لـبيك اللـهم لبيـك ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
جهاد النفس
تكلم العلماء في نوعي الجهاد: الظاهر والباطن، لأهمية النوعين خصوصاً الباطن، حتى لا يمني العبد نفسه بما ليس في تناوله، وهو في الواقع قد أهلكه وأرداه عدوه الباطن. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:«وهذا في جهاد العدو الظاهر وهو جهاد الكفار، وكذلك جهاد العدو الباطن، وهو جهاد النفس والهوى، فإن جهادهما من أعظم الجهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في الله.» وقال عبد الله بن عمر لمن سأله عن الجهاد:«ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها.» وقال بقية بن الوليد:«اخبرنا إبراهيم بن ادهم حدثنا الثقة عن علي بن أبي طالب قال: أول ما تنكرون من جهادكم جهادكم انفسكم.» ويروى من حديث سعد بن سنان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس عدوك الذي اذا قتلته ادخلك الجنة، واذا قتلته كان لك نوراً، اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك.» وقال ابو بكر الصديق لعمر حين استخلف: «إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك. فهذا الجهاد يحتاج أيضاً إلى صبر، من صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه، فصار عزيزاً ملكاً، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار عبداً ذليلاً أسيراً في يدي شيطانه وهواه.[26]» وقال ابو محمد عبدالله بن ابي مرة: «الجهاد الأصغر وهو جهاد العدو، وكذلك الأمر في الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، وقد أشار مولانا جل جلاله لذلك بقوله (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) فمهما كبر الأمر جعل الفرج فيه أكبر، لأن أمر الشيطان والنفس أكبر، فجعل في الشيطان والظفر به نفس الملجأ كما أخبر عز وجل، وجعل في النصرة على النفس الأخذ في مجاهدتها على لسان العلم، فقال عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وجعل سبب العون على مجاهدتها حقيقة الاستعانة به عز وجل بقوله تعالى (إياك نستعين).[27] |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|