لا تحزني
فقد ورد : من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله تعالى مثل ما أعطى آسية امرأة فرعون , وماذا أعطى الله آسية امرأة فرعون ؟
قال تعالى :( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين )
لقد كانت مؤمنة بربها وتُخفي إيمانها ولمّا لامت فرعون على ادّعائه سألها عن دينها قائلا لها : ألا تؤمنين بي ؟ ألا تعبديني كما يعبدني الناس ؟
قالت : أنا لا أُؤمن إلا بالله فاطر السماوات والأرض ولا أُقدّس إلا ذاته , فزجرها فرعون وهدّدها بالعذاب الشديد وشدّ جسمها على الأوتاد في حر الشمس عساها أن ترجع عن إيمانها أو تكفر بربها , فلم يؤثر فيها عذابه ولا أنقص من إيمانها ذرة واحدة , فهدّدها بالموت إن لم ترجع عن دينها .
فقالت : والله لا أكفر بالله ولو كان دون ذلك الموت , ياهذا إنك غلبتني على نفسي وجسمي أماّ قلبي فهو في عصمة ربي فافعل بي ما تشاء فإن مرجعنا جميعا إلى الله, وتركها مشدودة على الأوتاد في أشد الحر دون طعام أو ماء أو غطاء , فكان الصالحون من بني اسرائيل يرثون لحالها ونبيّ الله موسى عليه السلام يتوجّع لعذابها , فكان يأتيها ويقول لها : يا آسية ألكِ حاجة أقضيها لكِ ؟ فكانت تجيبه قائلة : يا موسى أرضي ربي أم لا يزال ساخطا ؟فيقول لها : يا آسية كيف لا يرضى عنك ربك ؟! إنه يُباهي بكِ ملائكته في السماء , إن الملأ الأعلى كلهم في انتظارك فسلي حاجتك من الله فإنها مقبولة , فقالت :(ربِّ ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجّني من فرعون وعمله ..) ثم فاضت روحها إلى الله تعالى .
فلا تحزني إن كان زوجك غبر ملتزم بالدين ولكن عليكِ أن توجّهي له النصيحة برفق و لين فقد قال ربنا :( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )