انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-20-2009, 12:17 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي المحاضرة (2) عقيدة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذبالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهاديَ له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا و حبيبنا محمدا عبد الله ورسوله وبعد
فبإذن الله تعالى نبدأ في شرح عقيدة الإمام الطحاوي وقلت إتمام للفائدة يكون معنا من باب الإستفادة يكون معنا مخطوطات المتن الأصلي يكون مع كل أخ يعني نرشح مثلا في كل محاضرة ثلاثة إخوة كل أخ يكون معه نسخة من المخطوطة وإن شئتم تصورنه لا إشكال ،يكون كل أخ معه نسخة بحيث نستفيد منها مطابقة ومنها شرح وهكذا ،هي ثلاثة نسخ مختلفة وكلها من المكتبة الأزهرية
طبعاً من يكون معه أول نسخة!
سؤال من أحد الطالبة:
إجابة الشيخ:ثلاثة نسخ مختلفة
الطالب:
الشيخ:لا إشكال أنا أقصد الأن واللي يجد إختلاف يسجله عنده في الورقة وبعد المحاضرة نجمع هذا الإختلاف بإذن الله تعالى

يقول المؤلف رحمه الله تعالى(هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة علي مذهبِ فقهاء المِلة الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوبَ بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين)
ش- نقاط هذا الجزء
أولا:التعريف بالإمام الطحاوي
ثانيا:الإمام أبي حنيفة
ثالثا:الإمام أبي يوسف
رابعا:الإمام محمد بن الحسن
خامسا:معنى كلمة مذهب وعقيدة أهل السنة والجماعة
سادسا: معنى كلمة أصول الدين
بداية الإمام أبو جعفر الطحاوي هو الإمام أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي المصري الطحاوي نسبة إلي طحا وهي قرية من قرى صعيد مصر
ولد رحمه الله تعالى سنة تسعٍ و ثلاثين ومائتين في بيت علمٍ وفضل فكان أبوه شاعرا و وراويةً للشعر ،وأمه كانت ممن يحضرون مجلس الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ،وخاله وشيخه المزني هو الإمام أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي بن إسماعيل المزني وهو تلميذ الإمام الشافعي وراوية كتبه
سؤال من أحد الطالبة:
الشيخ:الأسئلة خليها بعد المحاضرة وأنا أشرف بإسئلتكم
طالب يسأل:
الشيخ أجابَ:هذا الصحيح تسع وثلاثون ومائتين على ما ذكره ابن يونس وهو من تلامذة الإمام النسائي المشهور المتوفى سنة ثلاثٍ وثلاثمائة ،وأيضاً تلميذ الإمام أبي بكر بن الإمام أبي داود صاحب السُّنة وأيضا تلميذ الإمام أبي زُرْعه الدمشقي ومن تلامذته وكبار تلامذته الإمام الطبراني المشهور وصاحب المعاجم الثلاثة توفي سنة ستين وثلاثمائة.
توفي طيب الله ثراه ليلة الخميس مُستَهَل شهر ذو القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة بالقرافة في تربة بني الأشعث بمصر ،طبعا قلنا لن نستطرد ولكن نأخذ موقفا واحد من حياته موقفا نتعلم منه، هذا الموقف وهو تحوله من مذهب الإمام الشافعي إلى مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله وهذه تُفيدك يا طالب العلم فوائد
كان يقرأ على شيخه وخاله الإمام المُزَنِي وبينما هو يقرأ مرت مسألة دقيقة تحتاج إلى فهم فشرحها الإمام المُزَنِي رحمه الله تعالى فاستعصى على الإمام الطحاوي أن يفهمها
فاجتهد الإمام المزني في إفهام الإمام الطحاوي ومع ذلك لم يفهمها فالذي حصل أن المزني غضب جداً وقال والله لا جاء منك شئ ،فقرر الإمام الطحاوي أن يترك المزني ويذهب إلي غيره ومن ساعاتها كان يجلس على الإمام أبي جعفر بن أبي عمران كان قاضي الدار المصرية وقاضي الأحناف وقتها فتفقه عنده وترك المذهب الشافعي
يقول الشيخ أبي بكر الشيرازي وبلغنا أن أبا جعفر الطحاوي لما صنف مختصره في الفقه قال رحم الله أبي إبراهيم "وهو المزني" لو كان حياً لكفر عن يمينه .
الشاهد من هذه القصة:وهو الصبرعلى أهل العلم ،و هو أن الشيخ قد يعتريه بعض الأحيان أنه يغضب يكون في حالة عنده بعض الإشكالات بعض الشئ فقد يشتد على الطالب ولابد أن يصبر الطالب عليه
ونقول أن الإمام الطحاوي نعم هو عالم بارز مبرَّز وخدم الإسلام والمسلمين لكنه فاته الكثير بفواته للإمام المزني رحمه الله تعالى وعلم الإمام الشافعي الذي كان مع الإمام المزني رحمه الله تعالى .
ثم بعد ذلك النقطة الثانية التعريف بالإمام أبى حنيفة وهو المشهور المعروف

ولد سنة ثمانين وتوفي سنة مائة وخمسين لنفس السنة التي ولد فيها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ،والإمام الشافعي رحمه الله تعالى دخل مصر بعد وفاة الإمام الليث بن سعد ،دخل بعد سنة مائة وخمسة وسبعين ،ومائة خمسة وسبعين كانت وفاة الليث
طالب يسأل:
الشيخأجابَ:المراجعات نجعلها فيما بعد جزاكم الله خيرا
ثم بعد ذلك يقول الخطيب البغدادي أن الإمام أبي حنيفة رأى أنس بن مالك.

ثم بعد ذلك النقطة الثالثة التعريف بالإمام أبي يوسف:وهو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري البَجَلِي الذي ولد سنة أربعة عشرة ومائة وتوفي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
ثم بعد ذلك الإمام محمد بن الحسن الشيبانى ،محمد بن الحسن بن فَرْقَد أبى عبد الله الشيبانى الذي ولد سنة اثنين وثلاثين ومائة وتوفي سنة تسعٍ وثمانين ومائة .
هنا الإمام محمد بن الحسن تلميذ الإمام أبي حنيفة درس عليه حوالي خمس سنين و تلميذ الإمام مالك وأيضا تلميذ الإمام أبي يوسف رحم الله الجميع ودرس عليه الإمام الشافعي والإمام أحمد، فالتقت عنده مشارب كثيرة وسبحان الله هذا الرجل عجيب جدا، تجد في بعض الدول الأوربية يسمون بعض مراكزهم بمركز الشيباني وإنما يقصدون الإمام محمد بن الحسن وكان أحد الباحثين في هولندا جاء بعد الإمام محمد بن الحسن بستة قرون كتب كتاب وهذا الكتاب تجد بعض العبارات بنصها من كتاب السير الكبيرلمحمد بن الحسن ،وكأنه استقى معلوماته من كتاب السير الكبير للإمام محمد بن الحسن لكن لا نجزم وهو ما صَرَّح ،وفي تركيا لايزالون يحتفلون بنشأته وبمرور ألف قرن علي وفاته لِما استفادوا من مؤلفاته وما كان فيه من الخير والبركة ،توفي-رحمه الله تعالى- هو والإمام الكسائي في يوم واحد لذلك قال هارون الرشيد: دفنت الفقه والعربية بالري ،لإنهم دفنوا بهذا المكان
والإمام محمد بن الحسن ابن خالة الإمام الفراء اللغوي المشهور.
ثم بعد ذلك النقطة التي تليها وهي مذهب وعقيدة أهل السنة والجماعة
العقيدة :هي الأمور المعقود عليها بالقلبِ، ومرجعها إلى التصديق والإيمان به ولاتدخل الأمور العملية في العقيدة وإن كانت تابعة لها لكن عندما نتكلم عن العقيدة نتكلم عن الأمور المتعلقة بالقلب
ومن الألفاظ المرادفه لها التوحيد السنة، تجد هذه في إطلاقات أهل العلم ،والشريعة وإن كانت الشريعة تطلق علي الأمور العملية.
ولما نقول مذهب أهل السنة والجماعة لانقصد أن الأمور فيها تعدد أراء وكلٌ سائغ لا نقصدُ ذلك، إنما نقصد إنها عقيدة واحدة
قال شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية:(ولهذا قال بعض شيوخ المغرب المذهب لمالك والشافعي والظهور لأحمد يعني أن مذاهب الأئمة في الأصول مذهبٌ واحد وهو كما قال)هذا كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة .
وأهل السنة والجماعة هذا اللفظ أُطلق في أواخر القرن الثاني الهجرى عندما خرجت بعض الطوائف عن منهج أهل السنة والجماعة مثل الخوارج والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال" عليكم بسنتي "إذن أخذنا كلمة السُّنة من هذا الحديث و غيره، وقال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث المشهور عند أحمد وغيره"وأنا أمركم بخمس الله أمرني بهن" وذكر منها "الجماعة" ثم قال " من فارق الجماعة قيدَ شبرٍ فقد خلع رِفقة الإسلام من عنقه" فأخذنا كلمة الجماعة منها

ولا تعني كلمة أهل السنة والجماعة طائفة وتنحاز؛ إنما أهل السنة والجماعة علي الإسلام الحق وأرادوا فهم كتاب الله وسنة رسول الله بفهم الصحابة رضوان الله عليهم ،وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالي كما في المجموع (وليس للأهل السنة والجماعة رَسْم ولا اسم يتسمون به خصوصاً غير هذا الاسم)
ش- الذي يعني في الحقيقة إلتزام الجادة والمحجة البيضاءالتي تركنا عليها النبي صلي الله عليه وسلم فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة بدون أي شئ
قلتَ بالكتاب والسنة وإجماع العلماء رحمهم الله تعالى كنتَ من أهل السنة والجماعة
وقال ابن عباس رحمه الله تعالي في قوله تعالي "يوم تبيض وجوه وتَسْوَد وُجُوه"
ش-وهذا الأثر يفيدك أن هذا المصطلح قديم
قال(ابن عباس) فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة .
ثم بعد ذلك النقطة التي تليها وهي أصول الدين : هل هذه الكلمة يجوز التعبير بها أم لايجوز التعبير بها؟؟
الجواب: هذه العبارة بدايةً عند العلماء المعتبرين عندما يذكرونها إنما يريدون أمور العقيدة وهي أمور الإيمان الستة المعروفة وكذلك الإسلام ؛ولكن أهل الفلسفة كانوا يعبرون عن علم العقيدة بعلم الكلام
والذين عدلوا عن علم الكلام المذموم اتخذوا طريقاً وسطاً قالوا لانقول علم الكلام ولكن نقول أصول الدين حتي يتَقسَّم الدين إلي أصول وفروع أمور مهمة وامور لاتكون مهمة ؛ولكن الصواب أن ديننا لايتفرع إلي أصول وفروع إنما نقصد بالأصول التي لابد أن يهتم بها المرء ثم بعد ذلك هناك أمور يهتم بها لكن تكون في الترتيب فأمور الإيمان الستة هي التي لابد أن يفهمها ويتعلمها وكذلك أركان الإسلام هي أيضا من أصول الدين فلا تنصرف أصول الدين إلى العقيدة فقط إنما يدخل فيها أيضاً الشهادة والصلاة والصيام وهي الأركان الخمسة المعروفة، وهم يطلقون أصول الدين ويريدون بعض المباحث عندهم كالجوهر والعَرَض وسيأتي ذكر ذلك في كلام المصنف رحمه الله تعالي؛ لكن الأصل عندنا لامُشاحة في الإصطلاح لكن إن كنتم تقصدون بـ(أصول الدين) مسائل الإيمان وهي الست وأصول الإسلام، أركان الإسلام الخمس إذن لامشاحاة في الإصطلاح.
قال شيخ الإسلام بن تيمية في درإِ تعارض العقل مع النقل :
( فإذا عَرْفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات ووزنت بالكتاب والسنة بحيث يَثْبُتُ الحقُّ الذي أثبته الكتاب والسنة ويُنْفَي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة كان هذا الحق بخلاف ما سلكه أهل اللهو )
ش- أعرض المسألة علي الكتاب والسنة ؛وافق !لابأس ؛لم يوافق! خلاص .
هذه العناصر كانت في درس اليوم المفترض إن كانت في درس موسع كانت أخذت أكثر من ذلك لكنكم مررتم على هذه المسائل كثيرا ولكننا نذكر فقط أهل الكرم والفضل .

ثم الدرس الثاني:
يقول المؤلف رحمه الله تعالى (نقولُ في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحدٌ لاشريك له شئ مثله ولا شئ يعجزه ولاإله غيره )
ش-هذا هو الأول يقول ( نقول في توحيد الله )
أي قول الأئمة المذكورين وهم الإمام أبو حنيفة والإمام والإمام أبو يوسف والإمام محمد ابن الحسن فيقولون نقول أي أن الأعتقاد يكون بالقول بدايةً
ص-(في توحيد الله معتقدين)
ش-أي كذلك بالقلب .
النقاط التي سنسير عليها بداية
(1) تفسير التوحيد.
ثانياً :حصول التوحيد بتوفيق الله تعالى .
ثالثاً: أقسام التوحيدوذكر من رد هذا التقسيم .
رابعاً : أول واجب علي العبيد .
خامساً :اسم الله الواحد .
ثم بعد ذلك أنواع الشركة في الربوبية.
ثم بعد ذلك ( ولا شئ مثله ولاشئ يعجزه ولا إله غيره )

أولاً تفسير التوحيد :المؤلف رحمه الله تعالي فسَّرَ التوحيد بقوله (نقول في توحيد الله أن الله واحدٌ لاشريك له) ثم قال (ولا إله غيره ) جاء عند البخاري من حديث ابن عباس في بعث معاذ إلي اليمن قال" وليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " وفي رواية " أن تدعوهم إلي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "وفي رواية "إلي عبادة الله " فالتوحيد كما سيأتي في توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة، وهو مضمنُ لاإله إلا الله
وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في باب حجة النبي صلي الله عليه وسلم إن كان أصل هذا الحديث في الصحيحين ولكن اللفظ الذي سنورده في صحيح مسلم
قال جابر رضي الله عنه :(فأهَلَّ بالتوحيد) أي أهل النبي صلي الله عليه وسلم بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك " ففسر التوحيد يهذ الأمور،فجاء تفسير التوحيد في الرواية الأولى حديث الصحيحين الذي ذكرناه " أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لاإله الا الله وأن محمد رسول الله " وقال في الرواية الأخرى " أن يوحدوا الله" وفي الأخرى "أن تدعوهم إلي عبادة الله" وكلمة التوحيد معناها: لامعبود بحقٍ إلا الله
بعض الناس فسروها أن ليس إلا الله أي لايوجد شئ في الكون إلا الله تبارك وتعالي وهذا قول أهل الحلول والإتحاد نعوذ بالله من ذلك
وبعضهم قالوا: لامعبود إلا الله ،وهذا خطأ الله عزوجل يقول( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )طيب هناك ألهة كثيرة تعبد من دون الله فإن قلت أن لامعبود إلا الله فأنت تنازع واقع ،هناك أشياء كثيرة تعبد من دون الله تعالي ولكنك تقول أن لامعبود بحق إلا الله فكل هذه معبودة بباطل أما الله فهو المعبود بحق وهو المستحق للعبادة سبحانه وتعالى
وهي تتضمن النفي والإثبات ؛وهكذا إذا أردت أن توثق شيئاً أولاً تثبته ثم بعد ذلك تنفي ضده أو تنفي ضده ثم بعد ذلك تثبته لا إشكال أنا أقولها عموماً
فهنا نفى لله وجود الألهة وإذا توقفنا عند هذا النفي لاتصح العبارة (لاإله) هذا خطأ توجد ألهة ولكن حتى لا يختلط علي الإنسان أنه في الحقيقة لاتوجد ألهة فققال (إلا الله) فكل ذلك ألهة باطل والله عزوجل هو الإلة الحق .
وشروط لاإلة الا الله سبعة:وهي التي في قول حافظ بن أحمد حَكَمِي

وبشروط سبعةٍ قد قُيدت.. وبنصوص الوحى حقاً وردت
بأنه لاينتفع قائلها.. بالنطقِ إلامن حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول.. والإنقيادُ فأدري ما أقولُ
والصدق والإخلاص والمحبة ..وفقك الله لما أحبه
وبعضهم قال علم ويقين إخلاص وصدقك مع محبة وانقيادك والقبول لها وزيد ثامنها الكفران بما سوى الإله من الأوثانِ قد ءلَّه
إذن هي سبعة العلم واليقين القبول والإنقياد والصدقُ والأخلاصُ والمحبة وزيد البعض الولاء والبراء، والولاء والبراء داخل في المحبة .
أولا العلم : وهو الذي ينافي الجهل فأن تعلم أن الله-تبارك وتعالى- هو المستحق للعبادة لايستحق العبادة إلا الله تبارك وتعالى
وطبعا المسألة ليست علم فقط ولكن يعمل بمقتضي هذا العلم قال الله تعالى " فاعلم أنه لا إله الا الله واستغفر" ثم ثنَّى بالعلم وقال تعالى "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" (شهادة الحق)كما في تفسير ابن عباس وغيره وهي شهادة أن لا إلة إلا الله
وقال صلي الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه قال " من مات وهو يعلم أنه لا إله الا الله دخل الجنة"

ثانيا اليقين : فلإنسان عندما يعلم وتلفظ
بالشهادة ويوقن بقلبه، فإذا أيقن لاتتسرب الشكوك إلي قلبه، فإذا قيل له مثلا إن الله قادر علي كذا يقول نعم لايشك لحظة في ذلك فلا تتسرب إليه الشكوك بل يقول الكلمة موقن بمدلولها يقينا جازما فيوقن أن الله تعالي هو الاله الحق ويوقن ببطلان الالهة من دون الله تبارك وتعالي قال تعالي " إنما المؤمنين الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " وفي صحيح الامام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا أي من كلام النبي صلي الله عليه وسلم قال" اشهد ان لااله الا الله وأن محمد رسول الله لايلقي الله بهما عبدا غير شاك فيهما إلادخل الجنة" غير شاك فيهما أي موقن
وفي لفظ "غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة"
وعند الإمام مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة مرفوعا في حديث كتاب الإيمان لما أعطي صلي الله عليه وسلم نعليه لأبي هريرة قال "فمن لقيت وراء هذا الحائط(أي البستان) يشهد أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله مستيقن من قلبه فبشره بالجنة" وهو الشاهد في (مستيقناً من قلبه) .
ثالثا القبول : القبول لما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان و سيأتي معني الإنقياد يكون بالعمل ،فالقبول يكون باللقب واللسان والانقياد يكون بالجوارح عندما تلقي عليه الكلمة يقبلها ومقتضاها يقبله ،والكفار لما قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم" قولوا لا اله الا الله تفلحوا"فقالوا أجعل الألهة إله واحدا إن هذا لشئ عجاب" هم برغم أنهم كفار لكنهم فهموا هم فهموا وبعض أهل زماننا لم يفهموا ذلك فلما قيل لهم قولوا لا إله الا الله علموا أن هذه الكلمة لها لوازم لوازمها أن لا معبود بحق الا الله ومع أنهم يقرون بربوبية الله ،يقرون لايوحدون ،يقرون بربوبية الله يجعلون مع الله إلهاً آخر ولكن لا يقولوها لأن القول يتبعه عمل أما الآن قولوا لا إله الا الله.. لا اله الا الله ومع ذلك البعض يشرك بالله تبارك وتعالي قال الله تعالي "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله الا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا ءالهتنا لِشاعر مجنون "هو طُلب منهم قول فقالوا إن المقصود بكلامك أإنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون ففهموا.
الرابع الإنقياد: وقلنا هو قبول بالجوارح فالفرق بين القبول والإنقياد
فالقبول يكون بالقلب واللسان أما الإنقياد يكون بالجوارح فنستطيع أن نقول الإنقياد هو قبول الجوارح قال تعالي "وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا " وقال تعالى "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " وقال تعالي "ومن أسلم إلي الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى " وقال تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" يلقى عليهم حكم الله عز وجل خلاص انتهت المسألة
وكثير من الصحابة يسألون كما قال سلمان رضي الله عنه أهذا منزل أنزلكَهُ الله تبارك وتعالي أم إنها الحرب و الرأي والمكيدة والمشورة ، الصحابيات يسألن النبي صلي الله عليه وسلم فإذا علموا أنه تنزيل من الله تبارك وتعالى في كتاب أو على النبي صلي الله عليه وسلم قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ولكن إذا كان الأمر فيه أخذ ورد ومشورة يتشاورون مع النبي صلي الله عليه وسلم كما قال الله تعالي "وشاورهم في الأمر "
قال الحافظ ابن كثير في قول الله تبارك وتعالي "فلا وربك لا يؤمنون"قال إذا حكموك يطعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به وينقاضون له في الظاهر و في الباطن
قال الشيخ : ممكن بعض الناس ينقاضون في الظاهر ولكن في الباطن يود ان لو كان هذا الحكم لا يُشَرَّع نسأل الله العافية
كلام ابن كثير :قال وينقاضون في الظاهر والباطن فيسلِّمون تسليماً كلياً من غير ممناعة ولا مُدافعة ولامنازعة
كلام الشيخ : كلام جميل جدا للإمام ابن كثير فتجد ه يواجه هذا القضاء بمحبة وسرور تجده يواجه ما أمره الله تعالي بالنشوة والسعادة وينفذ وهو في غاية السرور.
خامسا الصدق: وهو المنافي للكذب هو أن يقول هذه الكلمة صدقاً من قلبه يوافق قلبُهُ لسانه ،والتصديق هذا يكون قبل اليقين فالإنسان يُصدِّق وسصل إلى مرحلة التصديق ثم بعد ذلك يصل يصل إلى اليقين ويظهر علي أقواله وجوارحه هذا القبول والإنقياد فبداية هو يعلم ثم يقول هذه الكلمات بصدقٍ من قلبه ثم بعدذلك يوقن ثم تجد اثر ذلك من القبول والإنقياد فكل موقن مصدق وليس العكس
قال الله تعالي " الم*أحسب الناس أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الذين صبروا وليعلمن الكاذبين" وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ،قال النبي صلي الله عليه وسلم قال "من من أحدٍ يشهدُ أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله صدقا من قلبه -وطبعا هذه اللفظة عند البخاري فقط (صدقاً من قلبه)وليست عند مسلم وإن كان الحديث في الصحيحين - صدقاً من قلبه إلا حرمه الله علي النار)

سادسا الإخلاص:وهو معك في جميع أحوالك في علمك ويقينك قبولك و في كل شئ الإخلاص يصاحبك في جميع أعمالك وهو تصفية العمل بصالح النية وتخليصه عن جميعِ شوائب الشرك قال تعالي "ألا لله الدين الخالص" وقال تعالى" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "
وفي صحيح البخاري من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أسعد الناس بشافعتي يوم القيامة خالصا من قلبه أو من نفسه" هكذا في الرواية "أومن نفسه" وفي لفظٍ "خالصا من قِبَلِ نفسه " والإخلاص وقد سبق محاضرات حول هذا المعنى .
السابع المحبة:المحبة لهذه الكلمة ولِما اقتضته ودلت عليه والمحبه لأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطهاوبغض ما نقض ذلك قال الله تعالي"ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذينَ ءامنوا أشدُّ حباً"
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاث منكن فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان " وفيها" أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" وينشأ عن هذه المحبة المولاه لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله وداخل فيها وزيد ثامنها الكفران بما سوى الإله من الأوثان قد ألَّه .
النقطة التالية تقسيم التوحيد:
التوحيد في المجمل ينقسم إلي قسمين
(1) تقسيم المعرفة والإثبات (2)توحيد الطلب والقصد ،وهذا في المجمل
وتوحيد المعرفة والإثبات يندرج تحته( توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ).
توحيد القصد والطلب وهو( توحيد الألوهية أو توحيد العبادة) كما سيأتي ذكره
أولا توحيد الربوبية:ويسمى بالتوحيد العلمي أو الخبرى أو الإعتقادي، وطبعاً ليس هو الغاية في التوحيد وقد أقر المشركون قديما بربوبية الله وانا أُنَبِّه أن تقول أقرَّ المشركون بربوبية ولا تقل هم وحدوا في الربوبية هم في الحقيقة لم يوحدوا الله في الربوبية ولكن أقروا بربوبيته ولكن هم يعتقدون أن غير الله تعالى يستطع أن ينجيهم أما في الشدائد في بعض المواطن لا يفعل ذلمك إلاالله تبارك وتعالى ويُسمى التوحيد العلمي أو الخبري أو الإعتقادي أيضاً .
أما توحيد الألوهية ونحن لا نفصل لانها مرت علينا كثيرا ولكن نحن نمر عليها مرورا لأننا سنحتاجها كثيراً وسنزيد فقط بعض القواعد اليوم وبعد ذلك سنقرأ الكتاب ونسير مع المؤلف بإذن الله تبارك وتعالى .
ثم بعد ذلك توحيد الألوهية أو الإلهية أو العبادة أو الإرادة كل هذه أسماء لتوحيد الألوهية أو القصد أو الطلبي أو الفعلي أو العمل، وقلنا في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثِ بعث معاذ إلى اليمن حديث في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال وليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله "وفي رواية قلنا "أن تدعوهم إلى عبادة الله" فعبادة الله يُفسر بها شهادة أن لا إله الا الله ويفسر بها التوحيد .
العبادة ما تعريفها؟هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيميه في رساله عبودية في أوائلها في مُستهل هذه الرسالة وهي ضمن مجموع الفتاوى :قال هو اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة والباطنة تزيد عليه ما ذكره الإمام ابن القيم :مع تمام الحب وتمام الذل كما قال في النونية مع عبادة الرحمن غاية حبه مع ذلِّ عابده وما قتبان
ونَظَمَ هذا التعريف الحافظ حافظ بن أحمد الحكمي
قال: ثم العبادة هي اسمٌ جامع لكل ما يرضى الإلهُ السامع.
والعبادة تقبل بشرطين الأول : (1)الإخلاص الثاني (1) المتابعة
وأركان العبادة ثلاثة وبعضهم قال أربعة:
1-الحب 2- الخوف
3- الرجاء
(4)وزيد بعضهم التعظيم
وقد سبق لنا الكلام في كل نقطة قبل ذلك وترجعوا إليها
ثم بعد ذلك توحيد الأسماء والصفات .
طالب يسأل....؟
الشيخ -حفظه الله-أجابَ: الأ مر بسيط هو إذا فهمتَ هذا الكلام جيداً استطعت أن تُطبقَهُ على الواقع ، سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لم يُشرح له الطحاوية ولا غيرها ولكن هو فَهِمَ العقيدة بمجرد إسلامه وعرف أنه مطلوب منه عمل راح رجع جاب سته ،فافهم واقعك مما نُحاولُ أن نُجمعه من كلام الأئمة قديماً وحديثاً
بداية توحيد الأسماء والصفات ممكن بعض الناس يقول في التقسيمات أنها وجع دماغ ولكن هذه التقسيمات تفيد في الفهم لكن لو المسألة عايمة زي ما بيقولو هل سنفهم هذا العلم ؟ستكون مثقفا ولكن لن تكون عالما في هذا المجال فهذا يفيدك فمثلا في النحو تقول هذا اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليه؟ عشان تستفيد يفيد المعني ليه لكي تستفيدلكن لو انت قاعدت تدور مرة يطلع معاك اسم ومرة يطلع معاك فعل فالعلامات مع الإسم تخلط فيها العلامات مع الفعل فتصير في حيص بيص
اما بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات فأحسن تعريف وجدته هو تعريف للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في كتابه(القول السديد في مقاصد التوحيد) قال:
هو إعتقاد إنفراد الرب جل جلاله
ش-الرب هو من أسماء الله "سلام قول من رب رحيم" ،"وأما الركوع فعظموا فيه الرب "من حديث ابن عباس في صحيح مسلم "
(التعريف):إعتقاد إنفراد الرب جل جلاله بالكمال المطلق من جميع الوجوه من نعوتِ العظمة والجلالِ والجمالِ التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه وذلك بما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة علي الوجه الَّائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشئ منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ونفي ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم-من النقائص والعيوب ومن كل ما ينافي كماله .
هذا هو التعريف وسنخرج منه بما هي طريقة السلف في أسماء الله وصفاته ؟
طريقة السلف في نقاط ثلاث:
الأول : الإثبات
ثانيا: النفي
ثالثا: التوقف
الأولى الإثبات : وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تعطيل ومن غيرتحريف ولا تمثيل ولا تفويض كذلك .
بالنسبة للتكيف: بأن تقول كيف؟ فالإجابة عن كيف تقول هو كذا وكذا وكذا ونعته كذا وكذا وهذا يستحيل مع الله سبحانه وتعالى لأنك لم تره لأنه غيب
وكذلك ولاتمثيل ولا تقل تشبيه، وسيأتي في الحديث عن قول المؤلف رحمه الله تعالى ولا شئ مثله وهي ستحتاج إلى دقة فهم وستكون اليوم إن شاء الله تعالى

ولا تحريف : فلا تحرِّف النصوص فلا تجعل استوى (استولى) كمثل اليهود عندما قيل لهم قولوا (حطة) قالوا (حنطة) فهؤلاء زادوا نوناً وهؤلاء زادوا( لاما) وكلها من حروف الهجاء.
قال ولا تعطيل كذلك: فلا تعطل المعنى المراد فهذه النصوص الوادة في الكتاب لها معني طبعا لاتقول لامعنى لها، الله عزوجل لايذكر شئ هباءا ولذلك ونقول ولا تفويض هذه تأكيد لكلمة لاتعطل المعنى ولا تعطل الصفة المعروفه فلا تقل مثلا ليس له يد ولاتقل له يد، لكن ما معنى يد؟ليس لهامعنى كأنهم يعبدون عدماً فهؤلاء هم المفوضة
والأشاعرة لهم قولان في المسألة فعندما قالوا في التفويض عندهم التفويض والتأويل أما أن يفوضوا أما أن يؤوِّلوا .
فإذا أوَّلوا :قالوا (اليد) معناها النعمة أو القدرة إلى أخره
وإذا فوضوا :قالوا(يد) يد وهذا من أشر الأقوال كما يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ويصف شيخ الإسلام هذه الفرقة بقسم التجهيل أو فرفة التجهيل فهم من جهلهم يعبدون عدما ،يعبد الله عزوجل وما يصف الله به نفسه أشياء لا يعرفها ولكن ليس معنى ذلك أننا نقول أن الله -عزوجل-له يد كأيدينا معاذ الله ولله المثلال الأعلى لما تقول مثلا- بين البشر- تقول رجل يده كبيرة والآخر له يد صغيرة فتقول أنا لي يد وأنت لك يد هل معنى ذلك أن يدي كيدك؟ في تباين المخلوقات كالفيل مثلاً هل يدك كيد الفيل ؟أبدا ولله المثل الأعلى نحن طبعا بنمثل فقط للتوضيح ،فتقول الله عزوجل له يد لكن أنت رأيت الله تبارك وتعالى؟ لم تره إذن له يد ولكن لا تعرفها فمثلا إذا قيل لك إذا كنا في صحراء ولم نعلم ماصنع الناس في هذا العصر الحاضر فأخبرونا مثلاً أن الناس عندهم زي حديدة تُظهِرُ أفعال المرء بعد فعلها الفضائيات والتليفزيون والكلام دا كله بس إحنا لسة في الصحره مش عارفين دة كله جاء واحد وقال لنا الكلام دا كله هل تنكره؟ طبعاً إللي بيكلمك واحد زيك ،طيب إفرض إللي بيكلمك دا ثقة يعني كلامه لايرد وطبعاً ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا
فبداية أنت بتأخذ كلام الله على التصديق خلاص .

لكن هل رأيته؟ ما رائيته لكن إيه اللي هيحصل؟ هتقول والله في الحقيقه واحد قالِّي ثقة إن فيه حديدة بتجيب حاجات إللي عمالها الإنسان قبل ذلك لكن أنا بصراحة ماشوفتهاش فأنت هتقول أن الله-عزوجل- أخبرنا أن له يد لكن في الحقيقة أنا لم أرى الله -عزوجل- فلذلك لا أستطيعُ أن أقول كيف هذه اليد .
النقطة الثانية:النفي ،أثباتنا وننفي ،والإثبات أكثر والنفي أن تنفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .
هل النفي هذا نفي محض ؟ بتنفي وخلاص ؟لاطبعا النفي يعني إثبات كمال الضد "لا تأخذه سنة ولا نوم" يبقى معناها إثبات قيُّومية الله وحياته فهي مع النفي إثبات كمال الضد وهي(الحياة والقيومية) ،لكن إنت ممكن تنفي عن واحد مثلا الغضب وأنت في الحقيقة لا تمدحه أنت بتذمه تقول هو جبان يعني ، كما قال الشاعر النجاشي :قُبَيلَةٌ لا يقدرون بذمةٍ ولايظلمون الناس بحبةِ خردلٍ
الشيخ: هو لايمدحهم ولكن يقول أنهم جبناء ولايقدرون أن يقابلوا الأعداء لذلك هم لا يظلمون أحد ،فمثلاً أن تقول هذا الكأس لايظلم أحدأ هذا مدح يعني؟ ليس مدح فهذا معنى أنك لا تنفي نفياً محضاً،ً نفي يعني إثبات كمال الضد مباشرة .
ثالثا التوقف:
توقف الشيخ عن الشرح ثم عاد
بداية قلنا أن الطريقة فصلت في إثبات الأسماء والصفات وذكرنا الطريقة الأولى وهي الإثبات في التعامل مع الأسماء والصفات
والثانية وهي النفي والثالثة وهي التوقف.
والتوقف:يكون فيما لم يرد فيه نص أي لاتنفي شيئاً لم ينفه الله عزوجل ولا تثبت شئ ما أثبته الله عزوجل ،فمثلا أخترعوا لك شئ جديد حتي لوالظاهر لك أنه شر بالنسبة لعقولنا ولم يأتي في نصٍ أن الله -عزوجل- نفاه الله ولو حتي بشئ إشارة إليه، فلا تنفيه عن الله عزوجل إلا بنص فمثلاً صاحب السفارنية
يقول وليس ربنا بجوهر ولاعَرَض ولا بجسم تعالى ذو العلا
هل هذه الأشياء التي نفاها ليس ربُّنا بجوهر ولا عرض ولابجسم،هذه الأشياء التي نفاها هل وردت في كتاب أو سنة أن الله تبارك وتعالى نفاها أو أن رسوله صلى الله عليه وسلم نفى ذلك؟ لم يرد طيب ما حالنا مع هذه الإطلاقات ؟نقول الصواب التوقف .
لا تقول أنها مثبتة لله ولا تقول أنها منفية شئ لم يخبرنا الله -عزوجل-به عن نفسه إذن لا أتكلم أنا فيه ،قال تعالى "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصرَ والفؤادكلُّ أولئك كان عنه مسئولا"ففي مثل هذه الأشياء نتوقف وسيأتي لنا بعض الإصطلاحات التي سنبينها واقترح بعض الأخوة حتي تعم الفائدة أن تُذكر الإصطلاحات في كتب العقائد مثل العَرَض والجسم إلي أخره والذات غير ذلك من الإصطلاحات ونشرح معانيها إن شاء الله سنجعل في عنصراً في المحاضرات بهذا المعني لكن من المحاضرات القادمة بإذن الله تعالى .
ثم النقطة التي تليها في الأسماء والصفات قواعد كلية في الأسماء والصفات .أولا في الأسماء وهي كثيرة جدا وقد أكثر الإمام ابن القيم في ذكر هذه القواعد وأنا حاولت أخذ منه فقط وما تَعْظُمُ به الفائدة وإلا فكلامُهُ كله مُفيد

أولاً في الأسماء :
القاعدة الأولى في الأسماء: أسماء الله كلها حسنى قال تعالى " ولله الأسماء الحسنى " فأي اسم ذكره الله تعالى في كتابه أو يذكره رسوله -صلى الله عليه وسلم-في سنته فهو اسمٌ حسن ليس فيه معنى قبيح وهذا هوالمعنى قال تعالى: " ولله الأسماء الحسنى " قال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد الحادي عشر كان يذكر هذه القواعد والأوجه
أن أسمائه كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك أصلاً وقد تقدَّم أن من أسمائه ما يُطلق عليه باعتبار الفعل نحو الخالق والرازق والمحيى والمميت وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها لأنه لو فعل الشر لشتُق له منه اسم ولم تكن أسمائه كلها حسنى وهذا باطل فالشر ليس إليه فكما لايدخل في صفاته ولايلحق ذاته لايدخل في أفعاله، فالشر ليس إليه لايضاف إليه فعلاً ولا وصفاً وإنما يدخل في مفعولاته ،وفرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعوله المباين له لا بفعله الذي هو فعله فتأمل هذا فإنه خفي علي كثير من المتكلمين وزلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام وهدى الله أهل الحق لما اختلفوا فيه بإذنه والله يهدي من يشاء إلي صراط المستقيم- انتهى كلام ابن القيم -

شرح الشيخ : تجد علي كلامه عظمة وجلالة -رحمه الله تعالى- وطيب الله ثراه هنا الله- تبارك وتعالى- يوقع بإنسان في الظاهر شر ،الإنسان يبتلي هذا البلاء في ظاهره شر طبعاً فهذا هو المفعول فوقع من مفعوله شر لكنه في الحقيقة ليس شراً هو في الحقيقة خير له ولذلك هو المعنى (وإنما يدخل في مفعولاته )وفرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعوله (المباين له) أي المختلف عنه تماماً لابفعله الذي هوفعله ففعله الأصل هو الخيرنضرب مثال بالدواء الذي أنت تأخذه إنسان الأن يأخذ الحقنة الطبيب هذا ولله المثل الأعلى يأتي ويكتب لك أن تأخذ حقنة هذا شر ولّأ ليس شر في الظاهر ؟ الألم شر طبعاً في الظاهر ، بالنسبة للأطفال هل لو أنت قلت له تعالى نعطيك حقنة هيقولك ماشي دا رجل حديد بقى ،فهو بالنسبة له شر في الحقيقة لا لأنه لا يعلم المأل فلذلك قال لا ،لكن إحنا علشان كبرنا نقول مش مهم نصبر علي الُمر حتى نشفى وهكذا نصبر على هذا المفعول حتى يحصُل فعل الله عزوجل وهو الخير المراد ،
الأمر الذي يقدره الله -عزوجل-على إنسان معين

مثال مما يُضرب في القصص القديمة ولايُدرَى حصلتْ أم لا؟ لكن ترى في القصص القديمة أن ملكاً كان له وزير ،هذا الوزير كان صاحب حكمة و فطنة كان لما يحصُل للملك شئ يقول له الحمد لله قضاء الله خير والملك هذا لايستوعب والمسألة تكرر يحدث له بلاء يقول له الوزير الحمد لله قضاء الله خير فالملك تضايق منه وزهق فوضعه في السجن بعد ذلك خرج ،كان الملك هذا قُطِع أصبعه فالوزير قال له قضاء الله خير فهو تضايق طبعا فوضعه في السجن ثم بعد ذلك خرج هذا الملك في رحلة صيد فقابله بعضَ الناسِ" طبعاً أنا ليس لي ولكن نضرب لنقرب (وتلك الأمثال نضربها للناس) " الشاهد أن هذا الملك هاجمه بعض قطاع الطرق لما هاجموه ووجدوا فيه هذا العيب كانوا سيتقربوا به إلي ءالهتهم فتركوه وأخذوا من ليس به عيب ثم بعد ذلك فَهِم الملك الذي يُلقيه عليه الوزير فرجع له وقال سبحان الله أنت كل شئ تقول لي قضاء الله خير وأنا لو لم يحصُل لي هذا لقتلتُ وقال له قضاء الله خير لو كنت معك لأوخذتُ وقُتِلتُ
الشاهد من هذه القصة الذي حصل لهذا الملك هل هو شر أم لا؟(قطع الأصبع أو اليد) هذا وقع قضاء الله عزوجل طيب أنا لما يحصُل لي هذا الأمر ويشتد علي جداً هذا هو المفعول الذي ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-"وإنما يدخل في مفعولاته" فرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعوله" هذا هو قطع الأصبع أو اليد إلى أخره هذا هو المفعول أما الفعل فعل الله عزوجل بإنزال هذا البلاء حتى يدفع عنك بلاء آخر هذا هو أصل الفعل الذي هو الخير في ذاته الأن لو إنسان دائما في نعيم وترف هل يعرف حقيقة دينه
(الم*أحَسِبَ الناس أن يُتْرَكوا أن يقولوا أمنَّا وهُم لا يُفْتَنُون*ولقد فتنَّا الذين من قبلهم فليعلمنَّ اللهُ الذينَ صدقوا)هي دي بقى الخير الأكبر والأعظم إللى فعل الله عزوجل إللي هو التمحيص ،أراد الله عزوجل أن يُمَحِّص فخرجت فئة ،طيب إنسان حصل له كذا وكذا طيب ما هو دجا هيبقى في وسط المجموعه دي وقد يؤذيها بوجوده فأراد الله عزوجل أن يُنقيَ الصف من مثل ذلك الرجل
فهذه فائدة لكن للمجموعِ للإسلام ،فأفعال الله عزوجل وإن تضمنت مفعولاً هو شر هي خير(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )ولو أننا علمنا ،علمنا مثلاً أن الحقنه يتبعها شفاء فسنتلقى هذا البلاء إللي هو المفعول إلي هو حاصله إلى خير إللي هو الفعل ،سنتلقاه بصدر رحب بل بمحبة ورضل ،لذلك من أعلى الناس الذي يتلقى البلاء برضا ،طبعاً الصبر واجب بإجماع المسلمين ،لكن الزائد أنه يرضى والأزيد أن يُحب ذلك ،لأنه يعلم أن مأل هذا الأمر إلى خير

القاعدة الثانية/أسماء الله تعالى :أعلامٌ وأوصاف
فهي أعلامٌ:تدلُّ على ذلاتِ الله-عزوجل-إحنا لما نقول مثلاًيا محمود يا محمد يا أحمد إنما إطلاقي لهذا العلم (محمود, أحمد ,محمد)أقصدُ به ذاتٍ معينه فلان الفلاني أو فلان الفلاني ،فإطلاقُ هذه الأسماء إنما يُرادُ بها ذاتُ الله -عزوجل- طبعاً ذات الله هذه إخبار عن الله ليست صفه وليست اسم ..

سيأتي الكلام عن هذه الاصطلاحات .

طيب ، وأوصاف تدل على معان . يعني لما نقول مثلا : السميع . هذا إسم علم على ذات الله .
وعلم على معنى أن الله عز وجل يسمع كل شيء . فكل اسم تأخذ منه هذين الأمرين . فلا تقل أن الاسم غير المسمى .
{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى }الإسراء110 كل هذه على ذات واحدة . له الأسماء الحسنى .

القاعدة التالية :
أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعدٍّ تتضمن ثلاثة أمور . ماذا يعني متعدٍّ ؟ .
ـ لما نقول مثلا : هذا الرجل ، ماذا يستفيد الناس من جماله ؟ ـ وإن كان الجمال وصف حسن ـفنقول : جماله هذا لا يتعدى غيره . لكن عندما نقول : هذا الرجل جواد . هذا الرجل كريم . هذا الوصف فيه تعد أنه سيُكرم الناس ويعطيهم من ماله .
أقول لك مثلا : تعامل مع هذا الرجل . إنه كريم .... أما هذا الرجل الجميل فتفيد نفسه .
هنا أريد فقط أن أوضح كلمة متعدٍّ . أي يتعدى خيره للناس .
فلذلك أسماء الله التي دلت على وصف المتعدي . سنتعامل معها بثلاثة أمور . نقول أنها تتضمن أولا ، ثبوت هذا الاسم . يعني مثلا السميع . أول شيء في التعامل مع اسم الله السميع أن نثبتأن الله تبارك وتعالى إسمه السميع .
الأمر الثاني ، ثبوت الصفة التي تضمنها هذا الاسم وهي السمع .
الثالثة ، ثبوت مقتضى هذا الاسم . أن الله عز وجل يسمع كل شيء . ومطلع على كل شيء . هذا هو المقتضى .
لكن لو أن هذا الاسم ليس متعديا ، فليس هناك مقتضى . سنثبت فقط الاسم والصفة .
فالله عز وجل هو الحي . فلا يأتي عليه سنة ولا نوم . نثبت أن له إسم الحي . ونثبت له صفة الحياة . فهذا إسم غير متعدٍّ . وهذا هو الأمر الثاني ، الذي هو الأسماء اللازمة الغير متعدية . هذه نتعامل معها بأمرين فقط من الثلاثة .
طب المتعدي بماذا نتعامل معه ؟ .
ـ بثلاثة : الأول : ثبوت الاسم . الثاني : إستقرار الصفة وثبوتها . الثالث : المقتضى .

نحن الآن في الثالثة وهي المقتضى . ( وإن كانت لها مقتضى في القلوب ، أنك تتعامل مع الله الحي ، إذن لها أثر في قلبك . لكن نحن لا نتكلم عن هذا . لا نتكلم عن أثر الصفة في القلب ) .
هذه الصفة أن الله عز وجل هو الحي . هل معناها أنه يعطيك شيء في هذا الاسم فقط؟ .
ليس هناك شيء فيها يدل على هذا المعنى . إذن ليست متعدية .

ثم بعد ذلك ، دلالة أسماء الله على ذاته وصفاته بالمطابقة والتضمن والالتزام .
ما معنى هذا الكلام؟ .
سنستدل بكلام العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ ومعناها باختصار .
أنا لما أقول أي إسم ، أقول مثلا السميع . فطبعا بدلالة المطابقة ، السميع فيها إسم السميع .
نثبت بدلالة المطابقة إسم الله السميع . هذا لا إشكال فيه . وأيضا بدلالة المطابقة تدل على ذات الله تبارك وتعالى . وبالتضمن تدل على ذات الله تبارك وتعالى ... بالتضمن .. ما معنى هذا الكلام ؟ .
أنا مثلا أقول لك : حائط البيت أو جدار البيت . أنا عندما أطلق جدار البيت أليس ذلك يعني أن هناك بيت أصلا ؟ . فدل إطلاقي للفظ الجدار على أن هناك بيت . فدلت بالتضمن على وجود شيء أكبر وأعظم متضمن داخله هذا الجدار .
فتقول لي مثلا : أنا عندي درج . هل تتصور أن أحدا لديه درج من غير مكتب ، هل سيفيده هذا في شيء ؟ .. لا يفيده في شيء . لكن عندما أقول : عندي درج . فإذن معناه أن عندي مكتب.
فدل بالتضمن على وجود كذا .. وهكذا .. سِر على ذلك .

وفي الذي معنا : ولله الأسماء الحسنى ، ولله المثل الأعلى ، نقول : السميع . الله سبحانه وتعالى له صفة السمع . وله السمع بكماله . فمثل هذه الصفة ، من يتصف بها ؟ ... الله تبارك وتعالى .
فإذن سميع لا يكون إلا الله عز وجل . فدلت بدلالة التضمن على ذات الله تبارك وتعالى .

نأتي للالتزام ، أقول مثلا : الله تبارك وتعالى هو الخالق . نمثل بمثال ظاهر :
يأتي شخص يقول لك : أنا نجار ممتاز وأعمل كذا وكذا .. لكن على فكرة ، ليس لدي فكرة عن الصنعة تماما ... هل تقبل هذه الكلام ؟ ..
فهنا ، بما أنه صنع هذه الأشياء ، جئت في اليوم التالي فوجدته قد عمل لك مكتبا غاية في الروعة . فأنت ستنظر وتقول : هذا دليل أن عنده خبرة في هذه الصنعة ( بدلالة الالتزام ) .
إذن لما نقول ، ولله المثل الأعلى : الخالق . دل على أنه عليم . وخلقه هذا .. هل هو عبث ؟ .
.. أبدا ، سبحانه وتعالى ...إنما خلق ذلك لحكمة . فبدلالة الالتزام الدالة على اسم الله الحكيم .
وهكذا .. كل اسم بدلالة الالتزام يدل على بقية الأسماء . لذلك فهذه الأسماء كلها لذات واحدة ، ذات الله تبارك وتعالى .

ثم بعد ذلك أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها . يعني ، لا نسمي الله عز وجل إلا بما سمى به نفسه أو بما سماه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
طيب ، هل نستخرج إسما من صفة ؟ .. لا . هل نستخرج إسما من فعل ؟ .. أبدا ..
مثلا : {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }البقرة15 .. هل تقول ، أستغفر الله مثلا على الله المستهزئ ؟ .. أبدا . فهذا فعل من أفعال الله عز وجل . لكن الفعل لا يُستخرَج منه إسم.
أما الاسم فيُستخرج منه صفة . ويُستخرج منه فعل . لا إشكال في ذلك .

ثم بعد ذلك ، أسماء الله غير محصورة بعدد معين . وهذا ما جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره ـ رحمه الله ـ { أو استأثرت به في علم الغيب عندك } .
في قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحديث في الصحيحين : إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما ( مائة إلا واحدة ) من أحصاها دخل الجنة .
هذا تقديم وتأخير للحصر ، المقصود أنهم تسعة وتسعين فقط . هذه التسعة وتسعين محصورة . لكن فيما ذكره الله عز وجل في كتابه ، وما ذكره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

أما ما استأثر الله بعلمه سبحانه وتعالى فهو أكثر منه . لكن هل يعني نفكر ربما يكون الله عز وجل إسمه كذا أو كذا ؟ .. لا أبدا . ما غاب عنك ، لا تتكلم فيه أبدا . وخذ هذه القاعدة في كل أحوالك . ما غاب عنك من حوارات لا تتكلم فيها . ما غاب عنك في كلام بعض الناس ومشاجراتهموملاحاتهم لا تتكلم فيه . ما غاب عنك من حوارات أهل العلم لا تتكلم فيه . وقِس على ذلك .
لذلك الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ لما ذَكر الفتنة بين الصحابة ، ماذا قال ؟ .. قال : قال الله تعالى:
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134
فهو لم يحضر ذلك ، فلم يتكلم .. وهكذا . أحيانا بعض الأشياء تكون في درسنا نخرج منها بفائدة. وأنا أحب أن أنبه وأنبه على ذلك .

يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ حول هذه النقطة التي كنا نتكلم عنها وهي أن" أسماء الله غير محصورة بعدد معين " قال في بديع الفوائد : فجعل أسماءه ثلاثة أقسام : قسم سمى بهنفسه . فأظهره لمن شاء من ملائكته . أو غيرهم . ولم يُنزل به كتابه . وقسم أنزل به كتابه فتعرَّف به إلى عباده . وقسم استأثر به في علم غيبه . فلم يطلع عليه أحد من خلقه . ولهذا قال:
إستأثرت به ( مقطع من الحديث ) أي انفردت بعلمه . وليس المراد إنفراده بالتسمي به . ففي بعض الاسماء وإن كان الإسم قد يشترك فيه آخر . يعني مثلا أن الله عز وجل سمى نبيه رؤوف رحيم .
لكن وإن كانت ليست المنزلة كالمنزلة . ليس المقصود ب : أو إستأثرت به ، الاستئثار بالتسمي ولكن الاستئثار بأن هذه الأسماء له ولا يعلمها أحد . وليس المراد إنفراده بالتسمي به . لأن هذا الانفراد ثابت في الاسماء التي أنزل الله بها كتابه .

والمقصد من كلام ابن القيم يقول أن هناك قسم قد يعلمه بعض العباد ولا يتطلع عليه أحد غيرهم .
وقسم يطلع عليه الناس في كتاب الله وفي سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقسم إستأثر الله عز وجل بعلمه . هذا الوارد في الحديث : أوعلمته أحدا من خلقك . هذا القسم الأول . الثاني : أو استأثرت به في علم الغيب عندك . الثالث : هذا هو المعروف والمشهور .

أما الإحصاء ، اكرر معناه كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة . وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح
المرتبة الأولى : إحصاء الفاظها وعددها .
تجد بعض الناس يقول : أسماء الله عز وجل كذا وكذا وكذا . ويخالفه آخر . يقول : هي كذا وكذا . فالذي سيهتدي إلى الإحصاء الصحيح ، هذا يفوز ويدخل تحت هذا الأمر ويكون قد فعل جزءا من الأجزاء التي يذكرها ابن القيم .
الشيء الثاني بعد الإحصاء والعد هو فهم المعاني والمدلولات . هذا أمر مهم جدا . فلابد أن تعرف من تعبده . وتتعرف عليه . أنت مثلا دائما تقول : ياغفور إغفر لي . لابد أن تفهم ما معنى الغفور حتى تستطيع أن تفعل :
النقطة الثالثة التي في كلام ابن القيم وهي دعاؤه بها .

إذن المرتبة الأولى إحصاء ألفاظ وعدد . الثانية فهم المعاني والمدلول . الثالثة الدعاء بها . قال تعالى :
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180

قال : وهو مرتبتان ( يتكلم عن مرحلة دعاؤه بها ) . إحداهما دعاء ثناء . والثاني دعاء طلب .تثني على الله عز وجل فقط . لا لطلب شيء . والثاني تدعو وتطلب فتقول : ياغفور إغفر لي .تدعو بهذا الاسم وتطلب معه .
وقال : والثاني دعاء طلب ومسألة . فلا يثني عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى . وكذلك لا يسأل إلا بها . فلا يُقال : يا موجود أو ياشيء أو ياذات ، إغفر لي . لا يدعو بشيء لم ينزله الله عز في كتابه .
( إنتهى كلا الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ )

ثم بعد ذلك القاعدة التي تليها وهي : أنواع الأسماء باعتبار الإفراد والاقتران .
يعني أن يأتي إسمين دائما لا يأتيان إلا مقترنان في كتاب الله وفي سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هل ينفع عندما ندعو الله عز وجل أن نأخذ إسما منها ونترك الآخر ؟
يعني النافع الضار . نقول يانافع ياضار ؟ .. لا . لابد أن تأتي مقترنة كما جاءت في السنة .

فسنقسِّم الأسماء من حيث الإفراد والاقتران إلى أقسام :
الأول : ما أُطلق في الكتاب والسنة مفردا .
والثاني : ما أُطلق مقترنا وجاز إنفراده .مثلا : وهو العزيز الرحيم . فيجوز انفراد العزيز . ويجوز انفراد الرحيم .فهذه جاءت مقترنة . وجاز إنفرادها . فلا بأس أن تدعو بها منفردة .

ماذا عن ما أُطلق مقترنا ولا يجوز انفراده ؟ .
ـ كما ذكرنا في النافع والضار . لو أطلقنا هذا الاسم مفردا وهو جاء مقترنا ولا يجوز انفراده ، قد يوهم نوع نقص . فلما تقول : ياضار ، أهلك الكفار ... إلخ .
طيب عندما تطلق على الله تبارك وتعالى أنه يضر . الأصل أن الله تبارك وتعالى لا يضر ، كما ذكرنا . لا ننسب الضر ، والضر شر ، لا ننسب هذا الضر إلى أفعال الله . فما بالك بأسمائه ! . ونحن قلنا أصلا أننا لا نشتق إسما من فعل .
وقلنا : لا نشتق إسما من فعل . ونحن قلنا أن الفعل أصلا لا يجوز أن ننسب الشر إلى الفعل إنما ننسبه إلى المفعول . لكن اقتران الاثنين أفاد هذا المعنى . ينفع من بحكمته رأى له النفع ويضر من بحكمته رأى له الضر .
فاقتران الاسمان أفاد هذا المعنى . فلذلك لابد أن تأتي على الحالة التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه وذكرها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته ... أنا أقول على سبيل المثال . وإن كان بعض العلماء عدوها .وأتيت بها على سبيل المثال .
لو قلنا مثلا : الخافض الرافع .( إن صح ) أيضا هذا الاسم لا يجوز أيضا أن تقول خافض فقط . أو رافع فقط .... المعطي المانع ، أيضا إن صح هذا الاسم أيضا . عموما أنت هذه الفائدة أمِرَّها على ما سيأتي معك . سواء صح الاسم فاعتبرته في ضمن الاسماء أو لم تعتبره . لأننا قلنا بأن العلماء يختلفون في الإحصاء . فنقول إن مثل هذه الأسماء التي جاءت مقترنة تجري مجرى الاسم الواحد . وإذا لم نجد في الأسماء التي أحصيناها أسماء جاءت مقترنة فلا إشكال عندنا .

(هذه قواعد مجملة في الأسماء . ثم بعد ذلك في الصفات . قبل أن ننتقل نعطي عشر دقائق للاسئلة حول هذه القواعد ).

طالب يسأل والشيخ يجيب :
.. القواعد كثيرة لكني اخترت ما نريده الآن . الأخ يتكلم عن نفي العرض ونفي الجسم . إعلانا فيه لنرد على الفلاسفة ... طيب هل أنت أعلم بالله عز وجل منه نفسه تبارك وتعالى ؟ .
هل أنت أعلم من رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ .. طيب ، الله تبارك وتعالى ما نفى ذلك عن نفسه . الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما نفى ذلك عن الله تبارك وتعالى . تقول هذه من باب التوضيح . إذن فات رسولنا أن يوضح . تقول مرادفات إيت لنا بتفصيل ذلك ، فإن وافق هذا المفهوم الصحيح من كلام العلماء المعتبرين من أهل اللغة أن هذا المعنى يوافق معنى كذا هو هو تماما ، إذن لا بأس . إما إذا كان يحتمل الأمرين ، فلا تنفيه أبدا . إنما تقول : أنا أنفي الذي يحتويه كذا منه . لذلك العلماء رحمهم الله تعالى (وسيأتي معنا هذا في مسألة التشبيه) لماذا لا نقول نحن : ولا تشبيه ؟ .. لماذا نقول : تمثيل ؟ ..يأتي شخص ويقول لك : لا .. لا تقل هذا . فالتشبيه مثل التمثيل . أنا بخبرتي الضعيفة أقول أن التشبيه مثل التمثيل . لا.. أقول لك أن التشبيه غير التمثيل . فبخبرتك هذه قد تنفي شيئا عن الله عز وجل يودي بك إلى مسألة أخرى .
وهذا الذي حصل ، سواء مع ابن عقيل الحنبلي مثلا أو السفاريني ، بسبب كثرة المجالسة مع أهل الكلام إضطروا إلى نفي بعض الأشياء ووقعوا في محضور آخر ليردوا عليهم في أمر آخر.
مجالسة أهل الكلام شر مستطير . العلماء الأفاضل الكبار ، كان إذا أراد أن يناقشهم أحد ، لا يهرعوا إلى المناقشة . ليس لضعف . إنما هو يخشى أن يقع وتُلقى الشبهة على قلبه فيقع . فيسكت . وربما الإنسان لا يستحمل . لكن إذا فُرضت عليك ، الآن أنت أمير هذه الساحة .
من باب التأكيد . تؤكد أن الذي أتكلم عنه وأصفه كذا ... الله تبارك وتعالى . يعني هو ذاته وهو نفسه . ( أنا أتكلم الآن من باب الإخبار وليس من باب الصفة . لا تقل من باب الصفة أبدا ) .

ندخل في الصفات . وسوف تأتي هذه الإشكالية معنا .

أولا ، صفات الله كلها صفات كمال . هذه القاعدة الأولى . لا نقص فيها بوجه من الوجوه .
مثل الحياة والقدرة . فهي الحياة الكاملة والقدرة الكاملة . قال الله تعالى :
{ولله المثل الأعلى } وقال تعالى { وله المثل الأعلى } .. يعني الوصف الأعلى الأكمل . وطبعا عقلا كل موجود حقيقة لابد له من صفة . أي شيء موجود في هذه الدنيا لابد له من صفة . والصفات إما محمودها أو مذمومها . والله عز وجل له الصفات المحمودة كلها .
ثم بعد ذلك ، صفات الله توقيفية . إطلاقات الصفات في كتاب الله وفي سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها ثلاثة أو جه . فثلاثة أوجه لدلالة الكتاب على الصفة .

أولا ، التصريح بالصفة : القوة العزة ..

الشيء الثاني ، تضمن الاسم لها . يعني إما أن يصرح بصفة وإما أن يذكر الاسم وبالتالي الصفة موجودة .

الشيء الثالث ، التصريح بفعل أو وصف دال عليها . مثل الاستواء على العرش . فقال :
{ الرحمن على العرش استوى } .. فهذا فعل يدل على صفة الاستواء .
ينزل ربنا في كل ليلة . هذا فعل دل على صفة . وهي النزول . وهذه ثلاثة أوجه لا رابع لها .كما يقول أهل العلم ، وليس من استقرائي .

ثم بعد ذلك صفات الله تنقسم إلى قسمين : ثبوتية وسلبية .
ـ الثبوتية إطلاقها في كتاب الله أكثر .
ماذا يعني الثبوتية وماذا يعني السلبية .
الثبوتية صفات مدح وصفات كمال . فأنت تقول وتثبت لله عز وجل العزة والقدرة . فأنت تثبت له ذلك .
الصفات السلبية هي المأخوذة من نفي الشر أو نفي الذم عن الله تبارك وتعالى ، التي هي الكمال الضد الذي ذكرناه . يعني مثلا :
{ قل هو الله أحد الله الصمد }.. كل هذا إثبات .. وطبعا إسما تضمن صفة .{لم يلد } .. نفى . وهذه إثبات للصمدية . { لم يلد ولم يولد } .. كل هذا إثبات للصمدية . { ولم يكن له كفؤا أحد }
فكل هذا النفي ، الذي هو الصفات السلبية التي أُخذت من نفي الشيء المذموم عن الله تبارك وتعالى .

هذه الصفات الثبوتية تنقسم إلى ذاتية وفعلية .
الثبوتية مثلا كأن نثبت الحياة لله تعالى أو العلم أو القدرة .. إلخ . نقول منها :
ـ ذاتية وفعلية .
نقول كلمة ذاتية يُقصد بها أنها لا تنفك عن الله تبارك وتعالى . فأنت مثلا عندما تقول أن الله هو الحي . أخذنا منها صفة الحياة . هل هذه تنفك عن الله عز وجل ؟ . أبدا . إذن هذه صفة ذاتية .
لكن عندما تقول : الاستواء .. الكلام ( ممكن أن يكون مثل الكلام أوضح . وسنتكلم فيه أكثر . لأن بعض العلماء يعتبرون الاستواء صفة ذاتية لأنه ملازم له . لكن هناك خلاف بين السلف في مسائل . فلذلك سنرجئ كلمة الاستواء . بعض العلماء تكلموا في هل يخلو منه عرشه أو لا يخلو منه عرشه . إذن نعرِّج على هذه المسألة وندخل في صميم الكلام ) .
هل الله تبارك وتعالى يتكلم دائما ؟ .. لا يتكلم دائما . يتكلم متى شاء . فإذا شاء تكلم . وإذا لم يشأ لم يتكلم . إذن هذه تسمى فعلية أو اختيارية . وإن كان أصل الكلام صفة ذاتية .
كيف ؟ .. سآتيك بمثال من محيطنا : أنا مثلا طفل مولود جديد . تقول : هل هو يتكلم أو لا يتكلم .هل أنت تسأل عن صفته التي هي الفعلية ؟ ... فهذا الطفل أصلا لا يتكلم . يخرج من بطن أمه لا يتكلم . وإنما تقصد هل أصل هذه الصفة موجود أم لا . يعني أنه عندما يكبر هل سيتكلم أم لا ؟ .
هل صفة الكلام موجودة فيه أم به خرَص ( نسأل الله العافية )؟ .
أنت سألت عن الشيء الذي هو في أصل تركيبه . هل يمكن أن يتكلم ؟ .. وهذا معنى كلمة ذاتيا .
لكن عندما تسأل عن حال الإنسان . أنا مثلا سمعت صوتا . فسألت : هل هو محمد الذي يتكلم ؟ .
فأنا أتكلم عن شيء فعلي أو اختياري . لا أتكلم عن كونه أخرص أو متكلم .
ولله المثل الأعلى ، لما نقول : الله تبارك وتعالى يتكلم . ستقول لي : هذا للتجدد والاستمرار .
أنا أقصد بها الناحية الذاتية أن الله تبارك وتعالى له صفة الكمال .إذن صفة الكلام ملازمة لله تبارك وتعالى .
أما متى يتكلم وحصول الكلام ، هذه الصفة الاختيارية أو الفعلية . هو الآن تكلم وبدأ منه الكلام تبارك وتعالى ، إذن هذه الصفة فعلية . وله أصل الكلام ، إذن صفة ذاتية .
النزول . مثلا من المحيط . نقول مثلا طفل صغير تسأله : هل تستطيع أن تمشي ؟ . قبل أن يستطيع المشي ، سيقول لك : نعم . فأثبت لنفسه صفة مشي دون أن يفعل الفعل الاختياري .
فمن صفات هذا الولد الذاتية أنه يمشي . ومن صفاته الفعلية ، يقول لك : أنا سأريك . ويقوم يمشي أمامك . هذا نقول عليه الآن : صفة فعلية .
ولله المثل الأعلى . نقول أن الله تبارك وتعالى له صفة الكمال فهي صفة ذاتية . ونقول له صفة الكلام فهي صفة فعلية أنه يتكلم متى شاء تبارك وتعالى .
لذلك عندما يأتي في كلام بعض أهل العلم أُحادي النوع وما إلى ذلك ـ وسيأتي الكلام في مثل هذه المصطلحات التي يذكرها أهل العلم وما هو معنى هذه المصطلحات التي يطلقونها .

إذن قلنا أن الصفات ثبوتية وسلبية .
ثبوتية تتضمن المدح . وطبعا التفسير بالمدح للتقريب . لكن لا نقول المدح في حق الله عز وجل .
لأنه من الممكن أن يمدح واحد واحدا من أجل الحصول على المال . فلا نُطلقها على الله . ولذلك نقول : الحمد . لكن نقول المدح من باب التقريب فقط .
فإذن كلها صفات من باب مدح وكمال .

الصفات السلبية فيها نفي أثبت كمال ضد . { لا تأخذه سنة ولا نوم } إذن يُثبت كمال الضد وهوالقيومية والحياة .
ولما يقول الله عز وجل { وهل تعلم له سميا } .. فلا تعلم له شبيه ولا مثيل أو مكافئ . فلا شيء مثله سبحانه وتعالى .
وكما قلنا ، الصفات السلبية أقل ذكرا من الصفات الثبوتية . لأن الصفات الثبوتية هي المقصودة أصلا . فلماذا نحن أصلا ننفي ؟ .. لكي نثبت الصفات الثبوتية .

بعد ذلك نقول أن الصفات السلبية في الكتاب والسنة لا تأتي إلا لأحوال . وهي أحوال ثلاثة :

1 ـ بيان عموم كماله . كقوله تعالى { ليس كمثله شيء } . وقال تعالى { ولم يكن له كفؤا أحد}
أنت تثبت عموم الكمال لله تبارك وتعالى . الله عز وجل أورد وذكر هذه الصفة السلبية من أجل بيان عموم الكمال .

2 ـ نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون . يأتي شخص ويقول : إن لله ولد . ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) . فيقول { لم يلد ولم يولد } . ينفي ما ادعاه المدعون الكاذبون ، كما في قوله تعالى
{ أن دعوا للرحمن ولدا } . ثم قال { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والارض إلا آتيه عبدا} .

3 ـ دفع توهم نقص من كماله . فيما يتعلق بذلك الأمر مثلا قال الله تعالى { وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين } .
هو سبحانه الآن يثبت أن الخلق ثابت لله عز وجل . ونقول أن الخلْق على أكمل صورة وأحسنها ثابت لله عز وجل . لكن بعض الناس يقولون أن الله عز وجل خلقها عبثا . لا لأمر . إنما هكذا . فأراد دفع هذا الشيء في هذا الكمال . يعني أن هناك شيء بسيط علق بهذا الكمال فأراد أن يحذفه وهو أن الله عز وجل خلق هذا الخلق عبثا . فقال { وما خلقنا السماوات والارض ومابينهما لاعبين } .
مثلا ، اليهود عندما قالوا أن الله عز وجل لما خلق السموات والأرض تعب . فاستراح . فهذا الآن كمال . وهو خلق السماوات والارض . وهم موقنون أنه كمال وشيء حسن .. إلخ . فأراد دفع هذه الشائبة .
  #2  
قديم 05-28-2009, 01:00 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

اصرف عنكَ هذه الشائبه التي وضعتها على هذا الكمال
فإذن دفع توهم نقصٍ من كمال هذا الأمر
ثم بعد ذلك وهو:المضافات إلى الله تبارك وتعالى
وتنقسم إلى قسمين،يعني عبد الله،بيتُ الله وهكذا ،هل كلها معنى الإضافات دي أنها جزء من الله عزوجل ؟لا،أردنا نذكرَ هذا حتى نوضحه فعيسى روح الله ،كلمةُ الله ،إذن كما يقولون وتعالى الله عما يقولون(جزء منه)تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
فدراستنا لهذا نعرف ونُميز
نقول أن الإضافات إلى الله تعالى قسمين:(1)أن يكون هذا المضاف أعياناً قائمة بذاتها
(2)أوصاف غيرُ قائمةٍ بذاتها
لما نقول (بيتُ الله) مش المعروف أنها الكعبة والكعبة شئ ملموس ،إذن شئ قائم بنفسه ،إذن الإضافة لا تكون للتبعض وإنما للشرف إلى أخره ،لا تكون جزء منه مادام هذا عين قائمة بذاتها ،وإضافتها إلى الله -عزوجل-من باب التشريف والتعضيم إلى أخره
كما تقول(عبد الله)إذن كل واحد اسمه عبد الله يكون جزء من الله تبارك وتعالى؟ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً،فهذا العبدُ عينٌ قائمةٌ بذاتها
لمَّا تُكُلِّمَ على عيسى عليه الصلاة والسلام هل هو عينٌ قائمة بذاتها أم لا؟ إذن ليست جزء من الله تعالى ،
طيب (كلمةُ الله)وكلمة الله المقصوده أن قال له (كن) فكان ،قال الله عزوجل كن فكان هذه هي الكلمه فبكلمة الله كان عيسى فلذلك هو كلمة الله
ثم بعد ذلك أوصاف غيرُ قائمةٍ بذاتها
طالب يسأل..؟
الشيخ:إحنا تكلمنا عن العين القائمة بذاتها ثم تكلمنا عن (كلمة الله) وهي وصف غير قائم بنفسه ،ما الفائدة؟نقول هو أصلاً ليس المقصود بالكلمة هو عيسى ،إنما التي قالها الله عزوجل ليكون عيسى -عليه الصلاة والسلام- وبها كان
طالب يسأل....؟
الشيخ -أكرمه الله-أجابَ:هو نَفَخَ الله عزوجل من روحه فكان عيسى ليس هو الروح نفسها
طالب يسأل...؟
الشيح -أكرمه الله- أجابَ:إذا قُلنا أن الروح هي عيسى فهذه أعيان قائمة بذاتها إذن فالإضافة إضافة تشريف ،إذا قلنا أن الله -عزوجل- نفخ فيه من روحه فكان عيسى فالأمر متضح أيضاً،ما الإشكال هذا الذي يريده الأخرون؟لا إشكال فالمسأله لا تخرج عن هذين الأمرين ،فكلنا نَفَخ الله عزوجل فيه من روحه صح؟
فإذا كانت الروح المقصود بها عيسى عليه السلام فهذه عين قائمه بذاتها فهذه إضافةُ تشريف ،وهي لها إحتمالين الإحتمال الثاني:أن الله تبارك وتعالى نفخ فيه من روحه فإذن الروح هذه روح الله عزوجل والله عزوجل نفخ فيه فكان عيسى ،الذي نفخ فيه ما انتقل إليه ،فعلُ الله عزوجل خرج منه مخلوق وهو عيسى عليه السلام.
ثم بعد ذل القاعدة المهمه جداً وهما قاعدتان متتاليتان:
(1)القول في الصفات كالقول في الذات
(2) القول في بعض الصفات كالقول في بعض
هتلاقي إن بعض الناس يجي يقلولك الله تبارك وتعالى له صفاتٍ سبع فقط،(العلم،القدرة،الحياة ،..)إلى أخره،هتقول له طيب أنت أثبت له الحياه ،لماذا لا تثبت بقية الصفات ؟ فالقول في بعض الصفات كالقول في بعض
ما هي (القول في الصفات كالقول في الذات)
هل أنت تُثبت لله عزوجل ذاتاً ليست كذوات المخلوقين؟كلهم يتفقوا أن الله عزوجل له ذات لا تتفق ولا تماثل ذات المخلوقات ،طب ليه إنت في الصفات ما عملتش كذا؟ليه إنت في الصفات قلت تؤوَّل؟افعل ما فعلت فذ الذات
طب الصفه دي منفكه عن الله عزوجل؟ لأ أبداً،فالله عزوجل الصفه هذه منه سبحانه وتعالى وهو سميع فأنت تُثبتُ له السمع كما يليقُ بجلااله كما أثبتنا له ذاتاً نثبتُ له صفات ،وكما أثبتنا له ذات بلا مماثل نُثبتُ له صفات بلا مماثل .
فهنا نقول القول في الذات كالقول في الصفات والقول في بعض الصفات كالقولِ في بعض هذه تكون قاعدة عندك إذا اضطررتَ للمناقشة والأصل انكَ لا تُناقش
ثم بعد ذلك:ظاهر النصوص معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار
فنقول:ظواهر النصوص معلومة لنا باعتبار الذكر أولاً أن الله عزوجل ذكرَ مثلاً اليد فأنت تعلم أنه ذكر اليد ،والشئ الثاني أنك تعلم معنى اليد فهذه الظواهر معلومة لنا بهذا الإعتبار وهو الذكر والمعنى ،وأما باعتبار الكيفية فهي مجهولة لنا هذا هو المقصود
ولا يدخلن أحد معك في الكيفية يُدخل معك لامعنى فتخرج إلى قول أهل التجهيل كما يقول شيخ الإسلام ابن تيتمة -رحمه الله-
الأخيرة في قواعد الأسماء والصفات
بابُ الصفات أوسعُ من بابِ الأسماء
لأن إحنا كنا قلنا قبل ذلك كل اسمٍ يتضمن صفة وليس العكس ولذلك بنقول باب الصفات أوسع
فا هتقولي إزاي اإسم بيخرج منه صفه المفترض يبقى أوسع؟ نقول لأ هي الصفات هكذا والأسماء لا نستطيع أن نأتي باسمٍ من صفه
*بنقول الصفات لها شقين :شق بيأتي من الأسماء ،وشق بيأتي بانفراد بذكر الصفه ،وشق بيأتي من الأفعال كما ذكرنا في الثلاثة أقسام
طيب الأسماء:بتأتي من طريق واحد فقط وهو ذكر الإسم
إذن هو أضيق والصفه أوسع
لو رجعنا إلى العناصر التي كنا نتكلم عنها ذكرنا منها :تقسيم التوحيد وذهذه سبق أن أشرنا إليها قبل ذلك لكن لأن الأذهان لعلها أُجهدتْ فسنُحيل على ما كُتب قبل ذلك ويُقرأ أو إن شاء الله أُدرجه بإّن الله تعالى ،والعبارات التي ستأتي (لاشئ مثله ولا شئ يُعجزه ولا إله غيره)يعتبر أننا شرحناها لكن سنمرو عليها على الوجوب ونفصل معنى كل كلمة وما يُستفاد منها
طيب هتقولي إحنا مشرحناش حاجه في الكتاب
أقولك:إذا أصَّلنا جيداً فتأتي أن العبارات ستكون معك كالمقرر فممكن نسير عليها ونقرأ ما أصَّلناه قبل ذلك
سؤال:بالنسبة إلى أن المضافات إلى الله تعالى نوعان ؟إحنا قلنا قائم بذاته وغير قائم بذاته ، إحنا ذكرنا الثانية لكن جائت هكذا عَرَضاً،لما نقول(كلمة الله)مثلاً أو(كلام الله) كلمة(كلام) هذه عين قائمة بنفسها معروفه؟ ممكن تذهب تتعرف على هذا الكلام؟عين قائمه بذاتها فأضيفت إلى شئ إذن هي جزء منه،فتقول (يدُ الله فوق أيديهو)هذه اليد عين قائمة بذاتها؟لأ،متصله بشئ ،لما أقول يدي أضفتُها إلى نفسي إذن أقول إن اليد هذه لا تكون هكذا منفرده ،فالله المثل الأعلى ،لما تقول(يدُ الله) إذن اليد هذه عين غير قائمه بذاتها إذن هي جزء منه .
هناك أسئله وردت من الطلبة والشيخ-حفظه الله- أجابَ عنها فمن أراد الإستماع إليها فليستمع إلى المحاضرة من الدقيقة(2:14:00إلى2:25:00)
السؤال يقول ما الفرق بين الصفه والفعل؟
الجواب:لما تقول الله تعالى يقول(الله يستهزئ بهم)وردت في كتابِ الله تعالى أو في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-أنه يفعلُ كذا فهذا فعل
لكن لمَّا تُذكر الصفه هكذا ذكراً ليست بفعل كأن يقول مثلاً(أعوذ بعزة الله وقدرته)فذُكرت العزة ،وذُكرت القدرة،إذن ذُكرت هذه كصفة له ليست على صيغة الفعل ،فما ورد على صيغة الفعل فهو فعل ،وما ورد على صيغة مصدرٍ أو صفة أو نعتٍ فهو صفه
(هناك أسئلة أخرى وارده ن الطلبه ومن أراد الإطلاع عليها فليستمع للدقائق الأخيره من المحاضرة)
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:01 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.