انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-17-2011, 11:43 AM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Tamayoz أردوغان و دروس بليغة للعلمانيين

 

أردوغان و دروس بليغة للعلمانيين

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فئ خطابه في دار الأوبرا المصرية ؛أمام حشد من الجمهور المصري معظمهم منالسياسيين ؛ ورد في خطاب "أردوغان" مواقف و عبارات و دلالات ظننت بعدها أنالمعسكر العلماني في مصر سوف يطالب بترحيله فورا من مصر هو و الوفدالتجاري الذي معه.

ومن هذه المواقف:
1- افتتاحه خطابه بقوله "بسم الله الرحمن الرحيم" و إلقاءه تحية الإسلام علىالحاضرين ، و هو أمر فعله "عصام شرف" ذات مرة فدقت طبول الحرب في الآلةالإعلامية العلمانية و تنادوا بالويل و الثبور و عظائم الأمور.

2- عندما أراد "أردوغان" أن يثنى على شباب الثورة المصرية أشاد بذكر "محمدالفاتح" العثماني أبرز شاب ساهم في بناء الدولة العثمانية ، و نحن نعلم مدىانزعاج العلمانيين من ذكر الخلافة عموما و الخلافة العثمانية خصوصا ، و التييراها معظمهم أنها كانت احتلالا لمصر لم يقاومه الشعب لأنه - حسب زعمهمكالعادة - ساذج مغرر به باسم الدين.

3- ذكر "أردوغان" أن مصر في خاطره هى قلب العالم الإسلامي و أنها في وجدانههى البلد التي قرئ فيها القرأن ، و هذا عند القوم "خلط بين الدين والسياسية" كما يحلو لهم أن يعبرون.

4- ذكر الرجل "الموت" في كلامه عدة مرات و استشهد بقوله تعالى "كل نفس ذائقة الموت" و كرر أن النداء الذي وجهه
إلى رئيسنا السابق و الذي ما زال يوجهه إلى كل رؤساء العالم أن نهايتهم هوقبر طوله متران ، و هى لغة يتشنج القوم عند سماعها ، و يسميها بعضهم بخرافة" الميتافيزيقيا" ، و يتهم بعضهم الحركة الإسلامية أنها لا تملك إلا "خطابالتخويف" لأجل الكلام على هذه الأمور التي تزعجهم؛ تماما كما أزعجتالرئيس السابق كما أشار "أردوغان" في حديثه أنه جاءه رد فعل "رسمي" ! يستنكر ذكرالموت عندما وجه نصيحة للنظام السابق بالاستجابة لمطالب شعبه ، و كان رده عليهم "لماذا تنزعجون؟ ألا تموتون؟" و نحن نقول أن مما ساهم في كراهية ذكر رئيسناالمخلوع للموت "حظيرة وزير الثقافة السابق" التي ملئت الدنيا رعبا من أنيذكر أحد الموت.

5- طالب "أردوغان" المصريين بالمضي قدما في أمر الانتخابات و طالب بعدمالاستجابة للمحاولات "الخارجية" لتأجيلها و هذه بالذات ظننت أن كتائب" الدستور أولا" ، أو تنظيم "الخائفين من صندوق الانتخابات" سوف يشن عليه حملةإعلامية شرسة لا تقل عن حملاتهم لتشويه التيار الإسلامي في مصر.

6- جعل "أردوغان" رفع الحصار عن غزة احد أهم أولويات السياسة الخارجيةالتركية ،في الوقت الذي تنعى فيه كثير من الأقلام العلمانية على الإسلاميينما يسمونه بالاهتمام الزائد عن الحد بالقضية الفلسطينية.

7- طالب "أردوغان" مصر و تركيا بصفتهما من ملاك "البحر الأبيض المتوسط" أن تعملاعلى تحريره تحريرا كاملا، و أظن أن هذه الرسالة كانت أقوى رسالة وجهها فيخطابه.


كل هذه المواقف التي يصفها العلمانيون في كثير من الأحيان أنها مواقفأصولية متشددة ؛ و التي لا يقبلون من الإسلاميين في مصر و لو موقف واحد منها ؛قبله الإعلام العلماني بل و تجاوز عن الهتافات الحماسية المتجاوزة التيطالبت أردوغان أن يوحدنا و أن يقودنا إلى أخره.

فما هو السبب في هذا الموقف العجيب؟
هل هو "كرم استقبال" أم "نبل سياسي" مفاجئ أم أن الرجل أبهرهم فأسكتهم حيث ضربالمثال للسياسي البارع الذي يأخذ زمام المبادرة ، و الذي يعرف خريطة المنطقة ، ويعرف كيف يبالغ في بناء مجد بلاده دون أن يحط من الدول الأخرى شيئا ، يعرفكيف ينطق "مصر و تركيا إيد واحدة" بالعربية و يعرف كيف ينطق "مصر أمالدنيا" بالعربية و يعرف اثر هذه الألفاظ على عاطفة الجمهور المصري.
يعرف أن الاقتصاد اليوم هو قاطرة السياسة و يعرف أن اقتصاد السوق الحر لايعنى ترك اقتصاد البلاد لشطارة "الشطار" (التي قد تعنى هنا معناها اللغويالأصلى) و إنما يقود رجال أعماله ليكون هو الذي يفتح لهم الأسواق التي تخدممصالحبلاده العليا.

و مع هذا فلا أظن أن هذا هو السبب.

إن السبب الواضح و المعلن هو أن هؤلاء القوم قبلوا - على مضض - الدروس التيلقنها لهم "أردوغان" واحدا تلو الآخر لأنهم يريدون من الصحوة الإسلامية أنتقبل هي الأخرى بالدرس الذي أريد لأردوغان أن يلقنه لنا معشر الإسلاميين ، وهو انه من الممكن أن يوجد حاكم مسلم لدولة علمانية.
و قد أعلنت الحركة الإسلامية بكل فصائلها رفضها لهذا الدرس ، لأننا لسناكالعلمانيين بلا ضابط و لا رابط ، بل لنا طريق نسير عليه كتب على بابه "إن الحكم إلا لله" و كتب أيضا "وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمراأن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وكتب أيضا "كل يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول اللهصلى الله عليه و سلم".

ونزيدهم من الشعر بيتا ؛ أن الحركة الإسلامية في مصر حركة رائدة لا سيما فيمجال المواجهات مع العلمانية و هي في مقام التعليم لأخواتها في العلمالإسلامي لا في مقام التعلم.
ثم أن أردوغان فيما يتعلق بتركيا لم يزد على وصف الواقع و هو أنه رئيسوزراء مسلم (و أن شئت قلت اسلامي) لبلد علماني ، هذه العلمانية هى التي قضتمحاكمها بسجنه و حرمانه من ممارسة الحياة السياسية يوم أن اقتبس أبياتايقول فيها: مساجدنا ثكناتنا - قبابنا خوذاتنا - مآذننا حرابنا - المصلون جيشنا - يحمون ديننا

و تولى الوزارة أو عضوية البرلمان في ظل دستور علماني مسألة خلافية بينالصحوة الإسلامية يرى البعض حرمتها بينما يرى البعض الآخر جوازها و منهمالإسلاميين في تركيا.
ثم إن هؤلاء الذين يرون جوازها يختلفون في المدى الذي يمكن قبوله منالذوبان في العلمانية ، و "أردوغان" يمثل الرأي الأكثر ذوبانا في العلمانية ،مخالفا بذلك أستاذه "أربكان" و ذلك بعد تدخل "العسكر" عدة مرات لإسقاط حكومة "أربكان" المنتخبة ، و بعد أن أضير "أردوغان" نفسه بسبب أبيات من الشعر تقدمذكرها.
و قاد أردوغان حملة ترويض للعلمانية التركية من خانة العلمانية التييسمونها "ضد الدين" و التي ترى في الدين منافسا حقيقا لها لا ينبغي له أنيتواجد و لو في المساجد أو في كتاتيب تحفيظ القرأن ، و التي لا ترى منالحرية إلا حرية العرى بينما تمنع ارتداء الحجاب (بعض علماني بلادنا اقربإلى ذلك لا سيما في قضية الحجاب).
حاول أردوغان أن يجعل الحجاب خيار علماني مقبول مثله مثل ملابس البحر التي لا تكاد تستر شيئا و قد نجح في هذا.
حاول أردوغان أن يوقف حالة التربص من الدولة بالمساجد و دور تحفيظ القران.
لقد نقل أردوغان تركيا من خانة العلمانية "المضادة للدين" إلى خانة مايسمونه هم العلمانية "اللادينية" و التي تسمح للدين بالوجود و لكن مع حبسهداخل دور العبادة.
و لا ينبغي في هذا المقام أن نغتر بوصف هذه بالمعتدلة و تلك بالمتطرفة أوبوصف هذه باللادينية و الأخرى بأنها ضد الدين بل ينبغي إدراك أنه بالنسبةللإسلام فكلاهما "ضد الدين" ، لأن الدين يقول "قل أن صلاتي و نسكى و محياي ومماتي لله رب العالمين".

و ما أشبه حال هاتين المدرستين مع الدين بحال إخوةيوسف معه إذ هم فريق بقتله بينما رأى الآخرون إلقائه في غياهب الجب ، فهلبذلك صار هؤلاء هم المعتدلون المنصفون الذين يجعلون مثالا يحتذى؟!
و لو أننا تجارينا مع هذا المثالفلو أن عصبة من الأشرار أراد فريق منهم أن يقتل غلاماحليما ، و وافقهم الآخرون على التخلص منه ، و لكن طالبوا بأن تكون الطريقة أكثرشفقة، و كان بينهم رجل صالح أراد أن ينهاهم عن المنكر ، و لكن وجد أنهم أغلقواآذانهم و قلوبهم دونه، فما الواجب عليه؟ الواجب عليه أن يفعل كما فعل مؤمن آل ياسين و يبرأ إلى الله من الظلم و لا يضره بعد ذلك قبلوا نصحه أم لا.

ثم إن رأى أن ينضم إلى الفريق الأقل فسادا المنادين بأن يكون التخلص منالغلام بطريق غير القتل ، فعاونهم على ذلك ،فهل يليق به أن يأمر كل من وجدغلاما حليما أن يلقى به في غياهب الجب اقتداء بفعله؟!
إننا إن قبلنا منه أن يشارك في إلقاء الغلام كنوع من الاجتهاد(و هو ما لا نوافق عليه أصلا) فلا يمكن لعاقل أن يقبل تعميم هذه الدعوة.
و من ثم كان الخطأ الفاحش من أردوغان أن يدعو بلدا كمصر إلى أن يدشنوادستورا علمانيا انطلاقا من تجربته هو التي خضع فيها لدستور علماني قائم، بينما نحن ما زلنا في مرحلة كتابة الدستور بعد ، و دستورنا السابق كان في آخرصوره أقرب إلى الإسلام منه إلى العلمانية، وإن كانت معظم القوانين أقرتفي مرحلة كان الدستور فيها يبيح سن ما يخالف الشريعة.
ثم إن درجة فهم الناس للدين في مصر ووجود الأزهر و التيارات الإسلامية تختلف تماما عن حال تركيا.
إن أردوغان قد ذاب تماما في نظامه السياسي بصفته رأسا له فلا يملك - وفقالمعايير الديمقراطية - إلا أن يثنى على نظامه و أن ينصح به الدول الأخرى، وهي نصيحة مجروحة لأنك لو سألت رأس النظام السياسي في أي بلد لنصحك بنظام بلده.
و هو على العموم درس للدكتور "على السلمي" و "يحيي الجمل"و "منير فخريعبد النور" و نحوهم قبل أن يكون درسا لنا ، فما بالنا نراهم يتولون وظائف تنفيذية وفقدستور لا ينص على "مدنية الدولة" رغم أنهم يرون أن هذا نوع من الرجعية والتخلف ؟!
إن "أردوغان" أشبه بمن بترت قدمه فركب قدما صناعية ، و من فرط فرحه بها طالبالأصحاء ببتر أقدامهم دون أن يضمن لهم حتى تلك الأقدام الصناعية.
إن المريض الذي تبلغ حرارته 40 درجة مئويةقابلة للزيادة يدقون لهنواقيس الخطر، و ينقلونه إلى غرف العناية المركزة فإذا بدأ في العلاج فصارت حرارته آخذة في النقص ابتهج له الأحباب و الأطباء لكن لا يعنى هذا أبدا أن نعتبرأن تلك الحالة التي ما زالت مرضية و خطيرة هي الحالة المثلى التي يجب أنيسعى إليها الأصحاء.
و أما ما حققه أردوغان على صعيد الإصلاح الاقتصادي و المكانة الدولية فهودليل على أن التربية الإيمانية للقادة قبل الشعوب تصنع قائدا يدرك أن كلنفس ذائقة الموت ، فتحرص على محاربة الظلم لا سيما نهب المال العام و تؤمن "أن كل راع مسئول عن رعيته" فتجتهد في أداء رسالتها.
فهذا حال حاكم مسلم(يضع إسلامه نصب عينه) لدولة علمانية ، فكيف الحال لو صارعندنا رئيس (يضع إسلامه نصب عينه) لدولة غالب أهلها مسلمون (و هذا حاصلبحمد الله) و نظامها إسلامي (و هو ما نسعى إليه بحول الله و توفيقه)
انتهت رسالة أردوغان و انتهت دروسها و رسائلها و هذه إجابتنا على ما يخصنا فيها ، و لكن ما زال لنا لدى العلمانيين أسئلة.
1- ماذا لو نصح أردوغان نفسه بالشريعة الإسلامية ، و بالله عليكم أجيبونا بصدقهل كنتم ستردون فقط أنكم لم تقبلوا النصيحة ، أم كنتم ستتكلمون عن عودةالاحتلال التركي ، و عن اللباقة الدبلوماسية ،و عن التدخل في الشئون الداخلية والكرامة الوطنية و كانت ساعتها ستكون الأعلام التركية على قلوبهم أثقل مماظنوه أعلاما سعودية في ميدان التحرير.

2- بينما طالب أردوغان بدولة علمانية إذا به يزور رأس الكنيسة ليثنى الأخير علىدعوته إلى الدستور العلماني الذي يفصل الدين عن السياسة و لنا أن نتساءلهل هذه سياسة أم دين أم ستكون الإجابة كالعادة "خصوصية التجربة المصرية".
و قبلها زار أردوغان الأزهر و أثنى على وثيقته ،بينما هي - و إن اختلفنا معكثير من بنودها - تحمل عنوان "وثيقة مبادئ المرجعية الدينية للدولة المصريةالحديثة".



3 - السؤال الأخير لهم هل تعلموا من أردوغان شيئا ؟أشك.
و الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم


www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعلمانيين, أردوغان, بلحظة, دروس, و


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:05 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.