انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-23-2011, 01:38 AM
الارنب الابيض الارنب الابيض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon37 ديمقراطية ام رب يعبد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ديمقراطية أم ربٌّ يُعبد؟




الأمة التي تحركت وفرضت إرادتها أذهلت العالم بلاشك بما قامت وتقوم به، هذا الذهول اختلف بين إعجاب وتفاؤل وتعجب واستغراب وخوف. فبلا شك أن الأمة الإسلامية قاطبة ومنها العربية أُعجبت وسُرّت أيما سرور بما قام به أبناء لها، فلذات أكبادها، مما دفع الجموع في كل أنحائها للتفاؤل والإستبشار بالخير، بعد يأس زرعته الأنظمة القمعية الجاثمة فوق صدورها منذ عقود فيها، وهذه الأنظمة هي التي ارتعدت وخافت وأعدت العدة لمزيد من القمع والظلم والإستبداد بعد هذه التحركات. فبدل أن تتعلم درس "بوعزيزي" ودروس "ميدان التحرير" وتفهم منها أن الظلم ظلمات لها وأن لاشيء يعلو فوق الحق، فإنها انتكست ورجعت إلى أساليب وأدوات بالية متأخرة لافائدة منها، وبهذا أثبتت أنها أنظمة رجعية.


ففي الجزائر أعلن ظلمتها أن قانون "اللا قانون" أي الطوارئ سيُرفع، وطبعاً فإن "سين وسوف" نفهم منها أنهم ينتظرون ماذا سينتج عن ثورة مصر العظيمة. وهذا يؤكد على أنها أنظمة رجعية مستبدة. وفي اليمن وفجأة يُعلن رئيس نظامه القمعي أنه لن يُرشح نفسه لفترة أخرى ولن يورث الحكم. مع أن مثله لايُصدَّق أبداً. أما في سوريا فقد أعلن جلاديها من أجل امتصاص الغضب، فتح صناديقِ لمساعدة المحتاجين والفقراء الذين لايستطيعون تدفئة أولادهم في الشتاء ولا إطعامهم في باقي الفصول مع أن رئيسها "الشاب-الكهل" كان قد أعلن أن لا إصلاحات سريعة "لأننا لسنا بحاجة لذلك"!


إن عقلية حكام البلاد العربية لم ترقَ بعد لفهم مايجري حولها، لافرق بذلك بين قديم وجديد، بين شاب وكهل. فلا نرى في مثال سوريا أي اختلاف عن مثال مصر، فالفقر والعوز والظلم والإستبداد هو هو، وتحكم الأمن والمخابرات بكل شيء فيها هو نفسه، وتسلط الرئيس وعائلته وحاشيته ورجال الأعمال والمتنفذين من الحزب الحاكم بكل شيء هو حال الوضع الداخلي السوري. مما يدل فعلا على أن هذا المتعلم إما أنه لايريد أن يفهم أو أنه غبي. ولعلنا في هذا الصدد ننقل له ولأمثاله قول أهل مصر الرائع: انتهى الدرس ياغبي! فهذه الأمة هي أمة واحدة رغم أنف كل من يقول غير ذلك، لأنها حقيقة قرآنية، فإن تحرك جزء من هذه الأمة فلابد أن تتحرك باقي الأمة كالموج العَرِم. فالحاكم الذي يقول: " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" نقول له: " لاعاصم اليوم من أمر الله".


وتبرز هنا المطالب التي تريدها الأمة، سواء في تونس أم في مصر أم في غيرها. فقد سمعنا حتى كادت تُصم آذاننا مطلب الحرية والديمقراطية. وهنا لابد من الوقوف عند هذه المطالب كي لا تضيع الجهود والتضحيات مع سقف من المطالب متدني لا يكاد يرفع تحته الإنسان رأسه.


فالحرية هنا هي عكس العبودية التي جلدت الأنظمة بها الشعوب، فمنعتها من الكلام ومن إبداء الرأي ومن المشاركة بالحياة السياسية، بل هذه الأخيرة، أي المشاركة بالحياة السياسية، بقيت لعقود طويلة، حلال لهم حرام على غيرهم. وهذا المفهوم للحرية، أي عكس العبودية هو الذي أتى به الإسلام وعمل طوال قرون على تحرير الناس. إلى أن أتت الرأسمالية وخطفت الناس الأحرار من أفريقيا واستعبدتهم في أمريكا وأوربا.


أما الديمقراطية، فإن كانت ربٌّ يُعبد فهل نعلن ذلك؟ ونعبد الديمقراطية ونسبح بحمدها! فننتظر منها بيان الحلال والحرام والثواب و العقاب، وأن نُحاسب في الآخرة منها ونرى من ستدخله للنار ومن ستدخله للجنة؟ طبعاً لا. فبما أنها ليست رب يُعبد، فمن الذي يُعبد؟ أليس الله الواحد القهار؟ فلماذا لا نحكّمه هو في حياتنا؟


قد يقول قائل، إنما قصدنا بالديمقراطية "إبداء الرأي" و"اختيار الحاكم". فأقول له، فلماذا تُلصق بنفسك إذاً إثم لاتحتمله. فالديمقراطية لاتعني أبدا ما قصدت.


الديمقراطية تعني أن الشعب يُشرّع قوانينه بنفسه، في معزلِ عن الإسلام، ويختار من ينوب عنه لذلك بالأغلبية. وهذا يجعل ممن يريد الديمقراطية أنه يريدها بديلا عن الله صاحب حق التشريع الوحيد في الحياة.


قد يرد آخر ويقول: ولكننا لانريد دولة دينية. أقول: ومن قال أن الإسلام دين كما المسيحية والبوذية؟ إن الإسلام هو نظام سياسي للحياة. بل هو النظام الوحيد الذي يضمن منع التسلط والتجبر وسحق وقتل الناس. وهو الوحيد الذي يقطع أيادي المختلسين وسارقي الأمل والعمل من الشعوب. هو النظام الذي اختاره من خلق الناس للناس كي يعيشوا بأمان واطمئنان ويكونوا خير أمة أُخرجت للناس.


والأهم من ذلك، أن نظام الإسلام هو دستور جاهز، يُطبَق فوراً، لايحتاج لموافقة "برلمان" ولا لوجود "رئيس" ولا لتفويض من أحد. بل تطبيقه فرض من أول لحظة الإمساك بزمام الأمور وتنصيب الحاكم. وهو الوحيد الذي يضمن أن الحاكم لن يستبد ولن يسرق ولن يخدع، فالأمة تحرس النظام وتحاسبه، وتتابعه وتتابع تقوى الله منه فيها.


لعل هذا يُخرج ليس فقط مصر من أزمتها بل ويُخرج الغرب الذي لن يرضى عنا مهما عملنا، يُخرجه من حالة الذهول والإنزعاج والحزن على الأنظمة البائدة بأن نرد عليه بأننا أحرار في اختياراتنا. فلن نضحي بالشهداء وبالأموال وبالأرواح كي نطبق ما أنتجتموه أنتم من عفن الرأسمالية المادية الديمقراطية التي تئن البشرية تحت وطئته بما فيها أوربا وأمريكا. بل بذلنا كل ذلك كي يرضى الله عنا بعد أن أرانا غضبه من خلال تحكم هؤلاء الرويبضات لعقود طويلة بنا.


هذد هي الدولة البشرية المدنية التي يجب على كل الناس، مسلم ومسيحي، مؤمن واشتراكي، أن يناضل ويكافح ويضحي لإقامتها. فالإسلام حفظ المسلم كما حفظ المسيحي، سمح لغيره بالوجود وإنماء المال كما سمح للمسلم. حمى كل رعيته ومواطنيه من كل شر، داخلي أم خارجي. وزع الثروات على الجميع بالتساوي. ولعل هذه ما تؤرق الغرب من تطبيقه، فيتذرع بأُلهيات كاذبة من إرهاب وقاعدة وأسلمة وإجبار. وهذا كله أبعد مايكون عن الإسلام.


الدولة الإسلامية هي دولة حضارية، رغم كل التشويهات والتدليس التي قام ويقوم بها الغرب. فمن كان يريد الدنيا والآخرة فلينبذ شعار: الحرية والديمقراطية، وليرفع شعار: اختيار الحاكم والنظام لا بديل عن الإسلام.


وعندها فقط سيكون التغيير فعلياُ، ونلقن الأنظمة الفاسدة كلها وعلى رأسها نظام مصر العلماني درساً تاريخياً لن تنساه أوربا وأمريكا على أبد الدهر.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-02-2011, 02:43 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

الله المستعان
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ام, ديمقراطية, يعبد, رب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:00 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.