#1
|
|||
|
|||
بوح الصدور إلى كرام الحور
الحمدُ لله الذي هدانا إلى الإيمان، وأمرَنا بالإحسان، ونهانا سبحانه عن الجور والبَغيِ والعُدوان، وصلِّ اللهمَّ وسَلِّمْ على النبيِّ محمدٍ الذي سارتْ باسمِهِ الرُّكبَان، ودخلَ في دعوتِه الثقلان مِن إنسٍ ومِن جان، واكتملَتْ به المِنَّةُ وتَمَّتْ به النِّعمةُ يومَ بُعِثَ فينا وأرشَدَنا لِطاعةِ الرحمن، ثمَّ أمَّا بعدُ: فقد جئتُكم يا أهلَ الحورِ كَيْ أهْمِسَ همسَة، أسَرَتْ مِنَ الفؤادِ حاضرَهُ وَأمْسَه، وما هي إلا نِتاج خبراتٍ تراكَمَتْ، وملحوظات في عيني كبُرَتْ وتعاظَمَتْ؛ فقرَّرتُ أن أجمعَها في مَقال، وأسرعتُ بطَرحِها قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ حدَّ الاكتمال. فيا أيها البطَل، أهدَيْتُكَ الهمسات، فأهْدِني الإنْصَات، واقرَأ نصَائِحَ أُفنِيَتْ في جَمعِها الأوْقات، وَاقْرَأ نصائحَ سُطِّرَتْ بالدَّمعِ والعَبرات!! هَذَا، وَأعُوذُ باللهِ أنْ أكُونَ فِي كَلِمَاتِي التَّالِيَةِ بَعِيدًا عَنِ الْغَايَةِ، أوْ أَنْ أرْجِعَ مِنْهَا بِخُفَّيْ حُنَيْن في النِّهايَةِ، فَأكُون كَمَنْ سَعَى للإصْلاحِ فأصَابَ رَأسَهُ الْمِعْوَلُ، أو كَمَنْ أكْثَرَ مِنَ الْقَطْعِ وَالْحَزِّ ثُمَّ أخْطَأ الْمَفْصِلَ!! وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، مَنْ خُتِمَتْ بِرِسَالَتِهِ الرِّسَالاتُ، وَالحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ الرَّحِيمِ رَبِّ الْبَرِيَّاتِ. تنبيه: هذه النصائح هي محض اجتهاد من أخيكم _أبي عمر_، وليست أمرًا إداريًّا ولا قانونًا للموقع!! |
#2
|
|||
|
|||
الهمسة الأولى: المعرفة الحقيقية ووضوح الهدف!!
لا نحتاجُ أن نقولَ إنَّ الإنترنت ثورةٌ كُبرَي في عالمِ الاتصالاتِ والمعلوماتِ، ومَيْدانٌ فَسيحٌ يتلاقي فيه عِبادُ اللهِ مِن كلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ، فيتعارَف أناسٌ ويتآلفُونَ، ويَختلفُ غيرُهم ويتنافرُونَ، فهُوَ حينئذٍ عَالَمٌ جَديدٌ مُغايِرٌ للعالَمِ الحقيقِيِّ الذي نَحْيَاهُ وَمُضَاهٍ لَهُ. وهذا العالَمُ الجديدُ إذا كانتْ فيه فوائدُ فإنَّه كذلك لا يخلو مِنَ الأخْطَارِ، والعاقِلُ اللبيبُ هو مَنْ يبحَثُ عن الشَّرِّ ويتلَمَّسُهُ وَيُنَقِّبُ عنه كَيْلا يَسْقُطَ في بِئْرِه؛ وعَنْ حُذَيْفَةَ (رضي الله عنه): "كَانَ النَّاسُ يَسْألُونَ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أسْألُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أنْ يُدْرِكَنِي" وهَكَذَا جَرَتْ عَادَةُ الْفُضَلاءِ والعُقَلاءِ، فَكُلُّ لَبِيبٍ يَعْلَمُ أنَّ رِعَايَةَ الاحْتِمَاءِ عِندَ دَفْعِ الدَّاءِ أوْلَى وَأعظَمُ أثَرًا مِنَ اسْتِعْمَالِ الدَّوَاءِ(1). وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: عَرَفْتُ الشَّرَّ لا للشَّرِّ لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ .:. وَمَنْ لا يَعْرِف الشَّرَّ مِنَ الْخَيْرِ يَقَعْ فِيهِ والأحْمَقُ إنْ وَجَدَ بَابًا مُغْلَقًا بَادَرَ إلَى فَتْحِهِ وَوُلُوجِهِ قَبْلَ أنْ يَعْرِفَ مَا وَرَاءَهُ، أمَّا العَاقِلُ فلا يَقْرَبُه إلا إذا عَلِمَهُ وَعَرِفَ مُقَدِّمَاتِهِ وَتَوَابِعَهُ، وهَذَا العَالَمُ الجَدِيدُ (الإنترنت) هُوَ _كَمَا قُلْنَا_ عَالَمٌ مُضَاهٍ للعالَمِ الأصْلِيِّ الذِي نَحْيَا في جَنَبَاتِهِ؛ إلا أنَّ ثَمَّةَ فَوارِقَ بَينَهما لا يَنْبَغِي إغْفَالها. مِنْهَا مَثَلاً أنَّهُ عَالَمٌ مُنفَتِحُ الأبْواب، لا يَمْنَعُكَ مَانِعٌ مِنَ اسْتِخْدَامِهِ في الخَيْرِ والنَّفْعِ، كَمَا لا يَمْنَعُكَ مَانِعٌ مِنَ اسْتِخْدَامِهِ في السَّافِلِ مِنَ الأمُورِ، فإنْ كانَ يُمْكِنُكَ أنْ تَسْتَخْدِمَهُ في تَعَلُّمِ أمُورِ الدِّينِ وَالشَّرْعِ وَفِي تَعْلِيمِهِ، وَكَمَا يُمْكِنُكَ أن تستخدِمَهُ فِي الدَّعْوَةِ إلى اللهِ، وَكَمَا يُمْكِنُكَ أنْ تَجْعَلَهُ وَسِيلَةً فَعَّالَةً في صِلَةِ الرَّحِمِ وغيرِها مِنْ أمورِ البِرِّ وَوُجُوهِ الخيْرِ = فإنه أيضًا بِإمْكَانِكَ مِنْ خِلالِهِ أنْ تسْقُطَ فِي بِئْرِ الْمُحَرَّمَاتِ الواسِعِ بِمُختَلَفِ دَرَجَاتِهِ: بَدْءًا مِنْ مَواقِعِ الأغَانِي والأفلامِ وهذا السَّفَهِ وانتهاءً بِالمَوَاقِعِ الإبَاحِيَّةِ المَاجِنَةِ التي تُحِيلُ لَيْلَ العَبْدِ إلى مَسْرَحٍ للكَبَائِرِ والمُوبِقاتِ!! وَمِنْ هّذِهِ الفَوَارقِ أيْضًا سُهُولَةُ التَّنَقُّلِ فيهِ مِن حالٍ إلى حالٍ، فالأمرُ لا يَتَكَلَّفُ أكثرَ مِنْ ضَغْطَةٍ عَلَى زِرِّ فَأرَتِكَ!! فهذِهِ بَعضٌ مِنْ صِفاتِ هذا العالَمِ الجَديدِ، لا رَقِيبَ فيهِ على أفعالِكَ مِنْ البَشَرِ، بَلْ إنَّكَ تَسْتَطِيعُ أثناءَ استخدامِكَ لَهُ أن تَتَخَفَّى عنْ أعيُنِ النَّاسِ جَميعًا وتُوصِدَ بابَ حُجْرَتِكَ؛ فلا يَراكَ أحدٌ ولا يَطَّلِع على أفعالِكَ أحدٌ سِوَى رَبِّكَ!! وَمِنْ هذا المُنطَلَقِ صَارَ الإنترنت قاعةً كُبرَى مِنْ قاعاتِ الامتحاناتِ!! نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ امتِحَانٌ للإيمانِ والأخلاقِ، وامتحانٌ للأفئدةِ والعقولِ (2)!! مَنْ سَلكَ طريقَ الخيْرِ فَلْيُبْشِرْ بِنَجَاحٍ وَفَلاحٍ، وَعَلَى قَدْرِ سَعْيِهِ وَكَدِّهِ واجْتِهادِهِ تَكُن الدَّرَجَة، وَمَنْ غَرَّهُ سِتْرُ اللهِ عليهِ فرَكَنَ إلى مَسالِكِ الشَّرِّ فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه، فَلَرُبَّمَا وَافَاهُ الأجَلُ وَهُوَ في قاعةِ الامتحاناتِ علَى هذهِ الهيئةِ لِتَكُونَ فَضِيحتُهُ عَلَمًا على شخصِهِ في الدنيا والآخرةِ!! وإذا كانَتْ هذه هي حقيقةَ الإنترنت فَكُنْ دائِمًا على حَذَرٍ، فـ [مَنْ قارَبَ الفتنةَ بَعُدَتْ عنه السَّلامةُ، وَمَن ادَّعَى الصَّبرَ وُكِلَ إلى نَفْسِهِ] (3)، فالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ الشَّيطانِ وخطُواتِهِ، وإياكَ أنْ تَحْمِلَكَ نفسُكَ على الثقةِ فيها؛ فإنكَ إنْ وَثَقْتَ بِنَفْسِكَ وُكِلْتَ إليها، [فهذا يوسُفُ (عليهِ السَّلامُ) لمْ يتعَرَّضْ للفِتنةِ، بَلْ هِيَ التي تَعَرَّضَّتْ لَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَثِقْ بِإيمانِهِ وَعِلمِهِ وَشَرَفِهِ المُعْرِقِ، بَل فرَّ مِنَ الفِتْنَةِ واسْتعاذَ باللهِ مِنْ شَرِّهَا، واعْتَرَفَ بأنَّهُ إنْ لَمْ يَصرِف اللهُ عنه كَيْدَ النِّسْوَةِ صَبَا إلَيْهِنَّ وَكَانَ مِنَ الجَاهِلينَ = وَلَمَّا كَانت هذه هي حالَه صاحَبَهُ اللُّطفُ وأعِينَ على الخَلاصِ مِنْ ذلكَ البَلاءِ العَظِيمِ] (4). فَالْزَم التقوَى واجْعَلْها لكَ زادًا في هذه الرِّحْلَةِ، وَرَاقِبْ رَبَّكَ وَتَوَكَّلْ عليهِ (سبحانه وتعالى) لا علَى نَفْسِكَ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا قُمْ بِحَمْلِ السِّلاحِ الثانِي الذي يَلزَمُكَ لهذِهِ الْمُوَاجَهَةِ. ** حَدِّدْ هَدَفَكَ!! لماذا دخلت إلى الإنترنت؟!! وَهَذَا فَرْعٌ عَمَّا سَبَقَ؛ لَكِنْ لابُدَّ لكَ أنْ تسألَ نفسَكَ هذا السُّؤالَ، وَكُنْ صَريحًا!! فإنْ كُنتَ دخَلتَ لِخَيْرٍ وَنفعٍ فَتَوَكَّلْ علَى اللهِ وَامْضِ في طَريقِكَ مُسَدَّدًا، وإياكَ أن تَنْسَى هذا الهَدَفَ، بَلْ اجْعَلْهُ رِسَالَةً!! بَلْ أكثَر مِنْ هذا، فَفِي كُلِّ مَرَّةٍ تُبَادِرُ فيها للدخول إلى الإنترنت اسْألْ نفسَكَ هذا السُّؤالَ وَقُمْ بالإجابَةِ عليْهِ!! أمَّا إنْ كُنتَ دَخَلْتَ لِشَيْءٍ آخرَ فَأقصِرْ!! حَتَّى لا يَكُون دُخُولُكَ إلى الإنترنت أشْأمَ عليكَ مِنْ عِطْرِ مَنْشِمَ، فتكون كَمَنْ شَرِقَ بِالرِّيقِ!! أو آثَرَ الحَرِيقَ!! ** تَذَكَّرْ دَائِمًا: قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، وإذا كانت الغايَةُ الكُبْرَى مِنْ خَلْقِكَ هِيَ أنْ تُحَقِّقَ العُبُودِيَّةَ للهِ تَعَالَى بِمَفْهُومِهَا الشَّامِلِ، فَلا يَجُوزُ أن تَكُونَ الغايَةُ الصُّغْرَى (الغاية مِن دخولك للإنترنت) مُنْفَكَّةً عَنْ الغَايَةِ الكُبْرَى بِحالٍ!! هَـــذَا، وَلا تَزَالُ الهَـمَـسَـــاتُ بَاقِـــيَــةً!! (1) [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح] للملا علي القاري، (كتاب الفتن). (2) [الإنترنت امتحان الإيمان والأخلاق والعقول] لمحمد بن إبراهيم الحمد،ص5. (3) [صيد الخاطر] لأبي الفرج ابن الجوزي(رحمه الله) ص13، ط1، مكتبة الرحاب. (4) [الإنترنت امتحان الإيمان والأخلاق والعقول] لمحمد بن إبراهيم الحمد،ص8. التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 08-01-2010 الساعة 06:26 PM |
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
اريد ان اعرف شيء انا ادخل لاجلس ع المنتدي ساعه مثلا فأجد ساعه تجر ساعه تجر ساعه فأجد انني قضيت نصف اليوم علي المنتدي فقط فهل هذا فيه ذم؟اي هل يوجد ما هو افضل من ذلك لافعله اري ان اعرف ما افضل ما يفعل كي اتقرب به لرب العالمين هل هو عالم الدعوة والنت والدروس فقط ام هناك شيء اخري اجهله وفي انتظار المزيد
|
#4
|
|||
|
|||
وجزاكم الله تعالى بمثله.
بخصوص ما ذكرتم _بارك الله فيكم_ فأحسب أنه لا ضرر من كثرة التواجد على الإنترنت، ولكن بضابطين: وجود النفع العائد منه؛ حتى لا يكون الوقت هَدَرًا؛ فكما تعلمون أننا سنُسأل عن أعمارِنا فيمَ أفنِيَتْ وأبْلِيَتْ!! والضابط الثاني ألا يتسبب هذا في تضييع حقٍّ لِذِي حقٍّ عليكم، فلا يكونَنَّ وجودكم في المنتدى مُضَيِّعًا لحقِّ وَلَدٍ أو زوجٍ أو أمٍّ .. إلخ، وكذلك لا ينبغي أنْ يأتيَ على حساب فرضٍ أو على حسابِ نافلةٍ مُعتادةٍ أو وِردٍ قرآنيٍّ، لكنْ لا يُفهَمُ من كلامي أني أقلِّلُ من قيمة الدعوةِ إلى اللهِ؛ ففيها من الأجر ما الله بها عليمٌ إذا نوى العبدُ واحتسَبَ. وعموما سنتعرض إن شاء الله بالفعل لهذه النقطة في موضوعنا هذا، ونسأل الله أن ييسر لنا ولكم الخير. |
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي الحبيب
وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم
فالانترنت شغلت جل أوقاتنا وذلك لانها اشبعت فضولنا وغدت نقصنا في كثير من الأحوال انما العتب كل العتب أن يمضي أحدنا الليل كله خاشعا امام شاشة الحاسوب ولايقوم ليخشع لرب العالمين رجعة واحدة نعم اخواتي قصرنا في قيام الليل لقد انستنا النت لذة قيام الليل فرحنا نستمتع بالمنتديات والمواقع والانشغال بالمواضيع والمقالات حتى ان البعض يرعى موقعه ومنتداه اكثر من رعايته لأهل بيته وتفقده لاعضاء منتداه باتت تفوق تفقده لجيرانه واقربائه نسأل الله العفو دائما |
#7
|
|||
|
|||
اقتباس:
اللهم آمين.
وفيك باركَ اللهُ أخي الحبيب. |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
وفيكم باركَ الله تعالى.
أصبتُم أحسنَ الله إليكم، وكلها من السلبيات التي جعلت أغلبنا يحتاج لدُرَّةِ عُمرَ كي يفيق منها. |
#9
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
ونفع بك وجزيت خيرا كثيرا |
#10
|
|||
|
|||
وفيكم بارك الله أمنا.
نفع الله بكم وجزاكم خيرًا. |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحور, السحور, بوح, إلى, كرام |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|