نعمة الإسلام وأغبياء الأنام

[أبو الحارث الشافعي]

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...

فأخرج ابن السني في [عمل اليوم والليلة] وأبو نعيم في [حلية الأولياء]
بإسناد حسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث عمرو بن عبسة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده
إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم .

وهذه صورة لغبي من أغبياء بني آدم
وهو راهب بوذي تايلاندي [غبي]
يحمي بوذا [الإله المسكين !] من الغرق في الفياضانات التي ألمت ببلادهم مؤخرا

لما رأيت هذه الصورة لم أملك عيني من البكاء
فرحا بنعمة الإسلام ، وشكرا لله رب الأنام
وحضرني قوله تعالى :
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به.
كما قال ابن كثير رحمه الله

تأملوا – أرشدكم الله-

7 مليار إنسان على الكرة الأرضية
89% منهم يعتنقون الأديان والبقية ملحدون لا دين لهم

المعتنقون منهم لدين الحق دين الإسلام
1.6 مليار مسلم

والمعتنقون لبقية الأديان الباطلة
2.3 مليار نصراني
1 مليار هندوسي
نص مليار بوذي
24 مليون سيخي
14 مليون يهودي
ومليار إلا ربع أديان أخرى
وهؤلاء منهم من يعبد النار ومنهم من يعبد الأحجار
منهم من يعبد الأوثان ومنهم من بعبد الفئران!!!


وهنا يحضرني قوله تعالى :
هُوَ اجْتَبَاكُمْ
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ

أي: يا هذه الأمة، الله اصطفاكم واختاركم على سائر الأمم،
وفضلكم وشرفكم وخصكم بأكرم رسول، وأكمل شرع.
كما قال ابن كثير رحمه الله

هو اجتباكم من النصارى الذين يعبدون في كنائسهم الصلبان
هو اجتباكم من اليهود الذين يقدسون في معابدهم الأحبار والرهبان

هو اجتباكم من السيخ الذين يؤمنون بإلاهية كل الأكوان
هو اجتباكم من الهندوس الذين يعددون الآلهة ويسجدون للأوثان

هو اجتباكم من الملاحدة الذين يكفرون بالرحمن

ليس هذا فحسب ، بل ...
هو اجتباكم من الطوائف البدعية المخالفة للسنة النبوية وعقائد الأئمة الجلية
كطوائف الشيعة الإمامية والصوفية القبورية
والجهمية والمعتزلة والأشعرية والكلابية والماتريدية والكرامية

هو اجتباكم من الأفكار الردية المخالفة للشريعة الإسلامية
كالأفكار الليبرالية والعلمانية والاشتراكية والرأسمالية

يا الله
هاهنا تنازع قلبي شعوران
فرح غامر بالاجتباء ، وقلق سائد من الاستبدال والبلاء

وهذه المنازعة هي التي دفعت إبراهيم عليه السلام ليقول :
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ

ودفعت يوسف عليه السلام ليقول :
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

ودفعت نبينا صلى الله عليه وسلم ليقول :
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

بل قالت أم سلمة رضي الله عنها كما عند الترمذي بإسناد صحيح :
كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فقيل له في ذلك ؟ قال :
إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام و من شاء أزاغ.

فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وتوفنا مسلمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
آمين آمين يارب العالمين

وكتبه
أخوكم الفقير إلى عفو ربه العلي
أبو الحارث ضياء ابن بدور الشافعي