#9
|
|||
|
|||
الكُسَعِيّ وقوْسُه:
الكُسَعِيُّ رجلٌ منسوبٌ إلى كُسع، قبيلةٌ باليمَن، واسْمُه محاربُ بنُ قَيْس، وبندامته يُضرَب المثل، يُقال: أنْدَمُ مِنْ الكُسَعِي. ومن حديثه أنه كان يرعى إبِلا بوادٍ كثير العشب والخمْط، فبينما هو يرعاها بَصُرَ بِنَبْعَةٍ على صخرة، فقال: ينبغي أن تكون هذه قوسا، فجعل يتعهّدها ويُقوِّمها حتى أدركت، فقطعها، فلما جفّت اتّخذ منها قوسا، وأنشأ يقول: يا ربِّ وفِّقنـي لنَحْتِ قوسي * فإنهـا مِـن لذّتي لنفسـي وانفعْ بِقوسي وَلَدي وعِرْسـي * أنْحِتها صفراءَ مثل الورسِ * صلْداءَ ليستْ كقسيِّ النُّكْسِ * هُنَّ وربِّي أسْهُمٌ حِسانُ * يلذ للرَّامِي بها البـَنـانُ كأنّما قوَّمها ميـزانُ * فأبشروا بالخصب يا صِبيانُ * إن لم يعقني الشؤمُ والحِرمانُ * أعوذ بالله العزيز الرحـمـانْ * مِن نكَد الجد معا والحِـرمانْ ما لي رأيت السهم بين الصوّانْ * يُورِي شَرارا مثل لوْن العِقيان * فأخلف اليوم رجاء الصبيان * لا بارك الرحمان في رمي القتر * أعوذ بالخالق من شر القدرْ أأمخط السهم لإرهاق الضرر * أم ذاك من سوء احتيال ونظرْ * أم ليس يغني حذر عنه قدر * ما بال سهمي يوقد الحُباحِبا * قد كنت أرجو أن يكون صائبا فأخطأ العيْـرَ وولَّى جانبـا * فصـار رأيي فيه رأيا ختائبـا يا أسفـا والجـد النكـد * في قوس صدق لم تزين بأود أخلف ما أرجو لأهل وولد * فيها ولم يغن الحذار والجلد * فخاب ظن الأهل جمعا والولد * أبَعد خمسٍ قد حفظت عدَّها * أحمِل قوسي وأريد ردَّها أخزى الإله لينها وشـدَّها * والله لا تسلم منّي بعـدها * ولا أرجِّي ما حيِيتُ رِفْدَها * ندمت ندامة لو أن نفسي * تطاوعني إذا لـقـطعت خمسي تبيّن لي سفاه الرأي مني * لعمر أبيك حين كسرت قوسي ندِمت ندامة الكسعي لما * غدتْ منِّي مطلّقة نوارُ وكانت جنتي فخرجت منها * كآدمَ حين أخرجه الضِّـرارُ ولو أني ملكت يدي ونفسي * لأصبح لي على القدر اختيارُ وكنت كفاقئ عينيه عمدا * فأصبح ما يضيء له نهارُ [شرح مقامات الحريري للشريشي:1/258]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الألى, والنوادر. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|