|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أقوال العلماء في اثبات أن الله تكلم بالقرآن بمشيئته وأنه ليس قديما بقدم الله تعالى
قال شيخ الإسلام : في الفتاوى ( 5/533 ) (( وكان أئمة السنة كأحمد وأمثاله والبخاري وأمثاله وداود وأمثاله وابن المبارك وأمثاله وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي شيبة وغيرهم متفقين على أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كلاب )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل . ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم . بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق . وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم . فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " انتهى مجموع الفتاوى (12/54) . قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك . قلت : وقد يريدون به أن القرآن قد قاله الله تعالى قبل إنزاله بمدة طويلة كما هو الواضح من الأحاديث التي ذكرها اللالكائي رحمه الله في كتابه . ........ والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/85) وهذا الكلام لشيخ الإسلام إبن تيمية: "فإنه اشتهر أن السلف كانوا يقولون القرآن غير مخلوق وكانت المعتزلة والكلابية ومن وافقهم من أهل الحديث والفقه والتصوف ليس عندهم إلا قديم أو مخلوق فالرب قديم إما بدون الصفات عند المعتزلة وإما بصفاته عند الكلابية وما سوى ذلك مخلوق منفصل عن الله كائن بعد أن لم يكن فصار هؤلاء يعتقدون أن من قال القرآن غير مخلوق فمراده أنه قديم لازم لذات الله وأنه لا يتعلق بمشيئته وقدرته ولا يجوز أن يقال يقدر أن يتكلم أو أنه يتكلم بمشيئته وهذا أحد قولي أصحاب أبي حنيفة وأحمد والشافعي ومالك وغيرهم" قال المفتي بموقع (الإسلام سؤال وجواب) : وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة . وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره ، فمراده باطل ، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع . قال الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله- في تعليقه على الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: " في كلامه (القديم) غلط؛ لأن القرآن محدث ليس بالقديم، كما قال سبحانه ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ(2)لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾[الأنبياء:2-3]، وكذلك في آية سورة الشعراء، فالقرآن مُحْدَث بمعنى حديث النزول من ربه جل وعلا حديث العهد من ربه جل وعلا، إنما تكلم الله به فسمعه جبريل فبلغه للنبي عليه الصلاة والسلام، وأما الذي يقال أنه قديم هو كلام الله ليس القرآن، الكلام كلام الرحمن جل وعلا نقول قديم النوع حادث الآحاد، ويجوز أن نقول إنّ كلام الله قديم؛ يعني قديم النوع لا بأس بهذا؛ لأنّ الله جل وعلا أول وكذلك صفاته سبحانه وتعالى أزلية -يعني الصفات الذاتية- أزلية قديمة، فهو سبحانه وتعالى يتكلم كيف شاء وإذا شاء وكلامه قديم ولا يزال يتجدد كلامه بتجدد الأحوال، متعلِّقا بمشيئته سبحانه وتعالى وقدرته، فالقرآن لا يسوغ وصفه بأنّه قديم، بل هذا مذهب الأشاعرة فإنهم يجعلون القرآن قديما تكلم الله به في الأزل، فكل كلام أراده الله ثم يتعلق هذا الكلام بالإرادة وبالزمن الذي يصلح له فيتجدد، فليس عندهم أن القرآن كلام الله جل وعلا الذي تكلم به حين أَنزل القرآن، ولهذا اعترض الآمدي عليهم في هذه المسألة في كتابه أفكار الأفكار وفي كتابه نهاية وغاية المرام وفي غيرهما بأن قول الأشاعرة باطل فإم أن يكون الحق من جهة التقسيم قول أهل السنة وإما أن يكون قول المعتزلة الذي هو أن القرآن مخلوق ثم استدل على بطلان قول المعتزلة وبقي الحق وهو قول أهل السنة؛ لأنه يلزم من أن القرآن قديم -حسَب كلام الآمدي- قال تأملت هذه المسألة -وهو أشعري من كبارهم، من علماء أهل الكلام- من يقول الكلام قديم فإذا في القرآن ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾[المجادلة:1]، وفي القرآن ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾[البقرة:144]، وفي القرآن ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾[الأنعام:33] ونحو ذلك مما فيه ذكر صيغة الماضي قد سمع الله فإن كان هذا الكلام قديما فإن الله يقول قد سمع لشيء لم يحصل وهذا، وهذا لا يجوز لأنّه نوع من الكذب وهذا يدل على بطلان هذا القول. المقصود أنّ القول هذا (في كلامه القديم) هذا غلط موافق لطريقة الأشاعرة لعله من إضافاتهم. " أولًا: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: ملاحظة: لمن أراد الرجوع إلى الأصل فعليه بالجزء الخامس من النسخة القديمة للفتاوى: قال ما نصه: ((فلما كان من أصل ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبى وأبى العباس القلانسى وأبى الحسن الأشعري والقضاة أبى بكر بن الطيب وأبى يعلى بن الفراء وأبى جعفر السمانى وأبى الوليد الباجى وغيرهم من الأعيان كأبي المعالي الجوينى وأمثاله وأبى الوفاء بن عقيل وأبى الحسن بن الزاغونى و أمثالهما أن الرب لا يقوم به ما يكون بمشيئته وقدرته ويعبرون عن هذا بأنه لا تحله الحوادث ووافقوا في ذلك للجهم بن صفوان وأتباعه من الجهمية والمعتزلة صاروا فيما ورد في الكتاب والسنة من صفات الرب على احد قولين إما أن يجعلوها كلها مخلوقات منفصلة عنه فيقولون كلام الله مخلوق بائن عنه لا يقوم به كلام وكذلك رضاه وغضبه وفرحه ومجيئه وإتيانه ونزوله وغير ذلك هو مخلوق منفصل عنه لا يتصف الرب بشيء يقوم به عندهموإذا قالوا هذه الأمور من صفات الفعل فمعناه أنها منفصلة عن الله بائنة وهى مضافة إليه لا أنها صفات قائمة به ولهذا يقول كثير منهم أن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية ويقولون نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه ونحو ذلك قديم أزلي كما يقولون أن القرآن قديم أزلي ثم منهم من يجعله معنى واحدا ومنهم من يجعله حروفا أو حروفا و أصواتا قديمة أزلية مع كونه مرتبا في نفسه ويقولون فرق بين ترتيب وجوده وترتيب ماهيته كما قد بسطنا الكلام على هذه الأمور في غير هذا الموضع على هذه الأقوال وقائليها وأدلتها السمعية والعقلية في غير هذا الموضع والمقصود هنا أنه ليس شىء من هذه الأقوال قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا قول أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة أئمة السنة والجماعة وأهل الحديث كالاوزاعى ومالك بن انس وحماد بن زيد وحماد بن سلمة و عبدالله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثالهم بل أقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن سلك سبيلهم من أئمة الدين وعلماء المسلمين موجودة في الكتب التي ينقل فيها أقوالهم بألفاظها بالأسانيد المعروفة عنهم كما يوجد ذلك في كتب كثيرة مثل كتاب السنة والرد على الجهمية وقال أيضاً كما في مجموع الفتاوى: نهاية المجلد الخامس: وأول من أنكر هذا في الإسلام الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وكانوا ينكرون الصفات والعلو على العرش ثم جاء ابن كلاب فخالفهم في ذلك واثبت الصفات والعلو على العرشلكن وافقهم على أنه لا تقوم به الأمور الاختيارية ولهذا أحدث قوله في القرآن أنه قديم لم يتكلم به بقدرته ولا يعرف هذا القول عن أحد من السلف بل المتواتر عنهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق وان الله يتكلم بمشيئته وقدرته كما ذكرت ألفاظهم في كتب كثيرة في مواضع غير هذا فالذين يثبتون أنه كلم موسى بمشيئته وقدرته كلاما قائما به هم الذين يقولون أنه يدنو ويقرب من عباده بنفسه وأما من قال القرآن مخلوق أو قديم فأصل هؤلاء أنه لا يمكن أن يقرب من شيء ولا يدنو إليه فمن قال منهم بهذا مع هذا كان من تناقضه فانه لم يفهم أصل القائلين بأنه قديم وأهل الكلام قد يعرفون من حقائق أصولهم ولوازمها ما لا يعرفه من وافقهم على أصل المقالة ولم يعرف حقيقتها ولوازمها فلذا يوجد كثير من الناس يتناقض كلامه في هذا الباب فان نصوص الكتاب والسنة وآثار السلف متظاهرة بالإثبات وليس على النفي دليل واحد لا من كتاب ولا من سنة ولا من أثر وإنما أصله قول الجهمية فلما جاء ابن كلاب فرق ووافقه كثير من الناس على ذلك فصار كثير من الناس يقر بما جاء عن السلف وما دل عليه الكتاب والسنة وبما يقوله النفاة مما يناقض ذلك ولا يهتدى للتناقض والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وقال أيضاً في تقرير هذه المسألة: وكذلك يقولون انه يتكلم بمشيئته وقدرته وكلامه هو حديث وهو أحسن الحديث وليس بمخلوق باتفاقهم ويسمى حديثا وحادثا وهل يسمى محدثا على قولين لهم ومن كان من عادته انه لا يطلق لفظ المحدث إلا على المخلوق المنفصل كما كان هذا الاصطلاح هو المشهور عند المتناظرين الذين تناظروا في القرآن في محنة الإمام أحمد رحمه الله وكانوا لا يعرفون للمحدث معنى إلا المخلوق المنفصل فعلى هذا الاصطلاح لا يجوز عند أهل السنة أن يقال القرآن محدث بل من قال أنه محدث فقد قال أنه مخلوق ولهذا أنكر الإمام أحمد هذا الإطلاق على داود لما كتب إليه أنه تكلم بذلك فظن الذين يتكلمون بهذا الاصطلاح أنه أراد هذا فأنكره أئمة السنة وداود نفسه لم يكن هذا قصده بل هو وأئمة أصحابه متفقون على أن كلام الله غير مخلوق وإنما كان مقصوده انه قائم بنفسه وهو قول غير واحد من أئمة السلف وهو قول البخاري وغيرهوالنزاع في ذلك بين أهل السنة لفظي فإنهم متفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل ومتفقون على أن كلام الله قائم بذاته وكان أئمة السنة كأحمد وأمثاله والبخاري وأمثاله وداود وأمثاله وابن المبارك وأمثاله وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبى شيبة وغيرهم متفقين على أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كلاب وكان الإمام أحمد يحذر من الكلابية وأمر بهجر الحارث المحاسبى لكونه كان منهم وقد قيل عن الحارث أنه رجع في القرآن عن قول ابن كلاب وأنه كان يقول أن الله يتكلم بصوت وممن ذكر ذلك عنه الكلاباذى في كتاب التعرف لمذهب التصوف.. وقال أيضاً: وهم اذا تكلموا في مسألة القرآن وأنه غير مخلوق أخذوا كلام ابن كلاب والاشعرى فناظروا به المعتزلة والجهمية واخذوا كلام الجهمية والمعتزلة فناظروا به هؤلاء وركبوا قولا محدثا من قول هؤلاء وهؤلاء لم يذهب إليه أحد من السلف ووافقوا ابن كلاب والاشعرى وغيرهما على قولهم إن القرآن قديم واحتجوا بما ذكره هؤلاء على فساد قول المعتزلة والجهمية وغيرهم وهم مع هؤلاء وجمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله وقد تكلم الله به بحرف وصوت فقالوا إن الحروف والأصوات قديمة الأعيان أو الحروف بلا أصوات وان الباء والسين والميم مع تعاقبها في ذاتها فهي أزلية الأعيان لم تزل ولا تزال كما بسطت الكلام على أقوال الناس في القرآن في موضع آخر والمقصود هنا التنبيه على أصل مقالات الطوائف وابن كلاب وقال كما في شرح العقيدة الأصفهانية: والفصل الثاني أن القرآن غير قديم فان الكلابية وأصحاب الاشعرى زعموا أن الله كان لم يزل يتكلم بالقرآن وقال أهل الجماعة بل أنه إنما تكلم بالقرآن حيث خاطب به جبرائيل وكذلك سائر الكتب. ثانياً:كلام العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: قال الشيخ رحمه الله كما في مجموع الفتاوى له: س: قول بعضهم كلام الله قديم؟ ج: هذه جاءَت في كلام بعض المشاهير كالموفق وهي ذهول وإلا فهو الأَول بصفاته. والذي تنطبق عليه النصوص أَن يقال: قديم النوع، حادث الآحاد. وليس المراد بالحدوث الخلق، بل وجود ما كان قبلُ غير موجود. فالله كَلَّمَ، وَيُكَلِّمُ أَهل الجنة. وأَي شيء في هذا؟! بل هذا من لازم الكمال والحياة. فالحاصل أَن الصواب في هذا الباب أَنه أَول النوع حادث الآحاد. وأَول النوع أَسلم من قديم النوع. ونعرف الفرق بين القرآن قديم فانه باطل بحت وبين بكلام قديم فانه يحمل على الأَولية، لكن عبارة السلف في ذلك أَحسن: لم يزل متكلمًا إذا شاء. أَما إطلاق أًَن الله متكلم مريد فالظاهر أَن الشيخ انتقد على الأَصفهاني - هذا الإطلاق ليس متكلم مطلق بل إذا شاءَ. وعبارة السلف: لم يزل الله متكلمًا إذا شاءَ. (تقرير الحموية) ثالثاً:كلام الشيخ العثيمين -رحمه- الله كما في شرح السفارينية: ((قوله : ( قديم ) : أي أن القرآن قديم ، وهذا ليس بصحيح ، فالقرآن ليس بقديم بل إن الله عز وجل تكلم به حين إنزاله صحيح أن الكلام جنسه قديم ولكن آحاده حادثة وليست قديمة ، الله عز وجل يحدث من أمره ما شاء { ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدثٌ إلا استمعوه وهم يلعبون } ( الأنبياء 2 ) . فالقرآن ليس بقديم ، أما كلام الله من حيث هو كلام الله فهو قديم النوع فإن الله لم يزل ولا يزال متكلماً )) و قال أيضاً: ((يقول المؤلف : إن القرآن كلام الله القديم يعني الأزلي ،أي أن القرآن قديم بقدم الله عز وجل أزلي ، فلم يزل هذا القرآن على زعمه موجوداً من قبل كل شيء ، ولا شك أن هذا القول باطل ، لأن القرآن يتكلم الله به حيث إنزاله ، والدليل على هذا : أن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن أشياء وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة الماضي ، وهذا يدل على أن كلامه بها كان بعد وقوعها ، قال الله تعالى : { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم } ( آل عمران 121 ) ، { غدوت } : ماضي ، إذن هذا القول قاله الله بعد غدو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } ( المجادلة 1 ) ، فقال : { قد سمع } وهل يمكن أن يخبر الله عن شيء أنه سمعه وهو لم يقع ؟ هذا لا يمكن ، فقوله : { قد سمع } يدل على أن هذا الكلام كان بعد وقوع الحادثة وهذا هو الحق أن الله تكلم بالقرآن حديثاً ،كما قال تعالى : { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه } ( الأنبياء 2 ) . والقول بأن المراد ( محدث ) : أي محدث إنزاله خطأ بل هو محدث هذا الذر لأن الله يتكلم متى شاء ما شاء ، وعلى هذا فنقول : لو أن المؤلف – عفا الله عنه – قال بدل قوله : ( قديم ) لو قال : ( كلامه سبحانه عظيم ) لكان أنسب وأبعد عن الخطأ)) رابعاً:كلام الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله و رعاه-: قال الشيخ في كتابه الممتع (البيان لأخطاء بعض الكتاب) حيث قال في تعليقه على كتاب البوطي الذي سماه ((السلفية)) فذكر كلامه ثم علق قال: ((التعقيب الثامن والعشرون: في ص149 قال: وتفريق الباحث في مسألة القرآن بين ما فيه من المعاني النفسية والألفاظ المنطوق بها، مع ما يلحق بها من حبر وورق وغلاف ليقول إن الأول (يعني المعاني النفسية) قديم غير مخلوق، والثاني حادث مخلوق، أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?، ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق. والثاني حادث مخلوق أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق دون تفصيل ولا تفريق، أم لا يعد بدعة وإنما هو شرح وبيان لما علمه الصحابة من قبل على وجه الإجمال، ومن ثم فلا مانع _ لاسيما في مجال التعليم _ من هذا التفريق والتفصيل اهـ كلام البوطي. وتعقيبا عليه أقول: كلامه هذا يتمشى مع مذهب الأشاعرة الذين يفرقون في كلام الله بين المعنى واللفظ فيقولون: المعنى قائم بالنفس وهو قديم غير مخلوق، وهذا كلام الله عندهم، وأما اللفظ فهو عندهم تعبير عن هذا المعنى من قبل جبريل أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مخلوق. وهذا تفريق باطل، ومذهب أهل السنة سلفا وخلفا أن كلام الله تعالى هو اللفظ والمعنى، وكلاهما غير مخلوق؛ لأنه كلام الله تعالى وصفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة. وقوله إن الصحابة علموا هذا التفريق بين اللفظ والمعنى في كلام الله هو تقول على الصحابة، ونسبة إليهم ما هم منه براء.)) وقال أيضاً: في كتاب ((من أعلام المجددين)) و هو كتاب عظيم يدفع به الشيخ الفوزان الشبه عن أعلام السنة شيوخ الإسلام من الإمام أحمد و الإمام بن تيمية و الإمام محمد بن عبدالوهاب التي أثيرت حولهم من قبل أهل البدع فقال في الشبهة السابعة عن شيخ الإسلام ص 39 قال فيها: 7- قالوا إنه يرى أن القرآن حديث ليس بقديم، والجواب أن نسوق عبارة الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع، قال في مجموع الفتاوى (12/54) إن السلف قالوا القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وقالوا لم يزل متكلماً إذا شاء، فبينوا أن كلام الله قديم أي جنسه قديم لم يزل، ولم يقل أحد منهم أن نفس الكلام المعين قديم، ولا قال أحد منهم القرآن قديم،بل قالوا إنه كلام الله منزل غير مخلوق، وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته كان القرآن كلامه وكان منزلاً غير مخلوق، ولم يكن مع ذلك أزلياً قديماً بقدم الله، وإن كان الله لم يزل متكلماً إذا شاء فجنس كلامه قديم، فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض... انتهى كلام شيخ الإسلام ثم قال الشيخ الفوزان حفظه الله ما نصه: فتبين بهذا أن نفي القدم عن القرآن ليس رأيه وحده كما يزعم المفترون، وإنما هو رأي سلف هذه الأمة قاطبة، وأن هناك فرقاً بين جنس الكلام وأفراد الكلام، والله أعلم. و بهذا يتبين ضلال هذه الكلمة وهي قولهم: القرآن قديم، بل سبحانه ما زال يتكلم ولا يزال متى شاء وكيف شاء والله أعلم ما معنى قولهم: "القرآن قديم النوع متجدد الآحاد"؟ المفتي / الشيخ: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الإجابة: السلف يقولون: القرآن قديم النوع، يقولون: كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، كلام الله عموما ليس خاصا بالقرآن، كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، والمعنى قديم النوع: يعني الكلام قديم، وأما أفراده فهي حادثة، مثل القرآن نزل منجما على حسب الحوادث، لما جاءت المجادلة تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وتشتكي إلى الله أنزل الله: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1] هذا آحاد، آحاد الكلام متجدد. أما نوع الكلام فالله -تعالى- قديم، لم يزل الله متكلما، هذا وصف الله، لم يزل متكلما إذا شاء كيف شاء متى شاء. أما الأفراد فهي حادثة، كَلّم الله موسى، كلم الله محمدا ليلة المعراج، ويكلم الله الناس يوم القيامة، وفي الحديث « أن الله ينادي يوم القيامة يا آدم، يقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث النار » هذا من الأفراد، أفراد الكلام حادثة متجددة، وأما نوع الكلام فهو قديم، لم يزل الله متكلما متى شاء إذا شاء، وأما الأفراد فهي حادثة هذا معنى قول السلف: "كلام الله قديم النوع حادث الآحاد"، نعم، ليس خاصا بالقرآن. قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله لا نقول ان القرآن قديم النوع بل كلام الله قديم النوع، القرآن لا نقول قديم النوع، بل القرآن محدث منزل على الرسول صلى الله عليه و سلم :{ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) }سورة الأنبياء القرآن من أفراد كلام الله و من آحاد كلام الله فلا نقول ان القرآن قديم النوع القرآن ليس قديم بل محدث منزل ************* كلام الله قديم النوع و حادث الآحاد من هنا نفهم معنى قديم النوع و حادث الآحاد وقال رحمه الله واضح، الله يتكلم في الأزل وإلى الأبد، إذا شاء سبحانه يتكلم إذا شاء، فصفة الكلام موجودة في الله عز وجل دائما وأبداً؛ ولكن أحاد الكلام هذا يحدث مثل القرآن: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ)،أي محدث تكلم الله به ونزوله على محمد صلى الله عليه وسلم، نعم. منقول
|
#2
|
|||
|
|||
تنبيه مهم جدا إن الأفضل والأسلم عدم اطلاق لفظ القديم ولا المحدث فلا نقول بأحدهما ولا نسمي القرآن بأحدهما بل نقتصر على اعتقاد بأن القرآن تكلم الله بمشيئته وقدرته وكذلك جميع كتبه ليست قديمة بقدم الله الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة لئلا توهم معنى غير صحيح فنقتصر على اعتقاد أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره وقدرته سبحانه ثم نسكت عما وراء ذلك ونجتنب الألفاظ الحادثة الموهمة والله أعلم
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|