انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2008, 09:55 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي الرد على وثيقة "كلمة سواء", رد على رسالة وجهها علماء مسلمون للنصارى

 

"كلمة سواء" مقال في غير مقامه .. مجاملة في الدين الذي ارتضاه الله للبشر وتفريط بواجب الشهادة وميراث الرسل .. إقرار توحيد الله في الأرض هو الطريق الوحيد لإحلال السلام .. مناشدة للعلماء الربانيين لتكوين جبهة وإجماع ينقض وثيقة "كلمة سواء"





بقلم: معتز الجعبري

وقَّـع ثمانٍ وثلاثون ومائة شخصية إسلامية من العرب والعجم والسنة والشيعة، بينهم علماء وأكاديميون ودعاة ومفتون رسميون ودبلوماسيون ووزراء على وثيقة رعتها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بالأردن، واقتبس مَـنْ صاغها عنوانها "كلمة سواء" من قوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَِ" (آل عمران - 64).

وقد بسط من صاغ وثيقة "كلمة سواء"ودندن حول وصيتين ارتأى أنهما تشكّلان مجالاً لأرضية مشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب وتعبّران عن صلة مشتركة بين القرآن والإنجيل والتوراة، والوصيتان هما: حب الله، وحب الجار.
والوثيقة هي رسالة موجهة إلى كل المسيحيين وإلى قادة كنائسهم في العالم، وفي مقدمتهم رأس الفاتيكان "بنديكتوس السادس عشر".


مناسبة الوثيقة ودوافعها

يشير الموقع الإلكتروني الرسمي "لكلمة سواء" http://ar.acommonword.com/index.php
في مقدمتها إلى أن هذه الوثيقة تأتي كتوسيع وتأصيل لرسالة مفتوحة حول تعاليم الإسلام الحقيقية وجهّها ثمانية وثلاثون عالماً مسلماً إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية "بنديكتوس السادس عشر" إثر محاضرته التي ألقاها في ريغينسبيرغ بألمانيا في سبتمبر 2006 واستشهد فيها بمقولة للأمبراطور مانويل الثاني باليولوغوس قال فيها لمحاور فارسي: "أرني ما جاء به محمد وعندها لن تجد إلا كل ما هو شرير ولا إنساني.. مثل أمره نشر الدين الذي جاء به بحد السيف".
أقول: وبعد عام على هذه الإساءة لخير البرية صلى الله عليه وسلم والتي لم يتبعها اعتذار شخصي من رأس الفاتيكان يشفي صدور المؤمنين قام عدد أكبر من شخصيات إسلامية بالتوافق على وثيقة جديدة هي "كلمة سواء".
ويبدي من صاغ الوثيقة قلقاً بالغاً من تشابك المسلمين والمسيحيين في العالم، الذين يمثّلون أكثر من 55% من سكانه مما يجعل إحلال السلام بين مجتمعات هذين الدينين شرطاً أساسياً لإحلال السلام في العالم كله. إذاً فأهم دوافع الوثيقة كما يقول من صاغها ورعاها دعوة أصحاب الديانتين ألا تسبب الخلافات بينهما كراهيةً وشقاقاً وأن يحترم بعضهم بعضاً وأن يكونوا منصفين، وأن يحمل كل فريق النوايا الطيبة تجاه الآخر ليسود السلام المخلص.

الرسالة القبرصية

ذكرتني الوثيقة – مع الفارق - برسالة كتبها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى سرجواس ملك قبرص، وتضمنت أمرين أما الأول، فمطالبة الملك بالإحسان إلى أسرىً مسلمين وقعوا في أيدي القبارصة والعمل على إطلاقهم، لِـما بلغه من فضل الملك ورفقه ولطفه. وقد صبغت تلك المطالبة عزة وإباء المسلم، ولم تحمل مصلحة إطلاق الأسرى ابن تيمية إلى مجاملة الملك في أمر الدين أو إغفال النصيحة، وهذا هو الأمر الثاني والأهم الذي تضمنته الرسالة ويمكن إجماله بالنقاط التالية:
- تذكير الملك بأن النصيحة في الدين ومعرفة الحق أعظم ما يُهدى، يقول ابن تيمية: "نحن قوم نحب الخير لكل أحد، ونحب أن يجمع الله لكم خير الدنيا والآخرة، فإن أعظم ما عُبِدَ الله به نصيحة خلقه، وبذلك بعث الله الأنبياء، ولا نصيحة أعظم من النصيحة فيما بين العبد وبين ربه، فإنه لابد للعبد من لقاء الله، ولابد أن الله يحاسب عبده كما قال تعالى: "فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَِ" (الأعراف – 6) ، وأما الدنيا فأمرها حقير وكبيرها صغير..... ولما رأيت أن أعظم ما يُهدى لعظيم قومه المفاتحة في العلم والدين، بالمذاكرة فيما يقرّب إلى الله والكلام في الفروع مبنيٌ على الأصول، وأنتم تعلمون أن دين الله لا يكون بهوى النفس ولا بعادات الآباء" (1) ويرّغب ابن تيمية ملك قبرص في رسالته باتباع الحق مما يشير إلى رغبة ابن تيمية الصادقة في نُصح الملك فيقول: "وانكشاف الحق وزوال الشبهة وعبادة الله كما أمر، فهذا خير له من ملك الدنيا بحذافيرها وهو الذي بُعِث به المسيح وعلّمه الحواريين". (2)
- بيان أن الأنبياء جميعا جاؤوا بالتوحيد وعبادة الله وهذا هو مقصد الخلق.
- بيان أن النصارى بدّلوا دين المسيح عليه السلام، وتسفيه معتقداتهم ومن ذلك قوله: "وقوم غلوا فيه، وزعموا أنه الله وابن الله، وأن اللاهوت تدرَّع الناسوت، وأن رب العالمين نزل وأنزل ابنه ليصلب ويُقتل فداءً لخطيئة آدم، وجعلوا الإله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، قد ولد واتخذ ولدا، ..... وتفرقوا في التثليث والاتحاد تفرقا وتشتتوا تشتتاً لا يقرُّ به عاقل ولم يجيء به نقل إلا كلمات متشابهات في الإنجيل... قد بينتها كلمات محكمات في الإنجيل وما قبله، كلها تنطق بعبودية المسيح وعبادته لله وحده". (3)
- فضح وتعرية رجال الدين النصارى وبيان أنهم اشتروا الرياسة والدنيا بالدين الصحيح وأنهم جحدوا الحق لإرضاء الخلق. وإشارة لبعض حيلهم وأكاذيبهم، وهذا متناثر في الرسالة.
وهكذا نرى بأن ابن تيمية قد قام في رسالته بواجب نصرة الإسلام والمسلمين، وواجب الشهادة لله رب العالمين، وواجب النصح للمخلوقين. وهذه أمانة في عنق كل مسلم بحسب وسعه وطاقته وأجدر الناس بحملها، وأشدهم محاسبة عليها عند ربهم، العلماء لأنهم ورثة الأنبياء.

لكل مقام مقال

قبل أن أشرع في ملاحظاتي حول محتوى "كلمة سواء"، فإني أسجّل اعتراضي على توقيتها أو الملابسات والمناسبة التي صيغت فيها، ذلك أنها مقالاً لا يناسب المقام. فقد داهن أصحابها ولانوا في موضع لا يستقيم فيه إلا الانتصار للحق وتعرية المبطلين. واستجدوا باطلاً عدوانياً لا يجوز معه إلا الاستعلاء والعزة.
لقد جاءت "كلمة سواء" أسوأ من سابقتها "رسالة مفتوحة إلى البابا" غير متناسبتين البتة مع مواقف وكلمات رأس الفاتيكان "بنديكتوس السادس عشر" التي طالت الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ووبَخّـت المسلمين عبر إساءات مقصودة لا يمكن اعتبارها هفوات. ذلك أن البابا لم يعتذر عما قاله في محاضرته واكتفى بالقول أنه "في غاية الأسف" للغضب الذي أثارته تصريحاته، وأن اقتباسا استخدمه من نص من العصور الوسطى عن الجهاد لا يعكس رأيه الشخصي. حتى أن أعضاء هيئة التدريس في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما اعترفوا ضمنيا بأن المسلمين لم يتلقوا رداً يرتقِ لرسالتهم المفتوحة للبابا بعد هجومه على الإسلام فقالوا في مَعْرِض إطرائهم على أصحاب الوثيقة: "ومن غير ريب فإن هذه النظرة الإيجابية تجاه الإشكالات مكنتهم من تجنّب الجدل والتفوق على أنفسهم وتحمّل وتجاهل خيبة أملهم من جراء رد لم يرتق إلى مستوى توقعاتهم على رسالتهم سنة 2006 التي وجهوها إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر". (4)
وأما توضيحات الفاتيكان التي اعتبرت أن المسلمين أساؤوا فهم تصريحات البابا فهي ازدراء بعقول أكثر من مليار إنسان كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: "إن هذا ليس اعتذارا بل اتهاما للمسلمين. إن حديث البابا لم يكن حديثا إلى الجمهور، ولا حديثا ورَّطه فيه صحفي مُشاغب، ولا حديثا عابراً مع زوَّار له، بل كان محاضرة مُعدَّة مدروسة، تُلقى على أكاديميين مُعتبرين، في جامعة مُحترمة، من أستاذ (بروفيسور) مُتخصص في مادته، مُمارس لها سنين عدَّة، فهو يعي ما يقول، ويعني ما يقول. وكل الذين سمعوا كلام البابا من المسلمين أو من غير المسلمين استنكروه واستشنعوه، لما فيه من تهجُّم مقبوح على الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام. وليس معقولا أن كلَّ هؤلاء من أهل الشرق وأهل الغرب، ومن المسلمين وغير المسلمين، لم يُحسنوا فهم ما عناه البابا بكلامه. ولا سيّما كلام رجل كالبابا له منزلته الدينية والعالمية، وخصوصا بين أتباعه من الكاثوليك، الذين يُضفُون عليه القداسة". (5)
أقول: إني أتفهم دوافع رأس الفاتيكان في الهجوم على الإسلام والمسلمين(6) ولا أعتب عليه أن يستقبل "أوريانا فالاتشي" الكاتبة الإيطالية المقيمة في الولايات المتحدة والتي تكتب كتباً ومقالات نارية تؤلب على الإسلام والمسلمين.
أما غضبي وعتبي فعلى علماء ودعاة ومفتون مسلمون وقّـعوا على هذه الوثيقة فشاركوا من صاغها ورعاها الوزر. وعوضاً عن حمل ميراث النبيين، وإقامة الشهادة على العالمين ونصرة سيد المرسلين، انطلقوا يوادّون من حادّ الله ورسوله من عبدة الصلبان يقرّون له بالإيمان، ويبعثون له برسائل الغرام بعد إساءته لنبيهم عليه الصلاة والسلام. يبسطون أيديهم بالمودة للظالمين من أهل الكتاب، الذين يباركون استباحة أمة الإسلام باسم محاربة الإرهاب.
ومما يؤسف له عدم وعي هؤلاء السادة – أو تعاميهم - عن المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة والحملات التي تأخذ أشكالاً غير مسبوقة بمهاجمة شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو الدعوة لمراجعة الثوابت التي لم تكن قابلة للنقاش، ومن ذلك مطالبة الفاتيكان المسلمين بمراجعات جادة لأصول دينهم. (7)
وسيظهر للقارئ خلال مناقشتي لمحتوى الوثيقة أن السادة العلماء والدعاة الذين توافقوا على الوثيقة إما غافلون أو متغافلون عما تنطوي عليه من تدليس وتلبيس. وفي كلا الحالتين فإنهم غير معذورين، إذ لا يجوز أن يغيب عمن عنده علم في الكتاب والسنة بدهيات الإسلام، ولا يليق بمثلهم أن يجهلوا خطورة المرحلة وخبث الخصوم.



الاحتجاج بتوحيد الربوبية

يستطرد من صاغ الوثيقة في الاستدلال بالآيات والأحاديث الدالة على قدرة الله وإنعامه وتفضله وما يترتب على ذلك من التوجه إليه بالحب والإخلاص، ثم يربط هذه المعاني بأعظم وصية لعيسى عليه السلام وردت في أكثر من موضع بالإنجيل وهي أن "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك". (8)
لا يشك مسلم بأن ما جاء به عيسى عليه السلام هو التوحيد الخالص لله تعالى وهو عين ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وسبقهما به موسى وإبراهيم ونوح وآدم وسائر الأنبياء عليهم السلام, ولكن هل عمل أهل الإنجيل بهذه الوصية العظيمة؟
إن من صاغ الوثيقة وأقرّها يعي تماماً أن من يخاطبهم ليسوا على شيء من التوحيد وأنهم قابلوا وصية عيسى عليه السلام بإفراد الله بالعبادة والتعظيم بالشرك، واستبدلوا التوحيد الذي كان عليه مسيح الهدى عليه السلام بالتثليث. قال الله تعالى موضحاً هذه القضية بجلاء: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍِ. لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌِ. أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌِ" (المائدة: 72- 74)
بعد هذا البيان القرآني الشافي لا أدري كيف يعتبر من كتب الوثيقة وأقرّها أن إيمان النصارى برب رازق قادر منعم يوازي التوحيد الذي أمرنا الله به في سورة الإخلاص؟؟!!
إن النبيين على مدار التاريخ لم يواجهوا في أقوامهم إلحاداً بالله أو وإنكاراً لوجوده وعظمته وقدرته لكنهم واجهوا آفة مستعصية هي الشرك مع الله العظيم بألهة من الحجر أو الشجر أو البشر فكان مدار عملهم على محاربة هذه الآفة، ودعوة قومهم إلى التوحيد ليلاً ونهاراً وسراً وجهراً، ومنابذتهم ومفاصلتهم عليها وهي مهمة ورثة الأنبياء في كل زمان ومكان.
إن كثيراً من الملل الأرضية في زماننا هذا تؤمن بأن للكون خالقاً عظيماً مدبراً ورازقاً، لكنها تشرك مع الله تعالى فهل يغني عنها هذا الإيمان المشوه؟
لقد استدل كاتب الوثيقة في مَعْرِض كلامه عن قدرة الله بآية تعتبر حجة عليه وهي قوله تعالى: "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَِ" (العنكبوت 61) لقد سجلت هذه الآية وغيرها أن مشركي العرب كانوا يؤمنون بالله ويعظمونه ولكنهم يشركون مع الله وسائط فهل قبل الله إيمانهم؟ لقد كانوا يطوفون بالبيت ويقولون: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك"، فهل أغنى عنهم هذا التعظيم لله تعالى؟
والسؤال: هل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم من قومه هذا الإيمان وهل وجد معهم أرضية مشتركة لنبذ الخلاف تجنبه آلام مصادمتهم؟
الإجابة: لا. فقد دعا النبي قومه إلى توحيد الله ولم يقبل منهم إيمانهم المشوه. وعاب ألهتهم وسفّه أحلامهم وازدرى ما كان عليه آباؤهم، غير عابئ بتبعات هذه المفاصلة وعواقبها إذ رمته العرب بسبب دعوته للتوحيد عن قوس واحدة!!
يا سادة ،،، إن دعوة النفوس إلى التوحيد ومفاصلتها عليه وإقراره في الأرض هو جوهر دعوة النبيين عليهم السلام وهو ميراثهم الحقيقي. أما بحثكم عن أرضية مشتركة مع من بدّل دين المسيح عليه السلام وجعل الله ثالث ثلاثة فليس هذا منهج قرآنكم ولا شأن نبيكم.

انتقائية وتلبيس

تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل لكن هذا لا يمنع الانتقائيين من اجتزاء آية من سياقها العام ليقولوا نصف الحقيقة، أو يقفزوا عن آيات تقول ما لا يعزز رأيهم الذي ذهبوا إليه مسبقاً. ويمارس هؤلاء منهجهم الانتقائي المقصود مع تفسير عظيم كتفسير أبوجعفر الطبري رحمه الله الذي يعتبرونه "أقدم تفاسير القرآن الكريم وأكثرها مرجعية" – وهو كذلك – فيُقبلون عليه إذا وجدوا في الاجتزاء منه فرصة لصرف الآية عن مقصودها ويُعرضون عن كلامه المحدد الذي يزيل أي التباس.
ويأتي اجتزاء من صاغ الوثيقة آية " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء...." (آل عمران 64) من سياق آيات تهاجم عقائد النصارى وتسفّه عقولهم وتفاصلهم إلى درجة الملاعنة، دليل على منهجهم الانتقائي.
فالآية السابقة ضمن سورة تواجه وتعالج شبهات النصارى بالتفصيل وترد على مزاعمهم وتصحح ما أصاب عقائدهم من انحراف وخلط وتشويه، وتدعوهم للحق، وتحذر المسلمين من دسائس أهل الكتاب، ويطلق رب العزة في هذه السورة للبشرية إعلانا مدويّاً وحاسما ونهائيا مفاده أن الدين المقبول عنده هو الإسلام لا غيره، مرة بصيغة التقرير "إن الدين عند الله الإسلام" (الآية 19) وأخرى بصيغة حازمة تنفي قبول غيره من الملل"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" (الآية 85) .
وتبلغ السورة قمة تحدي العقائد الباطلة عند النصارى بدعوة النبي وفداً منهم إلى المباهلة (9) فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم حينما جادله نصارى نجران في أمر عيسى عليه السلام فلم يقبلوا الحق وأصرّوا على ضلالهم بالمباهلة في قوله تعالى: "فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَِ" (آل عمران 61) (10)، وهي كما يلاحظ القارئ مجاورة لآية "كلمة سواء"، فلماذا حرص من صاغ الوثيقة على سلخ الآية 64 عن سياقها وعن منهج المفاصلة الواضح في السورة؟!!
ينتقل من صاغ الوثيقة من الانتقائية إلى التلبيس وكتم الحق متشبهاً بأهل الكتاب الذين قال الله عنهم بعد عدة آيات من آية "كلمة سواء": "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَِ" (آل عمران 71)، وشواهد ذلك التلبيس المقصود كثيرة، تقول الوثيقة في تفسير الآية: "ووفقاً لأحد أقدم تفاسير القرآن الكريم وأكثرها مرجعية، وهو جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري فإن معنى: "ولا يتخّذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله"، أي’لا ينبغي لأيّ منا أن يطيع الآخرين فيما فيه مخالفة لأمر الله‘، وأن لا نعظّمهم بأن نخرّ ساجدين أمامهم كما السجود لله تعالى‘. وبعبارة أخرى، إن المسلمين، والمسيحيين، واليهود، يجب أن يكونوا أحراراً في الاستجابة لأمر الله بأن يتبع كلّ منهم ما أمرهم الله به، وأن لا يخرّوا ساجدين أمام الملوك وأشباههم‘، ذلك أن الله تعالى يقول في مكان آخر في القرآن الكريم: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ...} (البقرة، 2: 256)." – انتهى. (11)
لا أشعر بحرج في اتهام من صاغ الوثيقة بالعبث بكلام شيخ المفسرين وذلك بإيراد ما يعجبه من تفسيره وطرح ما لا يوافق هواه، والتقوّل على الطبري باستخدام جملة "بعبارة أخرى" حتى يفهم القارئ أن هذا معنى قول الطبري ولكن بلغة معاصرة؟؟!!
ولتوضيح الأمر بجلاء فإني أورد تفسير الطبري الكامل للآية 64 من سورة آل عمران: "قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه: قل، يا محمد، لأهل الكتاب، وهم أهل التوراة والإنجيل، تعالوا، هلموا، إلى كلمة سواء ، يعني : إلى كلمة عدل بيننا وبينكم ، والكلمة العدل، هي أن نوحد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه، فلا نشرك به شيئاً.
وقوله: ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ، يقول: ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظمه بالسجود كما يسجد لربه، فإن تولوا ، يقول: فإن أعرضوا عما دعوتهم إليه من الكلمة السواء التي أمرتك بدعائهم إليها، فلم يجيبوك إليها، فقولوا ، أيها المؤمنون، للمتولين عن ذلك، اشهدوا بأنا مسلمون". انتهى (12)
ويمضي الطبري في تبيان الآية مستأنسا بآية أخرى لتوضيحها، مفاصلاً أهل الكتاب في آخر تفسيره على التوحيد فيقول: "وأما قوله: ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا، فإن اتخاذ بعضهم بعضاً، ما كان بطاعة الأتباع الرؤساء فيما أمروهم به من معاصي الله، وتركهم ما نهوهم عنه من طاعة الله، كما قال جل ثناؤه: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا" (التوبة: 31).
كما: حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج قال: قال ابن جريج: ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، يقول: لا يطع بعضنا بعضاً في معصية الله. ويقال إن تلك الربوبية: أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة، وإن لم يصلوا لهم.
وقال آخرون: اتخاذ بعضهم بعضاً أرباباً، سجود بعضهم لبعض.
وأما قوله : فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون، فإنه يعني : فإن تولى الذين تدعوهم إلى الكلمة السواء عنها وكفروا، فقولوا أنتم، أيها المؤمنون، لهم: اشهدوا علينا بأنا، بما توليتم عنه، من توحيد الله، وإخلاص العبودية له، وأنه الإله الذي لا شريك له، مسلمون، يعني: خاضعون لله به، متذللون له بالإقرار بذلك بقلوبنا وألسنتنا" انتهى كلام الطبري رحمه الله. (13)
أقول: شتان بين الكلمات الهزيلة التي فسّرت كلام شيخ المفسرين بما يريده كاتب الوثيقة من باطل يجعل أهل التوحيد على قدم المساواة مع اليهود والنصارى ويحصر مفهوم الشرك في السجود للملوك وبين التفسير الملتزم بحروف كلام الله وحدوده والواضح الدلالة لأبي جعفر الطبري رحمه الله.
وغني عن القول، أن حصر معنى "ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله" بالسجود أمام الملوك تسطيح للشرك وتقليل لشأن الخلاف الجوهري والعقدي الذي أثبته القرآن بين الإسلام وأهل الكتاب.

الفاتحة والتبرؤ من مسلك النصارى

خان التوفيق من صاغ الوثيقة عند استدلاله بسورة الفاتحة في مَـعْـرِضِ حديثه عن حب الله لأنه أوقع نفسه في حرج كبير بذكره مدلول مهم للسورة وإعراضه عن مدلول لا يقل أهمية، تقول الوثيقة: "وسورة الفاتحة التي يتلوها المسلمون سبع عشرة مرّة يومياً على الأقل في صلواتهم المفروضة، تذكرّنا بالحمد والشكر الواجبين لله تعالى على نعمه التي لا تحصى ورحمته الواسعة، التي لا تقتصر على هذه الحياة الدنيا، بل في نهاية الأمر تشملنا يوم الحساب، حيث يعظم الخطب، فنرجو حينها أن تُغْفر خطايانا. ومن ثمّ تُختم الفاتحة بالدعاء بالإنعام والهداية، من أجل أن نُكرمَ – من خلال ما بدأت به من الحمد والثناء – بالخلاص والحب" انتهى. (14)
أقول: الزعم بأن سورة الفاتحة تُختم بالدعاء بالإنعام والهداية، أقل ما يقال عنه أنه قولٌ لنصف الحقيقة فالآية السابعة والأخيرة "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" هي استكمال لدعاء جعله الله على ألسنة المسلمين تعليماً لهم يتضمن وصفاً للطريق الذي يطلبون من ربهم الهداية إليه؛ فهو طريق الذين "أنعمت عليهم" وهم الأنبياء، وهو مخالفٌ تماما لطريق الذين عاندوهم وسفكوا دمائهم "المغضوب عليهم" أي اليهود، ومخالفٌ لطريق من ضلّ سبيل الأنبياء والتبس الأمر عليه، "الضالين" أي النصارى.
إذاً فالسورة لم تنته بالخلاص والحب، بل ختمها الله بتوجيهنا إلى التبرؤ من مسالك اليهود والنصارى. وكما أن قراءة المسلم لهذه السورة سبع عشرة مرة يوميا على الأقل لها مقصد عظيم في استحضار المسلم للحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، فإن للسورة مقصداً آخرَ لا يقل أهمية بل هو في صُـلب تمجيد الله ونصرته وتعظيمه وهو تجديد المسلم لتبرؤه من أقوال وأفعال اليهود والنصارى الذين افتروا على الله الكذب ونسبوا له الولد وعصوا رسله وبدلوا دينهم.
إن من صاغ الوثيقة أغفل عن قصد أن الهداية إلى الصراط المستقيم الذي ليس فيه ميل عن الحق في سورة الفاتحة شرطها التبرؤ من "المغضوب عليهم والضالين"؟؟؟ وهو يمارس نوعا من التحريف بالقفز عن الآيات التي "تفسد" جو الحب ويؤثر أن ينهي كلامه عن سورة الفاتحة بكلمتين مستخدمتين بكثرة في التراث الكنسي ولهما مدلول إيجابي عند النصارى هما "الخلاص والحب" ضارباً عرض الحائط بالآية التي ختمت الفاتحة بالتبرؤ من ضلالهم، ومعرضاً عن الاستدلال "بأقدم تفاسير القرآن الكريم وأكثرها مرجعية"!! الذي يقول في تفسير كلمة "الضالين": "فإن قال لنا قائل: ومَن هؤلاء الضَّالُّون الذين أمرنا اللهُ بالاستعاذة بالله أن يَسْلُكَ بنا سبيلهم، أو نَضِلَّ ضلالهم؟
قيل: هم الذين وصَفهم الله في تنـزيله فقال: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " (المائدة: 77)
فإن قال: وما برهانك على أنهم أولاء؟
قيل: وحدثني علي بن الحسين، قال: حدثنا مسلم وعبدالرحمن قال: حدثنا محمد بن مصعب عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله "ولا الضالين" قال: "النصارى هم الضالون" (15)
ثم يورد الشيخ الطبري ثلاثة عشر حديثا بطرق وروايات مختلفة تعزز المعنى السابق الذي أجمع عليه المفسرون وأهل الحديث.
ثم يبيّن الطبري لماذا أطلق الله تعالى على النصارى صفة "الضالين" فيقول:
"فكلّ حائدٍ عن قَصْد السبيل، وسالكٍ غيرَ المنهج القويم، فضَالٌّ عند العرب، لإضلاله وَجهَ الطريق. فلذلك سمى الله جل ذكره النصارَى ضُلالا لخطئهم في الحقِّ مَنهجَ السبيل، وأخذهم من الدِّين في غير الطريق المستقيم" (16)

مجاملة في دين الله

يفهم المرء ويتقبل استدلال كاتب الوثيقة بقوله تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة 60: 8)، لتأييد قوله: (وكمسلمين، نقول للمسيحيين إننا لسنا ضدهم، وإن الإسلام ليس ضدهم – ما داموا لا يشنّون الحرب ضد المسلمين بسبب دينهم). أما أن يسوق لإثبات صحة كلامه قوله تعالى: "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (آل عمران، 113-115) فهذه مجاملة لا يمكن لمن عنده علم يسير من كتاب الله أن يقبلها، وهي مجاملة في مقام لا يقبل المداهنات وهو مقام الشهادة لله تعالى. وإن وضع الآية عن قصد في هذا السياق يخالف ما أجمع عليه المفسرون في سبب نزول الآية، ويتجاهل ربط الآية بمقاصد سورة آل عمران، التي أسلفت الحديث عنها في فقرات سابقة فهي تعلن بجلاء لا لبس فيه كفر أهل الكتاب الذين بلَغتهم دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا بها ولم يتبعوه.
وأما تفسير الآيتين السابقتين فيقول الطبري في: " نزلت في جماعة من اليهود أسلموا فحسن إسلامهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحق، قال حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم، فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام، ورسخوا فيه، قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا أشرارنا! ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إلى قوله: وأولئك من الصالحين.
......... حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة الآية، يقول : ليس كل القوم هلك، قد كان لله فيهم بقية." انتهى كلام الطبري (17)
أقول لمن كتب الوثيقة ولمن أقرّها من علماء: يا سادة هنيئاً لكم رضا رؤوس النصارى عنكم، فمغازلتكم بتقريب هذه الآية قرباناً لمودتهم وصلت، وها هو رد أعضاء هيئة التدريس في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما يعبّر عن استحسانهم لرؤيتكم الجديدة لهذه الآية، يقول هؤلاء الأعضاء: " نلاحظ من خلال قراءة هذه الوثيقة وجود موقف جديد مبتكر من جانبهم متناسب مع النص القرآني والسنة والنبوية هذا بالإشارة إلى تفسيرات تاريخية معينة، حددتها مواقف خاصة يعتبر الاقتراب منها مقيداً نسبياً طالما الشأن ذو صلة بغير المسلمين. وبشكل خاص، نتذكر التطبيق العام الذي تقدمه هذه التفسيرات لمعنى آيات سورة آل عمران (113-115) "أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم ساجدون"، حيث إن كثيرا من المفسرين إلى ذلك الوقت كانوا يعتبرون أن هذه الآيات تتعلق فقط بالمسيحيين الذين هم على وشك التحوّل إلى الإسلام." انتهى كلامهم. (18)
أقول لمن كتب الوثيقة ولمن أقرها من علماء: يا سادة، أتصرفون كلام العزيز المنان عن مقصده لترضوا أهل الصلبان بسخط الرحمن. يؤسفني أن أقول لكم أنكم سلكتم مسالك علماء أهل الكتاب الذين قال الله في حقهم: "وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ" (آل عمران – 187).

هرولة للجيران

كان يقع على من صاغ الوثيقة بعد أن حاد عن المعنى المباشر والواضح لكلمة "قريب" إلى كلمة "جار" والواردة في مواضع متفرقة من الإنجيل أن يثبت ذلك بالرجوع إلى شروح نصوص العهد القديم والعهد الجديد وهو ما لم يفعله، حتى أن مار أوسطاثيوس متى روهم- مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس وهو أحد الذين ردوا على الوثيقة يقول: "ورغم أن جميع الشواهد الكتابيّة المسيحيّة التي أوردتها الرّسالة كانت تتكلّم عن القريب لكنّ العنوان فيها جاء " حب الجار في الإنجيل ". وهذا ليس تعبيراً إنجيلياً، ويستشف منه أن الرسالة لم تدوّن بالعربية أوّلاً." (19) ولا أدري إن كان الكاردينال توران كان يشير لذات القضية بقوله:"الرسالة بحاجة إلى تعميق لجعلها أكثر موضوعية لا انتقائية". (20)
وأمر آخر يتعلق بالوصية بالجار في الإسلام، فمع أن المرء يتفهم الأهمية الكبيرة التي أولاها الإسلام للجار والوصية به والإحسان إليه والنصوص الدالة على ذلك، لكنه لا يتفهم كيف يجعل كاتب الوثيقة من هذه القضية قضية رئيسية بعد حب الله تعالى، إذ أنها في الإسلام لا تحتل هذه المرتبة وإنما هي واحدة من أخلاق الإسلام يسبقها الإحسان للوالدين وصلة الأرحام والوصية باليتيم والفقير قال تعالى: "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (النساء : 36).
أظن أن من كتب الوثيقة وأقرّها رأى في الوصية بالجار مرتكزاً مناسباً للهرولة إلى "جيراننا" النصارى. ولكن هل يجوز تحت شعار إيجاد قاعدة أفضل للحوار أن نلوي أعناق النصوص ونضّخم من قضية فرعية؟!


أين الخطأ؟

أثار إطراء وإعجاب كثيرٌ من النصارى على "كلمة سواء" في نفسي تساؤلاً يقول: هل تعليقات شخصيات نصرانية على الكلمة تشابه مواقفهم من تسفيه القرآن لعقائدهم ووصمهم بالكفر والضلال؟ بالطبع لا!!
إذاً أين يكمن الخطأ هل هو في منهاج القرآن الذي لا يجامل في الحق أحدا ويعتبر الحق فوق مشاعر الرضا والسخط. فيقول لأهل الكتاب "لستم على شيء" ويعتبر الخلاف الذي بين الدين الصحيح للمسيح عليه السلام وبين تحريفات النصارى جوهرياً، أم في منهج من كتب الوثيقة وأقرها عندما اعتبر أن الاختلافات شكلية فقال: "وفي نفس الوقت لا يوجد تقّليلٌ لبعض الاختلافات الشكلية بينهما"(21). مشوها بذلك ميراث الأنبياء إرضاء للبشر، مساويا بين التوحيد والتثليث.
لاشك أن الخلل في الفريق الثاني. وحتى يعي القارئ خطورة هذه الوثيقة فعليه أن يقرأ نماذج من إطراء النصارى ورضاهم عنها.
- يقول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تعليقا على الوثيقة: "هذه هي الطريقة الوحيدة في العالم الحديث التي تتسم بالحكمة والمنطق تجاه الاختلاف في التاريخ والثقافة" أقول: إن قاتل أطفال العراق يبارك لنا أننا انضوينا للعالم المتحضر عند الاختلاف"
- يقول بطريرك البندقية الكردينال أنجيلو سكولا:"لقد حركت مداخلة البابا بنديكتوس السادس عشر في ريغنسبورغ دينامية جديرة كثيرا بالاهتمام داخل الإسلام"
أقول: جميل أن نجد في الكلمات الحاقدة على نبينا صلى الله عليه وسلم والتي قالها أفاك روما عن خير الخلق تحريك لعقلية المسلمين الجامدة. وينبغي على من كتب الوثيقة وأقرها أن يشعر بالامتنان لبابا الفاتيكان بعد أن حرّك بكلامه جمود الفكر الإسلامي!!
- تقول كارن هيوز - مسؤولة سابقة في الخارجية الأمريكية: "الناس من كل ديانة وثقافة يريدون لأنفسهم وعائلاتهم أمورا مماثلة - من تعليم وعناية صحية وجوار آمن وعمل جيد –" (22)
أقول: الإسلام يريد هذا للجميع لكن الله لم يخلقنا لنأكل ونشرب ونعيش كالأنعام بل خلق البشر لمعرفته وعبادته وليبلوهم ليثيبهم في دار البقاء. ومن هنا يتضح خطورة دور المسلم في تبيان الحق لا المجاملة فيه لأن المداهنة في مقام الشهادة على الناس تقودهم للخلط والضلال.


بين الحكمة وتضييع بالحق

يطيب لي أن أختم بكلام نفيس لسيد قطب رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة : 67)
يقول: إن القوة والحسم في إلقاء كلمة الحق في العقيدة، لا يعني الخشونة والفظاظة؛ فقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة - وليس هنالك تعارض ولا اختلاف بين التوجيهات القرآنية المتعددة - والحكمة والموعظة الحسنة لا تجافيان الحسم والفصل في بيان كلمة الحق. فالوسيلة والطريقة إلى التبليغ شيء غير مادة التبليغ وموضوعه. والمطلوب هو عدم المداهنة في بيان كلمة الحق كاملة في العقيدة، وعدم اللقاء في منتصف الطريق في الحقيقة ذاتها. فالحقيقة الاعتقادية ليس فيها أنصاف حلول.. ومنذ الأيام الأولى للدعوة كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة في طريقة التبليغ، وكان يفاصل مفاصلة كاملة في العقيدة، فكان مأموراً أن يقول: "يا أيها الكافرون: لا أعبد ما تعبدون.." فيصفهم بصفتهم؛ ويفاصلهم في الأمر، ولا يقبل أنصاف الحلول التي يعرضونها عليه، ولا يدهن فيدهنون، كما يودون! ولا يقول لهم: إنه لا يطلب إليهم إلا تعديلات خفيفة فيما هم عليه، بل يقول لهم: إنهم على الباطل المحض، وإنه على الحق الكامل.. فيصدع بكلمة الحق عالية كاملة فاصلة، في أسلوب لا خشونة فيه ولا فظاظة" انتهى كلام سيد رحمه الله (23)

البيان البدعة

تقول الوثيقة في مقدمتها: "ولم يسبق من قبل أن المسلمين خرجوا بمثل هذا البيان التوافقي التفصيلي المحدد حول الدين المسيحي، وعوضا عن الانخراط في الجدل والمناظرة تبنى الموقعون على الوثيقة الموقف الإسلامي التقليدي" (24) أقول: لقد أصاب معد الوثيقة بالشطر الأول من كلامه وافترى في آخره.
نعم فالصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لم يخرج بمثل هذا البيان وثبت عنه أنه "انخرط" في مناظرة وجدال مع يهود ونصارى لأن الله أمره وأمر المسلمين بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن بل بلغت غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على الحق وحرصه على هداية أهل الكتاب أن يدعو بعضهم إلى المباهلة كما أسلفنا لعلهم يرجعون إلى الحق وهذا يستقيم تماما مع الشعور بالأمانة والمسؤولية تجاه البشرية وليس كما يفعل أصحاب هذه البدعة الخطيرة التي استحدثوها وخالفوا فيها الأصل الذي كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأجمع عليه صالحو الأمة، وهذا هو الموقف الإسلامي "التقليدي" الذي لا نعرف غيره!!
وبناء على ما سبق، فإني أدعو العلماء الربانيين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم كُـثر بتكوين جبهة وإجماع يقوم بالتصدي لهذا العبث بكتاب الله تعالى ويدحض هذا البهتان وينقض إجماعهم المزعوم.

ـــــــــــــــــــ
هوامش:
(1) الرسالة القبرصية لشيخ الإسلام ابن تيمية – دار ابن حزم، ص 37 – 38.
(2) المصدر السابق، ص 10.
(3) المصدر السابق، ص 26 – 27.
(4) تعليق الأعضاء موجود على الموقع الإلكتروني الرسمي "لكلمة سواء".
http://ar.acommonword.com/index.php
(5) الموقع الرسمي للدكتور يوسف القرضاوي – عرض لكتابه "البابا والإسلام" http://www.qaradawi.net/site/topics/article)
(6) كأب لأكبر مجتمع مسيحي فمن الطبيعي أن يريد لأوروبا أن تكون مسيحية وأن يشعر بالحنق من صعود الإسلام في العالم فقد شدد في خطاب ألقاه في اختتام قداس أرثوذكسي أحيي في كنيسة القديس جاروجيوس باسطنبول أثناء زيارته التاريخية لتركيا على القيم المسيحية لأوروبا. ودعا البابا جميع المسيحيين إلى "تجديد وعي أوروبا لجذورها وتقاليدها وقيمها المسيحية وتجديد حيويتها، والحفاظ على الانفتاح على بقية الديانات".
(7) ضمن مقالة منشورة للدكتورة زينب عبد العزيز - أستاذة الحضارة الفرنسية في موقع الاعجاز العلمي للقرآن الكريم تقول فيها: "فى الخطاب الذى ألقاه بنديكتوس السادس عشر أمام الإدارة البابوية يوم 22 ديسمبر 2006 ، بمناسبة تقديمه التهنئة بأعياد الميلاد إلى أعضاء لجنة اللاهوت الدولية ، حيث قام بشرح الوصايا العشر وأنها تمثل " أساسا لقيم أخلاقية عالمية" ويمكن تلخيصها فى أهم نقطتين هما : حب الله وحب القريب ، ثم أعرب عن رأيه فى الحوار مع المسلمين قائلا : " فى الحوار الذى يجب علينا تكثيفه مع الإسلام ، علينا أن نضع أمام أعيننا واقع أن العالم الإسلامى يجد نفسه اليوم فى حاجة ملحّة أمام مهمة شديدة الشبه بتلك التى تم فرضها على المسيحيين إبتداء من عصر التنوير والتى أتى لها مجمع الفاتيكان الثانى بحلول جذرية للكنيسة الكاثوليكية بعد أبحاث طويلة مضنية".
(8) إنجيل متى 22 : 34-40.
(9) المباهلة: هي أن يجتمع فريقان اختلفا في أمر معين، مصطحبين أبناءهم ونساءهم فيدعون الله ـ تعالى ـ أن يحل لعنته وعقوبته بالكاذب من الفريقين.
(10) قال الواحدي في كتابه "أسباب النزول": عن الشعبي عن جابر بن عبدالله قال: قدم وفد أهل نجران على النبي صلى الله عليه وسلم، العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا قبلك قال: "كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام؟" فقالا: هات أنبئنا قال: "حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير" فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا فأقرا له بالخراج فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي نارا" – الصفحة 75 من طبعة دار المعرفة – بيروت.
(11) الموقع الإلكتروني الرسمي "لكلمة سواء".
(12) "جامع البيان عن تأويل القرآن" المعروف بتفسير الطبري للإمام أبي جعفر الطبري – طبعة دار إحياء التراث العربي – الجزء الثالث، ص 352.
(13) المصدر السابق – الجزء الثالث، ص 354-355.
(14) الموقع الإلكتروني الرسمي "لكلمة سواء".
(15) و (16) المصدر السابق – الجزء الأول، ص 95-96.
(17) المصدر السابق – الجزء الرابع، ص 69.
(18) رد الأعضاء موجود في الموقع الإلكتروني الرسمي لكلمة سواء.
(19) و (20) رد المطران والكاردينال موجود في الموقع الإلكتروني الرسمي لكلمة سواء.
(21) الموقع الرسمي ل "كلمة سواء"
(22) إطراءات قيادات النصارى موجودة على الموقع الرسمي ل "كلمة سواء" وصدق الله القائل في كتابه: " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" (البقرة: 120(
(23) تفسير "في ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب رحمه الله – طبعة دار الشروق – المجلد الثاني ص 938.
(24) مقدمة "كلمة سواء" في الموقع الإلكتروني الرسمي بالكلمة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-02-2008, 05:22 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

أليس هذه الرسالة -كلمة سواء- ممن تصدرت إليه عبلة الكحلاوى وقالت معى كبار العلماء على رأسهم على جمعة وعمرو خالد والحبيب الجفرى..؟!
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-04-2008, 09:15 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

حقيقة يا حبيب ، لست أعرف الكحلاوي ، ولا أريد معرفتها ، فصدري ضيق بدونها .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-05-2008, 05:05 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

أضحك الله سنك يا أبا أدهم
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-07-2009, 06:34 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

ليست كَلِمَةً سواء، بل طعنةً فى السُّوَيْدَاء! د.إبراهيم عوض
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=11253
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:10 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.