انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2011, 08:02 AM
عبد ضعيف عبد ضعيف غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي مقارنة أثر تغير المسمى بين علم أصول الفقه وعلم أصول العقيدة وأهمية ذلك عقائديا وأثره.

 

[ مقارنة أثر تغير المسمى بين علم أصول الفقه وعلم أصول العقيدة وأهمية ذلك الفرقان وأثره. ]


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]،

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 71]

أما بعد...فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
ثم أما بعد...


هناك قاعدة أصولية فقهية تقول لا مشاحة في الإصطلاح ...

ولكن أصل هذه القاعدة تؤسس على قاعدة أصولية فقهية آخرى... وهي أن الحكم على الشيئ فرع على تصوره... فتذهب تلك القواعد إلى الحكم على أصل الشيئ والذي هو تصوره ... ولا تشتبك في الإصطلاح ولكنها تتخطى الإصطلاح لحساب تصور الشيئ ... وقاعدة الحكم على الشيئ فرع على تصوره هي الأخرى مؤسسة على قاعدة أن الحكم يدور مع العلة وجودا ونفيا...

وخلاصة هذه القواعد الأصولية جميعها أنها تعمل تحت سقف الشريعة... بما يعني أنها لا تشتبك في المسميات لأنها تعتبر أن أصل المسميات المستخدم خلالها كله فلا مشاحة فيه أو لا إشكال فيه لأنها أسماء شرعية ...

يعنى أن أصول الفقه لا تشتبك في المسميات بإفتراض أن جميعها شرعي ويقع نفس تحت سقف العقيدة الواضحة والصحيحة العامة...

ولكن هذا كله في الفقه الذي يختلف تماما عن العقيدة وعلم أصول العقيدة ...

لأن العقيدة حساسة جدا لمثل هذه المسائل لدرجة أن العقيدة تجعل تلك المسائل والقضايا مسائل إيمان وكفر ...

وهناك أمثلة عديدة جدا على تمسك أصول العقيدة وتدقيقها في قضية المسميات الشرعية ...

وهناك حديث صحيح عن شجرة ذات أنواط لما كان النبي في أحدى الغزوات وكان الكفار يتخذون شجرة يعلقون على سيوفهم ويسمونها "ذات أنواط" فطلب المجاهدون الصحابة رضوان الله عليهم أن يجعل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم شجرة "ذات أنواط" فما كان من النبي إلا أن زجرهم ونهاهم بشدة وشبه فعلهم بفعل بني إسرائيل حينما مروا بقوم يعبدون صنماً فطلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلاها صنما كما لهؤلاء القوم صنما... فرد عليهم موسى والحوار كما في الآيات : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)) سورة الأعراف....

قال الإمام ابن كثير في تفسيره للآيات :

[ يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل لموسى ، عليه السلام ، حين جاوزوا البحر ، وقد رأوا من آيات الله وعظيم سلطانه ما رأوا ، ( فأتوا ) أي : فمروا ( على قوم يعكفون على أصنام لهم ) قال بعض المفسرين : كانوا من الكنعانيين . وقيل : كانوا من لخم .

قال ابن جريج : وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر ، فلهذا أثار ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك ، فقالوا : ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) أي : تجهلون عظمة الله وجلاله ، وما يجب أن ينزه عنه من الشريك والمثيل .

( إن هؤلاء متبر ما هم فيه ) أي : هالك ( وباطل ما كانوا يعملون )

وروى الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله تفسير هذه الآية من حديث محمد بن إسحاق وعقيل ، ومعمر كلهم ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان ، عن أبي واقد الليثي : أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله إلى حنين ، قال : وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم ، يقال لها : " ذات أنواط " ، قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، قال : فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال : " قلتم والذي نفسي بيده ، كما قال قوم موسى لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون )

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الديلي ، عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ، فمررنا بسدرة ، فقلت : يا نبي الله اجعل لنا هذه " ذات أنواط " ، كما للكفار ذات أنواط ، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ، ويعكفون حولها . فقال النبي : " الله أكبر ، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [ قال إنكم قوم تجهلون ] ) إنكم تركبون سنن من قبلكم "

ورواه ابن أبي حاتم ، من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ، عن أبيه عن جده مرفوعا ].أ.هـ كلام ابن كثير رحمه الله تعالى.

والشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل فعل الصحابة بطلب شجرة يعلقون عليها سيوفهم وسلاحهم وسموها بنفس اسم الكفار فجعل ذلك الفعل من الصحابة رضوان الله عليهم كفعل بنى إسرائيل بطلبهم إلى موسى عليه السلام أن يعمل لهم صنما يتخذونه إلاها لهم...

والشاهد واضح جدا من الحديث والآيات .... أن قضية المسمى العقائدي مسمى تشريعي لا يؤخذ إلا بالتوقف من أصول النصوص المقدسة للقرآن وصحيح السنة ...

الشاهد حتى الآن من الكلام:

أن قضية المسميات تختلف تمام الإختلاف في أهميتها وموقعها بين علم أصول الفقه وبين علم أصول العقيدة...

ناهيك إن كان إرتباط تلك المسميات العقدية والتشريعية يرتبط بعقائد أصولية حاكمة لتلقي ديانة الإسلام بالقبول والإنقياد فستكون القضية أوضح وأوضح ...

لذلك أجيبك على سؤالك بشكل مباشر فأقول: تغير المسمى في مسائل الفقه قد لا ينقل تصور الشيئ الذي هو علة الحكم بما يعني أن الحكم سيتمتع بالدوران مع تصور علة الحكم التي تكون هنا ثابتة فلا ينتقل الحكم غالبا بإنتقال المسمى لأن العبرة والشاهد في أصول الفقه تصور العلة،.

أما في العقيدة فالأمر يختلف تماما والأمر حساس جدا جدا لأي إنتقال في العلة أو في التصور أو في المسمى ...

كل ما سبق لو وضعت بجواره قضية التصورات الذهنية المرتبطة أساسا بقضية الواقع المعاصر وتصوراته المختلفة وما ينتج عن المسميات من تصورات ذهنية ترتبط أساسا أول ما ترتبط فترتبط بتصورات الإنسان العقدية ... لوجب علينا تجريد المسمى إلى ساحة أحكام التصورات الذهنية .... وهذا أمر أصولي غاية الصعوبة ويحتاج علماء على معرفة وإضطلاع بالتصورات الذهنية السائدة في الواقع المعاصر.... فيقدرون على معرفة التصورات والإنطباعات والخواطر التي ستنبني على إرتباط مسمى معين بأبعاد محددة وواضحة من التصورات الذهنية والخواطر والأفكار والإنطباعات ومدلولاتها العقائدية ومعانيها الدينية ... فيخضع المسمى حتما للتصورات الذهنية ومدلولاتها العقدية التي تتولد عنها... وهنا يكون الحكم على الشيئ فرع على تصوره كما في الفقه ولكن التصور هنا لا يدور على العلة وجوبا ونفيا كما في أصول الفقه، ولكن التصور هنا يدور هنا على مدلولات التصور وأحكام تلك المدلولات.

وهذه فروق أصولية مقارنة واضحة جدا وسهلة جدا في التفرقة بين تبديل وإنتقال الحكم الشرعي بحسب تغير المسمى وموقع ذلك بالمقارنة بين علم أصول الفقهة وأصول العقيدة..

مع العلم أن القضية أهم وأوسع من ذلك بكثير جدا، ولكن الإجابة هنا إختصارا وللإستزادة يرجى الرجوع لمصنفاتنا في علوم فيزياء اللغة وعلوم المنطق الوصفي لأهميتها البالغة في باب التفرقة بين المسميات الوضعية لمواكبة التراكم العلمي والمقصودة في أصول الفقه بقاعدة لا مشاحة في الإصطلاح وبين المسميات العقدية التي قد تؤسس لأحكام تشريعية عامة بين البشر عموما وأهل الحق خصوصا والتي تعنى بالمدلولات للتصورات والخواطر والأفكار الإعتقادية المختلفة.



والحمد لله رب العالمين ؛؛؛

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-27-2011, 04:33 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

بارك الله فيكم
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أثر, أصول, مقارنة, المصلح, العقيدة, الفقه, ذلك, بين, تغير, علم, عقائديا, وأثره., وأهمية, نعمل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:59 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.