انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2009, 05:11 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Arrow النبى صلى الله عليه وسلم و الفتن والابتلاءات

 









تعامل النبي صلى الله عليه وسلم و الفتن والابتلاءات


هنا نضع كل ماورد عن تعاملاته صلى الله عليه

وسلم مع الفتن

أنتظر مشاركاتكم


بارك الله فيكم وجزاكم الله عن نبيبنا وحبيبنا




محمد صلى الله عليه وسلم وعن أمته كل
خير



لنمضي على بركة الله


التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 12-02-2009 الساعة 06:43 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2009, 06:41 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الإفك العظيم


أيها الأخيار! اسمحوا لي أن أبدأ بهذا

الدرس الذي استلهمته من قول الله تعالى
في سورة النور:

"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "

[النور:11] .. إلى آخر الآيات الكريمات في سورة النور.
هذا الإفك الخطير، يقول الله فيه:

(لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ)

وتدبر معي! فأنت قد قرأت الآيات الكريمة

من قبل، لكنني اليوم أخاطب فيك عقلك

وقلبك وفطرتك، الله يقول في هذا الإفك

العظيم الذي طحن قلب المصطفى، ومزق

فؤاده، إنه إفك رمي به المصطفى في

شرفه.. رمي به المصطفى في عرضه..

رمي به المصطفى في طهارته، وهو الطاهر

الذي فاقت طهارته كل العالمين، رمي به

المصطفى في صيانة حرمته!

إنه إفك خطير، والحديث في الصحيحين،

ولا أريد أن أقف مع الحديث بطوله، وإنما

نقف عند المهم منه، وفيه:

أن عائشة رضي الله عنها لما تخلفت عن

الجيش في غزوة بني المصطلق لقضاء

حاجتها، وكانت الغزوة بعد نزول آية

الحجاب، فكانت تحمل في الهودج، وتنزل

وهي بداخل الهودج، وهذا من دواعي الستر

والحجاب، والهودج:

هو المحمل المعلوم الذي يوضع على ظهر

البعير، فإنه لما نزلت آية الحجاب كان

نساء النبي صلى الله عليه وسلم يركبن في

الهودج إذا سافرن مع النبي صلى الله عليه

وسلم.

وأرجو أن تتصوروا معيعائشة الفتاة

الحيية التي ترعرعت في بستان الحياء

والإيمان إذا أرادت أن تقضي حاجتها وكانت

في مكان فيه رجال، أتصور أنها ستنطلق

بعيداً بعيداً، حتى لا تراها العين، ثم تقضي

حاجتها، وهذا هو الذي كان في هذه

الغزوة، فإنها لما خرجت كان الليل شديد

السواد، وكان الليل حالك الظلمة، فعادت

عائشة رضوان الله عليها إلى هودجها في

المكان الذي نزل فيه الجيش فتحسست

عقدها فلم تجده، فعادت إلى المكان الذي

قضت فيه حاجتها؛ لتبحث عن عقدها، ثم

عادت فوجدت الجيش قد رحل!

وكان الرجال قد حملوا الهودج فوضعوه

على الراحلة وهم يظنون أن أم المؤمنين

بداخل الهودج، فنامت في مكانها حتى يرجع

إليها القوم، وكان النبي صلى الله عليه

وسلم قد أمر صفوان بن المعطل السلمي

رضي الله عنه أن يبقى خلف الجيش؛ ليأتي

بأي شيء أو بأي متاع، فلما جاء صفوان

بن المعطل ورأى سواد إنسان فنظر إليها

فعرفها وقال:

إنا لله وإنا إليه راجعون، تقول عائشة:

فوالله!

ما استيقظت من نومي إلا على استرجاعه،

فخمرت وجهي بجلبابي -أي: غطيت

وجهي بجلبابي- فلما رآني عرفني وكان

يراني قبل نزول آية الحجاب، قالت: والله!

ما كلمني، ولا كلمته، وما سمعت منه غي

ر استرجاعه -أي: غير قوله:

إنا لله وإنا إليه راجعون- فأناخ صفوان

راحلته، فركبت أم المؤمنين رضي الله عنها

حتى أدركوا الجيش في نحر الظهيرة -أي:

في وقت شدة الحر- فلما رآها رأس النفاق

عبد الله بن أبي قال: من هذه؟

قالوا: أم المؤمنين عائشة.

قال: ومن هذا؟

قالوا: صفوان بن المعطل السلمي رضي

الله عنه، قالت:
فهلك من هلك في شتمي.
وفي رواية خارج الصحيحين:

قال المنافق الخبيث: من هذه؟

قالوا: أم المؤمنين عائشة ، قال:

ومن هذا؟
قالوا: صفوان بن المعطل السلمي

فقال الوقح: امرأة نبيكم تبيت مع رجل حتى

الصباح، ثم جاء يقود لها الراحلة!

والله ما نجت منه وما نجا منها!

إنها قولة خبيثة شريرة، وتلقفت عصابات

النفاق -التي لا يخلو منها زمان ولا مكان-

هذه القولة الشريرة، وهذا الإفك الخطير،

ورددت هذه الكلمات التي اتهم فيها رسول

الله في عرضه، وفي شرفه ودينه

ورسالته، وفي كل شيء، وفي عائشة التي

أحبها من كل قلبه، كما في صحيح البخاري

من حديث عمرو بن العاص قال:

قلت: (يا رسول الله! أي الناس أحب

إليك؟ قال: عائشة ..)، فيرمى رسول الله

في زوجته!

ويرمى الصديق في طهارة بنته!

وهو الصديق الطاهر الذي قال قولته التي

تعبر عن مدى ألمه، قال:

(والله! ما رضينا بهذا في الجاهلية أفنرضى به في الإسلام؟!)

وعائشة هي الزهرة المتفتحة في بستان

الإسلام، المترعرعة في حديقة الإيمان،

التي تولى تربيتها ابتداءً صديق الأمة ، ثم

انتقلت في التاسعة من عمرها إلى بيت نبي

هذه الأمة، فعلى أي منهج تربت عائشة ؟!

وعلى أي خلق ثم ترمى في عرضها وفي

شرفها؟! ويرمى صفوان بن المعطل في

دينه، بل ويرمى بالخيانة لربه، ولرسوله

صلى الله عليه وسلم! وترجع المسكينة

عائشة إلى بيت رسول الله في المدينة وهي

لا تعلم شيئاً، فهي الحصان الرزان التي لا

تأبه لمثل هذا، وخاضت عصابة المنافقين

في المدينة شهراً كاملاً في هذا الإفك

الخطير، ولحكمة يريدها ربنا لا ينزل الوحي

على قلب المصطفى شهراً كاملاً، ويحطم

الألم كبده، ويهز الحزن فؤاده، حتى خرج

النبي يسأل عن عائشة!

فيسأل أسامة ، ويسأل علياً ، ويسأل بعض

الصحابة عن عائشة ، وتصوروا معي

حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم!

تقول عائشة : وأنا لا أنكر شيئاً من رسول

الله صلى الله عليه وسلم إلا اللطف الذي

كنت أعرف منه، فكان يدخل عليّ فيسلم

ويقول: (كيف تيكم؟) حتى دخلت عليّ

أم مسطح فأخبرتني بما يقوله أهل الإفك،

فلما دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه

وسلم، قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟

فأذن لها رسول الله، فذهبت إلى بيت

الصديق رضي الله عنه، وبعد شهر كامل

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت

الصديق ، وجلس إلى جوار عائشة رضي

الله عنها، فتشهد -أي: حمد الله عز وجل، وأثنى عليه- ثم التفت إلى عائشة وقال: (يا عائشة ! إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا أذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه، وإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل)

تقول عائشة : فلما سمعت مقالة رسول

الله قلص دمعي -أي: جف دمعي- والتفت

إلى أبي، وقلت:

أجب عني رسول الله، فقال الصديق:

(والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا أقول

لرسول الله)، فتركت عائشة المسكينة أباها

الصديق ، والتفتت إلى أمها وقالت: أجيبي

عني رسول الله، فقالت الأم المسكينة

الجريحة: والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا

أقول لرسول الله، ثم قال عائشة :

والله! لا أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو

يوسف:

"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "

[يوسف:18]

قالت: ثم نمت على فراشي، وأنا أعلم

والله! أني لبريئة، وأن الله مبرئي، لكني ما

كنت أظن أن ينزل الله فيّ وحياً يتلى،

فلشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ

وحي يتلى، بل كنت أرجو الله أن يرى

رسول الله صلى الله عليه سلم رؤيا يبرئني

الله فيها، قالت: والله! ما رام أحد مجلسه

-أي: ما ترك أحد في البيت مكانه الذي

يجلس فيه- وإذ بالوحي يتنزل على رسول

الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا تنزل

عليه الوحي أخذته شدة، فتحدر منه عرق

كالجمان -أي: كحبات اللؤلؤ- في اليوم

الشديد البرد؛ من شدة ما يتنزل عليه من

الوحي، قالت: فسري عن رسول الله وهو

يبتسم ويقول:

(أبشري يا عائشة ! فلقد برأك الله عز وجل)

فقالت أمها: قومي يا عائشة ! -أي:

قومي إلى رسول الله- فاشكريه، فقالت

عائشة : لا والله! والله!

لا أقوم إلى رسول الله، ولا أحمد إلا الله عز

وجل الذي أنزل براءتي من السماء، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت

براءتها العظيمة من أعظم مناقب عائشة ،

قال عز وجل:
"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "

[النور:11].

ويسأل الآن أصحاب القلوب القلقة

المتشككة: أين الخير في هذا الإفك

الخطير؟! أين الخير وقد رمي رسول الله في عرضه؟! أين الخير وقد اتهمت عائشة

بالزنا؟ وأين الخير وقد رمي الصديق في

شرفه؟ وأين الخير وقد اتهم صفوان

بالخيانة؟! وأين الخير وقد كادت عائشة أن

تموت وهي بين الأحياء؟! وأين الخير

والمؤمنون الصادقون من الأوس والخزرج

كادت أن تقع بينهم فتنة؟! ولكن الخير

موجود كما قال تعالى:

لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ

النور:11

وقال تعالى:

"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
[البقرة:216].

فإن قلت: أين الحكمة في هذا الشر؟

وأين الخير في هذا الإثم؟!

فأقول: تدبر معي! وسأقف على ثلاثة

دروس فقط من هذا الشر؛ لأجلي الخير الذي

فيه.


حادثة الإفك أظهرت فضل عائشة

من دروس هذه المحنة والفتنة والابتلاء:

لولا هذا الابتلاء ما عرفت الأمة مكانة

عائشة ؛ فلهذا الدرس تجلت مكانة الصديقة

بنت الصديق واستحقت أن تكون بجدارة

حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وكانت عائشة تفخر بأن الله برأها من فوق

سبع سماوات، وظلت في قلب المصطفى

حتى مات، قالت:
(مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في

بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري،

وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من

أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة)

والحديث في الصحيحين.

هذه بعض الدروس، وهذا بعض الخير في هذا الشر، وصدق الله القائل:
لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ



رسول الله لا يعلم الغيب


الدرس الأول في هذا الإفك العظيم وهذا الابتلاء الكبير:

أنه لو لم يرد الله عز وجل من هذه المحنة

إلا أن يعلم الأمة أن النبي صلى الله عليه

وسلم لا يعلم الغيب لكفى، ويا له من خير!

ويا له من درس! شهر كامل ورسول الله

لا يعلم شيئاً، ولا يعلم الخبر، ويسأل عن

عائشة أصحابه، قال عز وجل:

"وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ "

الأعراف:188

وقال عز وجل:

"قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ "

الجن:20-23
أي: إلا أن تبلغ دين الله، ورسالة الله على مراد الله، كما قال:
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
[هود:112].
إنه درس عظيم!



الفتن والابتلاءات تظهر المنافقين

بعد هذه المحنة ظهر

المنافقون، فالمنافقون مندسون في الصف،

والمؤمنون يعرفون أعداءهم الظاهرين،

فيعرفون اليهود، ويعرفون أهل الكفر،

لكنهم لا يعرفون المنافقين الذين يندسون في

الصفوف، فتأتي المحن، وتأتي الفتن؛

لتظهر ما تكنه الصدور من نفاق، ولتظهر

ما تكنه القلوب من حقد على الإِسلام

وأهله، فظهر النفاق، وظهرت عصابة

النفاق، فالمحن تطرد عن الصف المزيفين،

ولا يثبت على الصف بعد المحن والفتن

والابتلاءات إلا من صفت نفسه، وخلصت

سريرته، ومشى على الطريق يريد فضل الله

وأجر الله جل جلاله، فلا يتاجر بالدعوة ولا

بالعقيدة في سوق التجارة والشهوات، ولا

يكون ممن يبيع ويشتري بالدعوة، فإن

حصل نفعاً وخيراً فهو على الطريق مع

السائرين، وإن تعرض للمحنة أو الابتلاء

تخلى عن الطريق، كما قال عز وجل:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ

أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ

عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ

الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ

الحج:11

وقال تعالى:

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

[العنكبوت:2-3].

وهل الله لا يعلم الصادقين من الكاذبين إلا بعد المحن والابتلاءات؟!

الجواب: كلا، بل إن الله علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف

يكون، وإنما ليطلع الله أهل الإيمان على

أهل النفاق، ثم ليعاقب الله وليحاسب الله

عباده على ما بدر منهم من قول وعمل، لا

على ما علمه منهم سبحانه وتعالى، وهذا

قمة العدل والرحمة، فالفتن والمحن تظهر

المنافقين، وتبين المخبوء في الصدور،

فظهر بعد المحنة أهل النفاق وعصابة

النفاق.

جزء من محاضرة :
( لا تحسبوه شراً لكم )
للشيخ : محمد حسان
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-02-2009, 06:49 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

في غزوة أحد


شج وجه المصطفى وكسرت رباعيته

ونزف الدم الشريف من جسده الطاهر،

وهزم المسلمون؛ لسنة ربانية، ألا وهي:

أنهم خالفوا أمر سيد البشرية، وانتشر

الخبر في أرض المعركة:

لقد قتل رسول الله، حتى ألقى بعض

الصحابة أسلحتهم، وقال بعضهم:

مات رسول الله، فما نصنع بعده؟!

فقال أنس بن النضر -وحديثه في

الصحيحين-:

قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول

الله.

انتشر خبر موت المصطفى صلى الله عليه

وسلم، وهزم المسلمون، وشج وجه

المصطفى، وكسرت رباعيته، وانتصر

المشركون، ومع ذلك تريد أن تقول:

إن هذا الأمر ليس من الشر، وفيه من الخير

ما الله به عليم؟!

فأقول: بلى، فيه من الخير ما الله به عليم،

وتدبر معي قوله تعالى في هذه الغزوة:

"وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "

[آل عمران:139-144].

أيها الموحدون! أراد الله بغزوة أحد وبهذه

الحادثة الأليمة أن يعلم الصحابة أن العبد

عبد، وأن الرب رب، ولو كان العبد هو

المصطفى صلى الله عليه وسلم، أراد الله أن

يعلم الصحابة والأمة من بعدهم درساً لا

ينسى أبداً، وهو:

أن النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن

الله، ورسول من عند الله، جاء ليبلغ الناس

دين الله، وجاء ليربط الناس بالعروة الوثقى

ثم يمضي إلى ربه وهم بالعروة الوثقى

مستمسكون.

أراد الله أن يجعل عهد المسلمين معه

سبحانه مباشرة لا مع أحد من خلقه، حتى

إذا مات رسول الله بقي المسلمون على

عهدهم مع الحي الذي لا يموت.

أراد الله أن يعلِّم المسلمين أن الدعوة أبقى

من كل الدعاة، وأن الدعوة أكبر من كل

الدعاة، وأن الدعاة يجيئون ويذهبون

ويموتون، وتبقى الدعوة قائمة على مر

الأيام والقرون، فلو ماتت الدعوة بموت

داعية لماتت دعوة الإسلام بموت سيد

الدعاة صلى الله عليه وآله ومن ولاه!

فلا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم.

لفضيلة الشيخ محمد حسان

التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, النبي, صلي, عليه, والفتن, وسلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:55 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.