الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شـــــــكـــــر النــــــعـــــــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه1.[أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 2963] يا لها من وصية نافعة، وكلمة شافية وافية. فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر. فإن الشكر لله هو رأس العبادة، وأصل الخير، وأوْجَبُه على العباد؛ فإنه ما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة، خاصة أو عامة إلا من الله. وهو الذي يأتي بالخير والحسنات، ويدفع السوء والسيئات. فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر. وقد أرشد صلّى الله عليه وسلم إلى هذا الدواء العجيب، والسبب القوي لشكر نعم الله. وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم. فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه. فإنه لا يزال يرى خلقاً كثيراً دونه بدرجات في هذه الأوصاف، ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق، وخَلْق وخُلُق، فيحمد الله على ذلك حمداً كثيراً، ويقول: الحمد لله الذي أنعم عليَّ وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً. ينظر إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم، فيحمد ربه على كمال العقل، ويشاهد عالماً كثيراً ليس لهم قوت مدخر، ولا مساكن يأوون إليها، وهو مطمئن في مسكنه، موسع عليه رزقه. ويرى خلقاً كثيراً قد ابتُلُوا بأنواع الأمراض، وأصناف الأسقام وهو مُعافى من ذلك،مُسَرْبل بالعافية. ويشاهد خلقاً كثيراً قد ابتُلوا ببلاء أفظع من ذلك، بانحراف الدين، والوقوع في قاذورات المعاصي. والله قد حفظه منها أو من كثير منها. ويتأمل أناساً كثيرين قد استولى عليهم الهم، وملكهم الحزن والوساوس، وضيق الصدر، ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء، ومنة الله عليه براحة القلب، حتى ربما كان فقيراً يفوق بهذه النعمة – نعمة القناعة وراحة القلب – كثيراً من الأغنياء. ثم من ابتلي بشيء من هذه الأمور يجد عالماً كثيراً أعظم منه وأشد مصيبة، فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء، فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه. فمن وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي صلّى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو، ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى. ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله، ويفقد شكره. ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم وتسابقت إليه النقم، وامتحن بالغم الملازم، والحزم الدائم، والتسخط لما هو فيه من الخير، وعدم الرضى بالله رباً ومدبراً. وذلك ضرر في الدين والدنا وخسران مبين. واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله، وتفطن لآلاء الله الظاهرة والباطنة، وأنه لا وسيلة إليها إلا محض فضل الله وإحسانه، وأن جنساً من نعم الله لا يقدر العبد على إحصائه وتعداده، فضلاً عن جميع الأجناس، فضلاً عن شكرها. فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم، وكثرة الثناء على الله، ويستحي من ربه أن يستعين بشيء من نعمه على ما لا يحبه ويرضاه، وأوجب له الحياء من ربه الذي هو من أفضل شعب الإيمان فاستحيى من ربه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره. ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال صلّى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [ أخرجه: أحمد 5/244, وأبو داود رقم: 1522, ] وكان يقول: "اللهم اجعلني لك شكَّاراً، لك ذَكَّاراً. اللهم اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، وأتبع نصحك، وأحفظ وصيتك". [ أخرجه: أبو داود رقم: 1510, والترمذي رقم: 3551, وابن ماجه رقم: 3830, وأحمد 1/227, وابن حبّان في "صحيحه" 2414-موارد, أو 3/947, 948 ] وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله، فقال صلّى الله عليه وسلم: (لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) [ أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 486 بعد 222.] . والله أعلم. ------------------------------- الشيخ:عبد الرحمن بن ناصر السعدي |
#2
|
|||
|
|||
بوركت أخيتي محبة الرسول وجزاك الله الجنة ،فعلى الإنسان المؤمن دوما شكر نعم الله عليه سواء الظاهرة أو الخفية ولا ينظر إلى من أعلى منه منزلة،فلعل الله سبحانه وتعالى قد أعطاه أكثر منه ولكن لا يعلم .يقول تعالى:(قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)الملك.اللهم أهدي كل ضال و أرزق كل محتاج وعافي كل مريض وأرزقنا القناعة في كل شيئ .اللهم أمين.
|
#3
|
|||
|
|||
اللهم امين وجزاكِ الله الفردوس الاعلى اختي ام ايناس |
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
|
#5
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيرا اختى الحبيبة ونفع بكِ وفقك الله لكل الخير
|
#6
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيرا يا حبيبة
ونفع الله بكِ
|
#7
|
|||
|
|||
شكرا
جزاكي الله خيرا أختي محبة الرسول على هذا الموضوع القيم
التعديل الأخير تم بواسطة أم الزبير محمد الحسين ; 03-17-2009 الساعة 01:20 AM سبب آخر: الموضوع لأخت بارك الله فيكم وليس لأخ |
#8
|
|||
|
|||
الحمد لله 0
يا منتهى الآمال000000أنت كفلتني وحفظتني وغدا الزمان عليّ كي 000000يجتاحني فمنعتني فانقاد لي متخشعا 000000 لما رآك نصرتني وكسوتني ثوب الغنى 000000ومن المغالب صنتني فاذا سكت بدأتني 000000واذا سألت أجبتني فاذا شكرت زدتني 00000فمنحتني وبهرتني فعلا أختي الكريمة نعم الله علينا كثيرة ولكن من لا يقدّر ذلك فهو يتمنى من نعم الدنيا المتقلب حالها 0 |
#9
|
|||
|
|||
|
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
وجزاكِ الرحمن خيراً منه
وفيكِ بارك يا غالية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|