Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ
 
 

رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ خاصٌّ بالأَخواتِ فقط ! ويُمنع مُشاركة الرجال نهائياً! .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 02-25-2010, 07:54 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

لم تجلس مروة كثيراً في المكتب
فهي بضع دقائق كانت تكتب فيها طلب إجازة عارضة للغد
حتى تستعد لموعد أسماء المرتقب
و عندما استعدت للخروج من المكتب
لاحظ هاني استعداداً مروة للرحيل
فسألها : إلى أين يا مروة ؟!!
فقالت : سأذهب إلى مكتب المدير .
فرد مستعجباً : و لِمَ ؟
فقالت :
سأقدم طلب إجازة غداً فلديّ موعد هام عليّ الوفاء به
فسألها :
و هل لنا موعد الليلة أم ستعتذرين كالأمس
قالت : لا بأس نتقابل الليلة ،
أخبر الـ ( شلة )
و لكني لن أتأخر معكم اليوم فموعدي في الصباح
فرد هاني و قد تهللت أساريره :
حسناً يا مروة سأخبرهم و سآتي اليوم لنذهب سوياً إلى مكان السهرة .
و خرجت مروة من مكتبها متجهة إلى مكتب المدير
و قدمت طلبها و وافق عليه المدير و قام بالتصديق عليه
و خرجت مروة من المصلحة متجهة إلى المنزل
و كان هذا في تمام العاشرة صباحاً .
دخلت مروة منزلها و أخدت ترتب المنزل
و عندما بدأت في ترتيب غرفة الجلوس
وقع عينيها على شيء كأن عينيها لم تقع عليه من قبل ..
إنها مكتبة والدها - رحمه الله - التي جمعها في حياته .
و كأن شيئاً بداخل مروة هاتفها أن تنظر إلى هذه المكتبة
لعلها تجد ما يجيب عن أسئلتها
و صراعاتها الداخلية و يرخص لها فيما تفعله .
أخذت تبحث بين جنبات هذه المكتبة
إلى أن وقعت يديها على كتيب من كتابات شياطين الإنس
إنه لأحد دعاة تحرير المرأة
و ما أن وقع الكتاب في يديها أخذت تقرأ فيه بشغف شديد
و كلما وجدت ما يوافق رغبتها الدفينة
تتهلل أساريرها
مهما كان هذا الكلام ضد العقل و الفطرة
إلا أن له صدىً رائع في نفس مروة ...
ظلت مروة تقرأ فيه دون انقطاع
لفترة تجاوزت الثلاث ساعات من القراءة الدقيقة
المليئة بالإثارة كأنها تقرأ قصة من قصص الأطفال
حتى انتهت منه عن أخره
و لسان حالها يقول :
إن غداً لناظره قريب

التوقيع

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 02-25-2010, 07:55 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

و لما جاء موعد السهرة مع الـ ( شلة )
كانت مروة قد قضت على ما بداخلها من صراعات

فكانت سهرتها كسابقيها من اختلاط و خلوة
و ضحك و خضوع بالقول
فما قرأته في الكتاب أوهمها أنها على الحق المبين .
الموعد المرتقب
الشبهة الرابعة :
ليس على الزوجة القيام بأعمال البيت و الأسرة
حان الموعد و انتظرت أسماء مروة في نفس الموعد المحدد بينهما .
.إلى أن جاءت الساعة التاسعة صباحاً ..
و كانت أسماء تنتظر مروة في شرفة منزلها
إلى أن حضرت مروة و دق جرس الباب ..
فرحبت بها أسماء و انطلقا إلى حجرة النساء ليستكملا حديثهما .
قالت لها مروة :
لنستكمل حديثنا يا أسماء ..
فعندي أسئلة كثيرة و دلائل قوية بأن الاختلاط ليس بحرام
و أن عمل المرأة ضروري من أجل بناء المجتمع ..
فقد أمضيت يومي كله بالأمس أبحث و أقرأ
و لم يغمض لي جفن لكي أجد الحقيقة
و ما وجدت من دلائل و آراء ألهب صدري و أشعل نار الحماسة في قلبي
و أحسست أني بلغت الطريق.
قالت أسماء :
تفضلي أخيتي .. و دعينا نرى ..
قالت مروة :
حسناً يا أسماء ...
بما أن المرأة ليس عليها القيام بأعمال البيت و الأسرة
فلماذا تقر في بيتها إذن ؟
إذ أنه لا يمكن أن تجلس المرأة طول اليوم هكذا بلا عمل ..
نظرت أسماء إلى مروة في ذهول ..
و ظنت مروة أنها قد أوقعت أسماء في مأزق صعب الخلاص منه ..
قطعت أسماء هذا الظن و قالت :
ما هذا الهراء يا مروة ..
إني لا أعلم أحدا يقول بمثل هذا الكلام ..
و لكنكِ قلتيه ؟؟
انقطعت فرحة مروة الزائفة لتقول في تلعثم :
لِمَ إذن .. و أين الدليل على هذا من الأصل ؟!
قالت أسماء :
لقد خلق الله عز وجل الرجل والمرأة وجعل بينهما فروقاً عديدة،
منها فروق جسدية تكوينية،
وفروق عقلية سلوكية، وفروق نفسية وجدانية،
وهذه الفروق تؤكد الاختلاف والتباين بينهما،
وأن كلاً منهما مؤهل بخصائص وطاقات تخدم مجاله وميدانه،
فالاختلاف في التكوين والخصائص يقابله اختلاف في التكليف والوظائف.
فمن يقول أن المرأة مؤهلة للمساواة بالرجل فقد كذب و رب الكعبة ..
فما هذا بقول عاقل و لا بقول سديد إنما هو قول الشيطان يضل به أولياءه .
وطبيعة تكوين المرأة الجسدي والعقلي والنفسي
يؤهلها لمهمتين أساسيتين
ووظيفتين حيويتين في الحياة الإنسانية
نصت عليهما النصوص الشرعية،
وهما:

التوقيع

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 02-25-2010, 07:56 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

1- وظيفة الزوجة:
يقول عز وجل:
(هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها) 101،
ويقول سبحانه:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) 102
ويقول كذلك
(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) 103.
وقانون الزوجية بموجب هذه الآيات الكريمات
يعتمد على أسس وأركان هامة
لابد للزوجة أن تدركها وتحاول قدر استطاعتها تحقيقها
والقيام بها على الوجه الأمثل بحكم طبيعتها واستعدادها ومواهبها الفطرية،
وهي : تحقيق السكون "الجسدي"،
والسكون النفسي العاطفي،
والمودة والمحبة والتراحم بين الزوجين
وجميع أفراد الأسرة من بنين وحفدة،
وأعظم من ذلك كله تحقيق ثمرة الزواج،
وهي تكاثر الجنس البشري
واستدامته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
2- وظيفة الأمومة:
وهي أقدس وظيفة وأشرف مهمة تقوم بها المرأة،
وبسببها جعل الله الأم أحق بالبر من الأب،
كما جعل إكرامها والإحسان إليها أقرب سبيل إلى الجنة.
ووظيفة الأمومة تستلزم أربع مراحل
أو أربعة أدوار متلاحقة لها أثر بالغ في حياة الإنسان، وهي:
* دور الحمل.
* دور الوضع.
* دور الإرضاع.
* دور الحضانة والتربية .
التوقيع

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 02-25-2010, 07:57 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

قول عز وجل في بيان هذه الأدوار:
(ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) 104،
ويقول:
(ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) 105،
ويقول أيضاً: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) 106،
ويقول صلى الله عليه وسلم:
"المرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم"107.
فالحمل هو الثمرة الطبيعية للقاء الزوجي بين الذكر والأنثى،
والرغبة في الأمومة غريزة فطرية
وأمر واقعي بالنسبة للمرأة نظراً لتكوينها الجسمي والعقلي والنفسي كما تقدم.
وتطول مدة الحمل إلى تسعة أشهر،
والمرأة مسؤولة عنه باعتباره روحاً وحياة جديدة تخلق في بطنها،
وقد أخذ الله منها الميثاق بألا تقتله عمداً أو تتسبب في قتله،
حيث يقول تعالى في آية بيعة النساء:
(ولا يقتلن أولادهن) 108.
وأما الوضع فهو المخاض المذكور في قوله تعالى:
(فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً) 109،
والوضع عملية شاقة شديدة تفقد فيها المرأة كمية كبيرة من الدم،
ثم تعقبها فترة النفاس التي تستمر أربعين يوماً،
تعاني فيها المرأة من الإرهاق بعد الجهد الشاق الذي بذلته أثناء عملية الوضع،
وصدق الله حين قال:
(حملته أمه كرهاً ووضعته كرها) 110.
وأما الإرضاع فمدته سنتين كاملتين لقوله تعالى:
(والوالدات يُرضعن أولادهن حولين كاملين)،
أما حكمه بالنسبة للأم فنجده في قوله تعالى:
(لا تضار والدة بولدها)،
حيث يروي الإمام البخاري عن يونس عن الزهري أنه قال:
"نهى الله أن تضار والدة بولدها،
وذلك أن تقول الوالدة: لست مرضعته،
وهي أمثلُ له غذاءً وأشفق عليه وأرفق به من غيرها،
فليس لها أن تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه"111.
التوقيع

رد مع اقتباس
  #55  
قديم 02-25-2010, 07:59 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

والحليب الممتص من ثدي الأم هو الغذاء الطبيعي الملائم للطفل الوليد،
وهو أول وأهم ما يحتاجه عند قدومه إلى هذه الدنيا،
ولذا ورد الحث عليه،
حيث يقول سبحانه: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) 112،
وعليه فلا يُقبل من الأم الامتناع عن إرضاع طفلها
بحجة انشغالها بالعمل خارج البيت،
لأنها تكون بذلك مقاومة لسنة الفطرة وطبيعتها كأنثى
مزودة بجهاز قد خلقه الله لهذا الغرض.
وأما الحضانة والتربية فهي أمر له شأن عظيم
وأثر كبير في حياة الطفل،
ولذا جعله الله عز وجل من أعظم حقوق الأبناء على الآباء،
وهو حق واجب في ذمة الأبوين معاً،
وتقوم به الأم بالدرجة الأولى،
لأنها المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الأبناء،
أولا دروس الحياة، وهي القدرة المثلى أمامهم،
فأول ما تتفتح عليه عينا الطفل هي أمه،
فتحتضنه وتحنو عليه،
وتجتهد في تربيته تربية إسلامية صحيحة،
فيشعر بالأمان والاطمئنان،
وتكون هي بذلك قد قامت بواجب من استرعاها الله إياه
وحمَّلها مسؤوليته.
فوظيفة الزوجية ووظيفة الأمومة أهم وأعظم الوظائف التي تختص بالمرأة،
وقد حددتهما النصوص الشرعية،
فهما من أوجب الواجبات عليها،
والإخلال أو التقصير في أدائهما من غير عذر يقع فيه الوزر عليها،
وينشأ عنه الأثر السيئ على الأفراد والمجتمعات.
وهذا من أهم الأسباب التي من أجلها شرع الإسلام للمرأة القرار في البيت
وأمر الرجل بالإنفاق عليها وتلبية حاجاتها ومطالبها.
التوقيع

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 02-25-2010, 08:00 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

إلا أنه ربما تحتاج المرأة إلى العمل خارج بيتها
لظروف وأحوال عديدة،
كأن تضطر إلى ذلك لإعالة نفسها وأولادها
إن لم يكن لها من يعولها ويعول أولادها،
وكأن تقوم بأعمال تمس الحاجة فيها إلى المرأة خاصة
كالتوليد والتمريض ومعالجة الأمراض النسائية،
والتعليم في مدارس البنات،
والعمل في دور الرعاية الاجتماعية النسائية والجمعيات النسائية الخيرية،
ونحو ذلك من المرافق التي يحتاج المجتمع فيها إلى طائفة من النساء لسد حاجته منها، فإنه والحالة هذه يجيز لها الإسلام العمل خارج بيتها
وفق الضوابط الشرعية التالية:
1-
إذن وليها لها بالخروج للعمل، سواء كان الولي أباً أو زوجاً.
2-
خلو مقر عملها من الاختلاط والخلوة بالرجال الأجانب عنها.
3-
التزامها بالحجاب الشرعي والحشمة والوقار، واجتنابها الطيب والزينة.
4-
ألا يستغرق العمل جهدها ووقتها، فإذا ما استنفدت طاقتها وجهدها في العمل خارج منزلها، فإن ذلك سيخل - بلا شك- بأدائها لوظيفتها الأساسية داخل المنزل.
5-
أن يتناسب العمل مع طبيعة تكوينها وفطرتها، بحيث لا تُوكل إليها الأعمال الشاقة التي تتطلب الخشونة وبذل الجهد العضلي، كأعمال الحفر والبناء والنقل وشق الطرق وإقامة السدود وأعمال مصانع الآليات الثقيلة.
التوقيع

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 02-25-2010, 08:01 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

و بعد أن انهت أسماء كلامها قالت :
ها .. يا مروة ... ما رأيك ؟
سكتت مروة و لم ترد خجلاً من نفسها ..
و شعرت أنها اقتحمت عرين الأسد
فما جاءت بشبهة إلا و كانت حجة عليها ..
ثم قطعت مروة هذا الصمت قائلة :
حسناً يا أسماء و لكنكِ لم تعلمي بعد ما في جعبتي من أدلة و براهين ..
ابتسمت أسماء ابتسامة حانية و قالت :
هاتي ما عندك أخيتي ..
انتهت الشبهة الرابعة
الشبهة الخامسة : قصة يوسف عليه السلام
بدأت مروة في الكلام فقالت :
ما رأيك في قصة سيدنا يوسف عليه السلام
أليست دليلاً كافياً على الاختلاط في قوله تعالى :
( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً أن هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ )114 ؟
ردت أسماء قائلة :
من تأمل هذه الآية وما جاء قبلها وبعدها
جزم بأنه لايصح الاستدلال بها على جواز الاختلاط،
بل الآيات حجة عند النظر والتأمل لمن منع من الدخول على النساء ومخالطتهن:
فيوسف عليه السلام اشتراه عزيز مصر،
وكان في بيته وكان خروجه بأمر ربة البيت
فكان الخروج في حقه لضرورة أو حاجة،
خاصة وأنه لايعلم لماذا دُعي،
فغاية ما في القصة الاستدلال بفعل النسوة أو امرأة العزيز،
وهذا استدلال بفعل من كان على الشرك،
ومع ذلك فإن الآيات في سياق القصة وما تبعها من فتنة حصلت للنساء
بل ولامرأة العزيز من قبل دليل على حرمة الاختلاط،
فمن حلل الاختلاط بقصة يوسف لم يفقه ما استدل به عليه من سورة يوسف،
ولو فقهه لحرم الاختلاط به،
فانظر إلى الفتنة التي حصلت إثر الدخول على النساء
ولئن عصم الله يوسف عليه السلام فأراه برهان ربه لكونه من المخلصين،
فمن الذي يضمن هداية من تقحم الفتن وعرض نفسه لها؟
فـ"إياكم والدخول على النساء"، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم115.
انتهت الشبهة الخامسة
التوقيع

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 02-25-2010, 08:03 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

الشبهة السادسة : نبأ موسى مع المرأتين
ردت مروة قائلة في غيظ شديد :
إذن و ما رأيك في قصة سيدنا موسى و المرأتين ..
أليست دليلاً كافياً بل و قوياً جداً لمن يكابر و يقول أن الاختلاط غير جائز ..
ردت أسماء في رفق :
ليس في هذه القصة أي حجة على جواز الاختلاط
بل هو دليل آخر على المنع،
فموسى لما رأى أُمّة من الناس يسقون،
ووجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما عن السقيا مع القوم،
منعزلتان لاتسقيان مع الناس،
لم يرضه موقفهما واستغربه ولهذا سألهما بعبارة مختصرة:
ما خطبكما؟
فكان الجواب بأوجز عبارة وبقدر الحاجة:
(لانسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير)(116)
والأسئلة التي ينبغي أن تطرح هنا لماذا هذا الاقتضاب؟
مع أنه عند أبيهما قص القصص!
ولماذا لم تسقيا؟ ولماذا ذادتا غنمهما؟
وعن ماذا ذادتا الغنم؟ أليس عن الاختلاط بغنم القوم؟
ثم أليس الأولى لهما أن تعجلا؟
جواب ذلك في القول باستقرار المنع من الاختلاط عندهما ولهذا قالتا :
((لا نسقي حتى يصدر الرعاء))
، وقد ذكر بعض المشايخ المعاصرين أربعة عشر وجهاً في القصة
انتزع منها الدلالة على منع الاختلاط.
وآخر ذكر تسعة عشر مظهراً من مظاهر العفة في القصة.
انتهت الشبهة السادسة
التوقيع

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 02-25-2010, 08:04 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

الشبهة السابعة :
الاستدلال بأخبار سمراء والشفاء رضي الله عنهما
اشتاطت مروة غيظاً ..
كلما جاءت بشبهة لتثبت لكبرها أنها المنتصرة عادت بخفي حنين ..
فقالت : إذن ما رأيك في أخبار سمراء و الشفاء رضي الله عنهما .. ؟
قالت أسماء :
مما أشكل على بعض المضللين
و دعاة الاختلاط و تحرير المرأة و الفجور
خبر مفاده تولية النبي صلى الله عليه وسلم سمراء بنت نهيك أمر السوق،
وحديث سمراء بنت نهيك الذي أخرجه الطبراني في الكبير،
صححه بعض أهل العلم118،
وفيه أن يحيى بن أبي سليم قال:
"رأيت سمراء بنت نهيك -وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم- عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"
، وهو كما ترى ليس فيه ذكر لولاية بل ولاسوق!
ثم إن الاحتمالات ترد على معناه وغاية ما فيه أنه - ابن أبي سليم -
رأى سمراء تأمر وتنهى، ولم يقل أنها اتخذت ذلك عملاً أو وليته منصباً،
فربما كانت خارجة لبعض حاجتها فرأت المنكرات فأنكرتها،
وهذا دأب عباد الله الصالحين،
ولعل مما يجعل هذا الاحتمال وجيهاً هو عدم نقل غيره له
ولو كان مَنصِباً لكان معروفاً مشهوراً منقولاً عن غيره،
ولاسيما لو كان منصباً في محل عام يرده ويصدر عنه الفئام،
بل ندر من لاتكون له حاجة فيه.
وأهل العلم لايحرمون خروج المرأة للحاجة أو الضرورة وإن تكرر الخروج،
فلو خرجت امرأة لحاجة والتزمت بضوابط الشرع في خروجها،
فلا حرج عليها، فإذا رأت منكراً وكان بوسعها إنكاره فعليها أن تنكره،
وهذا غاية ما في أثر بنت نهيك.
ولايُعرف من أشار إلى توليتها السوق منصباً،
وإنما ذُكر عن عمر - رضي الله عنه-
أنه ولَّى أم سليمان بن أبي حثمة الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشية
شيئاً من أمر السوق،
وقد كانت موصوفة بفضل وعقل
وهي من المهاجرات الأوائل رضي الله عنهن جميعاً،
ولعل خبر توليتها السوق ليس له سندٌ يُعوّل عليه،
كما أن ظاهر كلام أهل العلم يفهم منه تولية ابنها ومساعدتها له في بعض الشأن،
فقد ذكرها الحافظ المزي فقال:
" وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها
وربما ولاها شيئاً من أمر السوق ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر"
ونقله نحوه ابن حزم في المحلى121
ولكن الزرقاني أشار إلى أن من وُلِّي هو ولدها سليمان بن أبي حثمة، قال:
" وقال (أبو) عمر رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم واستعمله عمر على السوق وجمع الناس عليه في قيام رمضان"122،
وكلام الزرقاني هو الذي نص عليه ابن عبدالبر كما في الاستيعاب123،
وقد نقله الحافظ ابن حجر في الإصابة،
وقال: " قلت هذا كله كلام مصعب الزبيري وذكره عنه الزبير بن بكار"124.
فغاية ما في هذا إن ثبت -
فمصعب الزبيري توفي في ستة وثلاثين ومائتين وبينه وبين عمر مفاوز-
أن عمر رضي الله عنه ولاها شيئاً من أمر السوق مع ابنها،
ولعل ذلك فيما يختص بما يحتاج الرجال دخول النساء فيه
فكانت تساعده في ذلك والله أعلم،
وهذا الصنيع له وجهه الذي لايخفى
فإن شؤون النساء قد لايناسب مباشرة بعض حالات احتسابها رجال،
وهذا ظاهر.
وأخيراً هناك من يذكر خبراً عن شخصية يسمونها خولة بنت الأزور
ويذكرون قصة إنقاذ أخيها ضرار -وهو صحابي معروف- من الأسر،
ولا أصل لهذه القصة فلا يوقف معها،
بل إن في ثبوت شخصية خولة هذه نظر فضلاً عن القصة.
انتهت الشبهة السابعة
التوقيع

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 02-25-2010, 08:05 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
ويبقى الأمل .. بشرط العمل
 




افتراضي

هنا توقف لسان مروة عن الحديث ..
فلم يعد في جعبتها بعد أن فندت أسماء كل أدلتها الواهية شيئاً ..
فانهارت و أخذت تبكي بكاءاً له نحيب ..
لم تفهم أسماء ماذا حدث
فأخذت تربت على كتفيها و تهدئها ..
إلى أن هدئت ..
فسألتها أسماء :
ماذا حدث يا مروة ..
هل آذيت شعوركِ في شيء ؟ صارحيني ..
فردت عليها مروة :
لا يا أسماء أبداً .
. أنا فقط أصابني الإرهاق فقط من كثرة النقاش
و ليس لدي القدرة على المواصلة .
فهدّأت أسماء من روع مروة ..
و انصرفا إلى حديث آخر لعلها تهدأ
و اتفقا على موعد آخر في صباح بعد غد- وكان يوم جمعة-
لاستكمال الحديث.
خرجت مروة من بيت أسماء متجهةً إلى منزلها
فبدأت تنزل الدرج شاردة الذهن فيما علمته من الحق
و لكنها تكابر حتى تثبت أنها على صواب ..
و بينما هي كذلك تذكرت أنها على موعد خلال بضع دقائق مع صديقها هاني .
. و لم تدر ما تفعل ..
هل تخرج معه بعد الحق الذي علمته أم ماذا ؟!
و بعد التفكير لم تستطع مروة أن تهزم تكبرها على الحق ..
و قررت الخروج مع هاني و كأن شيئاً لم يكن ..
و لحظات حتى جاءت سيارة هاني في المكان المتفق عليه للقاء
و كان بقرب بيت أسماء
و جاءت السيارة بنفس الصخب الذي جاءت به أول مرة ،
لتستقل مروة السيارة مع صديقها - كما تزعم - هاني ....

سارت السيارة بسرعة جنونية متجهة إلى هدفها
و هو أحد المقاهي التي انتشرت في الآونة الأخيرة تحت عنوان ( كوفي شوب )
و في الطريق لاحظ هاني شرود مروة و استغراقها في التفكير ..
فبادر بالسؤال قائلاً :
ما الذي أصابك يا مروة ؟! هل حدث شيء ؟!
انتبهت مروة لكلام هاني الذي قطع عليها حبال تفكيرها
فقالت : لا شيء .. لا عليك يا هاني .
سكت هاني و لم يسأل مرة ثانية و كأنه لم يسأل
و استغرق في سماع الموسيقى الصاخبة
و استغرقت مروة في التفكير من جديد ..
و عندما وصلت السيارة إلى هدفها استقرت أمام الـ ( كوفي شوب )
و نزلت مروة بصحبة هاني لمقابلة الـ ( شلة )
التي كانت تتكون من فتاتين و شابين بالإضافة إلى مروة و هاني ..
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
((, متـــــــــى, أختـــــــــاه, أسمــــاء, الإلتـــــــــــــزام, ومروة)), ؟؟؟, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 01:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.