انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-13-2010, 04:28 AM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41 تأمّــلات في آيــة : الهـدي الإلهـيّ في الإشهـــاد الجماعـيّ

 

تأمّــلات في آيــة : الهـدي الإلهـيّ في الإشهـــاد الجماعـيّ



إعداد الدكتور سمير بوراس

استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية

وأستاذ مساعد في كلية الطب - الجزائر

تطــرّقنا في بحث سابق بعنوان" العلم اليقين في شرح حديث ناقصات عقل ودين" إلى مسألة إشهاد امرأتين مقابل شهادة رجل واحد والعلّـة الظّـاهرة منها.

وهذه النسخة المكتملة مما هـــدانا الله إليه بعد نشر البحث.

وفي خضـمّ علاج المسألة الآنــف ذكـرها تبيـّـن لنا هدي الله سبحانه وتحويـــه:ه في مسألة الدين وحفظ الحقوق عموما كما نقلــنا عن شيخ الإسلام ابن تيميــة. ولكـنّ الـّذي قــد يغيب عنـّا تدبـّره هو الآيـــة في حدّ ذاتها وما تحويـــه : يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة 282 فما هـو دور الكاتـب والكتابة ؟

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ ".

وما دور الإملاء والتأكيد عليه مرتين؟ " وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ".

" لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ " وما العلـّـة من تعـدّد الشّـهود سواء كانوا رجالا أو نســاء ؟ " وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَـانِ " لو تأمّـلنا الآيــة لأمكننا تقسيمها إلى ثلاثة أجـزاء رئيـسة :

الجــزء الأوّل: الكــتابة والإمــلاء

الجـزء الثـّاني:الشّــهود

الجـزء الثّـالث: خلاصة وتأكيد ما سبق في الجزءين والعلّـة " وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا ْ" ولنبدأ بما انتهينا إليـه في بحثنا السّابـق وبمـا نراه الجزء المهمّ في المسألة.

1- جزء الشّـهود والشّـهادة: قال ابن كثيـر في تفسيره رحمة الله عليه{وَقَوْله " مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاء " فِيهِ دَلَالَة عَلَى اِشْتِرَاط الْعَدَالَة فِي الشُّهُود وَهَذَا مُقَيَّد حَكَمَ بِهِ الشَّافِعِيّ عَلَى كُلّ مُطْلَق فِي الْقُرْآن مِنْ الْأَمْر بِالْإِشْهَادِ مِنْ غَيْر اِشْتِرَاط.......وهذا هوَ الصَّحِيح وَاَللَّه أَعْلَم} قال القرطبي عند كلمة "استشهدوا" :رَتَّبَ اللَّه سُبْحَانه الشَّهَادَة بِحِكْمَتِهِ فِي الْحُقُوق الْمَالِيَّة وَالْبَدَنِيَّة وَالْحُدُود وَجَعَلَ فِي كُلّ فَنّ شَهِيدَيْنِ إِلَّا فِي الزِّنَا , عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه فِي سُورَة [ النِّسَاء ].

وَشَهِيد بِنَاء مُبَالَغَة , وَفِي ذَلِكَ دَلَالَة عَلَى مَنْ قَدْ شَهِدَ وَتَكَرَّرَ ذَلِكَ مِنْهُ , فَكَأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى الْعَدَالَة. وَاَللَّه أَعْلَم.

نقول أنّ الله أمـرنا باتخاذ شاهدين على الأقلّ- نرضاهما – ممّـن ثبـت لنا صدقهم وأمانتهم وهذا مرتبط بكلـى الجنسين. و بذلك يكون الشّاهد الواحد ضامنا لغياب الآخرأو مؤيّـدا له أو مذكـّراً له حسب الحالات.والحكمة الّتي تـتجلّــى لنا هي اجتناب الآتي:

- الكــــــذب.

- الرّجوع عن الشّهادة أو كتمانها.

- غياب أحدهمـا لوفاة أو غيــــره.

- فقدان الـذّاكرة لمرض ما,سواء كان مرضا عقليّا عامّا أو يمـسّ الذّاكرة خصوصا مثــل كثـــرة النسـيان(hypermnésie).

ولكـن لنفترض أنّ الشّاهد حاضر لا يكتم الشّهادة ,وما به من علـّة في عقله ويشهد له النّاس بالصّدق وهو صادق في قوله ولا يظهر إلاّ ما يبطن فهــل تكفي شهادته ؟؟ قد يقول قائل لو اجتمعت هذه الشّروط في الشّاهد فهي كافية, ولكنّنا نقول أنّ العلم يقول عكس هذا,ومن قبـله هدي الله يأمـرنا ويوصينا بغيره مع الحثّ على اتّخاذ الشّهود ممّن نرضى كما قلنا, فما هو السّـبب ؟؟ لعلـّه يكمن فيما يسمى بالـذّكريات الكاذبة (غير صحيحة) وهو سبب خفيّ لا نمتلك إلى اليوم سبيلا لمعرفته وهنا مكمـن خطورتـــه.

أ - فما هي الذّكريات غير الصّحيحة(faux souvenirs) ؟

ورد في الويكيبيديا "الذّكريات غير صحيحة هو تذّكـر حـدث لم يحدث أبـدا أو ذاكرة مشوّهة لحـدث حقيقيّ" [1] وتعرّف في الموسوعة الطـّـبيـّة للأمراض العقليّـةPsychiatrie EMC: " الفهم الحديث للذّاكـرة يفسّـر الذّكريات غير صحيحة بأنّـها نتاج طبيعيّ لعمل الذّاكرة.فهـــذه الذّكريـات قــد :

- تأخـذ هيئة دخيـلة(intrusion) في تعلـّـم وحفظ الكلمات(إدخال كلمة غريبة وسط لائحة كلمات في نفس الموضوع مع أنّها لم تكـن موجودة).

- تأخذ هيئة تصوريّـة (fabulation) (الحديث عن ذكرى غيــر صحيحة قد تكون حقيقية,لهـا علاقة بخطأ في آليّـة البحث أو تصو*ري بسبب نقص التـّحكـم في الحقيقــة) - تعرّف خاطئ(fausse reconnaissance):التـّعرّف على شخص أو مكــان غير معروف.

- Paramnésie: الإحساس الخاطئ بأنّـك تعيش حالة معيّنة عشتها قبلا. - فقدان الذّاكرة من المصدر(amnésie de source) التبــاس في المصدر,التـّاريخ, كرونولوجيـا المعلومـــة [2].

يقول Pr Yves Corson من جامـعة نانـت قسـم " البسيكولوجيا" : "كلـّما كان الحدث له وقـع عاطفيّ قويّ كلـّما زاد احتمال الذاكـرة غير صحيحة...أي لهـا علاقة بنسبة الإثـارة المتـّـصلة بالعاطفـــة [3] ويقـول Roediger and his colleague Kathleen McDermott, PhD "كلـّما كان الحدث مميّـزا ومتذكـّرا بطريقة جيّدة كلّما نقص احتمال الذاكرة الكاذبـــــة [4] ممّا سبق نستنتج أنّ التذكـّـر الجيّـد لأمر ما ليس متعلـّقا فقط بالاهتمام به كي نضمـن له ذاكرة صحيحة وإنّـما بطريقة تخزينه وطريقة معالجة المعلومــة.

ولو تأمّـلنا الآيــة (وهو ما تطرّقنا إليه قبلا) لرأينا أنّـه سبحانه بيـّن لنا العلـّـة من الامرأتين "أن تضلّ إحداهما فتذكـّرها الأخرى"ولكنّـه عزّوجـلّ لم يخبرنا سبب هديـه في قوله"شهيدين من رجالكم" لأنّ العلل الظّاهرة كثيــرة والنّسيان قاسـم مشترك بين الجنسيـن ولكن عند المرأة أشد.

ب– هل يمكن الاعتمـاد المطلــق على الذّاكــرة؟

جاء في جريدة التايمز تحت عنوان:لا تستطيع الثـّقة في ذاكرة شاهد واحد منقولا عن British Psychological Society يقول Pr Martin Conway من جامعة ليدز: "من غيــــر تأكيــد الدّليـل الشّهادة المؤسّـســـة فقط على الذاكرة لا يمكـــن الأخــــــــذ بـــــها" ويقول أيضا:"لا يوجــد شيء مثل الذاكرة الصّحيحة فهي تسجيل لتجربة ولكــن هل تجربتك تسجيل حقيقـيّّ للحقيقــة؟ " "فالذّكريات هي تسجيلات النـّاس لتجارب أحداث وليست تسجيلات الأحـــداث نفسه "British Psychological Memory :Memory and Law june 2008م [5] جاء في البحث أيضا:أنّ ذاكرة أحداث معيّـنة بعد سنّ 10 قد تكون دقيقة جـدّا,أو غيـر دقيقـة البتـّـة,أو غير صحيحة كليّــا [6].

- دراسة أخرى نشرت أيضا في جريدة التايمز اللــّندنيـّة عنوانها: مجالس القضاء لا تأخذ بذاكرة شخص واحد يقول Pr Gary Slapper وهو أستاذ قانـون في Open university "مشاكل الذاكرة لا يمكن تفاديها ولكن السؤال هو:كيف تستعمل الدليل؟ " يوصي Pr Conway بالحــذر من استعمال دليل الذاكرة لوحده مـن غيـر إثبـــات [7].

- دراسة أخرى نشرت بجريدة الجاردين بعد أحداث لنـــدن: 4/10 الـّـذين سئلوا عن أحداث لندن جويلية 2007 كانت عندهــم ذكريات غير صحيحة حسب قول Dr James ;Psychologist at University of Portsmouth "هذا دليل آخــر على أنّ ذاكرتنا ليست كاملة فالذّاكرة ليست شريـط فيديــو يمكن إعادة تشغيله من أجل تذكـّـر كامل,لهذا فهي ليست دليـلا كامــلا لتكــــون قاعـــدة القــــرارات القضائيـّـة" Guardian wed 10/09/2008ة [8]

وفي نفس المنحـى جاء في تقريـر للجمعية الأمريكيّة للطـبّ العقلـيّ ما يلــــــــي: "لا نعرف كيف نفرّق بين الذكريات الكاملة الصّحيحة المتأتـّــية من حوادث حقيقيـّة وغيرها من مصـادر أخــرى". [9]

ونقـــل عن الجمعيـّة الأستراليّـة للطـبّ النـّفسـيّ : "العلم الموجود والدّلائـل الطّبيـّة لا تمكـّننا من التـّفـرقة بين الذاكرة الدّقيقــة وغير الدّقيقــة,وحتّى غير الصّحيحة مع عدم وجود عامل تأكيد خارجــيّ " [10] وجاء أيضا عن الجمعيـّة الأمريكيّـة للطّبّ النـّفسـيّ : "الأبحاث بيـّنت أنّ بعد مـدّة ذاكرة الأحداث قد تتغيــّر أو تتـرجم بطريقة تجعلها متوافقة مع معرفة الشّخص الحاليّـة و/أو آمـــاله." [11]

علــى ضوء هذه الدّلائـل ندرك أنــّه لا يحبّـذ أبدا الاعتماد على شهادة الفرد الواحد لأنّ الذاكرة معرّضة للخلــل من غير سبب واضـح ,ولكــــن تواجد شاهــد ثان يكون عاملا خارجيّا مضافا لمصداقية الشّاهد الأوّل فكلّ منهمـا يكمـّـل الآخــــر.

ومــع هذا فإنّ تأكيد الشّهادة بالكتابة أمــر جدّ مهــمّ,مستقـلّ بذاتــه عن الشّـــهود.

2 – جـــزء الكتابة والإمــلاء :

لو تأمّـلنا كلام الله لرأينا هديـه جلّ وتعالى,وهذا بالرّجوع إلى بدايـــة الآيــــة: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ "

- الأمـر بالكتابـة حتّى لو كان على النـّـدب كما ذهـب جمهور العلماء إلاّ أنّ فيها كلّ الحكم. فالكتاب هو العامل الخارجيّ الـّذي يقيــم الشّـهادة ويثبتــها,وحتـّى لو وجـد شاهــد واحد,الكتـاب يعتبـر ضــامنا لشهادتـــه وهذا ما يقوله العلماء كما أنّ الكاتــب هنا أيضا شاهد بكتابـــه.

- ولنتمعّـن ما جاء من حـثّ على الإملاء في قوله تعالى: "وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ"جاء في تفسير الطبري: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ,وَهُوَ الْغَرِيم الْمَدِين الهــــدي هنـــا في ثلاثة أمــور:

أوّلا: إنّ أمــر الدّين عظيم في الإسلام فهو هــمّ بالنّهار وغــمّ باللـّيل بالنّـسبة للمَدِين كما قال أحد الصالحين.

ثانيـا:أنّ من يملل هو الْمَدِين الـّذي عليه الحقّ فهو اعتراف من الأدنى إلى الأعلى لأنّ ردّ الـدّيـــن يكــــون كذلك.

ثـالثــا: لماذا يقوم هو بالإملاء ؟!

حتّـى يثبتـه في ذاكرته بطريقة جيــّدة ويتفادى الذكريات غير الصّحيحة وبالتـّالي لا ينسى أمرا عظيما وحقــّا من حقــوق النـّـاس.

والدّليــل على هذا القول ما جاء منقولا عن الجمعيّـة الأمريكيّـة للطـبّ النـّفسيّ في journal of memory and language vol 40,p1-24 قام العلماء بإجراء تجـارب على الذاكرة بوضع لوائـح كلمات وصور وأجــروا تجارب عديدة,من بينها تجربـة نطـــق الكلمات بصـوت مـــرتفـــــع(لْيُمْلِلِ)

يقــول dr Schacter and dr Chad Dodson: "المشاركون ممّـن نطقوا الكلمات بصوت مرتفـع أنقصوا من احتمال معرفتـهم غيـر الصّحـيحة إلى النّصف,مقارنة مـع المشاركين ممـّن سمعوا ورأوا الكلمــــات فقــط [12] وفي قوله تعالى" فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ" يؤكـّد سبحانه على أهميّـة الإملاء مرّة أخرى ,ويكلّـف بها هنا وليّ المدين الـّذي انتفت القدرة عنه للإملاء (السّـفـه والضّعـف وعدم الاستطاعة) وهذا يؤكّـد مـرّة أخرى أهميّـة الإملاء.

3 – الجــزء الثالـث, الكتابـة والشّـهادة معـا: قال ابن كثير في قَوْله تعالى" وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ " هَذَا مِنْ تَمَام الْإِرْشَاد وَهُوَ الْأَمْر بِكِتَابَةِ الْحَقّ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا فَقَالَ وَلَا تَسْأَمُوا أَيْ لَا تَمَلُّوا أَنْ تَكْتُبُوا الْحَقّ عَلَى أَيّ حَال كَانَ مِنْ الْقِلَّة وَالْكَثْرَة إِلَى أَجَله. وَقَوْله" ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْد اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَنْ لَا تَرْتَابُوا ".

أَيْ هَذَا الَّذِي أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنْ الْكِتَابَة لِلْحَقِّ إِذَا كَانَ مُؤَجَّلًا هُوَ أَقْسَط عِنْد اللَّه أَيْ أَعْدَل وَأَقْوَم لِلشَّهَادَةِ أَيْ أَثْبَت لِلشَّاهِدِ إِذَا وَضَعَ خَطّه ثُمَّ رَآهُ تَذَكَّرَ بِهِ الشَّهَادَة لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْتُبهُ أَنْ يَنْسَاهُ كَمَا هُوَ الْوَاقِع غَالِبًا " وَأَدْنَى أَنْ لَا تَرْتَابُوا " وَأَقْرَب إِلَى عَدَم الرِّيبَة بَلْ تَرْجِعُونَ عِنْد التَّنَازُع إِلَى الْكِتَاب الَّذِي كَتَبْتُمُوهُ فَيَفْصِل بَيْنكُمْ بِلَا رِيبَة. -وَقَوْله " وَاَللَّه بِكُلِّ شَيْء عَلِيم " أَيْ هُوَ عَالِم بِحَقَائِق الْأُمُور وَمَصَالِحهَا وَعَوَاقِبهَا فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ الْأَشْيَاء بَلْ عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ.

خلاصة: هــذه هـي الآيــة الأطول في القرآن, العظيمة الدّلائــل,تبيـّـنا مــــن خلالــها الطـّريقة الصّائبة والدّقيــقة الـّـتي من شأنها حفظ الحقوق كاملة من كتابة وإملاء وشهـود,وقــد ختمــها عزّ وجـلّ بتأكيده مذكـّــرا عبــاده أنّــه محيط بكـلّ شيء ,عليــمٌ بمكنــونات الأنفـس وخباياها,لــذا شـــرّع لنــا وهـدانــا سبحانه إلى ما تستقيــم بــه دنيـــانا وآخـــرتنا وما تـــرك شيـــــئا للــهــــــوى.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-13-2010, 08:26 AM
أم منيب أم منيب غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-13-2010, 06:22 PM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكِ الله خير علي المرور الطيب
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
:, آيــة, الجماعـيّ, الإلهـيّ, الإشهـــاد, الهـدي, تأمّــلات, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:02 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.