#11
|
|||
|
|||
الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى الدرس الحادي عشر صفة العجب وَقَوْلُهُ (( يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ اَلشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )). في الحديث إثبات صفة العجب لله تعالى ، وهذا الحديث ضعيف ،وهناك حديث صحيح يمكن ان يستدل به بدلا مما اورده المصنف وهو( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) .وقد دل على صفة العجب القرآن الكريم والسنة الصحيحة . فمن الكتاب : قوله تعالى : ( بل عجبتُ ويسخرون ) على قراءة الضم وهي قراءة سبعية صحيحة .فيكون العجب من الله سبحانه وتعالى لكنها على قراءة الفتح عجبتَ يعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن السنة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) . رواه البخاري في السلاسل اي يأسرون فيسلمون. وعن أبي هريرة قال : ( أتى رجل رسول اللهصلى الله عليه وسلمفقال : يا رسول الله ، أصابني الجهد ؟ فقال رسول الله : ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله ؟ ... فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله .... والحديث فيه : قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) .وهذا الحديث اوضح مما اورده المصنف وهوصحيح وايضا حديث يعجب ربك من راعي غنم في رأسالشظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف منيقد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة قال الشيخ محمد في تعريف العجب ” هو استغراب الشيء . ويكون ذلك لسببين : السبب الأول : خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجّب منه ، بحيث يأتيه بغتة بدون توقع ، وهذا مستحيل على الله تعالى ، لأن الله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . الثاني : أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه ، بدون قصور من المتعجب ، بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من قبله ، وهذا ثابت لله تعالى ، لأنه ليس عن نقص من المتعجِّب ، ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجَّب منه “ . صفة الضحك وَقَوْلُهُ (( يَضْحَكُ اَللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرَ ثُمَّ يَدْخُلَانِ اَلْجَنَّةَ )) . اي يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيُستشهد هذا الحديث فيه إثبات الضحك لله عز وجل ، إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه . المخالفون لأهل السنة : قال أهل التعطيل إن المراد بالضحك إرادة الثواب . والرد عليهم : أن هذا خلاف الظاهر . استواء الله على عرشه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى)الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) . في هذه الآية إثبات استواء الله على عرشه استواء يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه . وقد ورد ذلك في سبع آيات من القرآن : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) طه : 5 (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) . ومن أدلة السنة : ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان t قال : سمعت رسول الله e يقول : ( لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ) . وقد أجمع أهل السنة على أن الله فوق عرشه ، ولم يقل أحـد منهم أنه ليس على العرش ، ولا يمكن لأحد أن ينقل عنهم ذلك ، لا نصاً ولا ظاهراً . وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن استواء الله على عرشه ، فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ( العرق ) ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعاً ، ثم أمر به أن يخرج . وقد روي بنحو هذا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك قوله : الاستواء غير مجهول ، أي غير مجهول المعنى في اللغة فإن معناه العلو والاستقرار ، كما قال تعالى : ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) . قوله ( والكيف غير معقول ) : أي مجهول ، فكيفية استواء الله على عرشه مجهول لنا ، وذلك لوجوه ثلاثة : الأول : أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ، ولم يخبرنا كيف استوى . الثاني : أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات ، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله ، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته . الثالث : أن الشيء لا يعلم كيفيته إلا بمشاهدة نظيره ، أو الخبر الصادق عنه ، وكل ذلك منتف في استواء الله عز وجل على عرشه ، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا . قوله ( الإيمان به واجب ) : أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب ، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه وهو أعلم بنفسه ، وأصدق قولاً وأحسن حديثاً ، فاجتمع في خبره كمال العلم ، وكمال الصدق ، وكمال الإرادة ، وكمال الفصاحة والبيان ، فوجب قبوله والإيمان به . قوله ( والسؤال عنه بدعة ) : أي عن كيفيته بدعة . لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي e ولا خلفائه الراشدين ، وهو من الأمور الدينية ، فكان إيراده بدعة ، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع ، ثم إن السؤال عنه مما لا يمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين ، وقد قال النبي e : ( هلك المتنطعون ) . رواه مسلم . هذا القول الذي قاله مالك وشيخه ، يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات ، أنها معلومة المعنى ، مجهولة الكيفية ، وأن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب ، والسؤال عن كيفيتها بدعة . المخالفون لأهل السنة : أنكرت الجهمية والمعتزلة علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وفسروا الاستواء بالاستيلاء . وحجتهم البيت المشهور : ثم استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق . والرد عليهم : أن هذا خلاف الظاهر . وخلاف الأدلة المتواترة على علو الله تعالى . قال ابن تيمية : ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي ، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه ، وقالوا إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة . ثم قال ابن تيمية : وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته ، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده ، وقد طعن فيه أئمة اللغة . مجموع الفتاوى ( 5/146 ) فائدة : العرش : في اللغة هو السرير ، قال تعالى عن يوسف : ( ورفع أبويه على العرش ) . وقال عن ملكة سبأ : ( ولها عرش عظيم ) . والعرش أعظم المخلوقات . وأما عرش الرحمن الذي استوى عليه : فهو عرش عظيم ، ذو قوائم تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم ، وهو سقف هذه المخلوقات . هذا العرش وصفه الله بأوصاف عظيمة : وصفه بالعظمة : كما في قوله (( وهو رب العرش العظيم ) . ووصفه بأنه كريم : كما في قوله ( رب العرش الكريم ) . وتمدح سبحانه بأنه ذو العرش : كما قال تعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش ) . وأخبر سبحانه أن للعرش حملة : كما في قوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) . وأخبر سبحانه أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض : كما قال تعالى ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) . وأخبر صلى الله عليه وسلم أن للعرش قوائم كما في قوله ( لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يُفيق ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش .. ) . كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش فوق الفردوس كما قال صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ) رواه البخاري . كما اخبر صلى الله عليه وسلم أن التقدير كان بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) رواه مسلم ملحوظة هامة : يوم الثلاثاء القادم اختبار فيما سبق ان شاء الله. نكتفي بهذا القدر ونكمل المرة القادمة باذن الله |
#12
|
|||
|
|||
الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى الدرس الثاني عشر صفة العلو وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (أأمنتم من في السماء) وَقَوْلُ اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) (( رَبُّنَا اَللَّهُ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ تَقَدَّسَ اِسْمُكَ )) وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ (( أَيْنَ اَللَّهُ? قَالَتْ فِي اَلسَّمَاءِ قَالَ اِعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ )) رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ اَلْأَئِمَّةِ, وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) لِحُصَيْنٍ (( كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ? قَالَ سَبْعَةً, سِتَّةً فِي اَلْأَرْضِ, وَوَاحِدًا فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ مَنْ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ? قَالَ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ فَاتْرُكْ اَلسِّتَّةَ, وَاعْبُدْ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, وَأَنَا أُعَلِّمُكَ دَعْوَتَيْنِ )) فَأَسْلَمَ, وَعَلَّمَهُ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) أَنْ يَقُولَ (( اَللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي )) . إِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا وَذَكَرَ اَلْخَبَرَ إِلَى قَوْلِهِ ( وَفَوْقَ ذَلِكَ اَلْعَرْشُ, وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ ذَلِكَ )) فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا أَجْمَعَ اَلسَّلَفُ -رَحِمَهُمْ اَللَّهُ- عَلَى نَقْلِهِ وَقَبُولِهِ, وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِرَدِّه, وَلَا تَأْوِيلِهُ, وَلَا تَشْبِيهِهِ, وَلَا تَمْثِيلِهِ . الشرح : ذكر المصنف في هذه النصوص صفة العلو . أولاً : علو الله ينقسم إلى قسمين : القسم الأول : قهر . القسم الثاني : علو قدر وشرف (شأن). وهذان القسمان لم يخالف فيهما أحد ممن ينتسب إلى الإسلام . وهو سبحانه عالي الصفات والقدر ، منزه عن النقائص والعيوب . القسم الثالث : علو ذات : وهذا وقع فيه خلاف بين أهل السنة وأهل البدع . فمذهب أهل السنة والسلف : أن الله تعالى عال بذاته فوق جميع خلقه ، بائن من خلقه مستو على عرشه . ولهم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة . أما أدلة الكتاب والسنة فقد تنوعت دلالتهما بطرق كثيرة : أحدها : التصريح بالفوقية . كقوله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم ) . وكقوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) . الثاني : التصريح بالعروج إليه . كقوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه ) . وقوله e ( يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم . ) . الثالث : التصريح بالصعود إليه . كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب ) . الرابع : التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه . كقوله تعالى ( بل رفعه الله إليه ) . وقوله ( إني متوفيك ورافعك إلي ) . الخامس : التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو . كقوله تعالى ( وهو العلي العظيم ) وقوله ( وهو العلي الكبير ) ( وهو علي حكيم ) . السادس : التصريح بنزيل الكتاب منه . كقوله تعالى : ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ) ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) ( تنزيل من حكيم حميد ) . ( قل نزله روح القدس من ربك ) .( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) . السابع : التصريح باختصاص بعض المخـلوقات بأنها عنده ، وأن بعضها أقرب إليه من بعض كقوله : ( إن الذين عند ربك ) .( وله من في السموات والأرض ومن عنده ) . الثامن : التصريح بأن الله تعالى في السماء . كقوله تعالى ( ءأمنتم من في السماء ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . التاسع : التصريح بالاستواء على العرش . كقوله ( الرحمن على العرش استوى ) . العاشر : التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى . كقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) . والقول بأن العلو قبلة الدعاء فقط باطل بالضرورة والفطرة ، وهذا يجده من نفسه كل داع . الحادي عشر : التصريح بنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا ، والنزول المعقول عند جميع الأمم ، إنما يكون من علو إلى أسفل . الثاني عشر : الإشارة إليه حساً إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم به وبما يجب له ، لما كان بالجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله في اليوم الأعظم ، في المكان الأعظم ، قال لهم : ( أنتم مسؤولون عني ، فما ذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فرفع إصبعه الكريمة إلى السماء ، رافعاً لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء ، قائلاً : اللهم اشهد ) . الثالث عشر : التصريح بلفظ ( الأين ) كقول أعلم الخلق به ، وأنصحهم لأمته ، وأفصحهم بياناً عن المعنى الصحيح ، بلفظ لا يوهم باطلاً بوجه: ( أين الله ) . الرابع عشر : شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال : إن ربه بالسماء بالإيمان . الخامس عشر : إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطلع إلى إله موسى ، فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السموات ، فقال : ( يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً ) فمن نفى العلو من الجهمية فهو فرعوني ، ومن أثبتها فهو موسوي محمدي . السادس عشر : إخباره صلى الله عليه وسلم أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة . من العقل : أن العلو صفة كمال والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده . وأما الفطرة : قال شارح الطحاوية : وأما ثبوته بالفطرة فإن الخلق جميعاً بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى الله . وأما الإجماع : فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله فوق سمواته مستو على عرشه . المخالفون لأهل السنة : وقد نفت الجهمية والمعتزلة علو الله بذاته وقالوا : إنه في كل مكان بذاته وأنه لا داخل العالم ولا خارجه . وقالوا : عن أدلة العلو كقوله ( وهو القاهر فوق عباده ) وغيرها أن المراد فـوقية القهر والقدر ، قالوا قوله تعالى ( فوق عباده ) أي خير من عباده وأفضل . والرد عليهم : أولاً : أن هذا تأويل باطل ، لأنه ليس في ذلك تمجيد ولا تعظيم ولا مدح ، والرب سبحانه وتعالى لم يتمدح في كتابه وعلى لسان رسوله بأنه أفضل من العرش ، وأن رتبته فوق رتبة العرش ، وأنه خير من السموات ، ولو تكلم أحد بمثل هذا الكلام في حق المخلوق لكان نقصاً مستهجناً جداً . فلو قال شخص : الشمس أضوأ من السراج ، والسماء أكبر من الرغيف ، والجبل أثقل من الحصى ، ورسول الله e أفضل من اليهود لعد ذلك من ساقط القول، بل هو من أرذل الكلام وأسمجه وأهجنه لما فيه من التنقص، كما قيل في المثل السائر : ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل يوماً أن السيف أمضى من العصا ثانياً : أن الله تعالى أثبت لنفسه الفوقية المطلقة ، وهي تشمل فوقية الذات وفوقية القدر وفوقية القهر ، فمن أثبت البعض ونفى البعض فقد جحد ما أثبته الله لنفسه . · قوله ( أأمنتم من في السماء ) . قد يتوهم واهم أن الله تعالى داخل السماء ، وأن السماء تحيط به ، كما لو قلنا : فلان في الحجرة ، فإن الحجرة تحيط به . ومنشأ الوهم : ظنه أن ( في ) التي للظرفية تكون بمعنى واحد في جميع مواردها ، وهذا ظن فاسد ، فإن ( في ) يختلف معناها بحسب متعلقها . فقوله ( أأمنتم من في السماء ) هذا عند أهل التفسير من أهل السنة على أحد وجهين : الوجه الأول : أن تكون السماء بمعنى العلو ، فإن السماء يراد بها العلو ، كما في قوله تعالى ( وأنزل لكم من السماء ماء ) والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض لا من السماء نفسها . الوجه الثاني : أن تكون ( في ) بمعنى ( على ) ، كما جاءت بمعناها في مثل قوله تعالى ( فسيروا في الأرض ) أي على الأرض وقوله عن فرعون ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي على جذوع النخل . · فإن قيل ما الجواب عن قوله تعالى ( وهو في السماء إله وفي الأرض ) ؟ وكذلك قوله تعالى ( وهو الله في السموات وفي الأرض ) ؟ قال ابن تيمية : ليس معناهما أن الله في الأرض كما أنه في السماء ، ومن توهم هذا ، أو نقله عن أحد من السلف فهو مخطىء في وهمه ، وكاذب في نقله . وإنما معنى الآية الأولى : أن الله مألوه في السماوات وفي الأرض ، كل من فيهما فإنه يتأله ويعبده . وأما الآية الثانية فمعناها : أن الله إله في السماء ، وإله في الأرض ، فألوهيته ثابتة فيهما . · الفرق بين علو الله وبين استوائه على العرش : أولاً : أن العلو من صفات الذات ، فهو ملازم للرب لا يكون قط إلا عالياً ، والاستواء من صفات الأفعال ، وكان بعد خلق السموات والأرض كما أخبر الله بذلك ، فدل على أنه سبحانه تارة يكون مستوياً على العرش وتارة لم يكن مستوياً عليه . ثانياً : أن العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل، وأما الاستواء على العرش فهو من الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل، يعني أن صفة العلو ثابتة بالعقل والشرع ، كل الناس يثبتون ويدركون أن الله في العلو حتى البهائم ، وأما الاستواء على العرش ما عرف إلا عن طريق الشرع . م / وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن استواء الله على عرشه ، فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ( العرق ) ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعاً ، ثم أمر به أن يخرج . سبق شرحه. جزاكم الله خيرا لاتنسوا الاختبار يوم الثلاثاء القادم ان شاء الله |
#13
|
|||
|
|||
الاختبار الاول في اللمعة اسأل للجميع التوفيق والسداد ==== ماهي عقيدة اهل السنة إذا وردت صفة منفية عن الله؟ ما هو اسم صاحب اللمعة؟ اذكر حديث ورد في تعيين اسماء الله الحسنى ال99 مامعنى اسماء الله توقيفية؟ مالفرق بين حياة الله وحياة ابن ادم؟ ماذا قال اهل البدع في صفة الوجه ؟ واذكر الردعليهم اذكر دليل من القرآن على اثبات اليد لله؟ اذكر اثنين ممن غضب الله عليهم === وفقكم الله اخر موعد للاجابات الخميس القادم لن يلتفت لمن يضع اجابات بعد ذلك جزاكم الله خيرا |
#14
|
|||
|
|||
الحمد لله وبعد,
تعتذر إليكم المُعلمة الفاضلة/ هجرة إلى الله السلفية -وفقها الله- عن عدم إمكانية الدخول لظروفٍ لتقول لكم: أن السبت القادم إن شاء الله ستُعلن نتيجة الإختبار. ونسأل الله التوفيق لنا ولكم والحمد لله ..
|
#15
|
|||
|
|||
تكملة مابدأناه من الدروس الدرس الثالث عشر === كلام الله · من عقيدة أهل السنة والجماعة : إثبات صفة الكلام لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته ، وحقيقة الإيمان بصفة الكلام لله أنه الاعتقاد الجازم بأن الله يتكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد ، وأنه لم يزل يتكلم ، يتكلم بماء شاء ، متى شاء ، كيف شاء . ( بما شاء ) باعتبار الكلام ، يعني من أمر ونهي . ( متى شاء ) باعتبار الزمن . ( كيف شاء ) يعني على الكيفية والصفة التي يريدها سبحانه . والأدلة على إثبات الكلام لله كثيرة : قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً ) . وقوله تعالى ( ومنهم من كلم الله ) . وقوله تعالى (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) . وقوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي .. ) . وقوله تعالى ( وكلمه ربه ) . وقوله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) . قال شارح الطحاوية : فأهانهم بترك تكليمهم ، والمراد أنه لا يكلمهم تكليم تكريم ، فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين ، لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء ، ولم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلاً . ومن السنة حديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : لبيك وسعديك ....... ) متفق عليه . وعن عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلمقال ( يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلاً بهماً ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ) رواه أحمد . ومن العقل : إن الوصف بالتكلم من أوصاف الكمال ، وضده – عدم الكلام – من أوصاف النقص ، والله منزه عن النقائص . · وكلام الله بحروف . قال تعالى : ( يا موسى إني أنا ربك ) . فإن هذه الكلمات حروف ، وهي من كلام الله . · بصوت ، الدليل : قال تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً ) . والنداء لا يكون إلا بصوت . والدليل على أنه بمشيئة الله : قوله تعالى ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) . فالتكليم حصل بعد مجىء موسى ، فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى . · سمعه موسى من غير واسطة ، الدليل : قال تعالى : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ) . · وسمعه جبريل ، لقوله تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك ) . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ) . · ويتكلم الله سبحانه بصوت لا يشبه شيئاً من المخلوقين . كما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلمقال : ( يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، فينادي بصوته : إني آمرك أن تخرج من أمتك بعث النار ... ) . · ويكلم الله سبحانه أهل الجنة ويكلمونه . قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك وسعديك والخير بيديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ... ) . رواه البخاري المخالفون لأهل السنة : خالفت المعتزلة والجهمية وقالوا : إن كلام الله مخلوق . وقال بعضهم : كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته ، وهذه الحروف والأصوات المسموعة مخلوقة للتعبير عن المعنى القائم بنفس الله . والرد عليهم : أن هذا خلاف إجماع السلف . خلاف المعقول : لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئاً قائماً بنفسه منفصلاً عن المتكلم . قال في شرح الطحاوية : وأنكرت الجهمية حقيقة التكليم ، وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم في أوائل المائة الثانية ، فضحى به خالد بن عبدالله القسري أمير العراق والمشرق بواسط ، خطب الناس يوم الأضحى فقال : أيها الناس ضحوا ، تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين . القرآن كلام الله -------------- أراد المصنف في هذا الفصل أن يبين أن القرآن المتلو والمسموع والمكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة ، وليس فقط عبارة أو حكاية عن كلام الله ، كما تقول الأشاعرة . فعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن : أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود . · قوله ( منزل ) قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) . وقال سبحانه : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) . وقال سبحانه : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ) . وقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) . · قوله ( غير مخلوق ) قال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) . فجعل الخلق غير الأمر ، والقرآن من الأمر ، لقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) . وقال : ( وذلك أمر الله نزله إليكم ) . المخالفون لأهل السنة : قالت المعتزلة : إن القرآن مخلوق . واحتجوا على مخلوقية القرآن بقوله تعالى : ( خالق كل شيء ) . والرد عليهم : أنه عام مخصوص . كقوله تعالى ( تدمر كل شيء ) أي ريح عاد ، فهل فعلاً دمرت كل شيء ؟ الجواب : لا ؟ · قوله ( منه بدأ ) أن الله أضافه إليه ، ولا يضاف الكلام إلا لمن قاله مبتدئاً . · قوله ( وإليه يعود ) أي يرفع من الصدور والمصاحف ، فلا يبقى في الصدور منه شيء ولا في المصاحف . قال ابن ماجه : ( باب ذهاب القرآن والعلم ) ثم ذكر فيه حديث حذيفة بن اليمان ، وفيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ... ) . · وهذا القرآن هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : ( لن نؤمن بهذا القرآن ) . وقال بعضهم : ( إن هذا إلا قول البشر ) . فقال الله سبحانه : ( سأصليه سقر ) . وقال بعضهم : هو شعر ، فقال الله : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) . · وهذا القرآن حق لا يأتيه الباطل من أي جهة : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) . · وهو المعجز ، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله ولو عاونه غيره : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) . · وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة ، منها : 1- المبارك . قال تعالى : ( هذا كتاب أنزلناه مبارك ) . 2- هدى ورحمة . قال تعالى : ( هدى ورحمة للمحسنين ) . 3- الكريم . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) . 4- الحكيم . قال تعالى : ( الر . تلك آيات الكتاب الحكيم ) . 5- الفصل . قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) . · ولهذا الكتاب أسماء كثيرة ، منها : 1- القرآن . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) . 2- الكتاب . قال تعالى : ( الم . ذلك الكتاب لا ريب فيه ... ) . 3- الذكر . قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . 4- الفرقان . قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ... ) . 5- النور . قال تعالى : ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) . نكمل المرة القادمة ان شاء الله علما اننا سنقوم باسلوب جديد في هذه المرحلة باذن الله وهي اختيار شخص منكم مختلف في كل مرة ليقوم بكتابة الفائدة المستفادة من هذا الدرس وذلك لتثبيت المذاكرة في ذهنكم والاستفاة المرجوة لنا جميعا ان شاء الله يسر الله لكم جميعا |
#16
|
|||
|
|||
الدرس الرابع عشر رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فَرْقٌ, وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا اَلْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ )) حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَهَذَا تَشْبِيهٌ لِلرُّؤْيَةِ, لَا لِلْمَرْئِيّ, فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَا شَبِيهَ لَهُ, وَلَا نَظِيرَ ----------- وهو الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم عياناً بأبصارهم في عرصة القيامة وفي الجنة ، ويكلمهم ويكلمونه . · وهذه المسألة من المسائل التي وقع فيها النزاع بين أهل السنة وغيرهم ، وقد اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون . الأدلة : 1- قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة ) . ( ناضرة ) أي حسنة ، من النضارة . ( ناظرة ) من النظر . قال شارح الطحاوية : وهي من أظهر الأدلة . 2- قال تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) . قال شارح الطحاوية : احتج الشافعي وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى بهذه الآية على الرؤية لأهل الجنة ، وسئل مالك عن هذه الآية فقال : لما حجب أعداؤه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى يروه . · في الآية : أن أعظم عذاب الكفار هو الحجاب عن ربهم . · أعظم نعيم الجنة هو رؤية الله عز وجل . 3- قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) . فالحسنى : الجنة ، والزيادة : هي النظر إلى وجهه الكريم فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في صحيحه : عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، وتجنبنا النار ، قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ، ثم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) . 4- عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضـامون في رؤيته ، فإن استـطعتم ألا تغـلبوا على صـلاة قبل طـلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) متفق عليه ، يعني العصر والفجر . ( لا تضامون ) أي لا يلحقكم ضيم ولا مشقة في رؤيته . معنى [ كما ترون هذا القمر ] يعني يراه المؤمنون في الجنة كما يرون هذا القمر ، فليس المعنى أن الله مثل القمر ، لأن الله ليس كمثله شيء ، بل هو أعظم وأجل ، لكن المراد من المعنى تشبيه الرؤية بالرؤية ، فكما أننا نرى القمر ليلة البدر رؤية حقيقية ليس فيه اشتباه ، فإننا سنرى ربنا عز وجل كما نرى هذا القمر رؤية حقيقية بالعين دون اشتباه . 5- عن أبي هريرة : أن أناساً قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ) قالوا : لا يا رسـول الله . قال : ( هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ ) قالوا : لا . قال : ( فإنكم ترونه كذلك ) . متفق عليه . 1- وعن أبي موسى . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ) متفق عليه . وأحاديث الرؤية متواترة كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم : ابن القيم في حادي الأرواح ، وابن أبي العز في شرح الطحاوية ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري . المخالفون لأهل السنة : وخالف في ذلك المعتزلة والجهمية وقالوا : إن الله لا يرى . واستدلوا بقوله تعالى لموسى ( لن تراني ) . الرد عليهم : هذا مذهب باطل ، والآية دليل عليهم من وجوه : أولاً : أنه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم وأعلم الناس بربه في وقته ، أن يسأل ما لا يجوز عليه ، بل هو عندهم من أعظم المحال . ثانياً : أن الله لم ينكر عليه سؤاله ، ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله وقال ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) . ثالثاً : أنه تعالى قال ( لن تراني ) ولم يقل : إني لا أُرَى ، أو لا تجوز رؤيتي ، والفرق بين الجوابين ظاهر . رابعاً : قوله ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) فعلق الرؤية على استقرار الجبل وهو ممكن في نفسه ، والمعلق على الممكن ممكن ، لأن معنى التعليق الإخبار بوقوع المعلق عند وقوع المعلق به ، والمحال لا يثبت على شيء من التقادير الممكنة . فصارت الآية دليل على الرؤية . واستدلوا بقوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) . قالوا : إن الله نفى إدراك الأبصار له ، فدل على أن الله لا يرى في الآخرة . والجواب : إن الله نفى الإدراك ، ولم ينف الرؤية ، والإدراك قدر زائد على الرؤية وهو أخص من الرؤية والرؤية أعم ، ونفي الأخص لا يدل على نفي الأعم ، والإنسان قد يرى الشيء ولا يدركه ، لأن الإدراك هو الإحاطة ، فالله نفى الإدراك وهو الإحاطة ولم ينف الرؤية ، فأنت ترى السماء لكن لا تحيط بها رؤية . · ورؤية الله في الدنيا مستحيلة . كما قال الله تعالى لموسى : ( لن تراني ) . قال شيخ الإسلام في الفتاوى : وكذلك كل من ادعى أنه رأى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة ، لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحداً من المؤمنين لن يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت ، وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي e أنه ذكر الدجال قال : ( اعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ) . [ الفتاوى : 2/389 ] · واختلفوا : هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج : القول الأول : أنه رآه . وهو قول ابن عباس ورجحه ابن خزيمة في كتابه التوحيد واختاره النووي . لقوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ) روي عن ابن عباس هي : رؤية عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به . القول الثاني : أنه لم يره . وهذا مذهب عائشة والجمهور . عن عائشة أنها قالت : ( من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله ) رواه مسلم . وعن أبي ذر قال ( سألت رسول الله ! هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه ) رواه مسلم . والمعنى : نور كيف أراه . ولحديث أبي موسى الأشعري . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) رواه مسلم . وجه الدلالة : قوله : حجابه النور – يعني الله – احتجب بالنور ، لو كشفه – يعني الحجاب – لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، وهذا صريح في أن الله لو كشف الحجاب لأحرق جميع خلقه . وهذا هو الراجح . القول الثالث : التوقف . ورجحه القاضي عياض والقرطبي ، نظراً لتكافـؤا الأدلة . والراجح مذهب الجمهور وهو أنه لم ير ربه . · أسباب رؤية الله : أولاً : سؤال الله ذلك . كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ) . ثانياً : المحافظة على صلاة الفجر والعصر . للحديث الذي سبق عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضـامون في رؤيته ، فإن استـطعتم ألا تغـلبوا على صـلاة قبل طـلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) متفق عليه ، يعني العصر والفجر . نكمل المرة القادمة ان شاء الله ونختار اليوم الاخ الفاضل ابويوسف السلفي ليذكر لنا الفوائد المستخرجة من هذا الدرس فليتفضل وليذكرها في صفحته وانقلها انا ان شاء الله في موضوع مغلق مستقل بالفوائد حتى لايكتب فيه شئ اخر من اي من الاعضاء جزاكم الله خيرا |
#17
|
|||
|
|||
الدرس الخامس عشر القضاء والقدر من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالقضاء والقدر . القدر : ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد ، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وعلى صفات مخصوصة ، فهي تقع على حسب ما قدرها . الأدلة : قال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) . وقال تعالى : إنا كل شيء خلقناه بقدر ) . وقال تعالى : ( وكان أمر الله قدراً مقدوراً ) . وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم . · والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور : أولاً : الإيمان بعلم الله الشامل . معناه : الإيمان بأن الله تعالى قد علم بعلمه الأزلي الأبدي ما كان وما يكون من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن مما يكون من أفعاله أو أفعال مخلوقاته . دليل هذه المرتبة : قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ) . وقال تعالى : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) . ثانياً : أن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء . ومعناه : الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ، فما من شيء كان أو يكون إلا وهو مكتوب مقدر قبل أن يكون . ودليل هذه المرتبة : قوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) . عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) . رواه مسلم . وهناك آية فيها دليل لكلا المرتبتين : قال تعالى ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) . ثالثاً : كل شيء بمشيئة الله . ومعناه : الإيمان بمشيئة الله وأنها عامة في كل شيء ، فما وجد موجود ، ولا عدم معدوم من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن ، في السموات والأرض إلا بمشيئة الله سواء كان ذلك من فعله تعالى أم من فعل مخلوقاته . ودليل هذه المرتبة : قوله تعالى ( ويفعل الله ما يشاء ) . رابعاً : أن الله خالق كل شيء . ومعناه : الإيمان بخلق الله تعالى ، وأنه خالق كل شيء من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن ، وأن خلقه شامل لأعيان هذه المخلوقات وصفاتها وما يصدر عنها من أقوال وأفعال وآثار . دليل هذه المرتبة : قال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) . وقال تعالى ( والله خلقكم وما تعملون ) . · الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به . لقوله صلى الله عليه وسلم لجبريل لما سأله عن الإيمان ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) رواه مسلم · أنواع الكتابة : أولاً : الكتابة العامة في اللوح المحفوظ . وقد كتب الله فيه كل شيء . كما سبق في حديث ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق ... ) . ثانياً : الكتابة العمرية : كمل في حديث ابن مسعود . قال : حدثنا الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ) متفق عليه . فهذه كتابة عمرية لأنها مقيدة بالعمر ، أي تكتب مرة واحدة ، ولا يعاد كتابتها . ثالثاً : الكتابة الحولية . وهي في ليلة القدر ، ففيها يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر . قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) . وهي كتابة ما قدر للإنسان وهو جنين في رحم أمه إذا تم له أربعة أشهر . · ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر : أولاً : الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله . ثانياً : الاعتماد على الله سبحانه ، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه ، لأن كل شيء بقدر الله . ثالثاً : أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده ، لأن حصوله نعمة من الله ، بما قدره من أسباب الخير . · ما المراد بقوله ( وبالقدر خيره وشره ) هل في القدر شر ؟ قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ليس في القدر شر ، وإنما الشر في المقدور ، يعني ليس فعل الله وتقديره شراً ، الشر في مفعولات الله لا في فعله ، والله لم يقدر هذا الشر إلا لخير . كما قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) هذا بيان سبب الفساد . وأما الحكمة فقال ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، إذاً هذه مصائب مآلها الخير . المخالفون لأهل السنة : الطائفة الأولى : الجبْرية : قالوا : إن العبد مجبور على عمله ، وليس له إرادة ولا قدرة . واستدلوا بقوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) . قالوا : إن الله نفى عن نبيه الرمي ، وأثبته لنفسه سبحانه ، فدل على أنه لا صنع للعبد . واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) متفق عليه . قالوا : إن الجزاء غير مرتب على الأعمال ، فدل على أنه لا صنع للعباد فيه . والرد عليهم : أن استدلالهم بقوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) دليل عليهم وليس لهم ، لأنه تعالى أثبت لرسوله e رمياً بقوله ( إذ رميت ) . وأما استدلالهم بحديث ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) فهذا قول باطل ، لأن ( الباء ) هنا ، باء العوِض ، وهو أن يكون العمل كالثمن الذي يستحق صاحبه أن يدخل به الجنة ، بل دخول الجنة بفضل الله ورحمته . الطائفة الثانية : القدرية : وقالوا : إن العبد مستقل بعمله ، وليس لمشيئة الله وقدرته فيه أثر . والرد عليهم : أن الله تعالى خالق كل شيء ، وكل شيء كائن بمشيئته ، وقد بين الله تعالى أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات .. ) وقال تعالى ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها .. ) . ومن العقل : إن الكون كله مملوك لله تعالى ، والإنسان من هذا الكون ، فهو مملوك لله ، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته . وَلَا نَجْعَلُ قَضَاءَ اَللَّهِ وَقَدَرَهُ حُجَّةً لَنَا فِي تَرْكِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيه, بَلْ يَجِبُ أَنْ نُؤْمِنَ وَنَعْلَمَ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْنَا اَلْحُجَّةَ بِإِنْزَالِ اَلْكُتُبِ, وَبِعْثَةِ اَلرُّسُلِ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) البعض يحتج بالقدر على فعل المعصية ، وليس في ذلك حجة لأمور : أولاً : أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسباً له فقال ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت ) ولو لم يكن له اختيار وقُدرة عليه ما نسب إليه . ثانياً : أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ، ولو كان القدر حجة للعاصي لم تنقطع بإرسال الرسل . ثالثاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة ، فقال رجل من القوم : ألا نتكل يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) رواه البخاري . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر . رابعاً : أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه من أمور دنياه حتى يدركه ، ولا يعدل إلى مالايلائمه ، ثم يحتج على عدوله بالقدر ، فلماذا يعدلُ عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر ؟ أفليس شأن الأمرين واحداً ؟ نكمل المرةالقادمة ان شاء الله واجب اليوم على الفاضلة نصرة مسلمة ان تقوم بجمع الفوائد على هذا الدرس ووضعه في الموضوع الخاص بذلك في المواضيع المثبتة ونرجو من الجميع قراءة الفوائدعلى الدرس السابق بالموضوع المختص بذلك في المواضيع المثبتة جزاكم الله خيرا |
#18
|
|||
|
|||
الدرس السادس عشر بداية اعتذر عن التأخير ولكن ذلك لظروف خارجة عن ارادتي نظرا لانقطاع النت فسامحوني وجزاكم الله خيرا فصل الإيمان قول وعمل وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ, وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَعَقْدٌ بِالْجَنَانِ, يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ, وَيَنْقُصُ بِالْعِصْيَانِ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: â(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) فَجَعَلَ عَبَادَةَ اَللَّهِ تَعَالَى, وَإِخْلَاصَ اَلْقَلْبِ, وَإِقَامَ اَلصَّلَاةِ, وَإِيتَاءَ اَلزَّكَاةِ كُلَّهُ مِنْ اَلدِّينِ وَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) (( اَلْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً, أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ اَلْأَذَى عَنْ اَلطَّرِيقِ )) فَجَعَلَ اَلْقَوْلَ وَالْعَمَلَ مِنْ اَلْإِيمَانِ وَقَالَ تَعَالَى : (فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) وَقَال تعالىَ : (ليزدادوا أيمانا) وَقَالَ رَسُولُ e (( يَخْرُجُ مِنْ اَلنَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ, أَوْ خَرْدَلَةٍ, أَوْ ذَرَّةٍ مِنْ اَلْإِيمَانِ )) فَجَعَلَهُ مُتَفَاضِلاً . من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول باللسان ، وعمل بالأركان ، وعقد بالجنان . وقد حكى اتفاق السلف على أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، غير واحد من أهل العلم ، كالشافعي وأحمد والبخاري وابن عبد البر والبغوي . مثال القول : لا إله إلا الله ، والذكر ، وقراءة القرآن . مثال العمل : الركوع . مثال العقد : الإيمان بالله وملائكته وكتبه وغير ذلك مما يجب اعتقاده . الدليل على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد . قول باللسان : الأدلة : قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ... ) . وقال صلي الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) متفق عليه عمل الجوارح : الأدلة : قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ثبت في سبب نزول هذه الآية كما جاء في حديث البراء الطويل وفي آخره ( أنه مات رجال على القبلة قبل أن تحول وقتلوا ، فلم ندرِ ما نقول فيهم ، فأنزل الله : وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يعني صلاتكم . فثبت أن الصلاة إيمان ، وقد بوب البخاري باب ( الصلاة من الإيمان ) . والحديث الذي ذكره المصنف ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه . قال ابن مندَه ( فجعل الإيمان شعباً بعضها باللسان والشفتين ، وبعضها بالقلب ، وبعضها بسائر الجوارح ) . وقال تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) . فجعل الإخلاص والصلاة والزكاة من الدين . المخالفون لأهل السنة : قال بعضهم : الإيمان مجرد المعرفة في القلب وهذا قول الجهمية [ وهذا من أخبث الأقوال ] . وعلى هذا القول يكون إبليس مؤمناً لأنه عرف ربه [ قال رب بما أغويتني ] . وقال بعضهم : إن الإيمان هو تصديق بالقلب ونطق باللسان ، وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء ومنهم الحنفية ، وهؤلاء لا يجعلون الأعمال من الإيمان . م / ( يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) . من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، لأدلة كثيرة . قال تعالى ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) . وقال تعالى ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً ) . وقال تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) . وقال تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) . وقال صلي الله عليه وسلم ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .... ) متفق عليه . وقال صلي الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه أبو داود . وعن ابن مسعود أنه قال ( اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً ) .رواه ابن بطة بإسناد صحيح . وعن أبي الدرداء أنه كان يقول ( الإيمان يزداد وينقص ) رواه ابن ماجه . اكتفي بهذا القدر سؤال اليوم اذكر دليل من الكتاب واخر من السنة على ان الايمان يزيد وينقص ==== ونختار اليوم لاستخراج الفوائد من هذا الفصل الفاضلة *ام مريم* فلتتفضل بكتابتها في صفحتها او في الموضوع المخصص لهذا مباشرة على ان يكون موجودا قبل يوم الجمعة ان شاء الله جزاكم الله خيرا التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 05-18-2010 الساعة 09:07 PM |
#19
|
|||
|
|||
الدرس السابع عشر فصل الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وَيَجِبَ اَلْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَحَّ بِهِ اَلنَّقْلُ عَنْهُ فِيمَا شَاهَدْنَاهُ, أَوْ غَابَ عَنَّا, نَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مَا عَقِلْنَاهُ وَجَهِلْنَاهُ, وَلَمْ نَطَّلِعْ عَلَى حَقِيقَةِ مَعْنَاهُ مِثْلَ حَدِيثِ اَلْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ وَكَانَ يَقَظَةً لَا مَنَامًا, فَإِنَّ قُرَيْشًا أَنْكَرَتُهُ وَأَكْبَرَتَهُ, وَلَمْ تُنْكِرْ اَلْمَنَامَاتِ . يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان مشاهداً أو مغيباً ، وسواء أدركناه بعقولنا أو لم ندركه ، وأنه صدق وحق ، فلا يجوز رد شيء من أمور الغيب الثابتة في الكتاب والسنة ، لمجرد استبعاد العقل ، فإن العقول تضعف عن إدراك أمور الغيب . لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . والإيمان بالغيب من أعلى وأفضل درجات الإيمان . قال تعالى ( هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب .. ) . قال السعدي رحمه الله : ” وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس ، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر ، إنما الشأن في الإيمان بالغيب ، الذي لم نره ولم نشاهده ، وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا الإيمان الذي يميَّز به المسلم من الكافر ، لأنه تصديق مجرد لله ورسوله ، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله سواء شاهده أو لم يشاهده ، وسواء فهمه وعقله أم لم يهتد إليه عقله وفهمه ... ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها وما أخبرت به الرسل من ذلك “ . وقد ذكر المصنف أمثلة على هذه الأمور التي يجب الإيمان بها والتصديق ، فذكر : الإســراء لغـة :السير بالشخص ليلاً . وشــرعاً :سير جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس . والمعراج :الآلة التي تعرج بها , وهي المصعد . وشــرعاً :السلم الذي عرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء . قصـة الإســراء والمعراج : § الإسراء والمعراج ثابت بالقرآن والسنة . قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . والأحاديث كثيرة في ذلك . · ملخص ما حدث : أن النبيصلى الله عليه وسلم أتي بالبراق حتى جاء بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء ، فوجد في السماء الأولى آدم ، وفي السماء الثانية عيسى ويحيى ، وفي السماء الثالثة يوسف ، وفي السماء الرابعة إدريس ، وفي السماء الخامسة هارون ، وفي السماء السادسة موسى ، وفي السماء السابعة إبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم رجع من ليلته ...) . متفق عليه · وقت الإسـراء والمعراج : كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة ، كما قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . ( مجموع الفتاوى 3 / 387 ) · وكان ذلك بعد المبعث وقبل الهجرة بالاتفاق . ( لكن لا يعرف أي سنة بالتحديد : فقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل بسنتين وقيل بسنة . · جماهير أهل السنة أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده يقظة مرة واحدة لا مناماً . فالأكثرون من العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً . ومما يدل على أن الإسراء بجسده وروحه في اليقظة : قوله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... ) ، والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح ، كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح ) . · عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليلته . م / (وفرضت عليه الصلوات الخمس ) . ففي حديث الإسراء ( ففرض الله عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى فقال : ما فـرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا يطيقون ذلك ...... الحديث فمازال يراجع بين الله وبين موسى حتى قال الله : يا محمد ! إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر فلذلك خمسون صلاة ) . م / وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَلَكَ اَلْمَوْتِ لَمَّا جَاءَ إِلَى مُوسَى u لِيَقْبِضَ رُوحِهِ لَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ, فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ عَيْنَهُ ----------------------- والمصنف ذكر هذا الحديث في العقيدة لأن بعض أهل البدعة أنكروه معللاً ذلك أنه يمتنع أن موسى يلطم الملك . قال ابن خزيمة : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به ، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه ؟ والجواب : أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وإنما بعثه إليه اختباراً ، وإنما لطم موسى ملك الموت لأن رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء ، ولو عرفهم لما قدم لهم المأكول ، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه . |
#20
|
|||
|
|||
الدرس الثامن عشر · أشراط الساعة : أي علاماتها التي تدل على قربها ومجيئها . · ومعنى أشراط : أي علامات . والمراد بالساعة هنا القيامة ، أي الوقت الذي تقوم فيه القيامة . والساعة لها أشراط تدل على قربها ومجيئها والدليل على ذلك : قوله تعالى ( فقد جاء أشراطها ) . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ( أخبرني عن أماراتها ) رواه مسلم . · سميت القيامة بالساعة : لسرعة الحساب فيها ، أو لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة . · تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين : كبرى : وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة ، وتكون غير معتادة الوقوع ، كظهور الدجال ، ونزول عيسى ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها . صغرى : وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة ، وتكون من نوع المعتاد ، كقبض العلم ، وظهور الجهل ، وشرب الخمر ، والتطاول في البنيان ، ونحوها . · الساعة قريبة وتأتي بغتة . قال تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) . قال ابن كثير : يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها . وقال تعالى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) . قال ابن كثير : هذا تنبيه من الله عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها : أي لا يعملون لها ، ولا يستعدون من أجلها . وقال تعالى (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) . · الساعة تأتي بغتة . قال تعالى (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ) . وقال تعالى (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) . · علم الساعة غيب لا يعلمه إلا الله . قال تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ) . قال ابن كثير : أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن وقت الساعة ، أن يرد علمها إلى الله تعالى ، فإنه هو الذي يجليها لوقتها : أي يعلم جليّة أمرها ، ومتى تكون على التحديد . وقال تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا . فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا . إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا) . قال ابن كثير : أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين . ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة – كما في حديث جبريل الطويل – قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . رواه مسلم . ذكر المصنف من أشراط الساعة : · معنى المسيح الدجال . الدجال : أي الكذاب ، سمي الدجال كذاباً ، لأنه يغطي الحق بباطله ، وقيل : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم . · وسمي مسيحاً : قيل : لمسحه الأرض حين خروجه ، وقيل : لأنه أعور العين اليمنى وهذا أصح ، لحديث ( إن الدجال ممسوح العين ) . وهو رجل كذاب يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية . · خروج الدجال من علامات الساعة الكبرى . عن حذيفة . قال ( اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم . وأجمع المسلمون على خروجه . · وقصته باختصار : هو رجل من بني آدم – خلقه الله تعالى ليكون محنة للناس في آخر الزمان – هو من أعظم الفتن التي حذرت منها الأنبياء أقوامهـا – من صفاته قصير أفحج أعور العين اليمنى – معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار – وأكثر أتباعه من اليهود والنساء والأعراب – يمكث في الأرض 40 يوماً – لا يدخل مكة ولا المدينة – يكون مكان خروجه – ويكون هلاكه على يد مسيح الهدى عيسى ابن مريم في بلاد الشام عند باب لد . · كيفية النجاة من الدحال : أولاً : حفظ أول الكهف . عن أبي الدرداء . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) رواه مسلم . ثانياً : التعوذ منه وخاصة في الصلاة . عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم . ثالثاً : الفرار من الدجال . عن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ) رواه أبو داود . فلينأ : يبتعد . م / ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله . ·نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان ثابث بالكتاب والسنة والإجماع . قال تعالى (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) . [ ليؤمنن به ] أي بعيسى [ قبل موته ] أي موت عيسى عليه السلام ، وهذا حين نزوله . وهذا القول هو الصحيح أن الضمير في قوله [ قبل موته ] أي موت عيسى ورجحه ابن جرير وابن كثير . وقال تعالى ( ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ....... وإنه لعِلمٌ للساعة ) . قرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة [ وإنه لعَلَم للساعة ] بفتح اللام والعين . والمعنى : أي أمارة وعلامة على اقتراب الساعة . فقوله [ وإنه ] يرجع إلى عيسى ، وهذا ما اختاره ابن كثير في تفسيره والشنقيطي . قال الشنقيطي : ” والتحقيق أن الضمير في قوله تعالى [ وإنه لعلم للساعة ] راجع إلى عيسى ، ومعنى قوله [ لعلم للساعة ] على القول الحق الصحيح ، هو نزول عيسى في آخر الزمان حياً علم للساعة أي علامة لقرب مجيئها لأنه من أشراطها الدالة على قربها ) “ . ومن السنة : عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، ليوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية .... ) . وحذيفة الذي سبق ( إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ...... وذكر منها : نزول عيسى ابن مريم ) . وأجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان حكماً مقسطاً . ·ملخص قصته : ينزل عيسى بعد أن يفسد الدجال في الأرض - ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق – يحكم عليه السلام بالشريعة المحمدية - فلا ينزل بشرع جديد – ويكون في زمانه يفيض المال حتى لا يقبله أحد – وحتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها – ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها – يقتل الدجال في باب لد – يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . القلاص : بكسر القاف وهي من الابل كالفتاة من النساء ومعناه أن يزهد فيها ولا يرغب باقتنائها . ·خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى . قال تعالى (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ) . وقال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً .قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) . ومن السنة : حديثحذيفة . قال ( اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلمونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم . ·وأصلهم من البشر من ذرية آدم وحواء . لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يا آدم ! فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك ، فيقول: أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ، قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فعند ذلك يشيب الصغير [ وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بساكرى ولكن عذاب الله شديد ] قالوا : يا رسول الله ! وأينا ذلك الواحد ، قال : أبشروا ، فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ... ) متفق عليه . · قال ابن كثير : هم من ذرية آدم بلا خلاف نعلمه ، ثم ذكر الحديث السابق . · وقال : وهم يشبهون الناس ، كأبناء جنسهم ، ومن زعم أن منهم الطويل كالنخلة ومنهم القصير الذي هو كالشيء الحقير ومنهم من يفترش أذناً من أذنيه ويتغطى بالأخرى ، فكل هذه الأقوال بلا دليل ، ورجم بالغيب بغير برهان ، والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم . ففي حديث النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( .... فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عباداً لي لا يُدان لأحد بقتالهم ... ) رواه مسلم . ·وقد حذر الرسول منهم . فقال ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها .. ) . · بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذي استغاثوا به كما ذكر الله في القرآن . · خروج الدابة علامة من علامات الساعة الكبرى . قال تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) . وإذا وجب العذاب عليهم ، لتماديهم في المعاصي والطغيان، وإعراضهم عن شرع الله وحكمه، حتى صاروا من شرار خلقه، أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى، وهي "الدابة"، تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا بالقرآن ومحمد e ودينه لا يصدقون ولا يعملون. [ وإذا وقع القول عليهم ] أي وجب العذاب في حقهم لكفرهم وطغيانهم . [ أخرجنا لهم دابة من الأرض ] من هم ؟ قيل : عامة الناس ، وقيل : الكفار ، وهذا الصحيح ، لأن الكفار هم الذين لا يؤمنون بآيات الله . [ تكلمهم ] سيأتي شرحها . [ أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ] أي لا يصدقون بآيات الله ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر . ومن السنة : حديث حذيفة الذي سبق [ ..... إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستاً : ... وذكر منها : دابة الأرض ) رواه مسلم . · من أي الدواب هي ؟ الدابة لغة : كل ما يدب على الأرض . واصطلاحاً : دابة يُخرجها الله قرب قيام الساعة تكلم الناس على أنهم مستحقون للعذاب . · مكان خروجها وصفتها ؟ ورد بعض الأحاديث أنها تكون من مكة من الحرم ، وورد غير ذلك ، ولا يصح من ذلك شيء . وكذلك صفتها : ورد بعض الأحاديث في صفتها لا يصح منها شيء . · عملها : قال تعالى ( تكلم الناس ) . اختلف المفسرون في معنى هذا التكليم : فقيل : أن المراد : تكلمهم كلاماً ، أي تخاطبهم مخاطبة ، ويدل لهذا قراءة ( تنبئهم ) . وقيل : أن المراد : تجرحهم ، ويؤيد ذلك قراءة [ تَكْلَمهم ] بفتح التاء وسكون الكاف ، من الكَلْم وهو الجرح ، أي تسمهم وسماً . وروي عن ابن عباس أنه قال : ( كلاً تفعل ) أي المخاطبة والوسم . قال ابن كثير : وهو قول حسن ، ولا منافاة . نكمل المرة القادمة ان شاء الله واجب الحلقة قال تعالى(تكلم الناس) اذكر مالمقصود بذلك؟ === من هم يأجوج ومأجوج؟ === ونختار الفاضلة حاملة الذكر السلفية لاستخراج الفوائد من هذا الدرس يسر الله لها ولكم ==== التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 05-30-2010 الساعة 02:18 AM |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمعة, الاعتقاد(هـــــام), دروس, شرح, كتاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|