انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 05-30-2010, 02:17 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس التاسع عشر


م / وطلوع الشمس من مغربها .



· طلوع الشمس من مغربها علامة من علامات الساعة الكبرى .
قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) .
فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) رواه مسلم .
ومن السنة :
حديث حذيفة بن أسيد السابق ( ..... إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم .
· المبادرة بالعمل الصالح قبل طلوع الشمس من مغربها .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، .... ) رواه مسلم .
· أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها .

قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) .
فقوله ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) يعني طلوع الشمس من مغربها .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم .
فمفهومه : أن من تاب بعد ذلك لا تقبل .
وعن أبي موسى . أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم .

عذاب القبر





م / وَعَذَابُ الْقَبْرِ وَنَعِيُمُهُ حَقٌ وَقَدْ اسْتَعَاذَ الْنَّبِيُّ صلى الله عليه


وسلم مِنْهُ وَأَمَرَ بِهِ فِي كُلِّ صَلَاة.

· عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة .
قال تعالى : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) .
أ-وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدله الله به مقعداً من الجنة ، وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، فيقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه من الثقلين ) . متفق عليه
ب_ وعن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلمعن القبر ؟ قال : ( نعم ، عذاب القبر حق ) . متفق عليه
ج_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلمعلى قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول ) . متفق عليه
د_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان يعلمهم هذا الدعـاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول : ( اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، ونعوذ بك من عذاب القبر ، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ) . متفق عليه
هـ-وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال ) .
و_ وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر .. ) رواه مسلم .
ز- وحديث البراء ، وفيه أنه قال في المؤمن : ( فيناد منادٍ من السماء أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ) وقال في الكافر : ( فيناد منادٍ من السماء ، أن كذب عبدي فافرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ) . أخرجه أحمد وأبو داود
· عذاب القبر من أمور الغيب ، والحكمة في ذلك :
أ- أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين ، فلو كنا نطلع على عذاب القبر لتنكد عيشنا .
ب- أنه فضيحة للميت .
ج - أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت .
· هل عذاب القبر دائم أو منقطع ؟
قال الشيخ محمد رحمه الله : ” أما إن كان الإنسان كافراً فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً ويكون عذابه مستمر .
وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن ، فإنه إذا عذب في قبره يعذب بقدر ذنوبه “ .
· أسباب عذاب القبر :
أولاً : النميمة وعدم التنزه من البول .
لحديث ابن عباس الذي سبق ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان ... ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر عذاب القبر من البول ) . رواه ابن ماجه
ثانياً : الغيبة.
فقد جاء في رواية عند ابن ماجه ( وأما الآخر فيعذب بالغيبة ) .
ثالثاً : الغلول من الغنيمة .
عن أبي هريرة قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً ، غنمنا المتاع والطعام والشراب ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له . . . فلما نزلنا قام عبدُ رسول الله صلى الله عليه وسلميحل رحله ، فرُمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول الله ! فقال : كلا ، والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم ، ففزع الناس . . . ) متفق عليه .


فتنة القبر





م / وفتنة القبر حق وسؤال منكر ونكير حق

· ما معنى فتنة القبر ؟
هي سؤال الملكين الميت عن ربه ودينه ونبيه .
· فتنة القبر ثابتة بالكتاب والسنة :
قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) .
وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله :
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ) .
وعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – في حديث صلاة الكسوف ، وفيه : قال صلى الله عليه وسلم: ( وأنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً أو مثل فتنة المسيح الدجال ... ) . متفق عليه
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب
القبر ... ) .
متفق عليه
وعن عائشة – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد
وعن عثمان بن عفان قال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل ) . رواه أبو داود
· من يقوم بالفتنة ؟
الذي يقوم بالفتنة في القبر ، هما : منكر ونكير .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قبر الميت ، أو قال : أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعت الناس يقولون ، فقلت مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) . رواه الترمذي
· هل السؤال خاص بهذه الأمة أم هو عام ؟
القول الأول : أن السؤال خاص بهذه الأمة . أدلتهم :
‌أ- قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) . رواه مسلم
‌ب- وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ... ) . متفق عليه
‌ج- قوله صلى الله عليه وسلم : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد
القول الثاني : أن السؤال لجميع الأمم ، واحتجوا بألفاظ العموم ، مثل :
‌أ- قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا ... ) .
‌ب- وحديث البراء الطويل : ( إن العبد المؤمن ... وإن العبد الكافر ... ) فكلمة العبد تصدق على جميع العباد المؤمنين والكفار من هذه الأمة وغيرها .
ورجح هذا القول عبد الحق الأشبيلي والقرطبي وابن القيم .
وتوقف في ذلك ابن عبد البر .
والظاهر أن السؤال عام لجميع الأمم .
· الذين لا يفتنون :
‌أ- الأنبياء .
لأن الأنبياء يُسأل عنهم ، فيقال للميت : من نبيك ؟ .
‌ب- الشهداء .
عن رشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمقال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال: ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) . رواه النسائي
‌ج- الصديق .
قيل : لا يسأل .
إذا كان الشهيد لا يفتن ، فالصديق أجل خطراً وأعظم أجراً أن لا يفتن .
لأنه مقدم ذكره في التنزيل على الشهداء .
وقد صح في المرابط الذي هو دون الشهيد أنه لا يفتن ، فكيف بمن هو أعلى رتبة منه ومن الشهيد .
وقيل : يسأل .
قال ابن القيم : ” الأحاديث الصحيحة ترد هذا القول وتبين أن الصديق يسأل في قبره كما يسأل غيره “ والله أعلم .
وهذا القول هو الراجح .
‌د- المرابط .
قال صلى الله عليه وسلم: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتان ) . رواه مسلم عن سلمان
‌ه- الأطفال والمجانين .
اختلف هل يفتنون ؟
فقال بعضهم : إنهم لا يفتنون لدخولهم في العموم .
وقال بعضهم : إن المجانين والصغار لا يسألون ، لأنهم غير مكلفين .

نكتفي بهذا القدر


وسؤال المحاضرة





هل سؤال الملكان لكل الامم ام انه خاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟


مالحكمة في ان عذاب القبر من امور الغيب؟

ونرجو من الفاضلة وردة السوسن حفظها الله
استخراج فوائد من محاضرة اليوم
وجزاكم الله خيرا جميعا

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 05-30-2010 الساعة 02:23 AM
  #22  
قديم 06-03-2010, 11:10 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس العشرون

البعث
م / وَالْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوتِ حَقٌ
· تعريف البعث :
هو إحياء الأموات بعد القيامة .
والإيمان بالمعاد مما دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة ، فأخبر الله سبحانه عنه في كتابه العزيز ، وأقام الدليل عليه ، ورد على منكريه في غالب سور القرآن .
وبسبب عظمة البعث وأنه أعظم المظاهر تعددت طرق الكتاب العزيز في إثبات البعث وتقريبه إلى الأذهان .
· الطريقة الأولى :
آيات صريحة في إثبات ذلك :
قال تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : ( وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ) .
وقال تعالى : (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) .
وقال تعالى : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) .
وأمر نبيه أن يقسم به على المعاد :
فقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ) .
وقال تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) .
وقال تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) .
وذم الله المكذبين بالمعاد :
فقال تعالى : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) .
وقال تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) .
· الطريقة الثانية :
التذكير بنشأة الإنسان الأولى :
قال تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ . إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) .
وقال تعالى : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .
· الطريقة الثالثة :
الاستدلال بإنبات النبات على إحياء الأموات :
قال تعالى : (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وقال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) .
وقال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
· الطريقة الرابعة :
الإشارة ولفت الانتباه إلى خلق السماوات :
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
· الطريقة الخامسة :
تنزيه الله سبحانه عن العبث ، فلو فرضنا أنه لا جزاء ولا حساب ولا بعث ، فما فائدة الأوامر والنواهي :
قال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) .
وقال تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) . أي : لا يؤمر ولا ينهى ، وقيل لا يبعث .
· الطريقة السادسة :
تنزيه الله عن الظلم :
فلو لم يكن هناك بعث لا استوى الناس ، فاستوى المؤمن الذي ترك كثيراً من الشبهات مخافة ربه ، والكافر لا يعرف ربه أصلاً .
قال تعالى : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) .
· الطريقة السابعة :
ذكر وقائع وأحداث يستدل بها على البعث .
كما في قصة قتيل بني إسرائيل .
وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت .
وقصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها .
وقصة إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة .
وقصة أصحاب الكهف ، فقد أماتهم الله في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين ، قال تعالى في قصتهم : (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ ... ) .
· يجب أن تعتقد أن البعث جمع متفرق لا إيجاد معدوم .
كما قال تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ . بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) .
وقال تعالى : ( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) .
· كيف يحشر الناس ؟
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحشرون حفاة عراة غرلاً ) قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم على بعض ؟ فقال : ( الأمر أشد من أن يهمهم ذلك ) . متفق عليه
( حفاة ) ليس عليهم نعال ولا خفاف .
( عراة ) ليس عليهم لباس الجسد .
( غرلاً ) لم ينقص من خلقهم شيء ، والغرل : جمع أغرل ، وهو الذي لم يختن . [ وسيأتي مبحث الحشر ] .

النفخ في الصور
م / وذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور. (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
· النفخ في الصور ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
من الكتاب قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
وقال تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) .
وقال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) .
وقال تعالى : (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ) .
ومن السنة :
عن عبد الله بن عمرو قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ قال : ( قرن ينفخ فيه ) .
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً ، ثم لا يبقى أحد إلا صعق ... ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) .
وأجمع المسلمون على ثبوته .
· النافخ في الصور هو إسرافيل u .
أجمع العلماء أن الذي موكل بنفخ الصور هو إسرافيل .
· عدد النفخات :

اختلف العلماء في عدد النفخات على قولين :
القول الأول : أنها نفختان : نفخة الصعق ونفخة البعث .
ويدل لهذا قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) .
وقال تعالى : (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ . فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
فقوله تعالى : (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) . هذه النفخة الأولى .
وقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) هذه هي النفخة الثانية .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما بين النفختين أربعون ) قالوا : يا أبى هريرة : أربعين يوماً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون سنة : قال : أبيت ) . متفق عليه
القول الثاني : أنها ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث .
واحتجوا : في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) ن أن
وهذه نفخة الفزع .
وقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ ... ) هذه نفخة الصعق .
وقوله تعالى : (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) هذه نفخة البعث .
قالوا : إن الفزع مغاير للصعق .
· صاحب الصور مستعد للنفخ .

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ ، وحنى جبهته وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ ) رواه الترمذي .
نكتفي بهذا القدر اليوم

واجب الدرس
مامعنى البعث
واذكر طريقة واحدة لاثبات البعث مع الشرح لها

نختار اليوم الاخت الفاضلةام سلمى لاستخراج الفوائد
  #23  
قديم 06-12-2010, 09:57 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الواحدوالعشرون
الحشر
م / ( ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً ) .
---------------------
· تعريف الحشر :
لغة الجمع .
واصطلاحاً : جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم .
· والحشر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) .
وقال تعالى ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) .
وقال تعالى (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفْراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد ) متفق عليه .
· ويحشر كل شيء حتى البهائم ودل على حشر البهائم عدة أدلة :
أ- قوله تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) .
ب_ قوله تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) .
ج_ وحديث أبي ذر .( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين ينتطحان فقال : يا أباذر أتدري فيما ينتطحان ؟ قال : قلت : لا ، قال : لكن الله يدري وسيقضي بينهما ) رواه أحمد .
د- وحديث ( مانع صدقة الإبل والبقر والغنم وأنها تجيء يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطأوه
بأظلافها ) متفق عليه .
هـ- الآثار الواردة في قوله تعالى ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ) وأن الله تعالى يجمع الوحوش ثم يقتص من بعضها لبعض ، ثم يقول لها : كوني تراباً ، فتكون تراباً ، فعندها يقول الكافر ( يا ليتني كنت تراباً )
· كيف يحشر الناس ؟
يحشرون حفاة عراة غرلاً .
لحديث عائشة . قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، قالت : يا رسول الله ! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) متفق عليه .
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنكم تُحشرون حفاة عراة غُرلاً ، ثم قرأ ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) وأول من يُكسَى يوم القيامة إبراهيم ) متفق عليه .
حفاة : جمع حاف وهو من ليس عليه نعال .
عراة : جمع عار وهو من ليس عليه ثياب .
غرلاً : أي غير مختونين .
· أول من يكسى إبراهيم .
للحديث السابق ( وأول من يكسى إبراهيم عليه السلام ) .
والحكمة في ذلك :
قيل : لم يكن في الأولين والآخرين لله عز وجل عبد أخوف من إبراهيم فتعجل له كسوته أماناً له ليطمئن قلبه .
وقيل : لأنه أول من أمر بلبس السراويل إذا صلى مبالغة في التستر .
وقيل : أن الذين ألقوه في النار جردوه ونزعوا عنه ثيابه على أعين الناس ، فلما صبر واحتسب وتوكل على الله جازاه على ذلك بأن جعله أول من يدفع عنه العرى يوم القيامة ، وهذا أحسنها .
· أرض المحشر الشام .
عن سهل بن سعد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ، ليس فيها معلم لأحد ) رواه البخاري .
عفراء : أي ليس بياضها ناصع . كقرصة النقي : الدقيق الخالص من الغش .
ليس فيها معلم لأحد : أي : شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل والصخرة والبناء .
· ذلك اليوم رهيب عظيم فمما يكون فيه : دنو الشمس من الخلائق .
عن سُليْم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُدنَى الشمسُ يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم مقدار ميل ) قال سليم بن عامر : فوالله ! ما أدري ما يعني بالميل ، أمسافة الأرض ، أم الميل الذي الذي تُكتحل به العين ) رواه مسلم .
وعندما يشتد البلاء ، ويطول وقوفهم في ذلك المحشر ، والناس يريدون النجاة من هذا الموقف العظيم ، يبحث العباد عن أصحاب المنازل العالية ليشفعوا عند ربهم ، كي يأتي لفصل القضاء بينهم وتخليصهم من كربات الموقف وأهواله وشدائده :
ولهذا قال المصنف :
الشفاعة العظمى للفصل بين الناس
م / حَتَّى يَشْفَعَ فِيهِمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم
-----------------------
أي يشفع صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف ليقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عنها ، فيذهبون للرسول e فيشفع عند رب العالمين فيقضى بينهم ، وهذه هي الشفاعة العظمى التي اختص بها نبينا e .
عن أبي هريرة ، قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بلحم ، فَرُفِعَ إليه الذراع وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة . وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ، وما لا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم ، فيأتون آدم : فيقولون : يا آدم ! أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله . وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ، وسماك الله عبداً شكوراً ، اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن رب قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله . وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي . نفسي نفسي . اذهبوا إلى إبراهيم عليه السلام . فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله . وذكر كذباته ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقولون : يا موسى . أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وإني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى عيسى عليه السلام . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ! أنت رسول الله وكلمت الناس في المهد ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . ولم يذكر له ذنباً ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غير . اذهبوا إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون : يا محمد ! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء ، وغفر الله لك ما تقدم من ذلك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ! ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب ! أمتي ، أمتي ، فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك ، من لا حساب عليه ، من باب الأيمن من أبواب الجنة . وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفس محمد بيده ! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى .
الحديث فيه فوائد كثيرة أذكر أهمها :
· أولاً : أن الرسول سيد البشر وأفضل المرسلين .
· ثانياً : أن يوم القيامة يوم شديد رهيب ، أهواله كبيرة .
ولذلك وصفه الله بأوصاف كثيرة :
يوم الفرار .
قال تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) .
يوم التغابن .
قال تعالى (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) .
سمي بذلك : لأنه يظهر فيه غبن الكافر بتركه الإيمان .
يوم الجمع .
قال تعالى (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ) .
سمي بذلك : لأن الله يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد .
يوم تكشف فيه صحائف الأعمال .
قال تعالى (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ) .
يوم الدين .
قال تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) .
أي يوم الجزاء والحساب .
يوم الفصل .
قال تعالى (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً) .
سمي بذلك : لأن الله يفصل فيه بين الخلائق .
يوم الوعيد .
قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) .
يوم عقيم .
قال تعالى ( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) .
سمي بذلك : لأنه لا يوم بعده .
فائدة : أسباب النجاة من أهوال يوم القيامة :
منها : التنفيس عن المسلمين .
لحديث الباب ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب القيامة ) .
ومنها : إنظار المعسر أو الوضع عنه .
قال e ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينظر معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم
ومنها : الوفاء بالنذر ، وإطعام الطعام لله .
قال تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً . وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً )
· ثالثاً أن في الحديث فضائل آدم وهي :
أبو البشر – خلقه الله بيده – نفخ الله فيه من روحه – أسجد له ملائكته – علمه أسماء كل شيء .
· رابعاً : أن الأنبياء المذكورون بالحديث هم أولوا العزم من الرسل .
وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه :
الموضع الأول / في سورة الأحزاب .
قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِـنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَـذْنَا مِنْهُـم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) .
الموضع الثاني / في سورة الشورى .
قال تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) .
· خامساً : أن نوحاً أول الرسل .
لقوله ( فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ) .
ومن الأدلة أيضاً قوله تعالى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) .
· سادساً : الحكمة في إلهام الناس أن يسألوا أولاً آدم ومن بعده من الرسل ، ولم يلهموا سؤال نبينا محمد e من أول مرة ؟
قال النووي : إظهار فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنهم لو سألوه ابتداء لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا ويحصله ، وأما إذا سألوا غيره من رسل الله تعالى وأصفيائه فامتنعوا ثم سألوه فأجاب وحصل غرضهم فهو النهاية في ارتفاع المنزلة وكمال القرب وعظيم الإدلال والأنس .
· سابعاً : إثبات الشفاعة العظمى للنبي e
· ثامناً : يجب الإيمان أنه لا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعة النبي e
· تاسعاً : فضل منزلة العبودية ، فقد جاء في رواية ( قال عيسى : اذهبوا إلى محمد عبداً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
الحساب
م / وَيُحَاسِبَهُمْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
· تعريف الحساب :
لغة : العدد .
وشرعاً : اطلاع الله عباده على أعمالهم ، وتقريرهم عليها .
· وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ . ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) .
وأما من السنة :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : ( ... اللهم حاسبني حساباً يسيراً ) فقالت عائشة : ( ما الحساب اليسير ؟ قال : ( أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه ) . رواه أحمد ، وقال الألباني : إسناده جيد .
وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة .
· يستثنى من الذين لا يحاسبون من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
كما جاء في الصحيحين . أن النبي صلى الله عليه وسلم غا قال ( عرضت عليّ الأمم ....الحديث وفيه : ورأيت أمتي ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، وهم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) .
· يشمل الحساب حتى الجن .
لأنهم مكلفون مأمورون كالإنس .
ولذلك الجني الكافر يدخل النار بالاتفاق .
كما قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ... ) .
وقال تعالى (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ).
ويدخل مؤمنهم الجنة كما هو مذهب أكثر العلماء :
لعموم قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) .
ولقوله تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) .
ولقوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) .
· صفة حساب المؤمن :
يخلو به ربه ويقرره بذنوبه ، ثم يسترها ويغفرها .
عن ابن عمر t قال : سمعت رسول الله e يقول ( يُدنَى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل ، حتى يضع عليه كنفه ، فيقرره بذنوبه ، فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب ! أعرف ، قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وإني أغفرها لك اليوم ) متفق عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ”ومع ذلك ، فإنه سبحانه يضع عليه ستره ، بحيث لا يراه أحد ، ولا يسمعه أحد ، وهذا من فضل الله على المؤمن ، فإن الإنسان إذا قررك بجنايتك أمام الناس وإن سمح عنك ، ففيه شيء من الفضيحة ، لكن إذا كان ذلك وحدك ، فإن ذلك ستر منه عليك “ .
· وأما الكفار فيحاسبون حساب تقريع وتوبيخ ، وليس محاسبة حسنات وسيئات .
كما في حديث ابن عمر السابق وفيه ( ... وأما الكفار والمنافقون فيُنادَى بهم على رؤوس الخلائق ، هؤلاء الذين كذبوا على الله ) .
· وهو عسير عليهم .
كما قال تعالى ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ) .
وقال تعالى (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) .
وإنما كان الحساب شديداً ، لأنه لا يدع شاردة ولا واردة إلا أتى بها ( أحصاه الله ونسوه ) .
· وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله : الصلاة .
لحديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله : ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ) . رواه الترمذي
· وأول ما يقضى فيه بين الناس في الدماء .
لقوله e : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) . متفق عليه من حديث ابن مسعود .
· الذين لا يحاسبون :
السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
كما في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عرضت عليّ الأمم .... ثم عرضت علي أمتي ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ....... هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) .
· يُسأل العبد عن كل شيء ، ومن أهم الأمور التي يُسأل عنها :
أولاً : الكفر والشرك .
كما قال تعالى (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ) .
ثانياً : ما عمله في الدنيا .
كما قال تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
وعن أبي برزة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم افناه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ) رواه الترمذي .
ثالثاً : النعيم الذي يتمتع به .
قال تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (سورة التكاثر: 8).
رابعاً : العهود والمواثيق .
كما قال تعالى ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) .
خامساً : السمع والبصر والفؤاد .
كما قال تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) .
· قواعد عامة في الحساب :
أولاً : العدل التام في الحساب .
قال تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة ) .
وقال تعالى ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) .
فتيلاً : هو الخيط الذي يكون في شق النواة نقيراً : النقير النقرة الصغيرة التي تكون في ظهر النواة .
ثانياً : لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد .
قال تعالى ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .
وقال تعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .
أي لتؤخذ نفس بذنب غيرها ، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقِبة بإثمها .
· البهائم لا حساب عليها حساب حسنات وسيئات وإنما يجري بينها القصاص .
عن أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لتؤدن الحقوقَ إلى أهلها حتى يقادَ للشاة ِ الجَلْحَاء من الشاة القرناء ) متفق عليه .
الجلحاء : بفتح الجيم وسكون اللام وهي التي لا قرن لها .
الحكمة : ليظهر عدل الله حتى في البهائم .
  #24  
قديم 06-20-2010, 03:30 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الثاني والعشرون

الميزان
م / وَتُنْصَبُ اَلْمَوَازِينُ , وَالْمِيزَانُ لَهُ كِفَّتَان وَلِسَانٌ, تُوزَنُ بِهِ اَلْأَعْمَالُ :(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) .
-----------------------
· تعريف الميزان :
الميزان : هو ميزان حقيقي له كفتان يضعه الله عز وجل يوم القيامة لوزن أعمال العباد .
· أدلة ثبوته في الكتاب والسنة :
قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) .
وقال تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) .
ومن السنة :
حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه
· الدليل على أنه ميزان حسي له كفتان حسيتان مشاهدتان ( حديث صاحب البطاقة ) .
لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله سيُخَلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعاً وتسعين سجلاً ، كل سجل مدُّ البصر ، ثم يقول له : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمتك كتبتي الحافظون ؟ قال : لا يا رب ، فيقول : ألك عذر أو حسنة ؟ فيبهت الرجل ، فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم اليوم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : أحضروه ، فيقول : يا رب ، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء ) .
· ما الذي يوزن ؟
اختلف العلماء
القول الأول : أن الأعمال نفسها هي التي توزن .
الأدلة :
قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) . رواه الترمذي
القول الثاني : أن صحائف الأعمال هي التي توزن .
الأدلة :
لحديث البطاقة الذي سبق .
القول الثالث : أن العامل هو الذي يوزن .
الأدلة :
قوله تعالى ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في ساقي ابن مسعود وقد ضحك الصحابة من دقتهما : ( والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد ) رواه أحمد
والذي يظهر أن الذي يوزن هو العمل ، وعليه مدار ثقل الميزان وخفته .
· أعمال تثقل الميزان :
أولاً : حسن الخلق .
عن أبي الدرداء . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مامن شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) رواه أبو داود .
ثانياً : قول سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده .
لحديث أبي هريرة السابق (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه .
ثالثاً : قول الحمد لله .
لحديث أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحمد لله تملأ الميزان ) رواه مسلم .

نشر الدواوين
وَتُنْشُرُ اَلدَّوَاوِينُ, وَتَتَطَايَرُ صَحَائِفُ اَلْأَعْمَالِ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَالشَّمَائِلِ : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه ِ.فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً. وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً . وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ . فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً . وَيَصْلَى سَعِيراً ) .
----------------------
· تعريف نشر الدواوين :
أي فتحها وقراءتها من قِبل قارئها .
الدواوين : صحائف الأعمال التي يكتبها الملائكة الموكلون بأعمال بني آدم كما قال تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَاماً كَاتِبِينَ) .
وهذا ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) .
قوله ( طائره ) قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : طائره هو ما طار عنه من عمله من خير أو شر .
وقيل : الطائر ما سبق في علم الله من شقاوة أو سعادة .
قال الشنفيطي رحمه الله : والقولان متلازمان ، لأن ما يطير له من العمل هو سبب ما يؤول إليه من الشقاوة أو
السعادة
.

قوله ( في عنقه ) قال الشنقيطي : أي جعلنا عمله أو ما سبق له من شقاوة في عنقه ، أي لازماً له لزوم القلادة أو النفل لا ينفك عنه ، ومنه قول العرب : الموت في الرقاب .
قوله ( ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً ) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن ذلك العمل الذي ألزم الإنسان إياه ، يخرجه له يوم القيامة مكتوباً في كتاباً يلقاه منشوراً ، أي مفتوحاً يقرؤه هو وغيره .
· هذا الكتاب المجرمون خائفون منه وجلون لأنه لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ويجدون فيها ما عملوا .
قال تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .
· وبيّن تعالى ، أن الناس يؤتى بعضهم هذا الكتاب بيمينه – جعلنا الله وإخواننا المسلمين منهم – وأن من أوتيه بيمينه يحاسب حساباً يسيراً ، ويرجع إلى أهله مسروراً ، وأنه في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية .
قال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً . وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ.إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ.فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ.قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) .
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ) يخبر تعالى عن سعادة من يعطى كتابه بيمينه يوم القيامة وفرحه بذلك ، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه :
( فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ ) أي خذوا اقرؤوا كتابيه ، لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة .
( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) أي قد كنت موقناً في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة ( الظن هنا بمعنى : اليقين ) .
( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) أي جامعة لما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وقد رضوها ولم يختاروا عليها غيرها .
( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) أي رفيعة قصورها ، حسان حورها ، نعيمة دورها ، دائم حبورها .
( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) أي ثمرها وجناها من أنواع الفواكه ، قريبة سهلة التناول على أهلها .
· وبين في موضع آخر ، أن من أوتيه بشماله يتمنى أنه لم يؤتيه ، وأنه يؤمر به فيصلى الجحيم ، ويسلك في سلسلة من سلاسل النار ذرعها سبعون ذراعاً .
قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ.وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ.مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ.هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ.خُذُوهُ فَغُلُّوهُ.ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ.ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) .
( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ) هذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم .
( فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ) لأنه يبشر بدخول النار ، والخسارة الأبدية .
( وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) أي : ياليتني كنت نسياً منسياً ، ولم أبعث ولم أحاسب .
( لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) أي ياليت موتتي هي الموتة التي لا بعث بعدها .
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ) أي لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه .
( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) أي ذهب واضمحل ، فلم تنفع الجنود ولا الكثرة والعَدَد ولا العُدَد ، ولا الجاه العريض ، بل كله ذهب أدراج الرياح .
ثم يؤمر بعذابه فيقال للزبانية :
( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) أي اجعلوا في عنقه غلاً يخنقه .
( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي قلبوه على جمرها ولهبها .

الحوض
م / وَلِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَوْضٌ فِي اَلْقِيَامَةِ, مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اَللَّبَنِ, وَأَحْلَى مِنْ اَلْعَسَلِ, وَأَبَارِيقُهُ عَدَدُ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ, مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا .
--------------------------
· تعريف الحوض :
لغة : مجمع الماء .
وشرعاً : مجمع ماء عظيم يضعه الله عز وجل في عرصات القيامة يرده المؤمنون .
والعرصات : جمع عرصة ، وهي الأرض الفسيحة الواسعة التي لا بناء فيها ولا شجر .
· يجب الإيمان بثبوت هذا الحوض للرسول e وقد تواترت أدلته :
قال ابن أبي العز ( والأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر ، رواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابياً ، ولقد استقصى طرقها شيخنا عماد الدين بن كثير تغمده الله برحمته في آخر تاريخه الكبير المسمى : بالبداية والنهاية .
عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا فرطكم على الحوض ) . متفق عليه
وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني فرطكم على الحوض ، من يرد عليّ شرب ، ومن شرب لم يظمأ
أبداً ... ) .

· الحوض موجود الآن :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ).متفق عليه
وفي حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلمقال ( إني فرطكم على الحوض ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ) رواه البخاري .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( والله إني لأنظر إلى حوضي الآن ) يحتمل أنه كشف له عنه لما خطب ، وهذا هو الظاهر ، قال : ويحتمل أنه يريد رؤية القلب .
· في كيفية مائة ورائحته .
في الحديث ( ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب من ريح المسك ) .
فقوله ( ماؤه أشد بياضاً من اللبن ) هذا في اللون .
وقوله ( وأحلى من العسل ) هذا في الطعم .
وقوله ( وأطيب من ريح المسك ) هذا في الرائحة .
· آنيته :
في الحديث ( .. آنيته كنجوم السماء ) .
هذا الفظ ( كنجوم السماء ) أشمل من لفظ ( عدد نجوم السماء ) ، كنجوم السماء في العدد ، وفي النور واللمعان .
· آثار هذا الحوض :
جاء في الحديث ( من يشرب منه فلا يظمأ أبداً ) .
· أول من يرد الحوض :
عن ثوبان t أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال : ( إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوساً ، الدنس ثياباً ، الذين لا ينكحون المنعمات ، ولا تفتح لهم السدد ، الذين يعطون الحق الذي عليهم ، ولا يُعطَون الذي لهم ) . رواه الترمذي وصححه الألباني .
· مساحته .
جاء في الحديث ( طوله شهر وعرضه شهر ) .
· مادته :
هذا الحوض يصب فيه ميزابان .
عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، ما آنية الحوض ؟ قال : ( والذي نفسي بيده ، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ، يشخب فيه ميزابان من الجنة ، من شرب منه لم يظمأ ... ) . رواه مسلم
· اختلف العلماء هل لكل نبي حوض أم هو خاص برسولنا e .
قيل : لكل نبي حوض .
عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لكل نبي حوضاً ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني أرجو أن أكون أكثر واردة ) . رواه الترمذي[ وهذا الحديث مختلف فيه فبعضهم صححه وبعضهم ضعفه ولو صح لكان نصاً في محل النزاع ] .
وقيل : أنه لا حوض إلا للرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا : إن الحديث ( إن لكل نبي حوضاً ) فيه ضعف .
وقالوا : إن حوض النبي صلى الله عليه وسلمهو الحوض الذي تواترت فيه الأدلة .
ورجح بعضهم : لكل نبي حوض ، لكن الحوض الأكبر والأفضل والأعظم هو حوض الرسول.صلى الله عليه وسلم
· من يحرم من الشرب من الحوض :
عن سهل . قال : قال رسول الله ( أنا فرطكم على الحوض ، من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم ) .
وفي رواية ( إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، سيُؤخذ أناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن أمتي ؟ فيقال : أما شعرتَ ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ).
وفي رواية : ( إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ) . رواه البخاري
· الفرق بين الكوثر والحوض :
‌أ- أن الكوثر أعظم من الحوض ، فالكوثر نهر عظيم يجري ، والحوض مجمع الماء .
‌ب- أن الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر .
‌ج- أن الكوثر أصل ، والحوض فرع عنه ، لأنه ثبت أن للحوض ميزابين .
نكتفي بهذا القدر
مامعنى طائركم؟
ومالذي يوزن يوم القيامة ؟
جزاكم الله خيرا
الفاضل حامل القرآن يقوم بكتابة الفوائد على هذه المحاضرة
مع العلم ان اختبار اخر الدورة يوم 30/7/2010
فاجتهدوا وواظبوا
وفقكم ربي لما فيه الخير
  #25  
قديم 07-07-2010, 01:57 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس الثالث والعشرون


الصراط


م / وَالصِّرَاطُ حَقٌّ, يَجُوزُهُ اَلْأَبْرَارُ, وَيَزِلُّ عَنْهُ اَلْفُجَّارُ


-------------------------

· تعريف الصراط :
لغة : الطريق .
وشرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة .
· وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) .
فسرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط .
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل : ( ... ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سلم سلم ) . متفق عليه
· صفة الصراط :
قيل : إنه طريق واسع .
لأن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا .
ولأنه جاء في الحديث حينما سئل النبي عن الصراط قال ( دحض ومزلة ) .
والدحض والمزلة لا يكون إلا بطريق واسع .
وقيل : إنه طريق دقيق جداً .
ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : ( بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف ) .
وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعاً .
· العبور على الصراط وكيفيته :
لا يعبر على الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم .
ففي حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... فيمرّ المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق ، وكالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلَّم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ... ) . متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ونبيكم قائم على الصراط يقول : ربّ سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج ومكدوس في النار ) .
وفي صحيح البخاري : ( حتى يمر آخرهم يسحب سحباً ) .


· وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن الأمم أمته صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : ( فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ، ودعاء الرسل يومئذٍ : اللهم سلم سلم ) .رواه البخاري .
· فإذا عبروا الناس وقفوا في مكان يقال له القنطرة :
وهي جسر صغير ليقتص بعضهم من بعض اقتصاصاً غير الاقتصاص الأول الذي في عرصات القيامة ، الهدف منه إزالة ما في القلوب من الغل والحسد .
لأن أهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى تطهر قلوبهم من الغل والحسد :
قال تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) .


الشفاعة لأهل الكبائر من الأمة


م / وَيَشْفَعُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ دَخَلَ اَلنَّارَ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْكَبَائِرِ, فَيَخْرُجُونَ بِشَفَاعَتِهِ بَعْدَمَا اِحْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا وَحُمَمًا, فَيَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ, وَلِسَائِرِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ شَفَاعَاتٌ .


-------------------------------

· تعريف الشفاعة :
لغة : جعل الشيء شفعاً .
واصطلاحاً : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .
· والشفاعة أنواع كثيرة .
لكن المصنف لم يذكر إلا الشفاعة لأهل الكبائر ، لأنها هي التي وقع النزاع فيها بين أهل السنة وغيرهم من أهل البدع ( فإن الخوارج والمعتزلة ينكرون هذه الشفاعة ) .
· وقد قسم العلماء رحمهم الله الشفاعة الصحيحة إلى أقسام :
1. الشفاعة العظمى :
وهي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء .
وقد سبقت مباحثها ، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم .
2. شفاعته صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجنة الجنة :
وهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط ، أوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فتمحص قلوب بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا ، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة ، فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة وحذيفة ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجمع الله تبارك وتعالى الناس ، فيقوم المؤمنون حتى تُزْلق [ أي تقرب ] لهم الجنة ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، استفتح لنا الجنة . . . فذكر الحديث وفيه : فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له . . . ) . رواه مسلم
وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آتي باب الجنة يوم القيامة ،فأسـتفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك ) . رواه مسلم
3. شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب للتخفيف عنه من عذاب النار :
عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أغنيت عن عمّك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر عنده عمه فقال : ( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ) . متفق عليه
· هذان الحديثان يدلان على أن أبا طالب مات كافراً ، إذ لو كان مسلماً لخرج من النار مع الموحدين ، كما تواترت الأحاديث بخروج الموحدين من النار . [ وسيأتي إن شاء الله ذكر بعض هذه الأحاديث ]
4. الشفاعة في خروج الموحدين من النار :
الأحاديث الدالة على خروج الموحدين من النار متواترة ، وقد اتفق عليها أهل السنة والجماعة .
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برّة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ) . رواه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيُخْرَجون منها وقد اسودوا ، فيلقون في نهر الحيا ـ أو الحياة ـ فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل . . . ) . متفق عليه
وهذه الشفاعة ينكرها من أهل البدع طائفتان : المعتزلة والخوارج ، لأن المعتزلة والخوارج مذهبهما في فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار ، فيرون من زنى كمن أشرك بالله ، لا تنفعه الشفاعة ولن يأذن الله لأحدٍ بالشفاعة له .
وقولهم مردود بما تواترت به الأحاديث في ذلك كما سبق .
وهذه الشفاعة لنبينا ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم .
5. الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها :
وقد يستدل لها بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعين رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . رواه مسلم
6. الشفاعة في رفع درجات بعض أهل الجنة :
وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، وافسح له في قبره ونور له فيه ، واخلفه في عقبه ) . رواه مسلم
7. شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب :
كشفاعته صلى الله عليه وسلم في عكاشة بن محصن ، حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .
· شروط الشفاعة :
رضى الله عن الشافع .
رضى الله عن المشفوع له .
إذن الله تعالى للشافع أن يشفع .
وهذه الشروط مجملة في قوله تعالى :(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) .
وقال تعالى : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) .


الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان


م / وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لَا تَفْنَيَانِ فَالْجَنَّةُ مَأْوَى أَوْلِيَائِهِ, وَالنَّارُ عِقَابُ لِأَعْدَائِهِ ، وَيُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ, فَيُذْبَحُ بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَالنَّارِ, ثُمَّ يُقَالُ "يَا أَهْلَ اَلْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ, وَيَا أَهْلَ اَلنَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ" .


----------------------------------------------

· أولاً : الجنة والنار موجودتان الآن .
اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن ، والأدلة على ذلك كثيرة جداً .
قال تعالى في الجنة ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
وقال تعالى في النار ( أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ومعنى أعدت : هيئت .
وعن أنس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأيم الذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ؟ قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ) متفق عليه .
ومنها حديث الكسوف وفيه ( ... إني رأيت الجنة فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار ، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ... ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله ( لما خلق الله الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ، ..... فلما خلق الله النار قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها .... الحديث ) رواه أبو داود .
وفي حديث البراء الطويل في عذاب القبر وفيه ( .... أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من طيبها ويفسح له في قبره مد بصره ) رواه أبو داود .
وعن أسامة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) متفق عليه .
والأدلة كثيرة أكتفي بذكر ما مضى .
· والجنة والنار لا تفنيان .( أهل الجنة مخلدون فيها وأهل النار مخلدون فيها ) .
قال تعالى في الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) .
وقال تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) .
ووصف الجنة بأنها عدن (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) ومعنى عدن : أي إقامة .
وقال تعالى (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) .
وقال صلى الله عليه وسلم( من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت )
وفي الحديث ( يناد مناد : يا أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ) متفق عليه
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بالموت على شكل كبش أملح فينادي مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم ينادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيذبح ، ثم يقول : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ) متفق عليه .
وبالنسبة للنار فقد ذكر أبديتها في القرآن في ثلاثة مواضع :
في سورة النساء .
قال تعالى (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طريقا. إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) .
وفي سورة الأحزاب .
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) .
وفي سورة الجن .
قال تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) .
وقال تعالى ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) .

نكتفي بهذا القدر
وفقكم الله لما يحب ويرضى
وعلى الفاضلة ام عبد الملك كتابة الفوائدعلى هذا الدرس
بارك الله فيها
سؤال المحاضرة
===
هل الجنةوالنار موجودتان الان ام لا..؟ وماالدليل؟

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 08-06-2010 الساعة 09:56 AM
  #26  
قديم 07-14-2010, 04:10 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس الرابع والعشرون

م / وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمُ اَلنَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ اَلْمُرْسَلِينَ, لَا يَصِحُّ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يُؤْمِنَ بِرِسَالَتِهِ وَيَشْهَدَ بِنُبُوَّتِهِ, وَلَا يُقْضَى بَيْنَ اَلنَّاسِ فِي اَلْقِيَامَةِ إِلَّا بِشَفَاعَتِهِ, وَلَا يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ أُمَّةٌ إِلَّا بَعْدَ دُخُولِ أُمَّتِهِ, صَاحِبُ لِوَاءِ اَلْحَمْدِ, وَالْمَقَامِ اَلْمَحْمُودِ, وَالْحَوْضِ اَلْمَوْرُودِ, وَهُوَ إِمَامُ اَلنَّبِيِّينَ, وَخَطِيبُهُمْ,
------------------------------
ذكر المصنف بعض ما يتعلق بنبينا صلى الله عليه وسلم وبعض ما يختص به عليه الصلاة والسلام ، فمنها :
· أنه خاتم النبيين . فلا نبي بعده عليه الصلاة والسلام .
قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) .
وعن جبيْر بن مُطعِم . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ) رواه مسلم .
وعن جابر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثلي ومثل الأنبياء ، كمثل رجل بنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها يتعجبون ويقولون : لولا موضع اللبنة ، فأنا موضع اللبنة ، جئتُ فختمت الأنبياء ) رواه مسلم .
وعن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي) متفق عليه
وعن ثوبان . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( فضلتُ على الأنبياء بستٍ : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون ) رواه مسلم .
· فمن ادعي النبوة بعده صلى الله عليه وسلم كافر .
لأنه مكذب للقرآن في قوله (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) .
ومكذب للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله ( فلا نبي بعدي ) .
ومكذب لإجماع المسلمين .
فإن قيل : إن عيسى ينزل في آخر الزمان ؟
الجواب : عيسى ينزل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وليس بشريعة أخرى .
· وسيد المرسلين .
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وسيد الأولين والآخرين .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم ) متفق عليه .
وظهرت سيادته ليلة الإسراء حين صلى بالأنبياء إماماً .
وتظهر سيادته أيضاً يوم القيامة حينما يتأخر أكابر الرسل عن الشفاعة حتى تنتهي إليها ويقول : أنا لها .

· لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته .
فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن أنه رسول لجميع الناس .
فمن قال إنه رسول للعرب فقط فليس بمؤمن .
فيجب الإيمان أنه رسول لجميع الناس قاطبة وأن دينه ناسخ لكل الأديان .
قال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( وأرسلت إلى الخلق كافة ) رواه مسلم .
ففيه الرد على اليهود والنصاري الذين يقولون أن محمداً رسول للعرب فقط .
ورد على من يدعي التقريب بين الأديان بزعمه .
· فمن لم يؤمن برسالة محمد فهو كافر .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) رواه مسلم .
· ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته صلى الله عليه وسلم .
كما سبق في حديث الشفاعة .
· ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد أمته .
فأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أول الأمم دخولاً للجنة .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة ) رواه مسلم
قال النووي في معنى الحديث : قال العلماء معناه : الآخرون في الزمان والوجود ، السابقون بالفضل ودخول الجنة ، فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم .
· صاحب لواء الحمد .
لحديث أبي سعيد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
ومعنى اللواء للرسول : أنه يكون هو قائد المرسلين وقائد الأمم ، فهو عبارة عن الشهرة وانفراده بالحمد على رؤوس الخلائق ، ومن علامات هذه القيادة : الشفاعة العظمى ، ودخول أمته الجنة أول الداخلين .
ويحتمل أن يكون لحمده لواء حقيقي يوم القيامة يسمى لواء الحمد ، واللواء هو الراية .
· والمقام المحمود .
أي الشفاعة العظمى وسبق شرحها .
· والحوض المورود .
أي له حوض في عرصات القيامة ، وسبق شرحه .

· وهو إمام النبيين وخطيبهم .
سبق أنه سيد الأولين والآخرين .
وأما خطيبهم فجاء في حديث عند الترمذي قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم ) وحسنه الألباني .

م / أُمَّتُهُ خَيْرُ اَلْأُمَمِ .
-----------------------
· أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم وأفضلها .
قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) .
قال ابن كثير : يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم خيرها ، وأنتم أكرمها على الله ) رواه أحمد .
وعن بريدة . قال : قال صلى الله عليه وسلم ( أهل الجنة عشرون ومائةُ صفٍ ، هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً ) رواه أحمد .

م / وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ اَلسَّلَامُ .
-----------------------
الصحابي : هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك ولو تخللت ردة .
· هذه الأمة خير الأمم كما سبق ، وخير هذه الأمة الصحابة رضي الله عنهم .
عن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) متفق عليه .
والصحابة ليسوا على مرتبة واحدة :
· فالمهاجرون أفضل من الأنصار .
أولاً : لأن الله قدمهم في التنزيل فقال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
ثانياً : ولأنهم جمعوا بين الهجرة والنصرة .
وهؤلاء يتفاضلون ، ولهذا قال المصنف :





أفضل الصحابة
م / وَأَفْضَلُ أُمَّتِهِ أَبُو بَكْرٍ اَلصِّدِّيقُ, ثُمَّ عُمَرُ اَلْفَارُوقُ, ثُمَّ عُثْمَانُ ذُو اَلنُّورَيْنِ, ثُمَّ عَلِيٌّ اَلْمُرْتَضَى رضي الله عنهم .
------------------------------
· أفضل الصحابة أبو بكر الصديق .
اسمه : عبد الله بن عثمان .
أول من أسلم من الرجال .
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته وأسفاره .
عن ابن عمر قال ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي : أفضل هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره ) رواه البخاري .
وعن علي قال ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) أخرجه الطبراني .
· من فضائله :
قال تعالى ( إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) والمراد بصاحبه أبو بكر الصديق .
وعن أنس . عن أبي بكر الصديق قال : قلت للرسول صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار ، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ؟ فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) متفق عليه .
وعن عمرو بن العاص . قال ( قلت يا رسول الله ! أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ، فقلت من الرجال : فقال :
أبوها ) رواه البخار ي.

وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ) متفق عليه .
وعن عمار قال ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبدٍ وامرأتان وأبو بكر ) رواه البخاري .
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
· وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بماله ونفسه ، فهل أنتم تاركي لي صاحبي ) رواه البخاري .
كان سباقاً للخير : ففي الترمذي عن عمر قال ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقه إلى شيء أبداً ) .
سمي بالصديق لأنه صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .

· ثم بعده عمر الفاروق .
وهو عمر بن الخطاب بن نفيْل العدوي القرشي .
فاروق هذه الأمة .
وأعز الله به الإسلام .
قال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .
· من فضائله :
أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر ) متفق عليه .
وعن أبي سعيد الخدري . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بينا أنا نائم إذ رأيت الناس عرضوا عليّ وعليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرضَ عليّ عمر وعليه قميـص يجره ، قالوا : فما أولتَ ذلك يا رسول الله ! قال : الدين ) متفق عليه .
وعن ابن عمر . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم إذ رأيتُ قدحاً أُتِيتُ به فيه لبن ، فشربت منه حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظفاري ، ثم أعطيتُ فضلي عمر ، قالوا : فما أولتَ ذلك يارسول الله ! قال : العلم ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد كان فيمن قبلكم مُحَدَّثون ، فإن يكن من أمتي أحد فعمر ) رواه البخاري
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
وقال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .
وعن سعد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إيهاً يا ابن الخطاب ! والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك ) رواه البخاري .
· ثم بعده عثمان .
وهو عثمان بن عفان .
هاجر الهجرتين ، وسمي بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم، تزوج رقية فلما ماتت زوجه النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم .
أنفق ماله في سبيل الله تعالى .
· من فضائله :
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يحفر بئر رومة وله الجنة ، فحفرها عثمان ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من جهز جيش العسرة فله الجنة ، فجهزه عثمان ) .
بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبه .
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ( ألا أستحي من رجل تستحيي منه الملائكة ) رواه مسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما ضر عثمان ما عمِل بعد اليوم ) رواه الترمذي .
· ثم بعده علي بن أبي طالب .
وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة رضي الله عنها .

· من فضائله :
قال النبي صلى الله عليه وسلمله ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فدعا علياً فأعطاه الراية ) متفق عليه .
وعن علي أنه قال ( إنه لعهْد النبي : لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) رواه مسلم .

الخلافة
م / وَهُوَ أَحَقُّ خَلْقِ اَللَّهِ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلملِفَضْلِهِ وَسَابِقَتِهِ, وَتَقْدِيمِ اَلنَّبِيّ ِصلى الله عليه وسلم فِي اَلصَّلَاةِ عَلَى جَمِيعِ اَلصَّحَابَةِ وَإِجْمَاعِ اَلصَّحَابَةِ عَلَى تَقْدِيمِهِ وَمُبَايَعَتِهِ, وَلَمْ يَكُنْ اَللَّهُ لِيَجْمَعَهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ ثم بعده عمر لفضله وعهْد أبي بكر إليه ، ثم عثمان لتقديم أهل الشورى له ، ثم علي لفضله وإجماع أهل عصره عليه ، وهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون الذين قال النبي صلى الله عليه وسلمفيهم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ .
------------------------------
· أحق الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق .
والأدلة على ذلك كثيرة : ذكر المصنف أكثرها :
لفضله وسابقته حيث أنه أول من أسلم من الرجال .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلمفي مرضه الذي مات فيه ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) متفق عليه .
وعن حذيفة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ) رواه الترمذي .
وعن عائشة . قالت ( دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلمفي اليوم الذي بُدىءَ فيه فقال : ادعي لي أباك وأخاك ، حتى أكتب لأبي بكر كتاباً ثم قال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) متفق عليه .
وعن جبيْر بن مطعم قال ( أتت امرأة النبيصلى الله عليه وسلم، فأمرها أن ترجع إليه ، فقالت : أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ كأنها تريد الموت ، قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) رواه البخاري .
واجتمعت عليه الصحابة وبايعوه كلهم ولا يمكن أن تجتمع الأمة على ضلالة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) .
· خلافته :
كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ، وكانت وفاته سنة ( 13 ) هـ بعد مرض خمسة عشر يوماً ، وكان عمره يوم موته ( 63 ) عاماً .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعد أبي بكر عمر بن الخطاب .
لفضله ،وفضائله أشهر من أن تنكر ، وأكثر من أن تذكر . وقد سبقت فضائله .
ولأن أبا بكر عهد إليه بالأمر بعده .
ففي أثناء مرض أبي بكر الصديق عهد بالأمر مِن بعده إلى عمر بن الخطاب ، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان ، وقرىء على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا .
· خلافته :
كانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر ، وكانت وفاته سنة ( 23 ) هـ ، وله من العمر 63 عاماً .
طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي في المحراب .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعد عمر عثمان .
لتقديم أهل الشورى له .
فقد قال عمر لما طعن ( ..... فقالوا : أوص يا أمير المؤمنين ، استخلف ، قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر ، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فسمى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن ، وقال : ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء ) رواه البخاري . وقد اختار أهل الشورى عثمان وبايعه الناس .
· خلافته :
كانت خلافته : ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً ، وقد تجاوز عمره ( 82 ) عاماً ، مات شهيداً .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعده علي بن أبي طالب .
لفضله .
ولأنه لما مات عثمان بايعه الناس وصار إماماً وخليفة يجب طاعته .
· خلافته :
كانت خلافته أربع سنوات وتسعة أشهر عام 40 هـ
وهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ) .


نكتفي بهذا القدر
ونكمل في المرة القادم ان شاء الله

سؤال المحاضرة
من هو الصحابي؟ ومن هم الخلفاء الراشدون؟
  #27  
قديم 07-18-2010, 02:18 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الدرس الخامس والعشرون
=========
الشهادة بالجنة
م / وَنَشْهَدُ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ, كَمَا شَهِدَ لَهُمْ اَلنَّبِيُّ  فَقَالَ (( أَبُو بَكْرٍ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعُمَرُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعُثْمَانُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعَلِيُّ فِي اَلْجَنَّةِ, وَطَلْحَةُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَالزُّبَيْرُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَسَعْدٌ فِي اَلْجَنَّةِ, وَسَعِيدٌ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي اَلْجَنَّةِ, وَأَبُو عُبَيْدَةَ ِبْنِ اَلْجَرَّاحِ فِي اَلْجَنَّةِ ، وكل من شهد له النبي  بالجنة شهدنا له كقوله : الحسن والحسين سيدا شباب الجنة ، وقوله في ثابت بن قيس : إنه من أهل الجنة ، ولا ننزل أحداً من أهل القبلة جنة ولا ناراً إلا من نزله رسول الله  ، لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء)) .
----------------------------------
من عقيدة أهل السنة الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول  بعينه ، أما من عداهم فلا يشهد لأحد بجنة أو نار لكن نرجو للمحسن الثواب ونخاف على المسيء العقاب .
فممن شهد لهم الرسول بالجنة : العشرة المبشرين بالجنة .
وسموا بذلك لأنهم جاءوا بحديث واحد مجتمعين .
عن عبد الرحمن بن عوف . قال : قال رسول الله  ( أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد في الجنة ، وسعيد في الجنة ، وأبو عبيدة في الجنة ) رواه الترمذي .
• الحسن والحسين .
لحديث أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( الحسن والحسين سيدا شباب الجنة ) رواه الترمذي .
• عُكاشة بن محصن .
لما ذكر الرسول  السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقال عكاشة بن محصن : ( ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت منهم ) متفق عليه .
• بلال بن رباح .
لحديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله  لبلال ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ) متفق عليه .
• عبد الله بن سلام .
لحديث سعد . قال ( ما سمعت رسول الله  يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سَلام ) رواه البخاري .
• ثابت بن قيس .
لحديث أنس قال ( لما نزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) جلس ثابت في بيته ، وقال : أنا من أهل النار ، واحتبَس عن النبي ، فسأل النبي  عنه ، فلما أخبر بخبره ، قال : بل هو من أهل الجنة ) رواه مسلم .

حارثة .
كما جاء في حديث أنس ( أن أم حارثة أتت النبي  فقالت : يا رسول الله ! ألا تحدثني عن حارثة – وكان قد قتل يوم بدر – فإن كان من أهل الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ، فقال : يا أم حارثة ! إنها جنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) رواه مسلم .
• جعفر .
لحديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة ) رواه الترمذي .
• وغيرهم :
كزوجاته  ، وفاطمة .

حكم مرتكب الكبيرة
م / وَلَا نُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ, وَلَا نُخْرِجُهُ عَنْ اَلْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ .
---------------------
• معتقد أهل السنة والجماعة أن فاعل الكبير [ غير الشرك ] أنه لا يخرج من الإسلام وهو مؤمن ناقص الإيمان .
ولهم أدلة كثيرة على ذلك :
قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
استدل أهل السنة بهاتين الآيتين على أن المؤمن لا يكفر بارتكابه الكبائر ، لأن الله أبقى عليه اسم الإيمان مع ارتكابه لمعصية القتل ، ووصفهم بالأخوة وهي هنا أخوة الدين .
وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ....... ) .
قال ابن الجوزي : دل قوله تعالى [ من أخيه ] على أن القاتل لم يخرج من الإسلام .
ومن الأدلة نصوص صريحة في خروج من دخل النار من الموحدين .
عن أنس . قال : قال رسول الله  ( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من
إيمان ) متفق عليه .
وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيُخرجون منها قد اسودوا .... ) متفق عليه .

• وهناك نصوص صريحة فيها التصريح ببقاء الإيمان مع ارتكاب الكبائر .
كحديث عمر . ( أن رجلاً على عهد النبي  كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يُضحك رسول الله  قد جلده في الشراب ، فأتيَ به يوماً فجلد ، فقال رجل من القوم ، اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتَى به ! فقال النبي  : لا تلعنوه ! فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله ) رواه البخاري .
فالحديث صريح ببقاء محبة الله ورسوله ، وهي من أعظم أصول الإيمان القلبي مع تكرار شربه للخمر .
قال الحافظ ابن حجر : وفيه الرد على من زعم أن مرتكب الكبيرة كافر لثبوت النهي عن لعنه ، والأمر بالدعاء له .
• وهناك نصوص فيها التصريح بعدم دخول الموحد النار أو خلوده فيها – إن دخل – مع ارتكابه الكبائر .
كحديث أبي ذر . عن النبي  أنه قال ( أتاني جبريل فبشرني : أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ،
قلت : وإن زنى وإن سرق ، قال : وإن زنى وإن سرق ) متفق عليه .
قال النووي : وأما قوله [ وإن زنى وإن سرق ] فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار ، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود بالجنة .
وهناك أدلة كثيرة جداً ، لكن ما ذكرته يكفي .
• ففاعل الكبيرة عند أهل السنة إذا مات – من غير توبة – فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كبقية المسلمين .
• فمن شرب الخمر أو سرق أو قتل نفساً بغير حق فإنه يعتبر مؤمن ناقص الإيمان ويغسل ويكفن ويصلى عليه .
• الكبيرة : هي كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب .
• خالفت في ذلك الخوارج قالوا : إن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار .
وقولهم مردود ترده الأحاديث الصحيحة كما سبق .
وهم استدلوا بنصوص الوعيد ، كحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ) .
والجواب عند أهل السنة : أن المعنى أنه حين يسرق يكون ناقص الإيمان ، جمعاً بين النصوص .
وكذلك قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) .
والجواب عن هذا : أن معنى خالداً فيها : المراد المكث الطويل ، جمعاً بين النصوص .
وسبب ضلال هذه الطائفة أنها أخذت بأحاديث الوعيد فقط .







طاعة ولي الأمر في غير المعصية
م / وَنَرَى اَلْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَاضِيَيْنِ مَعَ طَاعَةِ كُلِّ إِمَامٍ, برًا كَانَ أَوْ فَاجِرًا .
ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين ، برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، فإنه
لا طاعة لأحد في معصية الله .
ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه صار خليفة وسمي أمير المؤمنين
وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه .
-------------------------
براً : البر كثير الطاعة . فاجراً : كثير العصيان .
من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يرون الطاعة للأمير ولو كان فاسقاً ، ويرون عدم الخروج عليه ، لما يترتب على ذلك من المفاسد الكثيرة من سفك للدماء ، وزهق للأرواح ، ونهب للأموال ، واستحلال للمحارم ، بل في الصبر على جوْرهم تكفير السيئات ومضاعفة للأجور .
• الأدلة على وجوب طاعة ولي الأمر في غير المعصية :
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني ) متفق عليه .
وعن ابن عمر . قال : قال رسول الله  ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) متفق عليه .
وعن أبي ذر . قال : قال رسول الله  ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف ) رواه مسلم ، وعند البخاري ( ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة ) .
وعن ابن عباس . قال : قال رسول الله  ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) متفق عليه .
وعن عوف بن مالك . قال : قال رسول الله  ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون
عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا الصلاة فيكم ، ألا من وليَ عليه والٍ ، فرآه يأتي شيئاً من معصيته فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) رواه مسلم .
• فأهل السنة يرون الصلاة والحج مع الأمراء وإن كانوا فجاراً .
ففي صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر كان يصلي خلف الحجاج بن يوسف ، وكذا أنس بن مالك ، وكان الحجاج فاسقاً ظالماً .
وصلى ابن مسعود خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيْط وكان يشرب الخمر .
وفي صحيح البخاري أن النبي  قال ( يصلون لكم ، فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطأوا فلكم وعليهم ) .
• وقد بيّن النبي  منهج المسلم في هذا الأمر :
فعن ابن مسعود . قال : قال رسول الله  ( إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم ، وسلوا الله حقكم ) متفق عليه .
• ويحرم طاعتهم في المعصية .
لقوله  ( لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) متفق عليه .
ثم ذكر المصنف كيفية اختيار الخليفة ، ويكون بثلاثة أمور :
أولاً : أن ينص الإمام الذي قبله .
كما في خلافة عمر ، فإنها نص من أبي بكر الصديق .
ثانياً : اتفاق أهل الحل والعقد عليه .
كإمامة أبي بكر الصديق ، فإنها لإجماع أهل الحل والعقد .
وكما في خلافة عثمان ، فإنها باجتماع من أهل الحل والعقد المعينين من قِبَل عمر .
ثالثاً : أن يغلب بسيفه حتى يصير خليفة .
قال بعض العلماء : من هذا القبيل قيام عبد الملك بن مروان على ابن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف فاستتب له الأمر .
فضل الصحابة وما جرى بينهم .
م / وَمِنْ اَلسُّنَّةِ تَوَلِّي أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ  وَمَحَبَّتُهُمْ, وَذِكْرُ مَحَاسِنَهُمْ, وَالتَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ, وَاعْتِقَادُ فَضْلِهُمْ, وَمَعْرِفَةُ سَابِقَتِهِمْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) وَقَالَ اَلنَّبِيُّ  ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا, مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ, وَلَا نَصِيفَهُ ).
----------------------
الصحابي : هو من لقي النبي  مؤمناً به ومات على ذلك ولو تخللت ردة .
سبق أن الصحابة أفضل الأمة .
• السنة حب الصحابة وتعظيمهم وأنهم عدول .
قال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) .
هذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم تزكية لا يخبر ولا يقدر عليها إلا الله ، وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم .
قال جابر ( كنا ألفاً وأربعمائة ) رواه البخاري .
وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) .
وقال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
هذه الآية اشتملت على أبلغ الثناء على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
وقال تعالى (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) .
وعن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله  ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم .. ) .
ففي هذا الحديث إثبات الخيرية لجميع الصحابة ، وأنهم مقدمون في الفضل على من جاء بعدهم .
وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( لا تسبوا أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفَه ) متفق عليه .
ففي هذا الحديث بيان لفضل أصحاب رسول الله  ، فقد نهى عن سبهم ، ووصفهم بالصحبة ، وأضافها إلى نفسه تنويهاً لفضلهم وبيان لشرف منزلتهم .
فلو أن أحداً من غير الصحابة من المؤمنين أنفق مثل جبل أحد ذهباً في سبيل الله لا رياء ولا سمعة خالصاً لوجه الله ، ما بلغ في الثواب والأجر والفضل مثل المدِّ من الطعام الذي يتصدق به صحابي ، ولا نصف المد .
وعن ابن عباس قال ( لا تسبوا أصحاب محمد  ، فلمقام أحدهم ساعة – يعني مع النبي  - خير من عمل أحدهم أربعين سنة ) رواه ابن بطة بإسناد صحيح .
وعن جابر قال : قيل لعائشة : إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله  حتى أبا بكر وعمر ، فقالت : وما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل ، فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر .
• سب الصحابة أو تكفيرهم يستلزم أموراً خطيرة :
أولاً : الطعن في الصحابة ، وهذا واضح .
ثانياً : يلزم من هذا أمر من أمرين ، إما نسبة الجهل إلى الله – تعالى عما يصفون – أو العبث في هذه النصوص التي أثني بها على الصحابة .
فإن كان الله – تعالى عن قولهم – غير عالم بأنهم سيكفرون ومع ذلك اثنى عليهم ووعدهم بالحسنى فهو جهل ، والجهل عليه تعالى محال ، وإن كان الله عالماً بأنهم سيكفرون فيكون وعده لهم بالحسنى ورضاه عنهم عبث ، والعبث في حقه محال .
ثالثاً : الطعن في حكمة الله سبحانه وتعالى حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه  فجاهدوا معه وآزروه ونصروهم واتخذهم أصهاراً ، حيث زوج ابنتيه ذا النورين ( عثمان ) ، وتزوج ابنتي أبي بكر وعمر ، فكيف يختار لنبيه أنصاراً وأصهاراً مع علمه بأنهم سيكفرون ؟؟
رابعاً : يستلزم ذلك الطعن في القرآن وفي الشريعة ، وذلك لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول ، إذ كيف نثق بكتاب نقله إلينا الفسقة والمرتدون والعياذ بالله .

• الإمساك عما شجر بينهم .
قد جاء في الحديث ( وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا ) رواه أحمد وصححه الألباني .
والمراد بالإمساك : عدم الخوض فيما وقع بينهم من الحروب والخلافات على سبيل التوسع وتتبع التفصيلات ونشر ذلك بين العامة أو التعرض لهم بالتنقص لفئة ، والانتصار لأخرى .
فنحن لم نؤمر بذلك ، بل أمرنا بالاستغفار لهم ومحبتهم ونشر محاسنهم وفضائلهم .
• وما وقع بين الصحابة من حروب وغيرها فينبغي الاعتقاد :
أن بعضها كذب ، فلا يلتفت إليه .
وبعضها زيد فيه ونقص وغيّر عن وجهه الصريح ، فينبغي التثبت والتأكد من الصحيح .
والصحيح منه فهم مجتهدون ، إما مجتهدون مصيبون ( والمجتهد إن أصاب فله أجران ) وإما مجتهدون مخطئون ( والمجتهد إن أخطأ فله أجر واحد ) .
فالمهم أن نعلم أن القتال الذي حصل بين الصحابة لم يكن على الإمامة ، فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي ولا قال ذلك طلحة والزبير ، .... وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء – بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنهم –
ومما يؤكد ذلك :
( أنه جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية ، وقالوا : أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله ، إني أعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً ، وأنا ابن عمته ، والطالب بدمه ، فائتوه فقولوا له ، فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأسلّم له ، فأتوا علياً فكلموه ، فلم يدفعهم إليه ) وفي رواية ( فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية ) .
• جمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم لم يدخلوا في هذه الفتنة .
عن محمد بن سيرين . قال ( هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله  عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين ) .
قال ابن تيمية : وهذا الإسناد أصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقه ، ومراسيله من أصح المراسيل .
• مما ينبغي على المسلم أن يعلمه حول ما وقع بين الصحابة ، هو حزنهم الشديد وندمهم لما جرى .
فهذه أم المؤمنين كما يروي عنها الزهري أنها قالت ( إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني ، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً )
وكانت إذا قرأت ( وقرن في بيوتكن ) تبكي حتى يبتل خمارها .
وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فيقول الشعبي ( لما قتل طلحة ورآه علي مقتولاً ، جعل يمسح التراب على وجهه ويقول : عزيز عليّ أبا محمد أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء ، ثم قال : إلى الله أشكو عجزي وبجري [ همومي
وأحزاني ] وبكى عليه هو وأصحابه وقال : ياليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ) .
ويقول  ( يا حسن يا حسن : ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ودّ أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ) .
ومع ذلك فأهل السنة لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر .[ ابن تيمية ] .
• حكم سب الصحابة .
سب الصحابة فيه تفصيل :
أولاً : من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم ، فلا شك في كفر هذا ، لأمور :
- أن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ، لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .
- لأن في ذلك إيذاءً له  ، لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب أصحاب المرء وخاصته والطعن فيهم يؤذيه ولا شك ، وأذى الرسول  كفر .
- أن في هذا تكذيباً لما نص عليه القرآن من الرضى عليهم والثناء عليهم .
قال ابن تيمية : .... وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله  إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره ، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين .
ثانياً : من سب بعضهم سباً يطعن في دينهم كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق وكان مما تواترت النصوص بفضله
( كالخلفاء ) فذلك كفر على القول الصحيح .
لأن في هذا تكذيباً لأمر متواتر .
وذهب بعض العلماء إلى عدم كفره ، لكن أعتبروا ذلك من كبائر الذنوب وصاحبه يستحق التعزير والتأديب .
ثالثاً : إن سب صحابياً لم يتواتر النقل بفضله سباً يطعن في الدين .
فجمهور العلماء على عدم كفره ، وذلك لعدم إنكاره معلوماً من الدين بالضرورة .
رابعاً : إن سب بعضهم سباً لا يطعن في دينهم وعدالتهم، فلا شك أن ذلك يستحق التعزير والتأديب، لكنه لا يكفر.

===
ماهي الكبيرة؟ وما حكم فاعل الكبيرة في معتقد اهل السنة؟
===
على الفاضلة ام مريم استخلاص فوائد هذا الدرس
وجزاها وجزاكم الله خيرا
  #28  
قديم 07-22-2010, 04:30 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس السادس والعشرون


الواجب لأمهات المؤمنين



وَمِنْ اَلسُّنَّةِ اَلتَّرَضِّي عَنْ أَزْوَاجِ اَلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهَاتِ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمُطَهَّرَاتِ اَلْمُبَرَّآتِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ, أُفَضِّلُهُنَّ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ, وَعَائِشَةُ اَلصِّدِّيقَةُ بِنْتُ اَلصِّدِّيقِ اَلَّتِي بَرَّأَهَا اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ, زَوْجُ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, فَمَنْ قَذَفَهَا بِمَا بَرَّأَهَا اَللَّهُ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ اَلْعَظِيمِ .


-------------------------------------------------

· زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لهن حقوق :

الترضي عنهن .
واعتقاد أنهنَّ مطهرات مبرآت من كل سوء .
وأنهنَّ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .
وأنهنَّ أمهات المؤمنين كما قال تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) أي في الاحترام والتقدير .
· وأفضلهن خديجة وعائشة .
وقد اختلف أيهما أفضل عائشة أم خديجة على قولين :
فقيل : عائشة أفضل .
لقوله صلى الله عليه وسلم ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .
وكانت من أحب الناس إليه ، ففي حديث عبد الله بن عمرو . أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل ، فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ) متفق عليه .
ولما قامت به من نشر العلم في الأمة .
وقيل : خديجة أفضل .
لأنها هي التي وآزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها .
وأرسل الله تعالى إليها السلام مع جبريل ، وهذه خاصية لا تعرف لامرأة سواها .
وقيل : خديجة أفضل في أول الإسلام وعائشة أفضل من جهة نشر العلم .
والله أعلم .
قال ابن كثير رحمه الله:
هذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديماً وحديثاًوتجاذبها طرفا نقيض أهل التشيع وغيرهم لا يعدلون بخديجة أحداً من النساء ، لسلامالرب عليها وكون ولد النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم إلا إبراهيم منها وكونه لميتزوج عليها حتى ماتت إكراماً لها وتقدم إسلامها وكونها من الصديقات ولها مقام صدقفي أول البعثة وبذلت نفسها ومالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما أهلالسنة فمنهم من يغلوا أيضاً ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف ولكنتحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق ، ولكونها أعلم منخديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمهاوفصاحتها وعقلها ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحداً من نسائه كمحبتهإياها ونزلت براءتها من فوق سبع سموات وروت بعده عنه عليه السلام علماً جماًكثيراًً طيباً مباركاً ، حتى قد ذكر كثيراً من الناس الحديث المشهور (خذوا شطردينكم عن الحميراء) .
والحق أن كلاً منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيهلبهره وحيره والأحسن التوقف في ذلك ، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل ومن ظهر له دليليقطع به ، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده منالعلم ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم والمسلك الأسلمأن يقول : الله أعلم. البداية والنهاية 3/139
قال الذهبي في ترجمة عائشة :
وكانت امرأة بيضاء جميلة ، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحب امرأة حبها ، ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء امرأة أعلم منها ، ونشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة ، فهل فوق ذلك مفخر ، وإن كان للصديقة خديجة شأن لا يلحق ، وأنا واقف في أيتهما أفضل ، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها .سير أعلام النبلاء ( 2 / 140 ) .
قال الشيخ البراك حفظه الله : وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيلخديجة:قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها .
بعض المباحث فيما يتعلق بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم :

- تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة زوجة ( خديجة ، سودة ، عائشة ، حفصة ، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة ، زينب بنت جحش ، جويرية ، أم حبيبة ، صفية بنت حيي ، ميمونة بنت الحارث ) .
- لا خلاف أنه مات عن تسع زوجات .
- زوجتان ماتتا قبله ( زينب بنت خزيمة – خديجة بنت خويلد ) .
- لم يتزوج بكراً إلا عائشة .
· حكم قذف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .

أولاً : من قذف عائشة .
أجمع أهل العلم على أن من سب عائشة بما برأها الله منه فقد كفر .
قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف .
وقال النووي : اتفقت الأمة على كفر قاذفها .
الأدلة :

لأن في ذلك تكذيباً للقرآن الذي شهد ببراءتها في آيات من سورة النور .
قال ابن كثير : وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكره في الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .
ولأن فيه إيذاء وتنقصاً للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومما يدل على أن قذفها إيذاء للرسول ، ما جاء في حديث الإفك .
قالت عائشة ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ....) .
وأيضاً الطعن بها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله يقول ( الخبيثات للخبيثين ..... ) قال ابن كثير : أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له لا شرعاً ولا قدراً .
ثانياً : سب بقية أمهات المؤمنين .
والراجح والذي عليه الأكثر أنه كفر .
لأنه في ذلك تنقيص وأذى لرسول صلى الله عليه وسلم بقذف زوجاته .


فضل معاوية


وَمُعَاوِيَةُ خَالُ اَلْمُؤْمِنِينَ, وَكَاتِبُ وَحْي اَللَّهِ, أَحَدُ خُلَفَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ



·ذكر المصنف معاوية لأن كثيراً من الرافضة يطعنون فيه ، بسبب ما حصل بينه وبين علي .
· ذكر المصنف بعض فضائل معاوية : فمن فضائله :
أولاً : أنه كاتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير منه مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني .
ثالثاً : وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : ( كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول اللهصلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء ........ وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه ) .
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة ) .
وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .
قلت : وهذا الحديث أخرجه مسلم تحت الأحاديث التي تندرج تحت باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً و رحمة .
رابعاً : وقد كان لمعاوية شرف قيادة أول حملة بحرية ، وهي التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملوك على الأسرة ..
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ، ثم استيقظ يبتسم ، فقلت : ما أضحكك ؟ قال : ( أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة ) ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : ( أنت من الأولين ) ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين ، فنزلوا الشام ، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها ، فصرعتها فماتت . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) .
قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوله : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة .. ) يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة .
وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أول جيش من أمتي يغزو مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم ) ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : ( لا ) . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) . ومسلم ( 13 / 57 ) .
ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة . قاله ابن حجر في الفتح ( 6 / 121 ) .
قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي ( ت 435هـ ) معلقاً على هذا الحديث : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . انظر الفتح ( 6 / 120 ) .
ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة ( 27هـ ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام ، أثناء خلافة عثمان t . [ انظر تاريخ الطبري ( 4 / 258 ) و تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين ]
من أقوال أهل العلم في معاوية :

قال شارح الطحاوية: (( وأول ملوك المسلمين معاوية، وهو خير ملوك المسلمين )).
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (( أمير المؤمنين ملك الإسلام )).
وسئل ابن المبارك عن معاوية، فقال: (( ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده. فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد )).
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: (( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه )).


هجران أهل البدع



م / وَمِنْ اَلسُّنَّةِ هُجْرَانُ أَهْلِ اَلْبِدَعِ وَمُبَايَنَتُهُمْ, وَتَرْكُ اَلْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ, وَتَرْكُ اَلنَّظَرِ فِي كُتُبِ اَلْمُبْتَدِعَة وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِمْ, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ فِي اَلدِّينِ بِدْعَةٌ .




· تعريف الهجر .
الهجر : الترك ، والمراد هنا هجران أهل البدع وتركهم والابتعاد عنهم وترك محبتهم وموالاتهم .
· صفات هجر المبتدع .
عدم مجالسته ، والابتعاد عنه ، وترك توقيره ، وترك مكالمته ، وترك السلام عليه ، وعدم سماع كلامهم وقراءتهم ، وعدم مشاورتهم .
الأدلة على هجر أهل البدع .
قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ).
قال الشوكاني : وفي هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم .
وقال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .
استدل مالك بهذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان .
والأدلة من السنة كثيرة .
بل المحدثون يترجمون لها :
في سنن أبي داود : باب مجانبة أهل الأهواء أو بغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء .
وفي رياض الصالحين : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري : الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب .
· الأدلة على هجر المبتدع :

عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .
وعن ابن عمر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة . قالت ( تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هو الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) رواه مسلم .
ومن المعلوم أن ابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم بقوله ( فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) .
وأيضاً أحاديث هجر النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المعاصي حتى يتوبوا .
فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليهم .
وهجر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه .
وهذه وإن كانت في هجر العاصي المجاهر بمعصيته ، فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع من باب أولى .
قال الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق .
وقال ابن المبارك : إياك وأن تجالس صاحب بدعة .
وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة .
وعن طاووس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم .
وعن يحيي بن كثير : إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وعن الحسن البصري : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وقال الخطابي : إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق .
· الهدف من الهجر :
زجر المهجور ، وتأديبه ورجوعه للحق .
والهجر بهذه النية من جنس الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
يجب هجر كتبهم وعدم قراءتها لخطرها ولما فيها من البدع .



م /وَكُلُّ مُتَّسِمٍ بِغَيْرِ اَلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ مُبْتَدِعٌ, كَالرَّافِضَةِ, وَالْجَهْمِيَّةِ, وَالْخَوَارِجِ, وَالْقَدَرِيَّةِ, وَالْمُرْجِئَةِ, وَالْمُعْتَزِلَةِ, وَالْكَرَّامِيَّةِ, والكُلَّابِيَّةِ, وَنَظَائِرِهِمْ, فَهَذِهِ فِرَقُ اَلضَّلَالِ, وَطَوَائِفُ اَلْبِدَعِ, أَعَاذَنَا اَللَّهُ مِنْهَا



كل متسم : أي كل من جعل له سمة وميزة ظاهرة غير ميزة المسلمين وشعارهم . أو خالف ما عليه الصحابة .
وأما المبتدعة المذكورون : فخصهم بالذكر لاشتهار مذاهبهم مع قبحها وبعدها عن الصواب .
الرافضة :
سموا بذلك ، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين ، فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر ، فقال : هما صاحبا جدي ، بل أتولاهما ، فرفضوه ، فسموا رافضة .
وهذه الفرقة أخبث الفرق وأقبحها ، يكفرون معظم الصحابة إلا نفراً قليلاً ، وحرفوا القرآن ، واتهموا عائشة بالفاحشة التي برأها الله بالقرآن ، ويوالون أعداء الله على المسلمين .
الجهمية :
أتباع الجهم بن صفوان ، الذي قال : إن العبد مجبور على فعله ، ولا قدرة له ولا اختيار ، وأنكر الصفات ، وقال بفناء الجنة والنار ، والإيمان عنده المعرفة فقط .
والخوارج :
سموا بهذا الاسم لخروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ونزلوا بأرض يقال لها حروراء ، فسموا بالحرورية ، وأهم آرائهم تكفيرهم مرتكب الكبيرة ، والقول بتخليده في النار .
والقدرية :
سموا بذلك لقولهم في القدر ، وهم الذين يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه ، فأثبتوا خالقاً مع الله ، وقد أنكر الغلاة منهم أن يكون الله عالماً بفعل العبد قبل أن يفعله ، وهؤلاء قد كفرهم السلف ، وأما متأخروهم فهم ينكرون خلق أفعال العباد .
والمرجئة :
هم الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان فلا يدخلونها فيه .
والمعتزلة :
سموا بذلك لاعتزال واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري بسبب خلافه معه في الموقف من مرتكب الكبيرة ، وهم فرق عديدة ، واشتهروا بأصولهم الخمسة وهي :
التوحيد ، والعدل ، والمنزلة بين المنزلتين ، وإنفاذ الوعيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التوحيد : وأرادوا به نفي الصفات .
والعدل : وأرادوا نفي تقدير الله المعاصي على العبد .
وإنفاذ الوعيد : وأرادوا به تخليد أهل الكبائر في النار .
والمنزلة بين المنزلتين : وأرادوا أن مرتكب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين منزلتين ، ليس مؤمناً ولا كافراً .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وأرادوا به الخروج على الحكام إذا أظهروا المعاصي والظلم .
والكراميّة :
وهم أتباع محمد بن كَرَّام ، من بدعهم المشهورة قولهم : بأن الله جسم ، وقولهم : إن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان ، وزعموا أن المنافقين مؤمنون على الحقيقة ، مستحقون للعقاب في الآخرة ، فنازعوا في اسمه لا في حكمه .
والكُلابيّة :
أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاّب ( بتشديد اللام ) ، له مخالفات في بعض الصفات .
والسّالمة :
نسبة إلى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سالم ، يغلب عليهم الصوفية والدفاع عنهم ، وفيهم إثبات مع غلو كزعمهم أن الله يتجلى عياناً لأوليائه في الدنيا .

والحمد لله
بذلك نكون قد انتهينا من الكتاب بفضل الله
والاختبار النهائي في هذا الكتاب
ان شاء الله سيكون يوم 30/7/2010
ارجو الاهتمام والمذاكرة
ولاتنسوا
ديني ديني ..لحمي دمي
على الاخت الفاضلة وردة السوسن كتابة فوائد هذه المحاضرة
وجزاها وجزاكم الله خيرا
ملحوظة :سنبدأ ان شاء الله في استكمال الدورات
(ديني ديني ..لحمي دمي )
بعد عيدالفطر اعاده الله على المسلمين جميعا بالخير واليمن والبركات
بشرح كتاب جديد
من كتب العقيدة
فواصلوا وعضوا على عقيدتكم بالنواجذ خاصة ونحن في زمن الفتن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 07-22-2010 الساعة 04:39 AM
  #29  
قديم 07-30-2010, 06:50 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الاختبار النهائي لكتاب لمعة الاعتقاد

اخر موعد للاجابة غدا السبت الساعة الثانيةعشر منتصف الليل بتوقيت القاهرة
اجابة تكون في موضوع جديد في قسم الاقتراحات وليس هنا في القسم
وانظر الاعلان اعلى صفحة قسم ديني ديني
لتجدوا الرابط والتعليمات
إليكم الاختبار
وفقكم الاله
==
مامعنى الاسراء والمعراج وهل كان الاسراء في اليقظة ام المنام ومن اين كان؟
واذكر دليلا عل ذلك؟
اذكر ثلاثة من اشراط الساعة واشرح واحدة منهم
مامعنى قتنة القبر؟
من هوالملك الموكل بالنفخ في الصور؟ وكم عدد النفخات؟
هل الجن يحاسبون يوم القيامة؟ولماذا؟
مامعنى الشفاعة واذكر 3من اقسامها؟
من افضل الصحابة رضوان الله عليهم؟ وماهي حقوق زوجات الرسول؟
ماقول اهل الزيغ في صفة الوجه لله تعالى؟
اعانكم الله ويسر لكم
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
لمعة, الاعتقاد(هـــــام), دروس, شرح, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:02 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.