الرياضة والترفيه.. علاج للاكتئاب فى شهور الحمل الأولى
فترة الحمل ويوم الوضع ومرحلة ما بعد الولادة من أكثر الفترات، التى يرتبك فيها مزاج الأم ونفسيتها، وتبدو دوما فى حاجة إلى اهتمام وحنان كل من حولها، خاصة الزوج.
تقول د. فادية زيادة أستاذ الطب النفسى بالقصر العينى: تتعرض المرأة الحامل نتيجة التغيرات الهرمونية، التى تحدث لها مع الحمل لظهور أعراض نفسية عديدة مثل القلق والاكتئاب، بل ولأعراض وأمراض نفسية متعددة مثل نوبات الهلع أو القلق النفسى العام أو الوسواس القهرى، لكن أكثرها ذيوعا القلق والاكتئاب، وتزداد نسبة الإصابة بهذه الأعراض عند السيدات، اللاتى لديهن تاريخ مرضى نفسى فى العائلة.
بعد الولادة، قد تصاب الأم بـ«اكتئاب ما بعد الولادة» ونسبته من ١٠ إلى ١٥٪ وتتراوح مدة الإصابة به بين ٣ و٦ شهور، وهنا تحتاج المرأة إلى متابعة مع طبيب نفسى، وهناك نوع آخر من الاكتئاب يسمى «بلو» وهو أقل حدة من النوع الأول ويستمر من ٣ إلى ٥ أيام بعد الولادة، وتصل نسبة حدوثه من ٦٠ إلى ٧٥٪، ولكنه يزول بمرور الوقت.
وهناك «ذهان» ما بعد الولادة ويتمثل فى أوهام وشكوك من السيدة تجاه من حولها وأحيانا ترفض إطعام طفلها، وفى هذه الحالة لابد من استشارة طبيب نفسى حتى لا تتطور الحالة المرضية.
حدوث أى من هذه الأعراض مع الحمل الأول يزيد من احتمالية حدوثها مع الحمل التالى أيضا، وبالرغم من ذلك، تستطيع الحامل هى وزوجها أن يتجاوزا اضطرابات هذه الفترة.
بالنسبة للزوج، لابد أن يفهم أن توتر الزوجة أو اكتئابها خارج عن إرادتها بسبب التغيرات الهرمونية، لذلك، عليه تحمل تقلباتها أو حدتها وأن يشعرها بمساندته وحبه لها، أما الزوجة، فعليها أن تقرأ جيدا من مصادر موثوق منها عن الحمل والولادة وطبيعة مشكلات تلك الفترة، وأن تعى أن تلك الاضطرابات وقتية وشبيهة بالاكتئاب المعتاد قبيل الدورة الشهرية،
وكذلك لابد لها من توسيع علاقاتها الاجتماعية لأنها تعطى لها حالة من الثقة بالنفس، وكذلك الترفيه وقيامها بالهوايات التى تحبها، وممارسة الرياضة الخفيفة، التى تحسن كثيرا من حالتها البدنية والنفسية، ولا ينصح بتناول الشيكولاتة خلال فترة الحمل لأنها عند بعض الأفراد تزيد من سوء الحالة المزاجية، وكذلك تجنب المياه الغازية والمعلبات.