ محمد قطب، وأنصحكما بأن تبدآ بكُتيّبٍ صغيرٍ له بعنوان "معركة التقاليد".
والكثير الكثير لغيرهم من الكتَّاب الإسلاميِّين.

ومن المجلات أنصحكم بمجلَّة "المجتمع" الأسبوعيَّة الصادرة من الكويت، فهي تحتوي على معلوماتٍ هامَّةٍ جدّا لكونها متابعة جيِّدة للواقع الإسلامي، أمَّا موقعها على الإنترنت فهو:
مجلة المجتمع

وأنصحكما بدورة مبسّطة في مهارات التخطيط، للتحميل اضغط هنا


والداعية الشيخ "محمد الدويش" يملك خبرةً واسعةً في مجال الدعوة على الإنترنت، ويمكنكما مراسلته على موقعه:
موقع الشيخ الدويش

ومن ناحية البحث في قوائم البريد الإلكتروني فأنصحكم بالبدء في القوائم الموجودة في
"MSN" لأنَّها الأكثر انتشارًا، وكذلك أفضل من الناحية الأمنيَّة للجهاز من حيث الاختراق.

وهذه بعض الاقتراحات بالنسبة للرسائل:


- المداومة والتركيز في إرسال الرسائل للشخص الواحد دون استعجال بالنتائج، المهمّ أن يكون العمل مثمرًا حتى لو كان بطيئا، مثل إرسال رسالةٍ يوميّا، أو أكثر من رسالةٍ بنفس اليوم - طبعًا تتغيَّر العناوين - وإن أمكن ألا يكون مصدر هذه الرسائل واحدًا فهذا أفضل.
إلا أن هناك أمرًا هامّا جدّا يجب التنبيه إليه، وهو أن نحترم خصوصيات الآخرين، ولا نفرض عليهم ما يزعجهم، بل يجب أن نتبع أدب الإسلام في الاستئذان، بأن نضمن الرسالة الأولى استئذانًا من صاحب البريد في استمرار الإرسال إليه، فإن قبل، فذاك خير، وإن لم يقبل فيجب أن نحترم رغبته، ولا نرسل له، حتى لا ننفره من دعوتنا وديننا.
ولا تيأسا أبدًا، حتى وإن لم يتفاعل معكما سوى شخصٌ واحد، بل استمرا معه وركِّزا عليه، وتذكَّرا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم) رواه البخاري.

- خاطبا الناس بما يعرفون وبما يحبُّون، ففي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "خاطبوا الناس بما يعرفون، أتحبُّون أن يُكذَّب الله ورسوله".

- حاولا أن تكون صياغة الرسالة بصيغة مناسبة، واحرصا على اختيار العناوين المفاجئة والجذابة، لكلّ إنسانٍ، سواء كان مسلمًا أم لا، مثل:
هل تسمح لنا أن نأخذ 3 دقائق فقط من وقتك؟
هل تحبّ الحريَّة والنظام؟
لماذا لا تستمتع بحياتك أكثر؟

فأقترح أن تعرضا الفكرة الإنسانيَّة، وتستمرَّا في عرضها دون أن تذكرا أنَّها إسلاميّة، أو اذكرا مثلاً المشكلات التي تحصل لديهم، واقترحا الحلول لها دون أن تذكرا أنَّها إسلاميَّة، ومع تراكم الأفكار والرسائل خصِّصا رسالةً تكتبان فيها كلّ ما سبق من حلول، ووضِّحوا أنَّ كلَّ تلك الأفكار هي ما أمر به الدين الإسلاميّ الحقّ، الذي شرَّعه الإله الواحد الحقّ سبحانه، لكلِّ البشر، وكان ذلك منذ أكثر من ألفٍ وأربعمائة سنةٍ، ولم يتوصل إليها الإنسان إلا الآن، بعدما تعب ومرض وأرهق نفسه، حين لم يختَر الإسلام دينًا، ولم يطبِّقه تطبيقًا سليمًا في حياته، مع التأكيد على أنَّ الإسلام هو الدين العالمي، بدليل قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافةً للناس)، ويقول عزَّ وجلّ: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين).

وتدعمكما في ذلك آراء الغربيين من العلماء والفلاسفة، والتي تجدانها في سلسلة الكتب التي تعتبر الأكثر مبيعًا، سواء باللغة الإنجليزيَّة أو المترجمة، المهمّ أنَّها تحتوي على أفكار هي في أصولها إسلاميَّة، ولكن كتابها حين كتبوها كتبوها من منطلق إنساني بحت، ولا يعرفون أنها للإسلام تنتمي، وأن الإسلام هو صاحب السبق في الدعوة إليها، وهم يحسبون أنهم استنتجوها بعد خبرةٍ ودراسة، والإسلام قد أخبرنا عنها منذ قديم الأزل، كالتسامح في معاملة الآخرين، وإهدائهم، وتقديم المساعدة لهم، ممَّا يسبِّب الراحة النفسيَّة للشخص، والابتسامة وأثرها، وعدم تضييع المال، والاستفادة من الوقت، وطبيعة المرأة وطبيعة الرجل، وغيرها الكثير.

ولا ننسى العلوم المكتشفة مؤخَّرًا، والمكتوبة منذ آلاف السنين في القرآن العظيم، ولمعلومات أكثر في هذا الجانب يمكنكما متابعة ما يصدره العالم المتخصِّص بالإعجاز العلمي في القرآن، الدكتور زغلول النجار، وكذلك إعجاز القرآن للدكتور طارق السويدان.
ويفيد في ذلك أمثال هذه المواقع:
- موسوعة الإعجاز العلمي
- موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

- الموقع الرسمي للدكتور زغلول النجار

أيضًا قد يساعدكما في فهم واقعهم وما يناسبهم أكثر، قراءة الكتب والرسائل التي كتبها مَن أسلموا وقد كانوا نصارى أو يهودًا، مثل كتابَي "رحلة إلى مكة"، و"الإسلام كبديل" لمراد هوفمان، وكتاب "الطريق إلى الإسلام" للمفكر محمد أسد، وهناك كتابٌ مهمٌّ جدّا بعنوان "أمريكا.. السقوط من الداخل" للدكتور محمد سعود البشر، وكذلك موقع للشيخ "يوسف إيستيس" الداعية ، والذي أسلم على يديه أكثر من ألف شخص:
www.islamtomorrow.com


وكذلك نحن معكما في صفحة الاستشارات الدعوية، نرحب دائمًا بكل ما تودان أن تشركانا معكما في ثوابه وأجره، وعلى أتم الاستعداد للمشاركة معكما بالجهد بإذن الله تعالى، ويمكنكما التواصل معنا عن طريق صفحة إرسال الأسئلة، أو من خلال بريد الصفحة، وهو:
daawa@islamonline.net

وبعد أن تسألا من سبقكما في هذا المجال، وتجمعا أفكاركما وتكتباها أمامكما واضحةً مرتَّبةً، عندها يمكن أن تبدآ باسم الله، وتنشرا على الناس الرحمة والهدى بإذن الله، مستعينتَين بالله متوكّلتين عليه، واليقين يملأكما بأنَّ هذا العمل هو ما يحتاجه الدين منكما في هذا الوقت.
ونتمنى أن يدوم تواصلكما معنا، وأن تتابعانا بالتطورات والخبرات.

وألخص لكما الخطوات:
1- القراءة والإلمام.
2- جمع الإيميلات من القوائم.
3- سؤال دعاة الإنترنت، والاستفادة من خبراتهم.
4- جمع الأفكار وكتابتها.
5- بدء الإرسال.

أسأل الله لي ولكما ولجميع المسلمين التوفيق والسداد والنفع والأجر والمثوبة، وأن يرزقكما الصبر والاستمرار ودوام الروح العالية، وأن يبارك لكما في الوقت والإنجاز، إنَّه كريمٌ رحمنٌ رحيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: إسلام أون لاين

[نسيم الفجر]

جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات المفيدة

[احمد دسوقى]

جزاكم الله خيراً

[أم العلاء السلفية]

جزاك الله خيرا
معلومة مفيدة وجميلة
اسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتك