Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ
 
 

رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ خاصٌّ بالأَخواتِ فقط ! ويُمنع مُشاركة الرجال نهائياً! .

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 11-18-2007, 12:08 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة الدخلة



أبو مروان


الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على نبي هذه الأمة أما بعد ....
ليلة العمر أقصد بها الليلة الأولى التي ينام بها الزوج مع زوجته ( أو قد لاينام )...
دراسة نفسية في مفهوم الزوجين في تلك الليلة : ( قبل اللقاء .. ) ...
• الزوج يكون مرتبكا وخجولا ومحمّر الوجه ودقات قلبه سريعة .. !!
• الزوجة تكون قلقة ومضطربة والحياء قد أغرق كيانها كله ..
• الزوج يحاول أن يلطّف الجو ..
• الزوجة لاتستطيع مجاراته ..
• الزوج يحاول أن يطرح النكت واللطائف المرحة ..
• الزوجة تضحك ضحكة صفراء ومجاملة ..
( هذه الأمور تحصل في 90% من الأزواج في تلك الليلة .. )

أصول الاتصال الجنسي بين الزوجين :
من الأدب أن تترك زوجتك في تلك الليلة بالغرفة بمفردها بعد رجوعكم من صالة الفرح لمدة ساعة إلى ساعة ونصف لتجهيز نفسها وتغيير ملابسها والتجهيز لك .. فلا تعجل أخي الزوج .. وحبذا لو جاءت الإشارة منها بدخولك للغرفة ، حتى ولو بعد ساعتين من دخولها لغرفتها .. ( وش فيك عجل ..!!)

أهم عوامل تلك الليلة :
• الرفق .. وعدم الانفعالات.. والملاطفة البريئة .. وتجاوز الخلافات البسيطة .. وتفهم النفسيات لكلا الطرفين ..
• أشغلوا وقتيكما بالكلام المباح عن أمور الفرح والمعازيم وعدد الحاضرين واللطائف البريئة التي يسميها الناس اليوم النكت مثلا ولا يكون كلامكما عن الأمور الجنسية بتاتا فهذا خطأ جسيم جدا ..
• ضع يدك على جبهة زوجتك وقل : ( اللهم أني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بالله من شرها وشر ما جبلتها عليه ) حديث نبوي ،،، ثم أطبع قبّلة متميزة على رأسها ويدها اليمنى ..!!!
• يستحب أن يصلي الزوجان ركعتين معا ( أي جماعة أو متفرقين ..)
• القسوة ممنوعة جدا في تلك الليلة خاصة من قبل الزوج فالمواقعة قبل الملاعبة ليست أمرا ذا نتائج محمودة . ( ولنا في ذلك دراسات واقعية من خلال التخصص العلمي... وبعض المواقف من قبل بعض الفاشلين أجتماعيا ..!! )
• الاعتدال في الأمور أنفعها .. فلا يكثر الزوج من الجماع في الأيام الأولى للزواج فهذا أمر مضر وله سلبياته الطبية علميا وخاصة لدى الزوجة الجديدة لأمور صحية بينتّها الدراسات الطبية .. ويخطئ أغلب الرجال بنوع من أنواع المفاهيم الخاطئة بالإكثار من هذا الأمر بحجة الفحولة والرجولة وبيان القوة وغيرها من أمور الجاهلية الأولى .. فالرجولة بتقدير تلك المخلوقة التي سلمّت نفسها وجسدها لك بالمحافظة عليها ووضعها تحت مآقي العيون .. يعني وش مستعجل عليه لن تطير منك .. !!!
• تجنب أخي الزوج إستعمال المراهم والعقاقير التي تتسبب في إضعاف الشهوة أو تقويتها .. واحذر أخي الزوج من المراهم أو الكريمات فهذه مضرة جدا للزوجة ويسبب لها إلتهابات مهبلية تظهر مستقبلا ..
• تنبها لنظافة أبدانكما وأسنانكما جيدا قبل بداية تلك الليلة الأولى .. طبعا وفي كل الليالي القادمة .. فالنظافة من البدن والفم تبعث في الروح الفرح والإنتعاش ..
• على الزوجة أن : لاتتردد في الإستجابة لنداء زوجها إذا دعاها لهذا الأمر الطبيعي جدا .. سواء كانت الدعوة صريحة أو غير صريحة .. وهنا يأتي دور الرجل الرومانسي والفنان في تخطي جانب الخوف من قبل زوجته ..( نعم هناك خوف وتردد وغموض ووجل وأستحياء من قبل الزوجة ) ولكن هذا أمر الله الجاري على بنات حواء وأحتسبي الأجر والمثوبة من الله عزوجل .. الله يعينك
• حاولا أن تتخطيا حاجز الخوف بالملاعبة والمداعبة والرفق الواضح في هذا الأمر وعدم العنف قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )) صدقت يارسول الله ...
• كوني ذكية وصابرة وماهرة وكيفّي حساسيتك نحو الهدوء فالتصرفات الخرقاء التي تحصل من بعض النساء بمنع حصول هذا الأمر يحدث شرخا عميقا في نفسية الزوج .. خاصة إذا كان زوجك من الناس الحريصين على إظهار نجاحه عند أهله وإخوانه بتجاوز هذه الليلة بنجاح باهر ( تحمّلي هذا الأمر والله المستعان ) .. وأنصح أخي الزوج بعدم الاستعجال في إتمام العملية الجنسية إذا شعرت بأن الجو غير مهيأ لإتمام العملية .. فإذا ما تم هذا الأمر الليلة فموعدكما غدا وإن لم يكن غدا فبعد غد .. والله أعرف رجال لم يدخلوا على زوجاتهم إلا بعد 22 يوم أو أكثر ..واليوم هم من أسعد خلق الله اجتماعيا فالأمر يحتاج له حكمة وصبر وجهاد وتضحيات..
• تعامل مع زوجتك بشان الجماع بكل رقي وانتباه وتركيز ولا تهمل جانب احترام ذاتها كأنثى جديدة تدخل هذا العالم من أول مرة .. حتى لا يؤدي ذلك إلى الفشل الذريع من الليلة الأولى .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخلت فعليك الكيس الكيس ) والكيس هو عكس الحمق والمراد به استعمال العقل .. صلى الله عليه وسلم ..
• لزوجتك عليك حق في الجماع فاقض لها حقها من فترة لأخرى .. ويعتمد هذا الأمر من امرأة لأخرى من حيث قبل أو بعد الجماع ، وإن كان الأنسب أن يقوم الزوج بهذا الأمر قبل أن ينتهي هو ..
• أن يحرص الزوج أن يتم هذا الأمر في مكان التناسل لا في غيره وليعرف ذلك جيدا أنه مسلم والتي بين يديه مسلمة ، فأن الهيئات والأوضاع كلها مباحة من أي وجه ( في مكان التناسل فقط ) ..( فأتوا حرثكم أنّى شئتم ) صدق الله العظيم ..

الخاتمة :
من أسباب الكراهية بين الزوجين والتباغض عدم إعطاء هذا الأمر أي اهتمام خاص وعدم التنبه لقدسية هذه العلاقة الطاهرة .. فنجد الزوج من صباح الغد يشرح لزميله أو شقيقه كل التفاصيل التي حصلت معه البارحة وهذا منهي عنه شرعا .. ونجد بعض الزوجات تتأفف من تلك الليلة أمام شقيقتها أو أمها أو زميلتها وتصف زوجها بالقاسي والجاف وتصفه بذلك الرجل الذي لم يكن خطيبي بالأمس الذي كان رومانسيا في كلامه ولمساته وشفافيته .. وقليل منهن من تصمت والصمت خير في تلك الأمور .. لاشك ان أيام الخطوبة ونرجسيتها تتغير بعد أول ليلة زواج فعلى الزوجة أن تعي ذلك جيدا .. !!
أحسب انني قد اطلت وأعطيت الموضوع بعض من حقه .. وليعذرني البعض على تلك الجرأة الخفيفة ..
فأظن أنني في : أطروحات جريئة
( اللهم إن كان في كلامي زلل او خطأ فمني ومن الشيطان ، وإن كان كلامي صوابا فمن الله وحده ، وارجوا منه المغفرة

الرابط
http://saaid.net/mktarat/alzawaj/155.htm

  #32  
قديم 11-18-2007, 12:40 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الزواج تاج الفضيلة



بكر أبو زيد


الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى: ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية [الرعد: 38] .
وهو سبيل المؤمنين، استجابة لأمر الله سبحانه: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم. وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنهم الله من فضله [النور: 32-33].
فهذا أمرٌ من الله عز شأنه للأولياء بإنكاح من تحت ولايتهم من الأيامي -جمع أيم- وهم من لا أزواج لهم من رجال ونساء، وهو من باب أولى أمر لهم بإنكاح أنفسهم طلباً للعفة والصيانة من الفاحشة .
واستجابة لأمر رسول الله فيما رواه ابن مسعود أن رسول الله قال: (( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء )) متفق على صحته.
والزواج تلبية لما في النوعين: الرجل والمرأة من غريزة النكاح -الغريزة الجنسية- بطريق نظيف مثمر .
ولهذه المعاني وغيرها لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج، وأن الأصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة، لا سيما مع رقة الدين، وكثرة المغريات، إذ العبد ملزم بإعفاف نفسه، وصرفها عن الحرام، وطريق ذلك: الزواج.
ولذا استحب العلماء للمتزوج أن ينوي بزواجه إصابة السنة، وصيانة دينه وعرضه، ولهذا نهى الله سبحانه عن العَضْلِ، وهو: منع المرأة من الزواج، قال الله تعالى: ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن [البقرة: 232] .
ولهذا أيضاً عظَّم الله سبحانه شأن الزواج، وسَمَّى عقده: ميثاقاً غليظاً في قوله تعالى: وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً [النساء: 21] .
وانظر إلى نضارة هذه التسمية لعقد النكاح، كيف تأخذ بمجامع القلوب، وتحيطه بالحرمة والرعاية، فهل يبتعد المسلمون عن اللقب الكنسي (العقد المقدس) الوافد إلى كثير من بلاد المسلمين في غمرة اتباع سَنَن الذين كفروا ؟!!
فالزواج صلة شرعية تُبْرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعاً، ولأهميته قَدَّمه أكثر المحدِّثين والفقهاء على الجهاد، ولأن الجهاد لا يكون إلا بالرجال، ولا طريق له إلا بالزواج، وهو يمثل مقاماً أعلى في إقامة الحياة واستقامتها، لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة، والحكم الكثيرة، والمقاصد الشريفة، منها :
1 ـ حفظ النسل وتوالد النوع الإنساني جيلاً بعد جيل، لتكوين المجتمع البشري، لإقامة الشريعة وإعلاء الدين، وعمارة الكون، وإصلاح الأرض، قال الله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً الآية [النساء: 1] ، وقال الله تعالى: وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً [الفرقان: 54].
أي: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الآدمي من ماء مهين، ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم أنساباً وأصهاراً متفرقين ومجتمعين، والمادة كلها من ذلك الماء المهين، فسبحان الله القادر البصير .
ولذا حثَّ النبي على تكثير الزواج، فعن أنس أن رسول الله قال: (( تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة )) رواه الإمام أحمد في مسنده.
وهذا يرشح الأصل المتقدم للفضيلة: (( القرار في البيوت )) لأن تكثير النسل غير مقصود لذاته، ولكن المقصود -مع تكثيره- صلاحه واستقامته وتربيته وتنشئته، ليكون صالحاً مصلحاً في أمته وقُرَّة عين لوالديه، وذِكراً طيباً لهما بعد وفاتهما، وهذا لا يأتي من الخراجة الولاجة، المصروفة عن وظيفتها الحياتية في البيت، وعلى والده الكسب والإنفاق لرعايته، وهذا من أسباب الفروق بين الرجل والمرأة .

2 ـ حفظ العرض، وصيانة الفرج، وتحصيل الإحصان، والتحلي بفضيلة العفاف عن الفواحش والآثام .
وهذا المقصد يقتضي تحريم الزنى ووسائله من التبرج والاختلاط والنظر، ويقتضي الغيرة على المحارم من الانتهاك، وتوفير سياجات لمنع النفوذ إليها، ومن أهمها: ضرب الحجاب على النساء، فانظر كيف انتظم هذان المقصدان العمل على توفير أصول الفضيلة -كما تقدم- .

3 ـ تحقيق مقاصد الزواج الأخرى:
من وجود سكن يطمئن فيه الزوج من الكدر والشقاء، والزوجة من عناء الكد والكسب: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف [البقرة: 228] .
فانظر كيف تتم صلة ضعف النساء بقوة الرجال، فيتكامل الجنسان .
والزواج من أسباب الغنى ودفع الفقر والفاقة، قال الله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم [النور: 32] .
والزواج يرفع كل واحد منهما من عيشه البطالة والفتنة إلى معاش الجد والعفة، ويتم قضاء الوطر واللذة والاستمتاع بطريقه المشروع: الزواج .
وبالزواج يستكمل كل من الزوجين خصائصه، وبخاصة استكمال الرجل رجولته لمواجهة الحياة وتحمل المسؤولية .
وبالزواج تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على المودة والرحمة والعطف والتعاون، قال الله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الروم: 21].
وبالزواج تمتد الحياة موصولة بالأسر الأخرى من القرابات والأصهار، مما يكون له بالغ الأثر في التناصر والترابط وتبادل المنافع .
إلى آخر ما هنالك من المصالح التي تكثر بكثرة الزواج، وتقل بقلته، وتفقد بفقده.
وبالوقوف على مقاصد الزواج ، تعرف مضار الانصراف عنه؛ من انقراض النسل، وانطفاء مصابيح الحياة، وخراب الديار، وقبض العفة والعفاف، وسوء المنقلب.
ومن أقوى العلل للإعراض عن الزواج: ضعف التربية الدينية في نفوس الناشئة، فإن تقويتها بالإيمان يكسبها العفة والتصون، فيجمع المرء جهده لإحصان نفسه ومن يتق الله يجعل له مخرجاً [الطلاق: 2] .
ومن أقوى العلل للإعراض عن الزواج: تفشي أوبئة السفور والتبرج والاختلاط؛ لأن العفيف يخاف من زوجة تستخف بالعفاف والصيانة، والفاجر يجد سبيلاً محرماً لقضاء وطره، متقلباً في بيوت الدعارة.
نعوذ بالله من سوء المنقلب .
فواجب لمكافحة الإعراض عن الزواج: مكافحة السفور والتبرج والاختلاط، وبهذا يُعلم انتظام الزواج لأصول الفضيلة المتقدمة .


الرابط
http://saaid.net/mktarat/alzawaj/1.htm

  #33  
قديم 11-18-2007, 12:42 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قرار هيئة كبار العلماء
رقم 52 وتاريخ 4 / 4 / 1397 هـ
في تحديد مهور النساء






الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فإن مجلس هيئة كبار العلماء قد اطلع في دورته العاشرة المعقودة في مدينة الرياض فيما بين يوم 12 / 3 / 1397 هـ و 4 / 4 / 1397 هـ على البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة من هيئة كبار العلماء ، في موضوع تحديد مهور النساء بناء على ما قضى به أمر سمو نائب رئيس مجلس الوزراء من عرض هذا الموضوع على هيئة كبار العلماء لإفادة سموه بما يتقرر وجرى استعراض بعض ما رفع للجهات المسئولة عن تمادي الناس في المغالاة في المهور والتسابق في إظهار البذخ والإسراف في حفلات الزواج وبتجاوز الحد في الولائم وما يصحبها من إضاءات عظيمة خارجة عن حد الاعتدال ولهو وغناء بآلات طرب محرمة بأصوات عالية قد تستمر طول الليل حتى تعلو في بعض الأحيان على أصوات المؤذنين في صلاة الصبح وما يسبق ذلك من ولائم الخطوبة وولائم عقد القرآن كما استعرض بعض ما ورد في الحث على تخفيف المهور والاعتدال في النفقات والبعد عن الإسراف والتبذير فمن ذلك قول الله تعالى: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا - وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا قالت أتدري ما النش قلت لا قالت نصف أوقية فذلك خمسمائة درهم

وقال عمر رضي الله عنه ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية قال الترمذي حديث حسن صحيح. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج امرأة رجلا بما معه من القرآن

وروى الترمذي وصححه أن عمر رضي الله عنه قال لا تغلوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون عداوة في نفسه وحتى يقول كلفت لك علق القربة والأحاديث والآثار في الحض على الاعتدال في النفقات والنهي عن تجاوز الحاجة كثيرة معلومة وبناء على ذلك ولما يسببه هذا التمادي في المغالاة في المهور والمسابقة في التوسع في الولائم بتجاوز الحدود المعقولة وتعدادها قبل الزواج وبعده وما صاحب ذلك من أمور محرمة تدعو إلى تفسخ الأخلاق من غناء واختلاط الرجال بالنساء في بعض الأحيان ومباشرة الرجال لخدمة النساء في الفنادق إذا أقيمت الحفلات فيها مما يعد من أفحش المنكرات ولما يسببه الانزلاق في هذا الميدان من عجز الكثير من الناس عن نفقات الزواج فيجرهم ذلك إلى الزواج من مجتمع لا يتفق في أخلاقه وتقاليده مع مجتمعنا فيكثر الانحراف في العقيدة والأخلاق بل قد يجر هذا التوسع الفاحش إلى انحراف الشباب من بين وبنات ، ولذلك كله فإن مجلس هيئة كبار العلماء يرى ضرورة معالجة هذا الوضع معالجة جادة وحازمة بما يلي :
1- يرى المجلس منع الغناء الذي أحدث في حفلات الزواج بما يصحبه من آلات اللهو وما يستأجر له من مغنين ومغنيات وبآلات تكبير الصوت لأن ذلك منكر محرم يجب منعه ومعاقبة فاعله.
2- منع اختلاط الرجال بالنساء في حفلات الزواج وغيرها ومنع دخول الزوج على زوجته بين النساء السافرات ومعاقبة من يحصل عندهم ذلك من زوج وأولياء الزوجة معاقبة تزجر عن مثل هذا المنكر .
3- منع الإسراف وتجاوز الحد في ولائم الزوج وتحذير الناس من ذلك بواسطة مأذوني عقود الأنكحة وفي وسائل الإعلام وأن يرغب الناس في تخفيف المهور ويذم لهم الإسراف في ذلك على منابر المساجد وفي مجالس العلم وفي برامج التوعية التي تبث في أجهزة الإعلام .
4- يرى المجلس بالأكثرية معاقبة من أسرف في ولائم الأعراس إسرافا بينا وأن يحال بواسطة أهل الحسبة إلى المحاكم لتعزير من يثبت مجاوزته الحد بما يراه الحاكم الشرعي من عقوبة رادعة زاجرة تكبح جماح الناس عن هذا الميدان المخيف لأن من الناس من لا يمتنع إلا بعقوبة ، وولي الأمر وفقه الله عليه أن يعالج مشاكل الأمة بما يصلحها ويقضي على أسباب انحرافها وأن يوقع على كل مخالف من العقوبة ما يكفي لكفه.
5- يرى المجلس الحث على تقليل المهور والترغيب في ذلك على منابر المساجد وفي وسائل الإعلام وذكر الأمثلة التي تكون قدوة في تسهيل الزواج إذا وجد من الناس من يرد بعض ما يدع إليه من مهر أو اقتصر على حفلة متواضعة لما في القدوة من التأثير.
6- يرى المجلس أن من أنجح الوسائل في القضاء على السرف والإسراف أن يبدأ بذلك قادة الناس من الأمراء والعلماء وغيرهم من وجهاء الناس وأعيانهم وما لم يمتنع هؤلاء من الإسراف وإظهار البذل والتبذير فإن عامة الناس لا يمتنعون من ذلك لأنهم تبع لرؤسائهم وأعيان مجتمعهم فعلى ولاة الأمر أن يبدءوا في ذلك بأنفسهم ويأمروا به ذوي خاصتهم قبل غيرهم ويؤكدوا على ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم واحتياطا لمجتمعهم لئلا تتفشى فيه العزوبة التي ينتج عنها انحراف الأخلاق وشيوع الفساد وولاة الأمر مسئولون أمام الله عن هذه الأمة وواجب عليهم كفهم عن السوء ومنع أسبابه عنهم وعليهم تقصي الأسباب التي تثبط الشباب عن الزواج - ليعالجوها بما يقضي على هذه الظاهرة ، والحكومة أعانها الله وفقها قادرة بما أعطاها الله من إمكانات متوفرة ورغبة أكيدة في الإصلاح أن تقضي على كل ما يضر بهذا المجتمع أو يوجد فيه أي انحراف وفقها الله لنصرة دينه وإعلاء كلمته وإصلاح عباده وأثابها أجزل الثواب في الدنيا والآخرة وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

هيئة كبار العلماء

الرابط
http://saaid.net/mktarat/alzawaj/10.htm

  #34  
قديم 11-18-2007, 12:45 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الترغيب في النكاح وذكر مصالحه



عبدالله بن إبراهيم القرعاوي


الخطبة الأولى :
الحمد لله له الأسماء الحسنى، والصفات العلى. أحمده سبحانه خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهرا ً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد ... معشر المسلمين إن الزواج أو النكاح عقد بأركان وشروط، يحل للزوج الاستمتاع بزوجته وحكم النكاح مشروع، بقول الله تعالى : {وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم} والأيامى جمع أيّم، وهو من لا زوج له من رجل أو امرأة. ومعنى الآية –والله تعالى أعلم- زوجوا أيها المؤمنون من أحرار رجالكم، ونسائكم، والصالحين من عبادكم وإمائكم.

عباد الله .. ومن لم يستطع النكاح فيجب على والده ثم قريبه أن يزوجه إذا كان يقدر على ذلك.

معشر المسلمين .. النكاح واجب على من قدر على مؤنته، وخاف على نفسه من الوقوع في الحرام. ومسنون لمن قدر عليه ولم يخف العنت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

معشر الشباب.. في النكاح مصالح دينية، ومصالح دنيوية.
فالأول : من ذلك أنه وقاية للدين من غائلة الشهوة، ليغض المسلم بصره ويحفظ فرجه لقوله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم : "فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".
الثاني : في النكاح التسبب بالتوصل إلى الولد، وذلك قربة وطاعة لله تعال، وتكثير للمؤمنين بالله. لما روى أبو داود، والنسائي عن معقل بن يسار –رضي الله عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال : إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال : "لا". ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال : "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم".
الثالث : في النكاح الطمع في دعاء الولد الصالح في الحياة وبعد الممات؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم- : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
الرابع : في النكاح خير متاع الدنيا، وحتى يتفرغ الرجل للعلم والتعليم والعمل. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" مسلم.
وروى ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله" ولأحمد نحوه.
الخامس : النكاح سبب من أسباب الغنى ورفع الفقر والحاجة. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- عجبت لمن ابتغى الغنى بغير النكاح والله عز وجل يقول : {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
وقال الصديق أبو بكر رضي الله عنه : "أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة حق على الله عونهم –وذكر منهم- الناكح الذي يريد العفاف".
ففي هذا قطع لحجة الأولياء الذين يرفضون تزويج الفقير خشية أن يزيده النكاح بؤساً إلى بؤسه، وهذه النظرة المادية يكذبها الواقع أيضاً فكم من فقير أصبح بعد زواجه موفور النعمة، قرير العين.
وروى مسلم وأحمد –واللفظ لأحمد- عن أنس، قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جُليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال : حتى استأمر أمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "فنعم إذاً"، فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك بها فقالت : لاها الله. وعند أبي يعلى : لا لعمر الله لا تزوجه إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيباً، وقد منعناها من فلان وفلان. قال والجارية في سترها تستمع. قال : فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالت الجارية : أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره إن كان قد رضيه لكم فانكحوه فكأنها جلت عن أبويها (أي كشفت وأوضحت أمراً خفي عليهما)، وقالا : صدقت، فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن كنت قد رضيته فقد رضينا قال : فإني قد رضيته فزوجها. ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب، فوجدوه قد قتل، وحوله ناس من المشركين قد قتلهم.
وعن مسلم : "فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ثم قال : "قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني، وأنا منه هذا مني وأنا منه" ، قال فوضعه على ساعديه ليس له سرير إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم قال فحُفر له، ووضع في قبره، ولم يذكر غسلاً" قال أنس : فلقد رأيتها، وإنها لمن أنفق بيت في المدينة.
وحدث اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتاً : قال هل تعلم مادعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : "اللهم صب عليها الخير صباً، و لاتجعل عيشها كدّاً كدّاً ". قال : فما كان في الأنصار أيم أنفق منها.
السادس : من ذلك أن النكاح من سنن المرسلين عن الحسن، عن سعد ابن هشام. أنه قال لعائشة رضي الله عنها إني أريد أن أسألك عن التبتل فما ترين فيه ؟ قالت : فلا تفعل، أما سمعت الله عز وجل يقول : {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية} فلا تبتل.
وروى البخاري عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنه هل تزوجت ؟ قلت : لا، قال : تزوج فإن خير هذه الأمة كان أكثرهم نساءً، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاتقوا الله عباد الله وكونوا من أولي الألباب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والذين أثنى عليهم في محكم كتابه إذ يقول : {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}
بارك الله ولي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ... أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وسائر المسلمين.

الخطبة الثانية :
الحمد لله الحكيم في شرعه، العليم بمصالح عباده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. لا يكمل الإيمان إلا بمحبته والاهتداء بهديه. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد .. معشر المسلمين .. حتى لا تكون الكبرياء حائلاً دون النكاح وباعثاً قوياً على شيوع الفواحش حينما يعجز الشباب عن أداء المهور، وتعجز البنات عن التبعات الثقيلة للجهاز فتندثر مقاصد النكاح وتبقى أوهام المظاهر الكاذبة.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها " رواه أحمد والحاكم وصححه وأقره الذهبي.

عباد الله : وقد كثر في هذا العصر عند بعض الناس ابتداع المغالاة في المهور والمغالاة في الجهاز. وهذا لا يساعد على النكاح فكيف بالفضول من مظاهر البذخ والإسراف التي أثقلت كاهل الغني فضلاً عن الفقير بل لقد جارى الفقراء فيها الأغنياء نزولاً على التقاليد فركبهم الدين. والدين ذل في النهار، وهم في الليل. وهيهات أن يسعد الذليل بعيشه، أو ينعم المهموم لذيذ الأحلام.

إن كل مازاد على النفقة المشروعة في النكاح فهو مما لايقره الشرع، ولا يجوز فعله.

إخوتي في الله .. لقد ظهرت نتيجة هذه المغالاة، وهذا الإسراف وهي إما إضراب الشباب عن النكاح، وإما خروج المرأة من سترها الذي ضربه الله عليها إلى العمل لتستطيع الإسهام في تحقيق أوهام النفوس التي لا تمت إلى مقاصد النكاح بصلة من الصلات فكان الفساد الكبير.

إخوتي في الله ..وفي رسول الله صلى عليه وسلم لنا أسوة حسنة فقد زوج ابنته فاطمة رضي الله عنها رضي الله عنها من علي بن أبي طالب وهما من هما جلالة قدر ورفعة منصب في الدنيا والآخرة ولما لم يكن عليٌ غنيا فقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفع لها مهراً هو درعه الحُطَمية وكان عمر ينهى عن المغالاة في المهور. ويقول : ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم و لازوج بناته بأكثر من أربعمائة درهم وعلى هذا درج السلف من فضلاء الأمة علماً وأدباً وسلوكا، فقد زوج سعيد بن المسيب ابنته على درهمين ومازال المهر عندهم رمزاً لقوامة الرجل على المرأة لا مباهاة وفخراً تندثر عنده مقاصد النكاح.

عباد الله .. إن الله وملائكته يصلون على النبي ... الخ.
الرابط
http://saaid.net/mktarat/alzawaj/16.htm

  #35  
قديم 11-18-2007, 12:48 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
باقة من بستان النصح في ليلة أنس وعرس






الحمد لله الذي خلق من كل شيء زوجين وجعل الزواج سنة الله في خلقه وآية من آياته العظمى، والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم وصار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد:
فما أجمل الزواج الإسلامي الذي يقوم على المودة والرحمة قال تعلى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)). [الروم: 21].
وما أسعد هذا العرس المبارك الذي جمع الله تعالى فيه الزوجين وألف بين قلبيهما وقرن بينهما بطريق شرعي حلال على كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (( فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)) [النساء: 3].
وقال تعلى: (( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون)) [النحل: 72].
وقال تعالى: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) [النور: 32].
ونهى سبحانه عن الانقطاع عن الزواج للقادر عليه فقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) [المائدة: 87].
والزواج من هدي الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم.
قال تعالى: (( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب)) [الرعد: 38].
ومن كره الزواج ورغب عنه فقد خالف السنة وفارق هدي النبي صلى الله عليه وسلمالذي قال: (( أما والله إني لأخشاكم وأتقاكم لله لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)) (متفق عليه).
وقال صلى الله عليه وسلم: (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) (متفق عليه).

الأسس الشرعية للزواج:

لكي تتحقق المودة والرحمة بين الزوجين لابد أن يقوم الزواج على حسن الاختيار ومن معايير حسن الاختيار في الإسلام ما يلي:
1- الاختيار على أساس الدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فأظفر بذات الدين تربت يداك)) (متفق عليه).
كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أولياء المخطوبة إلى أن يبحثوا عن الزوج صاحب الدين والخلق الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)) (الترمذي).
2- الاختيار على أساس الأصل والشرف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)) [ابن ماجه].
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إياكم وخضراء الدمن)) قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: (( المرأة الحسنة في المنبت السوء)) (الدارقطني).
3- تفضيل ذوات الإبكار: حث الإسلام على اختيار المرأة البكر. قال صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالإبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأقل خبَّباً (مكراً وخديعة) وأرضى باليسير)) [ابن ماجه].
4- تفضيل المرأة الولود: قال صلى الله عليه وسلم ((تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم)) [ابو داود].
5- النظر إلى المخطوبة: حث الإسلام على النظر إلى المرأة التي سوف يخطبها، ليتعرف على جمالها، فيقدم على الزواج منها، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنظر إليها)) قال: لا، قال: ((أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) [الترمذي].

حق الزوج على الزوجة:

أن تطيعه، وتحفظه في نفسها وماله، ولا تخرج من بيته إلا بإذنه. قال صلى الله عليه وسلم: ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالح؛ إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)) [ابن ماجه].

حق الزوجة على الزوج:

المعاشرة بالمعروف، والنفقة والكسوة، والعدل بين النساء إذا كن اكثر من واحدة. سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حق الزوجة فقال: ((أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)) [أبو داود].


ليلة هانئة وعيشة راضية:

يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبي يومياً فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي، قال له وكيف ذلك قال شريح:
من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيها حسناً فاتنا وجمالاً نادراً، قلت في نفسي اصلي ركعتين شكراً لله عز وجل.
فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت ثم قالت:
إن الحمد لله أحمده واستعينه وأصلي على محمد وآله وبعد. فإني امرأة غريبة، لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وبين لي ما تكره فأتركه، ثم قالت: فلقد كان في قومك من هي كفء لك، ولقد كان في قومي من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به، فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك.
من منا سمع مثل هذا الكلام ليلة عرسه؟
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضوع، فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلي وأسلم على النبي وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإني أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلت: ما أحب أن يملن أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ومن تكره فأكره.
قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال شرحيك فبت معها بأنعم ليلة.
فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً.
يا لـهـا مــن حـيـاة هـانـيـة وعـيـشـة راضـيــة

وصية أم لابنتها عند الزواج:

خلت الأم الصالحة العاقلة البليغة أمامة بنت الحارث خلت بابنتها في ليلة زفافها وأهدت إليها هذه الوصية الغالية: وانتبهن أيتها الأخوات الفضليات والأمهات الكريمات.
قالت الأم لابنتا: أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة.
أي بنية: لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليهما، لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، فخذي وصيتي فإن فيها تنبياً الغافل ومعون للعاقل.
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلق=فت العيش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تأليفه، فأصبح بملكه عليه رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً.
واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثاني: فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا طيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس لماله والإرعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التدبير وفي العيال حسن التقدير .
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
* هذه هي أخلاق المرأة المسلمة، وهذا فهمها، وهذه وصيتها، وتلك ثقافتها، فالله عليك هل سمعتم كلاماً وعقلاً وحكمة كهذه.
** هذه هي المرأة المسلمة، يوم أن تسربلت بأخلاق الإسلام، وتربعت على عرش حياتها تتمسك بحجابها بيمينها وتزلزل عروش الكفر والتغريب بشمالها، ووالله من كانت هذه أخلاقها فهي من أهل الجنة.
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها (أي بالنفع والخير) التي إذا غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضاً (أي نوماً) حتى ترضى)) [النساء والطبراني].

الوصية للشباب عامة والأزواج خاصة:

أوصي الشباب بما أوصاهم به المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)).
وأبشرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)) [الترمذي].
وأوصى الأزواج بنائهم خيراً كما أمرنا الله عز وجل بقوله: (( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)) [النساء: 19].
ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيراً)) والحديث رواه البخاري ومسلم.
فزوجك أمانة، أمنك الله إياها، وسوف يسألك عنها يوم القيامة، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته وأخيراً أوصي الأباء والأمهات بعدم المغالاة في المهور والإسراف في الجهاز والنفقات، وغيرها، فإنها تمحق بركة الزواج، وهذا هو الذي جعل أكثر الشباب عذباً وجعل أكثر البنات عوانس، والجريمة الأولياء الذين يتشددون في هذا الأمر، وهذا من أقوى أبواب الفساد في الأمة والعياذ بالله.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة)) [وراث أحمد].
أسأل الله الهداية والرشاد للجميع وبارك الله للعروسين وبارك عليهما وجمع بينهما في الخير دائماً إنه ولي ذلك ومولاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


إعداد دار القاسم

http://saaid.net/mktarat/alzawaj/49.htm

  #36  
قديم 11-18-2007, 12:52 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات حول ما في أيام الخطبة من سلبيات



سليمان عبدالكريم المفرج


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
• أخي الزوج: لنقف قليلاً بعد أن أصبحت رباً لأسرة وعلى عتبة مرحلةٍ جديدة في حياتك، فلابدَّ أن تكون واعياً لمستقبلك ومقدراً حجم الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفاً بها، ولئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك، ولئن كنت في الماضي تفكرِّ لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك، ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة زفافك فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم والتفكير في السعادة، لذلك فهذه الفترة فترة استراحة لابد أن تنتبه إلى أمرٍ مهم غفل عنه كثيرٌ من الأزواج.
• أعلم أخي الزوج أنه من حين العقد أصبحت المرأة زوجتك وفي عصمتك، لك أن تراها وأن تكلمها وأن تخلو بها، وهذا شيء لا يجهله أمثالك، ولكن لدي كلام لم يألفه بعض شبابنا خاصة هذه الأيام التي يُطلق عليها الحضارة والتقدم، وأرجو أن يُفهم مقصودي ولا يُحمل على غير محمله.
• أخي الزوج: إن كثيراً من الشباب على عتبة الزواج يرون أن أيام الخطوبة وقبل الدخول بالزوجة أياماً عظيمة تتربى فيها الفرحة، ويطير فيها الفؤاد محلقاً في سماء المشاعر والأُنس، وحياة تنطلق بالأمل المشرق والأحلام السعيدة.
• وطيلة هذه الفترة طالت أو قصرت فإنه مشغول بالحبِّ والغرام عن أمور مهمة في حياته رماها خلف ظهره في سبيل إشباع رغبته، ومن رؤية حبيبته والتسلي معها بلذيذ الحديث والعبارات اللطيفة وأحلام المستقبل، بل ويرى نفسه كعصفور ظلَّ حبيس الحرية في قفص وفجأة يخرج منه إلى الفضاء إلا من رحمن الله، وكل ذلك مباح شرعاً إذا خلا من المنكرات، ولكن ليس كل مباح نتركه دون ضوابط وتوجيهات، فإليك أخي ما لمسته من سلبيات لدى الكثيرين في هذه الأيام؛ لعلَّك أن تستفيد، والسعيد من وعظ بغيره.
وأذكرها باختصار:
• ضياع الوقت وإهداره في الجلوس معها والسهر الطويل المفرط أو عبر الهاتف، وقد ينجم عن ذلك ضياع لصلاة الفجر وأمور أخرى.
• الإسراف وضياع الأموال في سبيل التقرب منها. وشراء ما يزيد عن الحاجة في سبيل كسب ثنائها من هدايا وغيرها، وربما أثقل كاهله بالديون منذ البداية، وبعضهم تصل إليه فاتورة الهاتف وفيه آلاف الريالات.
• تجاهل المسؤولية والبعد عن أداء الحقوق الواجبة للنفس والوالدين وصلة الرحم، فليس هناك وقت ((والمشغول لا يُشغل)) والأشد من ذلك هجر الدعوة إلى الله، وهذا ما يقصدونه من قولهم ((الزواج مقبرة للدعاة)).
• كثرة التفكير وما يصحبه من هموم وإخفاق في جوانب عديدة في الحياة، لاسيما في مجال الدراسة والمعاملة مع الناس، وربما يتبع ذلك ضعف البنية، وقد يحدث أمراضاً نفسية وعصبية وعضوية خاصة إذا تخلل هذه الأيام بعض الصدمات غير المتوقعة أو مشاكل أسرية، والواقع يشهد بذلك.
• ذهاب الوقار والهيبة أو شيئاً منهما في سبيل هذه اللذة، والوقوع في إحراجات ومغالطات أو مهاترات كان الأولى تجنبها؛ مما يوجه أنظار الناس وكلامهموسقط مأخذهم لاسيما السفهاء ومحترفي أكل لحوم الناس والتفكه بأعراضهم.
• لا ينتبه بعض الشباب إلى كثرة المجيء إليها. في بيت أهلها، وتكرار الاتصال هاتفياً وفي أوقات غير مناسبة يضايق أهلها شعر بذلك أم لم يشعر، وقد يطلع على عورات البيت واسرار المنزل في تكرار المجيء.
• قد يجلب ذلك مشاكل على نفسه هو في غنى عنها، لاسيما مع المعصبين للعادات الذين يرون أن رؤية المرأة حتى ولو بعد العقد عليا عيباً وفضيحة، فضلاً عن رؤيتها قبله، بل يرونه طعناً لكرامة القبيلة. والشيطان يوسوس لهم، وقد يحدث ما لا تحمد عقباه من ضربٍ وقتلٍ وغيره.
• انطفاء لذة ليلة العرس والزفاف وذهاب هيبتها، وذلك بعد التعود على الملاقاة والحديث، وقد يقول بعضهم: إن من حسنات المجيء لرؤية المخطوبة ومكالمتها ذهاب رهبة هذه الليلة مما يجعل الأنس بين الزوجين أكثر، وفيه سلامة من عيوب عدم انتصاب الذكر والخوف، الذي يؤدي إلى الارتباك، وقد يفضي إلى فشل الزواج فيقال: هذا قد يكون صحيحاً، ولكن لابد أن نعلم أن التعود على رؤيتها ومكالمتها قبل هذه الليلة قد يزيل بعض الأمور المستحبة في هذه الليلة، من وضع يده على ناصيتها وقراءة الأدعية الواردة والصلاة معاً، فإن بعض الأزواج قد يفعل هذه المستحبات ولو عن طريق الخجل منها، فيلجأ إلى الأذكار والصلاة حتى يكون في ذلك زوال للرهبة الحاصلة منهما هذه الليلة فقد تضيع مثل هذه السنن لديهم.
• حصول التساهل والضعف أمام المرأة وطاعتها في كل ما تريد طاعة عمياء، وقديمها قالوا: (( المقبل على الزواج مجنون)) يقصدون بذلك أنه يضيع ما في عقله من اتزان، وما في يده من أموال، وما في نفسه من أعمال، وقد تحصل المجاملة على حساب الدين والرضا بما تفعله المرأة، أو ما يحصل من مخالفات تصدر منها أو منه باسم الحب، ويرى كلِّ منهما أنه وقع بين نارين فيفضل الوقع في أحدهما، ويكون أخطأ التصرف على نفسه أو على الآخر، وهذا من منافذ الشيطان، ومن هذا الطريق فتح الباب على مصراعي لإقناع الزوجة بكشف وجهها عن إخوان زوجها، وهذا محرم.
• الشيطان عدو الإنسان، فلا يعجبه توافق المرأة مع زوجها فيفتح لهما باب المعاتبة المصطنعة حتى يعقبها الرضا وكمال اللذة، والعامة يقولون: ((فلان يتغلى)) أي لا ينقاد بسرعة، ويجعل الناس يطلبون منه الشيء وهو لا يطاوعهم حتى يكسب خضوعهم ورجاءهم له فيسعد بعد ذلك. وأحياناً لا يحصل بين الزوجين ورضاً بعد الماتبة أو تتضخم التوافه من لا شيء فتقع المشاكل والنفرة من البداية، وقد يطلب منها أشياء لا تستطيع فعلها أو العكس، فتتغير النوفس على بعضها، وبعد صفائها يدخلها ما يعكرها، وكل ذلك كان لأجل الدعابة والمعاتبة ولكن يحصل ما ليس في الحسبان.
• قد يتكرر مجيء الزوج إلى بيت أهلها ويراهم ويرونه، ثم بعد ذلك تعقد الجلسات غير المرئية من الأهل، وتكون هناك خلوة بينهما ومداعبات وقبلات، وكل هذا ليس محرماً فهي زوجته شرعاً، لكن المصيبة فيما إذا خرج من عندها وهو مشبع بهذه النشوة وهو شاب في أوج شبابه وعنفوان شهوته، فكيف يفرغ هذه الشهوة العارمة؟ فإما أن يتجرع لهيب الصبر فيرهق نفسه بالتفكير والتخبط فيزداد لقاؤه بها، أو يقع في الحرام بفعل العادة السرية أو اللواط أو الزنا، نعود بالله من ذلك. خاصة إن لم تشغلها بطاعة الله أشغلتك بمعصية الله، وهذا أكبر نوافذ الشيطان لاسيما في وقت الصيام.
• إن لم يحصل ما سبق من دفع الشهوة أو الوقوع في المنكر؛ فهناك شيء آخر قد لا يجد الزوج سبيلاً آخر إلا هو فيقنعها به للسلامة من التبعات، ويعلل نفسه بأنه زوجها وليلة الزفاف قريبة، وعند غياب الرقيب يقوم بوطئها فتحمل الزوجة قل ليلة الزفاف، طبعاً هو في حلِ من جهة الخالق فهو زوجها، ولكن كيف يتحلل من مخالب الناس وأنيابهم وعاداتهم، فيكون ذلك حديث المجالس والمنتديات، فأين يدسُّ الزوج رأسه؟!
• فإن حصل الزفاف قريباً انتهى الإشكال ولكن هب أنه مات عنها، فماذا يقول الناس حتماً سيقولون: إنها زانية أو تخبرهم بالحقيقة المرَّة، ولكن أين تدسُّ رأسها، وهب أنه طلقها نتيجة مشاكل أسرية وما أكثرها فكيف يكون الموقف أيضاً؟!
• المفارقة دون أن يدخل عليها طامة كبرى تحزن الأسرتين بسبب ذلك، وتتلوع المرأة زمناً طويلً؛ فقد جلس معها وقبلها ورأى ما في قلبها قبل ما في جسمها، وكشف الأسرار والمخبأة طويلاً، وأهدر أوقاتاً غالية وأموالاً طائلة، إنه موقف لا يُحسد أحدُ عليه، وما أكثر ما يحصل في زماننا هذا، والقصص المأساوية كثيرة لا ينتبه إليها إلا بعد وقوعها، وربما صار عند المرأة عقدة نفسية من الأزواج كلهم؛ فتتدمر حياتها، وتكون حبيسة البيت رهينة التفكير والوساوس.
• فلابد إذن من أن نبدأ الحياة بجدٍّ، ونقضي على ما يحول بيننا وبين السعادة، ونغلق كل باب يفضي إلى الشر.
دعونا من الأعراف السائدة والعادات السقيمة البالية، ولنفكر في الحل، ولكن ما هول الحل؟
• الحل المقترح ألا يعقد الزوج إلا قرب الزفاف، فيكون بينهما أسبوعاً أو شهراً على الأقل ((ودرء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح))، وعندئذٍ تخفف من حدة السلبيات على الأقل إن لم نتلافاها بالكلية؛ لأنه قد يصعب ذلك، فالشاب يريد أن يرى مخطوبته ويتحدث معها ولو مجاراة لأقرانه وكذلك الشابة.
• وأتوقع أن هذا رأى فيه توسط، فلا يمنع الزوج من رؤيتها ومكالمتها بتاتاً، ولا يترك الحبل على الغارب أيضاً. أما أن يعقد عليها والزفاف بعد سنة أو سنتين أو أكثر، فهذا لا داعي إليه ولا فائدة منه.
• والحل الأكمل أن نيسر الزواج فتعم البركة، فإذا تقدم الزوج وكان ذا دين وخلق ورضينا به ما المانع أن يقال له: اعقد وخذها معك مع مراعاة الضوابط وعمل الترتيبات دون تكاليف باهظة مرهقة، فتزف إليه مباشرة، فلا ننظر لتكميل دراسة أو كثير مهرٍ ونفقة أو وليمة للخطبة وأخرى للزفاف وغيرها للزيارة، وليكن قدوتنا السلف الصالح رضوان الله عليهم، فكانوا هم يخطبون لبناتهم الرجل الكفء، وإننا في هذا الزمان أحوج منهم إلى تطبيق هذه النظرية بل القاعدة التي ينبغي أن ُتدرس حتى في الجامعات، ويتطرق إليها في الخطب والمحاضرات والندوات المجالس والمنتديات، حتى نسلم من شر التبعات، ويسعد الشباب والشابات، وتقل المنكرات وهتك العورات، ويدون الوفاق، وتكون تجارة رابحة مع الله تعالى بدل أن تكون المرأة سلعة يتساوم الناس في شرائها، فتكون مهانة وقد أعزها الإسلام.
• أعود مرة أخرى في ختام هذه الرسالة فأقول: أرجو ألا يحمل كلامي على غير محمله فلا أحرم على الخاطب الرؤية والمكالمة لخطيبته أبداً، بل أدعو إلى الانضباط فيه وتلافي السلبيات لتعم الفائدة للجميع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


http://saaid.net/mktarat/alzawaj/50.htm

  #37  
قديم 11-18-2007, 12:56 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
باقة ورد ونسرين مهداة لكل عروسين






الحمد لله الذي خلق من كل شيء زوجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة إلى الثقلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:
فما أسعدنا في هذا اليوم المبارك، وفي هذا العرس الطيب الزكي، حيث جمع الله تعلى، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبارك الله للعروسين
وبارك عليهما
وجمع بينهما في خير
وإنه لمن دواعي السرور والفرح، ما نراه من إقبال الشباب المسلم على الزواج، رغم ما يلاقونه من المصاعب، وكثرة التكاليف التي تطلب منهم، وما ذاك إلا رغبتهم في طلب الحلال، وإعفاف أنفسهم، وحرصهم على تكوين بيتٍ مسلمٍ جديدٍ، يكون لبنة في بناء المجتمع بل الأمة الإسلامية كلها.
1- فالزواج من هدي الأنبياء والمرسلين، ومن كرهه ورغب عنه فقد خالف السنة وفارق هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أما والله إن لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) [متفق عليه].
وقال عليه الصلاة والسلام: (حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)) [النساء، فمن ].
2- والزواج استجابة لنداء الخالق جل وعلا بقوله: ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)) [النور: 32].
3- والزواج نداء الفطرة، فمن تركه إلى غيره فقد خالف الفطرة ومن خالف الفطرة فهو على شفا هلكة ((فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)) [الروم: 30].
4- والزواج من أعظم نعم الله على عباده، فهو طريق المودة، وسبيل السعادة، وعنوان الاستقرار، ومجال الرحمة قال تعالى: ((ومن آياته أن خلف لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون)) ]الروم: 21].
5- والزواج هو الطريق الشرعي الحلال لقضاء الوطر وتصريف الشهوة، قال تعالى: ((والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)) [المؤمنون: 5-7].
فأين الشباب المسلم التقي؟
أين أحفاد خالد وعلي؟
أين الذين هم على صلاتهم دائمون؟
ذهب الأبطال وبقى كل بطال!!
6- والزواج عصمة للشاب والشابة من الفتن والانحراف، والفسق والفجور، ولذا حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج بقوله: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) [متفق عليه].
7- والزواج طريق سهل، وسبيل ميسرة لاكتساب الأجر والمثوبة من الله بغير تعب ولانصب، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الإنفاق هو الإنفاق على الزوجة والعيال، قال عليه الصلاة والسلام: ((دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلهم الدينار الذي أنفقته على أهلك)) [مسلم].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: ((وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيْ امرأتك)) [متفق عليه].
وأعظم من ذلك أن للزوج والزوجة أجراً بالجماع والمتعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله! يأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أ كان عليه فيها وِزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرُ)) [مسلم].
8- والزواج الناجح هو ما كان مبنياً على أسسٍ شرعية سليمة، ومن أعظم تلك الأسس: اشتراط الدين في الزوج والزوجة.
ففي الزوج قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) [الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني].
قال رجل للحسن: ممن أزوج ابنتي؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
فصاحب الدين لا يظلم إذا غضب، ولا يهجر بغير سبب، ولا يسيء معاملة زوجته، ولا يكون سبباً في فتنة أهله، عن طريق إدخال المنكرات وآلات اللهو في البيت، بل يعمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)) [ابن ماجه].
فينبغي لولي المرأة أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه، لأن المرأة تصير بالنكاح مرقوقة، ومتى زوجها وليها من فاسق أو مبتدع، فقد جنى عليها وعلى نفسه.
وفي لقيام الزوجة قال النبي صلى عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ودينا، فأظفر بذات الدين تربت يداك)) [مسلم].
فصاحبة الدين تطيع زوجها في غير معصية، وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب، ولا تهجر فراش الزوجية، ولا تخرج من بيتها بغير علم زوجها، ولا تصوم نافلة وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيتها لأحد لا يريده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه)) [متفق عليه].
• وهناك خصال إذا اجتمعت في المرأة كمل أمرها وكثر خطابها وهي:
• الدين • حسن الخلف • الجمال • خفة المهر • أن تكون بكراً
• أن تكون ولوداً • أن تكون ذات نسب.
9- والزواج قوة للأمة، وتجديد لشبابها، وإرهاب لأعدائها، لأنه وسيلة لتكثير الأمة وإعمار الأرض، ولذلك رغب النبي صلى عليه وسلم في التزوج من المرأة الولود فقال عليه الصلاة والسلام: ((تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)) [أبو داود والنسائي وأحمد].
10- والزواج يتم التعارف والتلاقي بين الأسر والعائلات، فتنشر المحبة والألفة بين المسلمين، قال تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) [الحجرات: 13].
وقد كانت كثير من القبائل متعادية متحاربة، فلما تم الزواج بينها زالت العداوة وذهبت البغضاء، وحلت مكانها المحبة والألفة والرحمة والتعاون.

نصائح إلى الزوج

• أخي الزوج:
1. اتق الله في زوجتك فإنها أمانة في عنقك سوف يسألك الله عنها يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيراً)) [متفق عليه]، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم المرأة فقال عليه الصلاة والسلام: ((اللهم إن أحرج حق الضعفين: اليتيم والمرأة)) [أحمد وابن ماجه بسند حسن].
2. كن حسن الخلق كريم الطبع، فلا تشتم ولا تقبح ولا تهجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يقرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) [مسلم] معنى يفرك: يبغض.
3. كن صبوراً حسن العشرة، فخيركم من راعى وداد لحظة.
4. كن غيوراً على زوجتك ولا تبالغ في إساءة الظن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أ تعجبون من غيرة سعد؟ لأنها أغير منه، والله أغير مني)) [مسلم].
5. كن حكيماً في التعامل مع الأخطاء والزلات؛ فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
6. أنفق على زوجتك بالمعروف ((ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً)) [الإسراء: 29].
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق الزوجة على أحدنا؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام: ((أن تطعمها إذا طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)) [أحمد وأبو داود].
7. تعلم من فقه النساء ما تعرف به كيفية معاشرة زوجتك حال الحيض والنفاس، وعلم زوجتك هذه الأحكام إن كانت تجهلها.
8. أعلم أنه لا يجوز وطء الحائض، ولا الوطء في الدبر، وللرجل الاستمتاع بزوجته حال الحيض إلا بالجماع فإنه محرم.
9. من آداب الجماع: البدء بالتسمية، وبالملاعبة والضم والتقبيل قبل الجماع فإنه أوفق للمرأة والرجل، وإذا قضى الرجل وطره فليتمهل، فإن لزوجته حقاً، ومن أراد معاودة الجماع فليغسل فرجه ويتوضأ.
10. إياك وإفشاء أسرار الزوجية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها)) [رواه مسلم].
• وقيل لبعض الصالحين وقد أراد طلاق زوجته: ما الذي يريبك منها؟ فقال: العاقل لا يهتك سرا. فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال: ما لي ولامرأة غيري!!

نصائح إلى العروس

أختي العروس:
للزوج على زوجته أعظم الحقوق بعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو جاز لأحدٍ أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) [الترمذي وقال: حسن صحيح] وذلك لعظم حقه عليها.
فيا أختاه:
1. عليكِ بالقناعة والرضا بالقليل، فقد كانت بعض نساء السلف إذا أراد زوجها الخروج من منزله تقول له: إياك وكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار!!.
2. إياكِ ومعصية زوجك ورفع الصوت عليه وشكايته إلى أهلك دائماً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: ((أين أنت من زوجك، فإنما هو جنتك ونارك)) [النسائي وأحمد وحسنه الألباني].
أختي العروس:
أين من تأمر زوجها بالتقوى وتعينه؟
أين من لا تغضب زوجها ولا تهينه؟
أين العابدات القانتات؟
أين الراكعات الساجدات؟
أين حفيدات أمهات المؤمنات؟
3. لا تطلبي من زوجك خادمة شابة، فقد تكون سبباً في طلاقك!!.
4. أعلمي أن حق الزوج مقدم على جميع الأقارب، فإذا تعارضت الحقوق، فقدمي حق الزوج ولا تبالي.
5. احفظي زوجك في ماله، ولا تخرجي شيئاً من البيت دون علمه، فإن تصدقت من ماله عن رضاه، كان لك مثل أجره، وإن كان بغير رضاه، كان له الأجر وعليك الوزر.
6. إياك وجارات السوء، وصديقات السوء، اللاتي يثرنك على زوجك، ويوقعن بينك وبينه، ويقللن من شأنه أمامك.
7. أصبري على أذى زوجك، وكوني حكيمة في التعامل معه عند الغضب، يحمد لك ذلك عند الرضا، واعلمي أن المشكلات الزوجية لا تكبر إلا بالعناد والمكابرة، فلا تهدمي بيتك بسبب الكبر والعناد.
8. أجيبي زوجك إذا دعاك مهما كانت الظروف، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ((من دعا امرأته إلى فراشه فأبت عليه لعنتها الملائكة حتى تصبح)) [متفق عليه].
9. لا تصفي أحداً من النساء لزوجك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: ((لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)) [متفق عليه].
10. أنت راعية في بيت زوجك ومسئولة عن رعيتك، فمري بالمعروف وأنهي عن المنكر، ولا ترضي بوجود شيء من المنكرات في بيتك، واعلمي أنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.

فتاوى في الأفراح والزوجات

حكم تزويج من لا يصلى

س: لقد تقدم لابنتي أحد أقاربي وله فضل عليّ ولكنه مدمن على شرب الخمر ويرافق أهل السوء وقليل الصلاة أو لا يصلي، ومدمن المشاهدة للفيديو والتلفاز آلات اللهو وأنا في حرج منه، أرجو توضيح حكم الإسلام في الأمر؟.
جـ: إذا كان الخاطب لابنتك بهذا الوصف فلا يجوز لك تزويجها إياه، لأنها أمانة لديك، فالواجب عليك أن تختار لها الأصلح في دينه وأخلاقه، والذي لا يصلي لا يجوز أن يزوج بالمسلمة التي تصلي، لأنه ليس كفؤاً لها، لأن ترك الصلاة كفر أكقر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)) [خرجه الإمام مسلم في صحيحه]. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) [أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح] والأدله أخرى كثيرة من الكتاب والسنة تدل على كفر تارك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء. أما إن جحد وجوبها أو استهزأ بها فإنه يكفر كفراً أكبر بإجماع المسلمين.
أما من يتعاطى السكر وهو يصلي فإنه لا يكفر بذلك إذا لم يستحله ولكنه يكون قد أتى كبيرة من الكبائر ويفسق بذلك، فالمشروع لك ألا تزوجه ولو كان يصلي لفسقه، ولأنه قد يجر زوجته وأولاده إلى هذه الجريمة العظيمة.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويهديهم صراطه المستقيم، ويعيدنا وإياهم من طاعة الهوى والشيطان، إنه جواد كريم [الشيخ ابن باز].

بعض منكرات الأعراس

س: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين-حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
فضيلة الشيخ، إنه في الآونة الأخيرة وبمناسبة بدء الإجازة الصيفية كثرت الأخطاء في مناسبات الزواج في المنازل أو قصور الأفراح وفي القصور أشد وأقبح: مثل الضرب بمكبر الصوت، والغناء من النساء، والتصوير بالفيديو، والأشد من ذلك الرجل المتزوج يقبل زوجته أمام النساء، فأين الحياء والخوف من الله؟ وعند إسداء النصح من الغيورين على محارم الله يجابهون بالقول: الشيخ الفلاني أفتى بجواز الطبل. فإذا كان هذا صحيحاً أليس لهذا الطبل ضوابط وحدود توضح للناس ليقف عندها هؤلاء المتهورون؟ نرجو من فضيلتكم إيضاح الحق للمسلمين. وجزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم، والله يوفقكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جـ: الحق في الدف أيام العرس أنه جائز أو سنة إذا كان في ذلك إعلان النكاح، ولكن بشروط:
الشرط الأول: أن يكون الضرب بالدف وهو ما يسمى عند بعض الناس بـ(الطار) وهو المختوم من وجه واحد، لأن المختوم من الوجهين يسمى (الطبل) وهو غير جائز، لأنه من آلات العزف، والمعازف كلها حرام إلا ما دل الدليل على حِله وهو الدف حال أيام العرس.
الشرط الثاني: ألا يصحبه محرم كالغناء الهابط المثير للشهوة، فإن هذا ممنوع سواء كان معه دف أم لا، وسواء في أيام العرس أم لا.
الشرط الثالث: ألا يحصل بذلك فتنة كظهور الأصوات الجميلة للرجال، فإن حصل بذلك فتنة كان ممنوعاً.
الشرط الرابع: ألا يكون في ذلك أذية على أحد، فإن كان فيه أذية كان ممنوعاً مثل أن تظهر الأصوات ولا يخلو من فتنة أيضاً، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المصلين أن يجهر بعضهم على بعض في القراءة لما في ذلك التشويش والإيذاء فكيف بأصوات الدفوف والغناء؟!
وأما تصوير المشهد بآلة التصوير فلا يشك عاقل في قبحه، ولا يرضى عاقل فضلاً عن مؤمن أن تلتقط صور محارمه من الأمهات والبنات والأخوات والزوجات وغيرهن لتكون سلعة تعرض لكل واحد، أو ألعوبة يتمتع بالنظر إليها كل فاسق.
وأقبح من ذلك تصوير المشهد بواسطة الفيديو لأنه يصور المشهد حياً بالمرأى والمسمع، وهو أمر ينكره كل ذي عقل سليم ودين مستقيم، ولا يتخيل أحد أن يستبيحه من عنده حياء وإيمان.
وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي تقع بين النساء سببه، ولا يخفى ما فيه، وأما إن كان أقبح، وهو من تشبه الرجال بالنساء مختلطين كما يفعله بعض السفهاء فهو أعظم وأقبح لما فيه من الاختلاط والفتنة العظيمة لا سيما وأن المناسبة مناسبة نكاح ونشوة عرس.
وأما ما ذكره السائل من أن الزوج يحضر مجمع النساء ويقبل زوجته أمامهن فإن تعجب فعجب أن يحدث مثل هذا من رجل أنعم الله عليه بنعمة الزواج فقابلها بهذا الفعل المنكر شرعاً وعقلاً ومروءة!!. وكيف يبيح لنفسه أن يقوم بهذا الفعل أمام النساء وفي نشوة العرس الذي هو مثار الشهوة؟! ثم كيف يمكنه أهل الزوجة من ذلك؟! أفلا يخافون أن يشاهد هذا الرجل في مجتمع هؤلاء النساء من هي أجمل من زوجته وأبهى فتسقط زوجته من عينه ويدور في رأسه من التفكير الشيء الكثير، وتكون العاقبة بينه وبين عرسه غير حميدة؟
إنني في ختام جوابي هذا أنصح إخواني المسلمين من القيام بمثل هذه الأعمال السيئة، وأدعوهم إلى القيام بشكر الله على هذه النعمة وغيرها، وأن يتبعوا طريق السلف الصالح فيقتصرا على ما جاءت به السنة، ولا يتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
وأسأل الله تعالى أن يوفقني وإخواني المسلمين لما يحبه ويرضاه، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [الشيخ ابن عثيمين].

جلوس العروسين بين النساء منكر

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز: من الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس بين النساء يجلس عليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات وربما حضر معه غيره منن اقاربها من الرجال.
ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير وتمكن الرجال الاجانب من مشاهد النساء الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، فالواجب منع ذلك القضاء عليه؛ حسماً لأسباب الفتنة، وصيانة المجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المظهر. وإني أنصح جميع إخواني المسلمين بأن يتقوا الله ويلتزموا شرعه في كل شيء، وأن يحذروا كل ما حرم الله عليهم، وأن يبتعدوا عن أسباب الشر والفساد في الأعراس وغيرها؛ التماساً لرضى الله سبحانه وتعالى، وتجنباً لأسباب سخطه وعقابه [الشيخ ابن باز].

لا يجوز (زف) العريس مع العروسة

س: هل يجوز زف العريس مع العروس بين النساء في الأفراح؟
جـ: لا يجوز هذا الفعل فإنه دليل على نزع الحياء وتقليد لأهل الخنا والشر، بل الأمر واضح؛ فإن العروس تستحي أن تبرز أمام الناس فكيف تزف أمام الأشهاد؟ [الشيخ ابن جبرين].

http://saaid.net/mktarat/alzawaj/51.htm

  #38  
قديم 11-18-2007, 01:01 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
منكرات الأفراح



يحيى بن موسى الزهراني


الحمد لله مسبغ النعم ، ودافع النقم ، الـحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي تفضل بكثير النعم وتكرم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين ، قال تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، وقال سبحانه : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " .

أيها المؤمنون : بالشكر والإيمان تدوم النعم ، وبالجحود والعصيان تحل النقم ، فحافظوا على نعم الله التي بين أيديكم يدومها الله عليكم ، واحذروا كل الحذر من كفر النعم فيذهبها الله من بين أيديكم ، يقول الله تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " ، ويقول عز وجل : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " ، إن من أجل نعم الله علينا نعمة الزواج ، فالزواج راحة وسكن واطمئنان ، فالزوج لا يجد من يبث له همومه من أهل الدنيا إلا زوجته ، والزوجة كذلك ، فكل منهما سكن لصاحبه ، وبيت يضع فيه رحاله ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .

معاشر المسلمين : لقد شرع الله الزواج وجعله آية دالة على عظمته سبحانه فقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فكان دلالة على نبوته ورسالته ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " [ متفق عليه ] ، الزواج من سنن المرسلين ، قال تعالى : " ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية " ، وهو من النعم التي يحصل بها مصالح دينية ودنيوية ، فردية واجتماعية ، مما جعله من الأمور المطلوبة شرعاً ، قال الله تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ، فما أعظم أن يحظى الرجل بزوجة صالحة دينة تقية ، طاهرة نقية ، إذا غاب عنها حفظته في نفسها وبيته وماله وولده ، وإذا حضر منزله أكرمته وأعلت منزلته ، وهونت عليه أحزانه ، وشتت همومه ، وأذهبت غمومه ، هذه هي الزوجة الصالحة ، قوامة بالليل ، صوامة بالنهار ، ولقد أوصى بهذه الفئة من النساء نبي الرحمة والهدى ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " [ متفق عليه ] فطوبى لمن حظي بذات الدين ، التي كلما غفل عن طاعة ربه ذكرته ، وكلما قصر أعانته ، وكلما تقاعس شدت من أزره ، تلكم هي المرأة النادرة الوجود اليوم .

معاشر المسلمين : كما أن للزوج حقوقاً على زوجته ، فالزوجة لها حقوقاً على زوجها ، فيجب على الزوج أن يعامل زوجته بلين الجانب وخفض الجناح ، مع أدب التنبيه والإيضاح ، ويتغاضى عن الهفوات الصغيرة ، والزلات البسيطة ، حتى تسير سفينة الأسرة إلى بر الأمان ، فالمرأة منكسرة ضعيفة ، حنونة لطيفة ، فلا بد من رفع مكانتها كما رفع الإسلام شأنها ، فهي أم الرجال ، ومعلمة الأجيال ، ومعدة الأبطال :
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
فإذا وجد الود والتفاهم سادت المحبة أرجاء المنزل الصغير والمجتمع الكبير ، وعاش الناس في أمن وأمان ، وراحة بال واطمئنان ، هذه هي الحياة السعيدة التي ينشدها كل إنسان .

أمة الإسلام : في خضم الحياة ، وفي معترك البشرية ، حصلت الفتن والقلاقل ، وقلت الراحة وزادت المشاكل ، خصوصاً في هذه السنين القريبة ، والأزمنة الغريبة ، فكم هي حالات الطلاق بين الأزواج ، لقد غصت المحاكم الشرعية بالمشاكل الأسرية ، فقلما يخلو منها منزل وبيت ، وما ذاك إلا من أجل أمور محرمة شرعاً ، وممنوعة عرفاً ، اتخذها الناس شعارات وعلامات ، حيث بدأت الحياة الزوجية بأمور منكرة ، وعادات مدمرة ، أودت بسعادة الكثير من الأسر ، لقد تغيرت المفاهيم ، وانتكست القيم ، وأصبحت ليالي الأعراس لا تخلو من حرام وتقليد أعمى ، فلا غرابة أن ينتهي ذاك الزواج بالفشل الذريع ، والفراق السريع ، لقد أضحت ليالي الأفراح ، تعج بالمنكرات ، ومعصية رب البريات ، فليس بمستغرب أبداً أن يحصل زواج بالليل ، وشقاق بالنهار ، إن حفلات الزواج التي يجتمع فيها كثير من المدعوين لهي أحد المجالس التي يجب أن تعمر بذكر الله سبحانه وتعالى ، وأن يجتمع فيها الناس على ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من أن تقضى في اللهو واللعب ، وفيما لا يرضي الخالق سبحانه وتعالى، خاصة وأن هذه الليلة هي الليلة الأولى في حياة الزوجين ، فكان الأجدر أن يعمرانها بذكر الله سبحانه وتعالى كي يبارك لهما في حياتهما الزوجية ، وتكون بدايتهما خيراً ، وتكون بذرة طيبة ، وشجرة مثمرة ، ولعمر الله لأن يعمرانها بطاعة الله خير من أن يعمرانها بمعصيته عز وجل .

أيها المسلمون : بما أن الزواج نعمة من الله على عباده ، فمن حق هذه النعمة أن تُشكر ، وألا تُتخذ وسيلة للوقوع فيما حرم الله ، ألا وإن مما ينافي شكر هذه النعمة وقوع كثير من المخالفات والمنكرات التي تتعلق بها ، وإبراءً للذمة ، ونصحاً للأمة ، فهذه بعض منكرات الأفراح :

*** فمن منكرات الأفراح ، الدخول على النساء : فالكثير من الناس اليوم لا يبالي بالدخول على محارم المسلمين في ليالي الأفراح والزفاف ، غير مبالٍ بما قد يحصل من جراء ذلك الفعل المشين ، من المفاسد العظيمة ، والويلات الجسيمة ، ولا شك أن هذا دليل على قتل الغيرة لديهم ، وقلة الإيمان ، وضعف اليقين ، فوالله لقد سمعنا أموراً يندى لها الجبين ، وتذرف لها العيون ، وذلك بدخول أهل الزوجين إلى المحافل الخاصة بالنساء ، إن هذا لأمر ما أنزل الله به من سلطان ، فكيف أباحوا لأنفسهم ذلك المنكر العظيم ، ووالله لو علم أهل الغيرة والدين ، من الحاضرين ، لما أبقوا نساءهم ولا أنفسهم في مثل تلكم الليالي السوداء ، والظلم الدهماء ، غضباً لله وإنكاراً للمنكر ، وتناهٍ عن الإثم والعدوان ، ولكنهم لم يعهدوا حصول مثل هذا الأمر بين أبناء هذه البلاد الطيبة ، فسبحان الله كيف استحل أولئك الناس لأنفسهم الدخول على نساء المسلمين ، ولم يكن لهم في ذلك ضابط من الشرع ولا وازع من الدين ، بل قد جاء الأمر من الله تبارك وتعالى للرجال الأجانب بمخاطبة النساء الأجنبيات من وراء حجاب حتى لا تحصل الفتن ، وتثار الغرائز ، وحفظاً للأنساب ، ومنعاً لوسائل الفاحشة والرذيلة ، فقال تعالى : " وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء تحذيراً شديداً ، ولباب الذريعة سداً ، وللفاحشة منعاً وإرصاداً ، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " [ متفق عليه ] ، فكيف استساغ البعض من الناس الدخول على غير محارمه ، إنه والله ضعف الدين وقلة المروءة ، وخلع الحياء ونبذ الشيمة والعفاف ، والأدهى من ذلك والأمر ما يفعله بعض الساقطين والساقطات ممن انتسبوا لهذا الدين وهو من أفعالهم براء ، فتجدهم في حركات راقصة ، في غفلة وهمجية ، في تخضع وسفالة ، وخسة ودناءة ، وهم يتراقصون في محافل النساء ، والله يقول فيهم : " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً " ، ولقد صدق فيهم قول القائل :
وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا *** والله ما خضعوا لأجل الله
لقد نزل الرجال منهم إلى أسفل من منزلة البهائم ، تعلقوا بعادات دخيلة لم يعهدها أهل هذه البلاد من قبل ، ألا وإن تلك العادة لا تمت للدين بصلة ، ولا تنزل منه بمنزلة ، بل هي عادات كافرة سافرة ، والواجب أن يعتز المرء بدينه ولا يضره عادات الغرب وتقاليده ، فهي عادات باطلة ، ووبالها على العروسين عاجلاً أم آجلاً .

*** ومن منكرات الأفراح : التصوير المتحرك والثابت : فسبحان الله العظيم كيف انطمست المفاهيم ، واضمحلت الأخلاق والقيم عند كثير من الناس ، فأصبحوا يتباهون بما حرم الله عليهم عياناً بياناً ، فاستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل ، لقد اقتفوا أثر اليهود بحيلهم على الربا ، وهؤلاء المصورين والمصورات أقبح ذنباً وأعظم جرماً ، عرفوا الحق فتركوه ، وعرفوا الباطل فاتبعوه ، لقد حرم الله ورسوله التصوير بشتى صوره وأشكاله ما لم تدعو الحاجة والضرورة إليه كبطاقة الأحوال وجواز السفر وما شابهها ، أما الصور التذكارية والمجسمات التصويرية ، فحرام بالأدلة العقلية والنقلية ، ومن هذه الأدلة قوله تعالى في الحديث القدسي : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وهذا تعجيز لهم من الله تعالى لأنهم لن يستطيعوا أن يخلقوا من ذلك شيئاً ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم " [ أخرجه مسلم ] ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آكل الربا ، وموكله ، والواشمة ، والمستوشمة ، والمصور " [ أخرجه البخاري ] ، ومن محاذير التصوير وأخطاره ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة " [ متفق عليه ] ، فهذا خطر كبير ، وشر مستطير ، فالبيت الذي لا تدخله الملائكة ، لا شك ستدخله الشياطين فيعيثون فيه فساداً ونكالاً ، فاحذروا أيها المسلمون من أمر هذه عاقبته ، وتلك نهايته ، فالأمر ليس بالهين ، والسلامة أن يعافيك الله من ذلك كله ، وأخطر من ذلك وأعظم التصوير بكاميرا الفيديو وكاميرا الجوال ، التي تنقل الحركات حية كما كانت ، في المحافل والأعراس ، وإن المسلم الحق ليتسائل ما الفائدة المرجوة من ذلك التصوير ؟ أهو تقليد للغرب والشرق ؟ أم طغيان وبطر ؟ وإسراف وأشر ؟ فكل تلك الصفات مذمومة ، وعند الله مبغوضة ، وعند الناس مرفوضة ، فما الداعي لذلك إذن ، ومن يرضى من أهل العفة والغيرة والرجولة والدين، أن تصور زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه أو قريبته في مثل تلك الليالي الظلماء ، ثم يعرضها الفساق واللاهون ليتسلوا بأعراض المسلمين ، فانتبهوا عباد الله من مغبة هذه الأمور المحرمة ، فوبالها على الزوجين أولاً ، ومن دعا إليها ورضي بها ثانياً .

*** ومن منكرات الأفراح : صعود الزوج مع زوجته على المنصة أمام النساء : فهذه مثل سابقتها في قلة الحياء ، وسوء الأدب ، فنجد أن بعض الناس قد نزع الحياء من وجهه ، وكاد أن ينحل من الدين برمته ، فسمح لنفسه بمعزل عن الناس ، بخلسة وخسة ، أن يدخل مع زوجته ويجلس معها على المنصة وربما قبلها أمام النساء الأجنبيات ، وربما كان معها أموراً أقبح من ذلك وأفظع ، مما قد يحرك نزوة الحاضرات ، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ، ما في هذا العمل المشين من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات ، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة ، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة ، وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر ، فسبحان الله كيف بلغ الحد ببعض الناس إلى هذا المستوى السخيف ، المنافي للحياء ، ونحن أمة الإسلام ، أمة الإيمان والحياء ، كيف يليق بنا أن نخلع جلباب الحياء ، والحياء من الإيمان ، لنعري أنفسنا باتباع عادات وتقاليد تنافي شرعنا وتقاليدنا ؟ إن هذا العمل لهو دليل على ضعف الإيمان وذل الشخصية ، وأن فاعله ومن رضي به أصبح ذنباً لأعداء الملة والدين ، فلا يليق بنا ونحن أمة الإسلام ، أمة القوة والأنفة أن نذل شخصيتنا إلى هذا الحد ، فوالله إن هذه الأعمال المنكرة لا تزيد العبد من ربه إلا بعداً ، ولا تكسبه إلا وهناً ، وهذا نص فتوى هيئة كبار العلماء حول الموضوع : ظهور الزوج على المنصة بجوار زوجته أمام النساء الأجنبيات عنه اللاتي حضرن حفلة الزواج وهو يشاهدهن، وهن يشاهدنه، وكل متجمل أتم تجميل وفي أتم زينة لا يجوز، بل هو منكر يجب إنكاره والقضاء عليه من ولي الأمر الخاص للزوجين، وأولياء أمور النساء اللاتي حضرن حفل الزواج، فكل يأخذ على يد من جعله الله تحت ولايته، ويجب إنكاره من ولي الأمر العام من حكام وعلماء وهيئات الأمر بالمعروف، كل بحسب حاله من نفوذ أو إرشاد .

*** ومن منكرات الأفراح : استخدام المغنين والمغنيات : وهذا الأمر ظاهر البطلان ، وواضح التحريم والنكران ، فكيف يليق بالمسلم الذي عرف حدود الله تعالى أن ينتهكها من أجل ليلة لا يدري أيعيشها أم يموت فيها ؟ إن الإسلام حرم الغناء الفاحش تحريماً مؤبداً ، وإذا اقترن الغناء بآلات اللهو والموسيقى فهو محرم أشد الحرام ، ولقد جاء التحريم في كتاب الله العزيز في عدة مواضع منه ، فمن أدلة تحريم الغناء ، قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } ، ولهو الحديث هو الغناء كما فسره ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال : والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ، رددها ثلاثاً ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في الغناء وأشباهه . وقال تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } ، قال مجاهد : بصوتك : أي الغناء والمزامير ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ( كناية عن الزنا ) والحرير والخمر والمعازف ( آلات اللهو والطرب والغناء ) " [ أخرجه البخاري معلقاً ووصله غيره ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي قذف ، ومسخ ، وخسف " قيل يا رسول الله : ومتى يكون ذلك ؟ قال : " إذا ظهرت المعازف ، وكثرت القيان ، وشربت الخمر " [ أخرجه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح لغيره ] ، وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الغناء فقال : " إنما يفعله عندنا الفساق " فالمغني فاسق ، ومستمع الغناء فاسق ، ومن أدخل المغنين في بيته أو شاركوه في فرحه فهو فاسق مردود الشهادة ، سفيه ينبغي أن يُحجر عليه ، لفقده العقل والحكمة ، والأهلية في التصرف ، قال الشافعي رحمه الله : " إن الرجل إذا جمع الناس لسماع غناء الجارية فهو سفيه مردود الشهادة " ، فأي عقل بعد هذا النقل ، يرضى صاحبه أن يبدأ حياته الزوجية بمثل هذا المنكرات العظيمة ، والأدواء الخطيرة ، ولكنه الهوى والشهوات واتباع التقاليد والعادات المحرمة والممنوعة ، وتزيين الشيطان للباطل على أنه الحق ، وتلبيسه على سفهاء الأحلام ، وجهلاء الأفهام ، فانتبهوا رعاكم الله فالأمر خطير ، والخطب جسيم ، وعذاب الله أليم ، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .

أمة الإسلام : المشروع للنساء في ليالي الأفراح ، ضرب الدف المحاط بالجلد من جهة واحدة ، بكلام تقي نقي ، لا فاحشة فيه ولا رذيلة ، وبدون إظهار لأصوات النساء عبر المكبرات أو غيرها ، فصوت المرأة عورة ، والعجب كل العجب لمن يدفع
مبالغ مالية للطبالات والمغنيات ، لا لشيء يعود عليه بالنفع يوم القيامة ، بل يكون معه عرضة للسؤال والعقاب ، فيالها من مصيبة حطت على بلاد المسلمين ، ويا أسفا على أنصاف الرجال ، إن هذه الأموال التي تنفق على الفاسقات والساقطات ، لهو أحق بها من يتضور جوعاً ، ويهلك عطشاً من إخوانكم المسلمين ، الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم ، ولا ما يسدون به جوعاهم ، ولا ما يطعمونه أطفالهم ، فقد فتكت بهم الأمراض ، وأهلكتهم الأسقام ، ومع ذلك فهناك فئة من المسلمين يبذرون أموالهم ، وينفقونها في سبيل الشيطان ، فيما يغضب الرحمن ، لتكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة .

*** ومن منكرات الأفراح : الاستعانة بالكذابين من الشعراء ، الذين قال الله فيهم : " والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ، قال الحسن البصري : قد والله رأينا أوديتهم التي يخوضون فيها : مرة في شتيمة فلان ، ومرة في مديحة فلان ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً " [ متفق عليه ] ، إن استخدام الشعراء في الأفراح لا يزيدها إلا جراحاً ، لما يسببه شعرهم من إثارة العداوة بين المسلمين ، وتضييع أوقاتهم بما لا فائدة منه ، ولما في شعرهم من رجوع لمعتقدات الجاهلية الجهلاء ، والأثرة العمياء ، من تفاخر بالأحساب ، وطعن في الأنساب ، وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةُ " [ أخرجه مسلم ] ، فالشعراء فيهم كذب ودجل ، يمدحون قوماً بباطل ، ويذمون قوماً بباطل ، من أجل ابتزاز الأموال ، وتضييع الأوقات ، وكل ذلك من الباطل ، وخلط الحقائق ، وانتهاك الحرمات ، ولقد ذم الله صنفاً من الشعراء ، ومدح الصنف الآخر وهم الذين يبتغون من شعرهم وجه الله تعالى ، دفاعاً عن الإسلام وحثاً على مكارم الأخلاق ، ولو نظرنا إلى الشعر الذي يقال في حفلات الزواج والذي تضيع من أجله الأوقات ، فإنه يندرج تحت الصنف الأول المذموم ، الذي ذمه الله سبحانه وتعالى ، وأعظم من ذلك ما يفعله الكثير من المسلمين اليوم من العرضات وما يتخللها من تصفيق ورقص وهز بالأرجل والرؤوس والأكتاف ، والتي قال فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وأما سماع المكاء والتصدية- وهو التصفيق بالأيدي ، والمكاء مثل الصفير ونحوه ، فهذا سماع المشركين الذي ذكره الله في قوله تعالى : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } انتهى ، وإذا اقترن الشعر بدف أو مزمار أو طبل ، كان أشد حرمة ، وأعظم خطراً ، وأشد ضرراً ، ولا غرابة أن يبدأ فشل الزواج بتلك الليلة المظلمة ، والتي بدأت بمنكر ومعصية ، فما بني على باطل فهو باطل ، والباطل لا يستمر .

*** ومن منكرات الأفراح : ما يفعله كثير من الرجال أثناء زواجهم من تشبه بالنساء ، وتشبه بالكفار ، من حلق للحاهم وإهانة لها ، ورمى بها في سلات المهملات ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهبن من الرجال بالنساء " [ أخرجه البخاري ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تشبه بغيرنا ، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى " [ أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 5434 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " [ أخرجه أبو داود وأحمد وصححه شيخ الإسلام ، وصححه الألباني في غاية المرام ] ، اللحية من سنن الأنبياء ، وهدي المرسلين ، وهي علامة الرجولة ، ودليل العزة ، وصدق في اتباع الكتاب والسنة ، فأين الرجولة وأين القوامة ورجال يتبعون أذناب النساء ويريدون اللحاق بهن ، من تجمل وبهاء وزينة ، أين الرجال عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أعفوا اللحى ، وفروا اللحى ، أرخوا للحى ، أوفوا اللحى ، خالفوا اليهود ، خالفوا المجوس ، خالفوا المشركين " أحاديث في الصحيحين وغيرهما ، يحذر فيها نبي الرحمة والهدى رجال الأمة من حلق لحاهم ، ويزجرهم عن ذلك وينهاهم ، أفلا يقولون سمعنا واطعنا ، واتبعنا أمر نبينا ، أم على قلوب أقفالها .

*** ومن منكرات الأفراح : استخدام الأعيرة النارية ، التي أودت بحياة الكثير من المسلمين ، إثر طلق ناري طائش ، فتحولت الأفراح إلى مآتم وأتراح ، فلا بد من منع تلك المهازل ، لما تسببه من إزهاق النفوس البريئة ، وإهدار الأموال المحترمة ، فيجب الأخذ على أيدي السفهاء ، وأطرهم على الحق أطراً ، وقصرهم على الدين قصراً ، وإلا هلكوا وهلكوا جميعاً .

*** ومن منكرات الأفراح التي شاعت وذاعت ، استجار الكوش ، التي تكلف الأثمان ، وتقصم الظهور ، من أجل ليلة واحدة ، أنني أخاطب العقول ، وبذرة الدين في القلوب ، اتقوا الله أيها المسلمون ، فأموالكم وديعة بين أيديكم ، فاتقوا الله في أماناتكم ، وإياكم وخيانة الأمانة ، فأنت مسؤول عن هذا المال الذي بين يديك يوم القيامة ، واسمعوا يارعاكم الله هذا الحديث العظيم في أمر أمانة الأموال ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فأعدوا للسؤال جواباً ، وللجواب صواباً ، فأنتم عن أموالكم موقوفون ومسؤولون ، قال تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " .

*** ومن منكرات الأفراح : أن تكون هذه الأعراس والأفراح في الفنادق والأماكن الباهضة التكاليف والأثمان ، التي تعجز الأزواج ، وتحجم الشباب عن الزواج ، وتكون مدعاة إلى العنوسة وفعل الفاحشة ، وما يتبع تلك القصور وغيرها من ذبح لكميات هائلة من الذبائح والأنعام ، التي يؤكل ربعها أو أقل من ذلك ، ثم يُرمى الباقي في صناديق المهملات ، فكيف ترمى نعم الله ولا تحترم ، لا سيما وأن هناك أخوة لنا في هذا الدين العظيم ، يموتون جوعاً ، ويقاسون آلاماً عظاماً بسبب الفقر والفاقة ، والعوز والحاجة ، فما أكثر الفقراء والمساكين والمحتاجين ، وسيحاجونكم يوم القيامة على تفريطكم ، وبخلكم ، قال تعالى : " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " ، إن هذا البذخ والإسراف ، والبطر والإجحاف ، الذي آلت إليه الأمة اليوم ، لهو نذير شر وبلاء ، وفتنة وشقاء ، قد تقع بهذه الأمة ، وقد نهى الله عز وجل عباده المؤمنين عن الإسراف والتبذير ، فقال جل وعلا : " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " ، وقال تعالى : " ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً " ، فأمعنوا النظر في هذه الآيات العظام ، فلعلكم أن تكونوا فيها من الناجين بسلام ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وجعلني وإياكم من المتبعين لسنة أفضل النبيين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى ، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الحب والنوى ، وإليه المرجع والمأوى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق وخير الورى ، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بسيرته وبسنته اقتدى . . أما بعد :
فما أشرت إليه في الخطبة الأولى من المنكرات التي تعج بها أفراح المسلمين اليوم ، ما هو إلا قليل من كثير ، وغيض من فيض مما نشاهد ونسمع ، عن تلكم المهازل التي عمت بها البلوى وطمت ، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن تلك الأمور منكرة ومحرمة ، وأن ذلك انحدار إلى الهاوية ، نسأل الله السلامة والعافية .
أمة الإسلام : كيف نرضى وقد سلم الله بلادنا ولله الحمد من استعمار الكفار ، ثم نرضى باستعمار القلوب والعقول بالأخلاق السافلة ، والأفكار المنحرفة ؟ كيف نرضى وقد من الله علينا بالتقدم بهذا الدين ، أن نرجع إلى الوراء بالبعد عن تعاليمه وتشريعاته ، يقول الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " فالكل تحت مظلة هذا الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربنا ، فكل السكنات والحركات خاضعة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يجدر بنا أن نتركه ونرغب عنه لعادات زائفة وتقاليد واهنة ، أوهن من بيت العنكبوت .

أيها المسلمون : ترفعوا عن السير وراء هذه التيارات الجارفة ، والعادات المزيفة ، واعلموا أننا متى سرنا وراء ذلك السراب الخادع ، بدون العرض على الشريعة الغراء ، فستكون نتائج ذلك وثماره حلول بلاءٍ لا يمكننا رفعه ، ولا نستطيع دفعه ، فقابلوا تلك التيارات والشعارات القبيحة ، بقوة الإيمان ، وبسالة الشجعان ، وألا ندع لها مكاناً في مجتمعنا ، لنكون أمة رفيعة منيعة ، تعتز بدينها ، فوالله من ابتغى العزة بغير هذا الدين أذله الله على رؤوس الخلائق أجمعين ، فلا فوز ولا فلاح ولا تقدم ولا نجاح إلا بالتمسك بعرى هذا الدين الحنيف ، والأخذ على أيدي السفهاء من الشباب والنساء ، فلا بد من قوامة الرجل على المرأة ، فـ " الرجال قوامون على النساء " ، وألا يرضخ الرجل لكل شاردة أو واردة تعرضها عليه المرأة ، وألا يستجيب لكل أمر ونهي ، فزمام الأمور بيد الرجل ، ولو ترك للمرأة أن تسرح وتمرح وتحكم كيف شاءت ومتى شاءت لحصلت المفاسد والفتن ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " [ أخرجه البخاري ] ، فلا بد أن يكون الرجل عاقلاً حكيماً ، يقدر للأمور قدرها ، ويعرف لها حقها ، فلا ينصاع لما تمليه عليه النساء ، بل يأخذ الحق وما وافق الشرع ، وينبذ ما سوى ذلك مما دخل علينا من أعدائنا من موضعات وتقليعات يرفضها الإسلام وينبذها .

أمة الإسلام : يا أهل الغيرة والدين ، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها ، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها ، فإن لم يتغير المنكر ، وجب عليه الخروج ، ومنع أهله من حضور تلك الليالي الحمراء والظلم الدهماء ، إنكاراً للمنكر ، وغضباً لله تعالى ، فاتقوا الله عباد الله ، وراجعوا دينكم ، وحاسبوا أنفسكم ، وزنوا أعمالكم ، فالموت أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير والسراج المنير ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، نبينا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ، فقد أمركم الله بذلك فقال عز من قائل سبحانه : " إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وعلى الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، وأدر الدائرة عليه ، ورد كيده وبالاً عليه ، اللهم طهر مجتمعات المسلمين من كل فاحشة ورذيلة ، وكل عادة دخيلة ، اللهم ُمنّ علينا جميعاً بالتوبة النصوح التي تمحوا بها ما سلف من الذنوب والعصيان ، اللهم ياحي ياقيوم ياذا لجلال والإكرام ، نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين ، وأفغانستان والفلبين ، وفي كل مكان يا رب العالمين ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً وظهيراً ، اللهم عليك باليهود والنصارى فإنهم لا يعجزونك ، اللهم شتت شملهم ، وخالف بين كلمتهم ، واجعلهم غنيمة للمسلمين ، اللهم ارحم أموات المسلمين ، واجعل قبورهم روضات من رياض الجنة ، ولا تجعلها حفراً من حفر النيران برحمتك يا أرحم الراحمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار . عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

اتقدم بخالص الشكر بعد شكر الله لموقع صيد الفوائد وأسأل الله لهم التوفيق واريد ان انوه ان أي من كتبي لا اسمح بطباعتها او التعديل فيها الا بعد الرجوع الي وفق الله الجميع

http://saaid.net/Doat/yahia/57.htm

  #39  
قديم 11-18-2007, 02:09 AM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

بسم الله ما شاء الله ولا قوة الا بالله

بارك الله فيكِ يا غالية

وجعل جهدك فى ميزان حسناتك

قوليلى متعرفيش تجيبى فلاشات او اناشيد او بطاقات دعوية خاصة بالموضوع ؟
  #40  
قديم 11-18-2007, 02:53 AM
*الفقيرة إلى الله* *الفقيرة إلى الله* غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أبحث إن شاء الله يا أم عمار و يا رب يوفقنى و يوفقكم للخير

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 11:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.