انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2012, 02:29 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي الثقة بالله في الأزمات: لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد

 

النبذة : المسلم يحتاج كثيراً في هذا الزمان إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى، والتوكل على الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولأن الأمر كله لله، وعلى المسلمين في زمن الضعف أن يستحضروا دائماً الثقة بالله، والتوكل عليه، واستمداد القوة منه، والركون إليه، وأنه عز وجل ينصر من نصره، فإذا التجأ العبد إليه فقد أوى إلى ركن شديد.



الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:



أهمية الثقة بالله

فإن المسلم يحتاج كثيراً في هذا الزمان إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى، الثقة بالله يا عباد الله، الثقة بالله والتوكل على الله، فلماذا يثق المؤمن بربه ويتوكل عليه؟
لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولأن الأمر كله لله:{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ }سورة (آل عمران154)،{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(سورة يس82)،لأنه تعالى يورث الأرض من يشاء من عباده،كما قال: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}(الأعراف:128)، لأن الأمور عنده سبحانه كما قال عز وجل: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}(البقرة:210)وليس إلى غيره، لأنه شديد المحال، فهو عزيز لا يُغلب، كما قال تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}(الرعد:13)، لأنه سبحانه وتعالى له جنود السموات والأرض قال عز وجل: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الفتح:7)، جمع القوة والعزة:{وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}الأحزاب:25، وقهر العباد فأذلهم فهم لا يخرجون عن أمره ومشيئته: {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}الزمر:4،{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}(الذاريات:58)فهو ذو القوة وهو المتين سبحانه وتعالى، وهو عز وجل يقبض ويبسط، وهو يُؤتي مُلكه من يشاء:{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}(آل عمران:189)، وهو سبحانه وتعالى الذي يضُر وينفع: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}(الأنعام:17).
ولذلك لما قام أعداء الله على النبي صلى الله عليه وسلم فأجمعوا مكرهم وأمرهم، فإن الله عز وجل أذهب ذلك فقال:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(الأنفال :31)،وقال:{ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ}(النحل:26)، فإذن المكر بمن مكر بالله فالله يمكر به، وهو يخادع عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}(النساء:142)، وهو الذي يرد بأس المشركين؛ ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما واجه الأعداء في القتال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}(البقرة :253)فهو الذي يقدّر الاقتتال وعدم الاقتتال، {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }سورة (المائدة52)والله عز و جل قد أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه القادر على إمضاء القتال أو وقفه:كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُالمائدة:64؛ ولذلك فإنه عليه الصلاة والسلام لا يخاف إلا الله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}(الزمر:36).




نماذج من الثقة بالله

والله عز وجل سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويقدر ما يشاء، ولذلك كانت الثقة به والتوكل عليه واجباً، فترى موسى عليه السلام لما جاء فرعون وجنوده وأجمعوا كيدهم وبغيهم وظلمهم وعدوانهم، فأسقط في يد ضعفاء النفوس وقال بعض من مع موسى عليه السلام:{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}سورة الشعراء61،لا محالة هالكون، لا فائدة، لا نجاة، محاط بنا، ستقع الكارثة، سيدركنا فرعون، سيأخذنا، سيقتلنا، سننتهي، قال موسى الواثق بربه:{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}الشعراء:62، الثقة بالله عز وجل:(يرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد)إنه الله عز وجل، وهي التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية: (إني رسول الله ولن يضيعني)، وهي التي قالها الصحابة: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}سورة آل عمران173، فما الذي حصل؟{فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ}سورة آل عمران173-174، ولذلك قال تعالى بعدها:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ}يعني: يخوفكم بأوليائه ومناصريه، {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}سورة آل عمران175.
لقد لفت علماء الإسلام ومنهم ابن القيم رحمه الله إلى قضية خطيرة يقع فيها كثير من المسلمين وهي سوء الظن بالرب عز وجل، يظنون أن الله لا ينصر شريعته ولا ينصر دينه، وأن الله كتب الهزيمة على المسلمين أبد الدهر، وأنه لا قيام لهم، إذن فلماذا أنزل الله الكتاب؟ لماذا أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لماذا شرع الدين؟ لماذا جعل الإسلام مهيمناً على كل الأديان؟ لماذا نسخت كل الأديان السابقة بالإسلام إذا كان الإسلام لن ينتصر؛ ولذلك قال عز وجل: مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِوليس في الآخرة فقط، فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍيعني: بحبل، إِلَى السَّمَاءإلى سقف بيته، ثُمَّ لِيَقْطَعْيعني: يختنق به يقتل نفسه، {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}سورة الحـج15قال العلماء في تفسير هذه الآية: من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل يخنق به نفسه، يتوصل إلى هذا الحبل الذي يشنق به نفسه إن كان ذلك غائظه؛ لأن الله ناصر نبيه لا محالة.
قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ *يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}سورة غافر51-52، {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}سورة الصافات171-173، وقال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}سورة المجادلة5، وفي الآية الأخرى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ *كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}سورة المجادلة20-21فإذن إذا تحققت شروط النصر فلا بد أن ينصر الله الذين حققوا الشروط، وإذا هزموا فإنما يهزمون لتخلف تحقق الشروط، وهذه الأمة تتربى بأقدار الله التي يجريها عليها.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا من سيرته كيف ينصر ربه فينصره:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}سورة محمد7،{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}سورة آل عمران160، والله عز وجل فعال لما يريد، والله سبحانه وتعالى كتب المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؛ ولذلك فإن كل ما يقع ويحدث مكتوب عنده سبحانه وتعالى: {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}سورة البقرة216.
وقد يظن المسلمون بشيء شراً فإذا هو خير، لقصر النظر وعدم معرفة الغيب:{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}سورة آل عمران179، وقال تعالى:{ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}سورة النور11، وقال سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}سورة البقرة216، وهذه القاعدة العظيمة التي جرت عبر التاريخ: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}سورة( الرعد11)؛ ولذلك فإنه لا بد من الثقة بالله، ولا بد من اعتقاد أن القوة جميعاً لله سبحانه وتعالى، ولا يجري في الكون إلا ما يريد، ولا يجري شيء ولا يقع إلا لحكم يريدها سبحانه، ولا يدري الإنسان ماذا يترتب على الأمور
؛ ولذلك فلا بد أن يوقن المسلمون بربهم، لا بد أن يكونوا على صلة بربهم، معتمدين عليه متوكلين، يطلبون منه القوة والمدد؛ لأنه سبحانه وتعالى مالك القوة جميعاً، وهو الذي يمنح أسبابها من يشاء عز وجل.
إن المسلمين في زمن الضعف يجب عليهم أن يستحضروا دائماً الثقة بالله، والتوكل عليه، واستمداد القوة منه، والركون إليه، وأنه عز وجل ينصر من نصره، فإذا التجأ العبد إليه فقد أوى إلى ركن شديد.
اللهم إنا نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين، وأن تعلي كلمة الدين، ونسألك سبحانك وتعالى أن تجعل رجزك وعذابك على القوم الكافرين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


يتبع إن شاء الله
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 11-08-2012 الساعة 02:47 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:40 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.