هذا المنتدى مختلط !!!

[حفيد ابن تيمية]

 

________________________________________
الحمدُ لله والصلاةُ والسَّلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه , أمَّا بعدُ :

فقد أكرمني اللهُ بالعثور على هذا المنتدى الدَّعَويِّ اتفاقاً , وأيضاً فقد أكرمني اللهُ بصحبةِ القائمين عليه

فإنَّهُم ممن يصدقُ فيهم قولُهُ تعالى : إنهم فتيتة آمنوا بربهم وزدناهم هدى , والله أعلى وأعلم .

ولعلَّ قلَّةَ مشاركاتي تعودُ إلى أسباب , منها : عدمُ تمكُّني من الجلوسِ أمام النت لفترات طويلة

وذلك يعودُ لحُكم عملي , لذلك فإني أكتفي بقراءة مواضيع الإخوة والأخوات جزاهم الله خيراً ,

وأُعَلِّقُ ببعض التعليقات , فإن رأيتُ صواباً حَمِدتُ اللهَ وأثنيتُ على صاحب أو صاحبة المشاركة ,

وإن رأيتُ زيادةً فيها نفعٌ أضفتها , وإن رأيتُ تصويباً لخطأٍ ما - وهو بفضل الله قليل - صَوَّبْتُهُ

طبعاً حسب علمي واطلاعي وما تلقَّيْتُهُ عن أساتذتي جزاهم الله خيراً وأحسن إليهم .

وفي آخر دخولٍ لي وبينما أنا في المنتدى الإسلامي العام , لفَتَ انتباهي عنوانٌ لموضوعٍ أضافتهُ إحدى

الأخواتُ

الفُضلياتُ جزاها الله خيراً على حرصها ..... بعنوان : اقتراح لكم يا أعضاء المنتدى أرجو المشاركة

بالرأي , فحوى مشاركة الأخت : أنها اشتركت حديثاً في هذا المنتدى المبارك بعد أن أعجبها

مضمونُهُ , لكنها قَلِقَةٌ لأنَّ المنتدى مُخْتَلَط ! وأنها أخبرت بذلك إحدى الأخوات ,

وأنَّ الأخت أعلمتها أنَّ هناك قسماً خاصاً بالأخوات .

الذي أريدُ قولَهُ للأُخت الفاضلة جزاها الله خيراً :

أيُّ اختلاطٍ هذا الذي تتحدثين عنه ؟! وأين الاختلاط الذي تزعُمينه ؟!

هل مجرَّدُ قراءة الرجل لموضوع وضعتْهُ امرأةٌ يكونُ اختلاطاً ؟!

هل مجرُّدُ تعليقِ الرجل على موضوع وضعَتْهُ امرأةٌ يُقْلِقُكِ وتعتبرينه اختلاطاً ؟!

أين أنتِ من حديثِ عون بن أبي جُحَيْفَةَ عن أبيه قال : آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلمَ

بين سلمانَ وأبي الدرداء , فزار سلمانُ أبا الدرداء فرأى أمَّ الدرداء مُتَبَذِّلَةً , فقالَ لها :

ما شأنُكِ ؟ قالتْ : أخوكَ أبو الدرداء ليس له حاجةُ في الدنيا , فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً

فقال : كُلْ , قال : فإني صائمٌ , قال : ما أنا بآكلٍ حتى تأكُلَ , قال : فأكلَ , فلما كان الليلُ

ذهبَ أبو الدرداء يقومُ , قالَ : نَمْ , فنام ثم ذهبَ يقومُ , فقال : نَمْ , فلما كان من آخر الليلِ

قالَ سلمانُ : قُمِ الآنَ , فصلَّيا , فقال له سلمانُ : إن لربك عليك حقاً , ولنفسك عليك حقاً ,

ولأهلكَ عليك حقاً , فأعطِ كُلَّ ذي حقٍ حقَّهُ , فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلَّمَ , فذكر ذلك لهُ ,

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : صدقَ سلمانُ . رواه البخاريُّ في صحيحه , والترمذي في سننه

والبيهقي في السنن الكبرى والطبري في تهذيب الآثار والدارقطني في سننه وابن خزيمة في صحيحه .


قال ابن بطَّال في شرحه على صحيح البخاري وعند ذكره فوائدَ الحديث :

وفي حديث أبي جحيفة , زيارةُ الرَّجُلِ الصَّالحِ صديقَهُ الملاطف ودُخُولُهُ دارَهُ في غَيْبَتِهِ

وجُلُوسُهُ مع أهله , وفيه شكوى المرأةِ زوجَها إلى صديقه الملاطِفِ لِيَأْخُذَ على يّدّيْهِ

ويَرُدَّهُ عما يَضُرُّ بأهلِهِ . اه

ما رأيُكِ ؟

أظُنُّ بأنَّ الحديثَ صحيحُ أليسَ كذلك ؟

بلى إنَّه صحيح !

هل بعد ذِكْرِ هذا الدليلِ ستقولينَ بأنَّ قراءةَ الرجلِ موضوعاً لامرأةٍ في هذا المنتدى

أو غيرِهِ من المنتديات يكونُ اختلاطاً ؟! وهل ستعتبرينَ إضافتهُ على الموضوعِ اختلاطاً ؟!

أقول : يجبُ علينا فهمُ الدِّين فهماً صحيحاً , ويجبُ أن نقرأَ , ويجبُ أن نطَّلِعَ على حال

سلفنا الصالح . وأخيرأً سأتركُ لكم وللأخت الكريمة الحُكمَ على موضوع الاختلاط

إن جاز أن نُسَمِّيَهُ اختلاطاً , من خلال التَّفَكُرِ والتَّمَعُّن والتَّبَصُرِ في هذا النَّصِ الذي

لا يحتملُ التَّأويل , وفي غيره من النصوص .

وسوف تكون هناك إشاراتُ استفهامٍ حولَ موضوعِ الاختلاطِ المعهودِ الذي نعرفُه ؟؟؟؟

والحمد لله أولاً وآخراً