انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-26-2010, 02:50 PM
ابوعمار ابوعمار غير متواجد حالياً
متميز في أقسام المرئيات
 




I15 ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس

 

يقول ابن القيم: قُلت ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" حديث متفق عليه، "ليس الغنى عن كثرة العرض" أي كثرة الأملاك.
فالإنسان الذي يرى نفسه مالكًا.. فإنه يطغى {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى(7)} العلق، فمن رأى نفسه مالكًا.. يطغى، فالمطلوب منك ألا ترى نفسك مالكًا بأي وجه من الوجوه.
يقول ابن القيم في نفس الكتاب ولكن في فقرة متقدمة: "أنت مملوك مُمتحن في صورة مالك مُتصرف":
- فقد يكون لديك سيارة و منزل و أموال.. فتظن أنك مالك، ولكن الحقيقة أنك لست مالكًا.. أنت مملوك.. فأنت ومَالَك مِلك لله سبحانه وتعالى.
- "مُمتحن".. انتبه لهذه جيدًا!، مُمتحن.. أي أن الله يمتحنك بهذه الأموال، قال تعالى:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} النور-آية:33، {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الحديد- آية:7.
فالأموال هذه ليست أموالك.. أعطاك الله إياها كامتحان، قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا(7)وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)} الكهف.
فأموالك وكل أملاكك التي لديك.. الله مُبتليك بها، فإذا علم الإنسان أنه ليس مالك.. وأن هذا ملك الله، فيكون خاضع للملك، ولكن عندما يرى نفسه مالك فإنه يطغى. فمثلاً تجد الرجل الذي يحمل صناديق هدايا على يده.. فإنه يمشي رافعًا رأسه - هذا هو الطغيان- لأن يديه مليئة بالهدايا، أما الذي لا يحمل شيء فتجده يمشي منحني الرأس ينظر إلى الأرض.... أفهمتني؟!
إذن.. الذي يرى نفسه مالكًا يطغى، وفي الحقيقة هو لا يملك، لذلك "ليس الغنى عن كثرة العرض".. فكثرة العرض فقر. فالذي يملك بيت هنا وبيت هناك، وفيلا هنا وفيلا هناك، وسيارة هنا وسيارة هناك، يملك كل هذا ومازال يشتهي هذا ويشتهي هذا.. فهذا هو الفقر.. فقر النفس. فليس الغنى عن كثرة العرض.. أي كثرة أنواع المملوكات، إنما الغنى غنى النفس، أن يكون الإنسان من داخله غني.. غني بالله سبحانه وتعالى.
في القلب فاقة مهما كان الإنسان غنيًا، مهما كان الإنسان مالكًا، مهما كان الانسان قويًا، فهو فقير في القلب فاقة، في القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة، وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغني الحميد، الذي إذا حصل للعبد حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء.
يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله في كتاب (المدهش): "يا ابن آدم.. أنا بُدك اللازم فالزم بُدك.. فإنك إن وجدتني وجدت كل شيء.. وإن فتُك فاتك كل شيء". هذه هي، فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغني به سبحانه وتعالى هو الغني في الحقيقة ولا غنى بغيره البته، فمن لم يستغني به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات، ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-26-2010, 04:07 PM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ليس, العرض, الغنى, النفس, عن, غنى, ولكن, كثرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:48 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.