انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-29-2015, 10:16 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي اذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ردا على الأحباش

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

إذا سـألت فاسـأل الله

الشيخ محمد بن عبدالله المقدي

- قصة قصيرة -



بسم الله الرحمن الرحيم

وقف عماد يتأمل المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر له على ظهر السفينة الضخمة التي يستقلها مدعوا لرحلة ترفيهية مع صديقه المقرب كريم، وبينما هو مستند على حاجز السفينة وقد بهرته روعة تلك المشاهد الخلابة التي تنطق بعظمة الخالق المبدع سبحانه وتعالى أغراه جمال المنظر أن يميل بجسده أكثر إلى الأمام ليتمكن من رؤية السفينة وهي تمخر عباب البحر وقد كانت سفينة صغيرة جميلة الشكل.

وفجأة جاءت موجة عنيفة اهتزت معها السفينة اهتزازا شديدا فاختل توازن عماد... وحدثت المصيبة... وسقط عماد في قلب المحيط، وتعاظمت المصيبة فعماد لا يحسن السباحة، صرخ عماد طالبا النجدة حتى بح صوته، وضل يصارع الموج بدون جدوى وبدأ ينادي بصوت يشبه هزيم الرعد يا جيلاني.. يا جيلاني.. يا دسوقي.. يا محضار علهم يستطيعون إنقاذه، وبينما هو يصارع تلك الأمواج العاتية وينادي بأعلى صوته إذ رآه رجل كبير في سن الخمسين من عمره كان مسافرا معه على ظهر تلك السفينة، وعلى الفور أشعل جهاز الإنذار ثم رمى بنفسه في الماء لإنقاذ عماد.

وبسرعة دب النشاط والحركة في جميع أركان السفينة، هرول المسئولون وتجمع المسافرون على ظهر السفينة يرقبون المشهد ويبادرون بالعون والمساعدة، ألقوا بقوارب نجاة إلى المياه وتعاونت فرقة الإنقاذ مع الرجل الشهم على الصعود بعماد إلى ظهر السفينة، وتمت عملية الإنقاذ بعون الله تعالى ونجا عماد من موت محقق، وتلقفه صديقه كريم معتنقا إياه، ثم انطلق يبحث حوله عن ذلك الرجل الشجاع الذي جعله الله تعالى سببا في إنقاذ حياته، فوجده واقفا في ركن من أركان السفينة يجفف نفسه، فأسرع إليه عماد واعتنقه وقال: لا أدري كيف يمكنني أن أشكرك على جميلك معي، لقد أنقذت حياتي، فابتسم الرجل ابتسامة هادئة ونظر في الأفق متأملا ثم التفت إلى عماد وخاطبه قائلاً: (يا بني حمدا لله على سلامتك، ولكن أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها).

فتعجب عماد من هذه الكلمات ونظر إلى الرجل مستوضحا معنى كلامه، استمر الرجل في كلامه قائلاً: (لقد سمعتك وأنت تصارع الأمواج العاتية وأنت تنادي الجيلاني والدسوقي كي ينقذوك فعلمت أنك بحاجة إلى الإنقاذ!).

عماد: وما المشكلة في الأستغاثة يهم أليسوا هم أولياء الله الذين يغيثون من أصابه الكرب والضيق والغرق وقد استجابوا لندائي وأرسلوك لإنقاذي تبسم عماد عند هذه الكلمة.

بدا على عماد التحمس الشديد لمواصلة النقاش مع ما أصابه في هذا اليوم الصعب من متاعب بادره محب بقوله لماذا لاتؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق كي تأخذ قسطا من الراحة ثم نواصل حديثنا إن شئت وافق عماد وهو يتحسس أعضائه التي أصيبت بمواجع وآلام رهيبة.

في عصر نفس اليوم.. التقى عماد ومحب على ظهر السفينة وبدا بحال جيدة بادرة محب بقوله: لعلك أخذت قسطاً من الراحة هز عماد رأسه موافقا مرددا الحمد لله الحمد لله بادر عماد محب بقوله لقد تذكرت حديثا يتصل بما تكلمنا عنه سابقا.

محب: وما هو؟

عماد قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تحيَّرتم في الأمور فاستعينوا بأصحاب القبور)، أترد هذا الحديث؟

المحب: لا يجوز لأحد من المسلمين أن يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طالما أن الحديث صحيح.

إذا تأملت في هذه عبارة "استعينوا" تجد أن الحديث موضوعٌ؛ لأن الاستعانة طلب العون، وفي سورة الفاتحة يعلمنا الله تعالى بقوله: ((وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) [الفاتحة:5] أن الاستعانة لا تكون إلا بالله وحده، أي: فلا يُلتمَس عونٌ من أي شيءٍ إلا من الله سبحانه، وعليه أفلا يكون هذا القول السابق معارضاً للقرآن الكريم؟

ألسنا نقرأ الفاتحة في كل صلاة ونستحضر هذا المعنى لسبب ما؟

ياصديقي أن هذا القول لم يسمعه أحد من الصحابة منه صلى الله عليه وسلم، ولم يوجد من قال بمثله في زمان الصحابة ولا التابعين، ولم ينقله أحد من المصنفين في الحديث الصحيح.

عماد: لكنه موجود في كتاب "كَشفُ الخَفاء" للعَجْلوني، وهو صاحب مكانة كبيرة في الحديث.

المحب: قولك صحيح، لكن "كَشف الخَفاء" صَنَّفه العَجلوني ليميز الحديث الصحيح من الضعيف مما اشتهر على ألسنة الناس من الأحاديث، لهذا كثُر فيه الأحاديث الموضوعة. وما على الذين وضعوه إلا أن يتوبوا إلى الله تعالى.

عماد: إذن الحديث موضوع! قال عماد هذه الكلمة وبدا كأنه مستغرق في شيء ما وفجأة بادر محب بقوله:

ولكن ما قولك في قوله تعالى: ((فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)) [القصص:15].

ففي هذه الآية الكريمة دليل ظاهر على جواز الإستغاثة بالأموات والغائبين حينما تصيب الإنسان الأضرار والشرور.

محب: أفهم منك أخي أنك لا تميز بين الإستغاثة المشروعة والإستغاثة الممنوعة.

عماد: وهل ثمة فرق بينهما؟

محب: التفريق بينهما ظاهر جلي وقد ذكره جلة من العلماء، فالاستغاثة المشروعة هي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه من الأمور الحسية في قتال أو إدراك عدو أما الاستغاثة الممنوعة فهي محصورة بالاستغاثة بالغائب أو في الأمور المعنوية من الشدائد كالمرض وخوف الغرق وهي الحالة التي كنت بها قبل قليل.

وهنا تحرك محب وعماد إلى ركن قصي من السفينة وجلسا على مقعدين متقابلين.

بادر عماد محب بقوله.

عماد: لكن ألسنا نستعين بالإنسان الحي؟ وهكذا روح الولي الميت، هي كالسيف المسلول من غِمده، فهو أكثرُ قدرةً على الإعانة، وهؤلاء الأولياء ذوو قدرة كبيرة على التصرف.

المحب: أخبرني من الذي أنبأك أن روح الولي كالسيف المسلول ما سند هذا القول من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوفَى نصلي ونسلم عليه كلما ذكرناه أو زرنا قبرَه، ونسأل له الرحمة من الله أما أن ندعُوَه فهو مخالفةٌ صريحة للشرع، إذ ما الفرق بيننا وبين النصارى الذين يدعون نبيَ الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من أجل نصرهم؟ ليس لهذا معنًى سوى اتباع سبيل هؤلاء.

أما ما ذكرته بأن الولي إذا مات صار أكثرَ قدرةً على التصرف والإعانة ليس عليه دليل؛ لأن الله الذي هو عالم الغيب والشهادة قد بين لنا في كتابه الكريم بطلان ذلك، فقال: ((اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)) [الزمر: 42]. فهذه الآية تدل على أن الله يُمسك الأرواح في مكان ما في البرزخ.

أما عن الموتى، فقال تعالى: ((وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)) [فاطر:22].

وهذا عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام يقول في الآخرة كما قال الله عنه: ((...وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) [المائدة: 117].

فإذا كان رسولُ الله المسيحُ عيسى بنُ مريم نفسُه لا علمَ له بما أَحدَثَت أمتُه من بعده، فكيف يُقبل أن تكون روح الولي كالسيف المسلول من غِمده؟

أن الله قد بين كل ذلك في آية فاصلة، قال سبحانه: ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) [الأحقاف:5].

بدا الإنصات الكامل على عماد فهاهو يسمع كلاما شافيا من القرآن العظيم أنصت طويلا وسكن سكونا تاما وهو يتأمل هذه الآيات الكريمات وكيف لم تستوقفه أثناء تلاوته للقرآن التي هو حريص عليها كل الحرص.

عاد محب بمقعده إلى الوراء قليلا وقال ملاطفا عماد ومحترما سكونه دعني أطلب لك شايا تجدد به نشاطك.

ذهب محب وعينا عماد ترمقه أحق مايقول أم هو الباطل بعينه إنه يذكر آيات محكمات.. ولكن.

اصطرعت في ذهنه أفكار شتى وأحس أن الأرض بدأت تدور به أفاق ومحب واقف بجانبه وعلى وجهه إبتسامة عريضة وفي يديه كوبان من الشاي.

رشف عماد من كوبه رشفه وبدا كأنه يريد أن يلقي بشيءإلى محب فقال له.

عماد: عمتي تزوجت منذ زمن بعيد ولم تنجب أطفالا وقد زارت كل مصحة سمعت بها من غير فائدة تذكر وحينما ذهبت إلى قبر الجيلاني رزقتبولد جميل ألا يدل هذا على قوة تصرف الأموات؟

أجاب محب بكل هدوء: ألم يُخبِرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل الإنسان بعد موته قائلاً: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له). والصدقة الجارية كبناء المساجد ونحوها مما يدوم ثوابه ويصل إلى فاعله ما دام مُستمِرَّ النفعِ، وكذا العلمُ النافع فإذا أَنجز إنسانٌ عملاً علمياً مُفيداً فثوابُه يصل إليه، ومثلُه دعاءُ الولدِ الصالحِ. فكل هذه الأعمال يستمر ثوابُها حتى بعد الموت، وإلا فلم يبقَ له أيُّ عمل بعد وفاته.

ولو فكرت قليلا هل يقدر الأموات على ما لم يقدر عليه الأحياء؟

والله تعالى يقول: ((وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)) [فاطر: 22].

وما أسوأَ أن يَقُصّ الإنسان على الناس الأعمال التي لا أصل لها من حيث تحقُّقها سوى أنْ رآها فاعلوها حسنةً في أعينهم فأكبروها لتعظيم من زيّنها لهم من البشر.

إن من ذهب به إلى القبر فشفي، فلعله شُفي حقاً، أما أن يكون الميتٌ وسيلةً يُستشفى به فهذا ما لا يمكن قبولُه أبداً. وها نحن نرى أتباع الطريقة القادرية يَغرِزون السكاكين في أبدانهم ويَحسَبُه البعض كراماتٍٍ خُصَّ بها القومُ، وكذا الهنود فهم مَعروفون بإنفاذ السيوف في أجسادهم، ويَغرِزون في خُدودهم قَصَباتٍ سُمكها كخشب المَطارق حتى تَنفذ من الشِقِّ الآخَر، فلو كان صنيعُ القادِريّةِ كراماتٍ لوَجب أن يُنسب هؤلاء الهنودُ إلى فِعل المُعجِزات.

والحقيقة أنه لا علاقة لأفعال أحد من الفريقين بالدين، بل يجب تنزيه الدين عن مثل هذه الأفعال، وإنما هو من قبيل التنويم المغناطيسي، وبعض العمليات الجراحية تُجرى بهذا التنويم دون اللجوء إلى التخدير، فلا يشعر المريض بأي ألم، وقد شاهدتُ في الرائِي (التِلفاز) تصويراً لعملية واضحة على دماغ مفتوح يُسأل صاحبُه أثناءَها: هل يشعر بشيء من الوجع؟ فيجيب بأنه لا يُحِس إلا بمثل الدغدغة فقط.

عماد ولكن الشيخُ عبدُ القادر الجِيلانيُّ في بعض شعره يقول:

مريدي إذا ما كان شرقاً ومَغرباً أُغِيثه إذا ما صار في أي بلدةِ

وقد شهدت بعض الحالات التي استغاث المري فيها بشيخه فتمثل له وأنقذه مما هو فيه من كرب وضيق.

المحب: إن كلامك هذا يناقض كثيراً من الآيات القرآنية: قال تعالى: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62]، فإذا ما ظهرت للمرء حاجةٌ فسأل قضاءَها من غير الله سبحانه وتعالى، فكيف له أن يشعر بوجوب التجائه إلى الله سبحانه وتعالى؟

ثانياً: أكثر ما يُذكَر عن هؤلاء الشيوخ غيرُ صحيح، والشعر المذكور آنفاً نعُدُّه من هذا القسم، فإذا كان قد اختُلق الكذبُ بالآلاف من الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يُكذبُ على عبد القادر الجيلاني أو الجنيد أو الإمام الرباني؟ ولو جاءنا عبد القادر الجيلاني وذَكر لنا هذا الشعر لم نُسلِّم له به معتذرين عنه بقلة علمنا إلى جانب علمه، بل نرده عليه غيرَ متردِّدين، لأننا سنُحاسب يوم القيامة عن القرآن وليس عن عبد القادر الجيلاني.

عماد: ألا يستعين الناس بعضُهم ببعض؟ فكيف لا يُستعان بغير الله إذن؟

المحب: توجد العديد من الآيات والأحاديث التي تَحثُّ على التعاون والتناصر، لكن الكلَّ يعلم أن طلبَ المعونة من الأموات تختلف عما نحن فيه، فالناس يستعينون بهم في المواضع التي يجدون أنفسهم عاجزين عنها، فيدعونهم لدفع ضر أو جلب مصلحة متخذين وسائل خارقة للعادة.

وأضرب مثلاً: واجه بعضُ الناس سيلاً جارفاً وهم ركوب في سياراتِهم، فدعا أحدُهم الرفاعي قائلاً: "يا سيدنا يا رفاعي يستعين به"، ولو أن هذا الداعيَ سأل الله العليمَ البصيرَ الخبيرَ الذي لا يخفى عليه شيء لكان قد أحسن الصنع، ولكنه يسأل السيدَ الرفاعي الذي يرقد في قبره، فهذا يعني أنه يؤمن بأن الرفاعي قادر على سماع دعائه والمجيء إلى ذلك المكان وإعانته فوراً، فهذا الداعي يتخيل في الرفاعي بعض الصفات التي هي فوق صفات البشر، منها: الحياة والعلم والسمع والبصر والإرادة والقدرة، والحياةُ خلاف الموت، فلو لم يكن يَعُدُّ الرفاعي حياً لما دعاه أو سأله المعونة، ولو كان هذا الفعل صواباً لفعله صحابة محمد صلى الله عليه وسلم مع وقوعهم في المضائق والكربات، ومع هذا لم يذكر عن أحد منهم أنه استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم.

عماد: من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يغيث أمته ويلتقي بالصالحين منهم.

المحب: أخي! من الذي جعل هذا معلوماً؟

رسولنا صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وهو يقول: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا)) [الأعراف:188] وجسده الشريف في قبره لا يخرج منه إلى يوم القيامة.

عماد: ما الدليل على هذا؟ بل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره ليغيث أمته؟

محب: الدليل قول الله تعالى: ((ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:15-16] وثم للتعقيب أي أننا نموت وبعدها نبعث من غير فصل والخطاب عام فيشمل المرسلين وغيرهم.

وفي الحديث عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنك كان يقول: (لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: (مالي أراك منكسراً؟ فقلت: يا رسول الله! استشهد أبي وترك عيالاً وديناً، قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمنَّ عليَّ أعطك، فقال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية، فقال الرب: إنه سبق مني: (أنهم إليها لا يرجعون).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة") رواه البخاري ومسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت، قال: "إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء" فهذا الحديث يدل على أن أجساد الأنبياء -عليهم السلام- لا تفارق قبورهم.

والقول بأنه يخرج من قبره ليغيث الأمة فيه مخالفة صريحة لكلام الله جل وعلا، ألم يقل الله تعالى: (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين)فخروج النبي صلى الله عليه وسلم من قبره فيه مخالفة لهذه الآية الكريمة.

عماد: وكيف هذا؟

المحب: من المعلوم أن الله خلقنا من العدم، وهذه هي الموتة الأولى، ثم بعد ذلك نموت في الدنيا فتكون موتتان ليس بعدها موت، والحياة في هذه الدنيا واحدة، وبعد الموت حياة أخرى، فالقول برجوع النبي صلى الله عليه وسلم أو الرجل الصالح من قبره فيه مخالفة ظاهرة لهذه الآية فتكون موتات وليست موتتان.

عماد: كلامك جيد! ولكن لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه وليس بجسده وكذلك الأولياء يغيثون بأرواحهم.

المحب: أخي عماد أن لا أدري حقيقة من أين تأتي بهذه الأفكار المسألة سهلة يسيرة الله خلقنا وعلينا إفراده بالعبادة فما الحاجة للإستغاثة بغيره وهو موجود سبحانه وتعالى ومع هذا تأمل هذا الحديث الشريف:.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن هذه الآية: ((وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) [آل عمران:169]. فقال صلى الله عليه وسلم: "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " أخرجه مسلم.
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-29-2015, 10:18 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ويستفاد من هذا الحديث:.

1- أن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " أرواحهم في جوف طير " يدل على أنها ليست في الأجساد المدفونة في الأرض.

2- أنهم سألوا ربهم أن ترد أرواحهم في أجسادهم، وهذا صريح في أنها قد فارقتها بالموت.

3- أنهم تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليقاتلوا في سبيل الله لما رأوا من عظيم ثواب الشهادة، فمنعوا من ذلك، فقد انقطع التكليف وانقطع العمل وما بقي إلا الجزاء، فإذا لم يملكوا هم لأنفسهم نفعاً ولا حياة ولا تصرفاً، مع كرامتهم عند ربهم ووجاهتهم عنده، فكيف يملكون لغيرهم من الخلق جلب منفعة أو دفع مضرة؟!).

و تأمل قول الله تعالى: ((وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) [البقرة:154] ففي الآية دلالة ظاهرة على أن الشهداء أحياء ولكن لا نشعر بهم، فكيف يغيثونا ونحن لا نشعر بهم.

عماد: لكن الشهداءَ لا يموتون.

المحب: صحيح أن الشهداء لا يموتون، قال الله تعالى: ((وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) [البقرة: 154]. فهذه الحياة ليست مما نشعر بها، ولو كنا نستطيع الشعورَ بها لما تأَسَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمِّه حمزةَ الذي مات شهيداً، ولو كان حمزةُ يُجيب المناديَ لجاءه أحياناً ولسأله قضاءَ بعض الحاجات.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكياً قَطُّ أشدَّ من بكائه على حمزةَ بنِ عبد المُطَّلِب، وضَعَه في القِبلة، ثم وقف على جِنازته وانتحب حتى نَشَع من البكاء)، والنَشَع الشَهيق.

وقال تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعظم من حمزة: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)) [الأنبياء: 34]، وقال: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) [الزمر: 30].

فما معنى الموت هاهنا؟وماالذي يدل عليه إذا كان لا يزال يخرج من قبره ويغيث الناس؟

والله تعالى يقول: ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) [النحل:19-21].

وما أكثر الذين يستعملون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأغراضهم السيئة! فهؤلاء يفترون على الله الكذب لتدومَ لهم السيطرةُ على الناس، وهم يُضلونهم بزعمهم أن رسول الله حيٌ وأن لهم معه لقاءاتٍ رغم الكثير من الآيات التي يُخفونها، حتى إن منهم من يدّعِي في رسول الله -حاشا لله- أنه نقيب المفتشين، يراقب مَن حولَ الشيخ وما يُخدَمون به هناك من خدمات.

عماد: لو شاء الله أما يمنح المحضار اوالدسوقي او الجيلاني أن يجيب المستغيث به؟

المحب: الله على كل شيء قدير، ولكن لا يصلح أن يستدل بقدرة الله على جواز مثل هذا، فمن ذا الذي يستطيع أن يدَّعِيَ في أحد هؤلاء قدرةً خاصة وكلُ هذه الآيات بين أيدينا؟ ونحن كلُنا ورسلُ الله معنا عبادٌ لله تعالى، والله تعالى ربُنا ومليكنا، ولا يملك العبد أمام سيده شيئاً، وكذلك كل الناسُ بين يدي الله وإن كانوا رسلاً، أما ما يَمنحه اللهُ من بعض الصَلاحيّاتِ فهذا أمر آخر.

عماد: ذكر لي أحد زملائي المقربين أنه قد رأى الجيلاني بنفسه في مكان آخرَ حين جاء ليُعينه، يقول: إني أستطيع أن أقول: إن جانّاً أمسك بيدي وحاول أن ينطلق بي، فاستأتُ منه، ثم إذا بي أصرخ وأنادي: يا جيلاني فأجاب هذا الولي ذو الشأن دعائي، وكأنه مَثُل لي فجأةً في الغرفة، فخافه الجانّ وهرَب منه غائباً عن الأنظار من خلال الجدار.

المحب: الله تعالى هو الذي يُنجي من كل كرب، وحين كشف الله عن هذا الشخص مصيبتَه ظن أن الجيلاني هو الذي أنقذه، والاستعانة بروحانية الأحياء أو الأموات تعني أن يُنسَب إليهم ما لم يُخَوِّلهم الله تعالى من صفة القدرة، والله يقول: ((أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)) [يونس: 66].

مال عماد إلى الأمام قليلا وابتدر محب بقوله.

أنا لم أطمئن بعد، فحسب اطلاعي توجد خمسة أنواع من الحياة:.

- الأولى: حياتنا.

- الثانية: حياة الخضرِ وإلياسِ عليهما السلام، وقد يتواجدان في أماكنَ مختلفةٍ في آن واحدٍ، وإن شاءا عاشا مثلَنا يأكلان ويشربان.

- الثالثة: حياة إدريسَ وعيسى عليهما السلام، وهي حياة نورانية كحياة الملائكة.

- الرابعة: حياة الشهداء.

- الخامسة: حياة أهل بدر.

ومنَح الله تعالى الذين قُتلوا في سبيله حياةً في البَرزَخ تُشبه الحياة الدنيا، إلا أنه لا هَمَّ فيها ولا غَمَّ، وهم لا يعلمون بموتهم وكأنهم انتقلوا من مكان إلى آخر أحسنَ منه يَسعدون فيه، وحمزة سيدُ الشهداء يعيش حياة كهذه، ويمكنه أن يحفظ الذين يستعينون به وينظُرَ في شئونهم ويأمرَ بإنجاز مَطالِبهم.

المحب: حياة الشهداء حق، ولكن كيف يُغفَر لنا ادعاؤنا الشعورَ بتلك الحياة التي قال الله تعالى فيها: ((...وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ)) [الأعراف: 38]؟

وإن كنت في شك من أنّ الجيلاني غيرُ قادرٍ على إعانة من يستعين به فاقرأ ما مرّ من الآيات بتمعن وتدبر، رويداً رويداً.

عماد: حياتنا هذه معلومة لا خلافَ فيها، وموضوع الشهداء فهمناه، ولكن ماذا تقول في بقية أنواع الحياة؟

المحب: عليّ قبل ذلك أن أسألك عن دليلك على أنّ الخضر وإلياس وإدريس أحياء إلى هذا الزمان؟

عماد: أنا لا أختلق هذا من عندي، فوجود مثل هذه الحياة قد عُلم بمُكاشَفات الأولياء التي نُقِلت إلينا بالتواتر.

المحب: إنه لا يُعتمَد على الكَشف في أمر علمي كأمر الغيب! أتعتمد على أمر ديني بمنام.

عماد:؟!.

المحب: أخي عماد!.

عماد: نعم.

محب: بقي أمور لا بد لك من التنبه إليها في مسألة دعاء غير الله وهي أمور لا ينفك عنها من دعا غير الله.

عماد: مثل ماذا؟

المحب: أولاً: أن من يدعو غير الله من الأموات أو الأحياء لاينفك من اعتقاد علمهم بالغيب ولا شك أن الله جل وعلا (عالم الغيب والشهادة).

ثانياً: أن من يدعو غير الله من الأموات أو الأحياء الغائبين لا ينفك من اعتقاد أنهم متصرفون في الكون.

عماد: هذان والله أمران عظيمان وإني أبرأ إلى الله من دعاء غيره!.

بدا البشر والسرور على وجه محب وقال:بارك الله فيك أخي عماد! فهذا هو دأب باغي الحق العودة والأوبة إلى صراط الله.

في هذه الأثناء اهتزت السفينة هزة خفيفة ابتسم محب وابتسم عماد.

واستأنف محب حديثه بقوله.

وزيادة على ماذكرته فسأبين لك هدي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله في الدعاء إن مسهم الضر:.

1- أيوب عليه السلام قال الله: ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)) [الأنبياء:83-84].

2- ذو النون يونس بن متى عليه السلام قال الله: ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)) [الأنبياء:87-88].

3- يوسف بن يعقوب عليهما السلام، قال الله: ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [يوسف:33-34].

4- زكريا بن عمران عليه السلام، قال الله: ((هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ)) [آل عمران:38-39].. ((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)) [الأنبياء:89-90].

5- موسى بن عمران عليه السلام، قال الله: ((وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)) [يونس:88-89].

هذا دعاء الأنبياء الذين اصطفاهم واختارهم، فهم خير البشرية ولبابها، ترى الواحد منهم إن مسه البأساء أو الضراء رفع يديه لرب الأرض والسماء يدعوه ويسأله أن يكشف مابه من ضر فلم لا نقتدي بهم.

أخبرني يا عماد؟

عماد: عن ماذا أخبرك؟

المحب: ماذا يقول من يدعو غير الله؟

أليس يقول: "يا حسين أغثني!".

يا دسوقي اشفني!.

يا بدوي انصرني!.

يا شاذلي أرزقني مالاً أو ولداً!.

والله تعالى يقول: ((وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ)) [يونس:106].. ((فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ)) [الشعراء:213].. ((وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) [القصص:88].

عماد: سبحان الله! ولكن أخبرني ما هو هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء؟

المحب: دعنا نناقش هذا في مجلس قادم بارك الله فيك.



عاد محب إلى حجرته في السفينة وذهنه مليء بأفكار مصطرعة ما بين تعجب وإشفاق وفرح على صديقه، قام إلى مكتبة واستل قلمه وكتب الرسالة التالية إلى عماد.

رسالة إلى عماد...

إذا سألت فاسأل الله.

رسالة صادقة أبعثها إليك.

(إذا سألت فاسأل الله).

أخي الحبيب.

إن نصح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأمته فوق كل شبهة.. وإشفاقه عليها ليس مجالاً للطعن.. كيف لا وهو الذي بذل الغالي النفيس في سبيل دعوته.. فإذا أمرني وإياك بأمر، وجب تقديم أمره على كل مقدم، وقد قال هو بأبي وأمي: (إذا سألت فاسأل الله).

إن قلبك ليدمى حرقة ولوعة وأسى حين تسمع السؤال، ولكن لغير الله، والدعاء ولكن لأصحاب القبور، والالتجاء ولكن لشخص من البشر.

أخي الحبيب: ألا ترى تلك الجموع وقد حطت رحالها بباب البدوي أو المحضار أو الجيلاني: سيد شباب أهل الجنة، ألا تراهم يتفيئون نسائم الرحمات, ويتلقون برد الرحمة والرضا، أتراهم على جادة أم عن الجادة نكصوا وقد قال جد الحسين عليه السلام: (إذا سألت فاسأل الله).

أتراهم سألوا الله أم سألوا غيره؟

أيها الحبيب: استمع معي إلى قول الله: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)) [البقرة:186] هل تأملت لماذا هو قريب؟ ولماذا هو يجيب دعوة الداعي؟

ألأجل أن يدعى غيره؟! أم لأجل أن يُلتجئ إليه ويوحد في الدعاء؟

حكِّم عقلك.

استمع إلى قوله تعالى: ((لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ)) [الرعد:14].

أتظن أن الماء سيبلغ فاه؟

لا والله.

أتحب أن يكون وصفك كما هو في آخر الآية؟ إني والله مشفق عليك.

استمع أيها الحبيب إلى هذه الآية: ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ)) [الرعد:15].

أترى أنه بعد هذه الآية يجوز السجود لغير الله؟

استمع لآخر الآية: ((قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) [الرعد:16].

لا والله لا يستوي الأعمى والبصير.

أخي الكريم أسمعت هذه الآيات.

ألا تراها واضحة في صرامة , صارمة في وضوح هل تحتاج بعد هذه الآيات إلى برهان ودليل، ومع هذا هاأنت تسمع من طرف قصي:.

نادي علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب.

وآخر تراه وقد التزم القضبان الحديدية لقبر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو قبر السيدة زينب أو قبر البدوي وهو يبكي بكاءً مراً وينشج نشيجاً متقطعاً يرجو ويخشى.

لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان.

فبالله على نفسك فلتبكي، وعلى بؤسك فلتحزن، أيدعى غير الله في أرض الله، استمع إلى كلام الإمام الصادق عليه رحمة الله-وهو إمام من أئمة آل البيت- (فوالله ما نحن إلا عبيداً للذي خلقنا واصطفانا, ما نقدر على ضر ولا نفع, إن رحمنا فبرحمتة , وان عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا عليه من حجة, ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون... ) إلخ كلامه رحمه الله.

ألم تر أن الحق تلقاه أبلجا وأنك تلقى باطل القول لجلجا.

فأين ذهب عقلك وأنت تدعو غير الله؟

أين ذهبت بصيرتك؟

أين ذهب بصرك؟

أرأيت الآيات المحكمات، أرأيت الكلمات النيرات، ومع هذا إنك لتأسى وأنت تسمع بعض المظلين يستدل بما هو متشابه محرضاً به على الشرك بالله من مثل قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة).

ويقولون: إن الوسيلة هي ما يتوسل به إلى الله، وهذا صحيح، ولكن هل مما يتوسل به ذوات بني آدم وقبورهم؟ إن الوسيلة هي السبب الذي يقربكم إليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة.

إذن فليس مما يتوسل به ذوات الصالحين وقبورهم، وإنما المراد بالتوسل في الآية التوسل بالعمل الصالح إيمان وتوحيد ودعاء ونحو ذلك.

استمع إلى هذه الآيات من سورة النمل ثم تأمل تلك التعقيبات العجيبة آخر كل آية: ((أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)) [النمل:60].

((أإله مع الله بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)) [النمل:60].

((أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)) [النمل:61].

((أإله مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)) [النمل:62].

((أإله مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [النمل:63].

((أإله مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) [النمل:64].

((فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ)) [الشعراء:213].

((الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ)) [ق:26].

أرأيت صولة الحق! ألا تنظر إلى وضوح الحجة وقوتها، هذا هو دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو دين أولياء، هذا هو نهجهم هذه هي عقيدتهم، فأين نحن منهم؟ أين نحن من تطبيقق منهجهم.

لقد آن للسماء أن تفتح أبوباً، وللجبال أن تسير سراباً، حين تسمع داعياً، يقول: يا جيلاني، يا رفاعي، يا محضار!.

واه لكم يا أولياء الله، فكم كذب على الدين باسمكم، وكم افتري على الشريعة برفع شعار حبكم.

أيها الكريم: تأمل معي قول الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) [الأعراف:194] ماذا تفهم من هذه الآية؟ ما الذي تعقله منها؟ أتفهم منها دعاء الدسوقي عند المصائب؟

أم دعاء الحسين عند الكربات؟ أم اللجوء إلى المحضار عند المضائق؟

أين عقلك؟

أين بصرك؟

أين بصيرتك؟

إن هذا كلام ربنا خالقنا الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، أتدري من هو الله؟! استمع إليه وهو يقول: ((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ)) [يونس:31].

ويقول تعالى: ((قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)) [المؤمنون:84-89].

فتأمل تعقيبه: (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ).

فكأن القوم باتوا مسحورين.

قد يمر بخاطرك أثناء قراءتك للقران وصلاتك وصدقتك وبكاؤك على أولياء الله ومحبتك لهم، وزيارتك لهم، أيكون كل هذا غير نافع لي عند الله؟

وأقول: بلى والله، هو نافع لك وذخر لك عند الله، ولكن تأمل معي هذه الآية، يقول الله تعالى: ((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)) [يوسف:106].

أتدري ما معنى هذه الآية؟ معناها: أن كثيراً ممن يؤمن بالله وأنه خالقه ورازقه هو مع هذا مشرك وإن صلى وصام؛ لأنه جعل لله شريكاً في عبادته ودعائه.

وقد يمر بخاطرك قضية أخرى وهي قول بعضهم: إننا لا نعبد هذه القبور ولا نستغيث بالحسين ولا نتوجه إلى البدوي ولا نستعين بالرفاعي إلا لأنهم عباد صالحون، قد عبدوا الله حق العبادة، ووحدوه حق التوحيد، فهم مخلصون في يقينهم وإيمانهم، وهم قريبون من ربهم، فنتلمس قربهم من لله كي يقربونا منه،.

وهذا والله دخيلة شيطانية.

تأمل معي هذه الآية: ((أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)) [الزمر:3].

كرر النظر في الآية أترى أن ثمة تطابق بين حالين عافاني الله وإياك.

أتدري ماذا يريد هؤلاء؟

إنهم يريدون القرب من الله ولكنهم ظلوا الطريق، وكم من مريد للخير لم يصبه، وتأمل نهاية الآية جيداً.

أخي الحبيب أقرأت كتاب الله؟ هل حفظت شيئاً منه؟

هل تدبرته؟ هل تفكرت في آياته؟

هل أنت معرض عنه؟ إلى متى تستمر هذه الغفلة؟

هل أعددت للآخرة زاداً؟ كيف تحاج عن نفسك عند الله؟

كيف تدفع عنها العذاب وقد سمعت هذه الآيات الباهرات التي تدلك على توحيده؟

هل تأملت الأمم وهي جاثية كل امة تدعى إلى كتابها؟ هل تأملت الحشر والنشور؟

هل تأملت الحساب والجزاء؟

أرأيت أنك وحيد لا رفيق ولا صديق، لا أنيس ولا جليس إلا عملك الصالح: ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)) [عبس:37].

وأخيراً أيها الكريم: إنني أبعثها إليك رسالة واضحة صريحة أرجو منك أن تتلقاها بعقل وبصيرة واعية:.

إن الأئمة من آل البيت وإن أولياء الله الصالحين أئمة لنا وهم خليقون بكل خلق ودين وورع ولكنهم عباد من عباد الله مخاطبون بمثل قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56] ليسو أرباباً، ولا يجوز دعاؤهم من دون الله.

أسأل الله أن يهديني وإياك سبل السلام..

وصلى اللهم على محمد وآله وسلم

منقول ملتقى السنة
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:44 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.