انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2009, 08:03 PM
*زهرة الفردوس* *زهرة الفردوس* غير متواجد حالياً
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
 




Icon64 "باب غيرة النساء وَوَجْدهن"

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الغيرة طبع في النساء، ومنها ما هو مذموم، ومنها ما هو محمود.
فالمذموم منها تلك الغيرة التي تتأجج في صدر صاحبتها ناراً موقدة تشعل جيوش الظنون والشكوك، فتحيل حياة الأسرة جحيماً لا يطاق.
والغيرة المعتدلة هي التي لا تتسلط على صاحبتها؛ فلا تثير عندها شكوكاً ولا أوهاماً؛ فهذه غيرة مقبولة، وقد تستملح أحياناً.

قال ابن حجر - رحمه الله -: "الغيرة بفتح المعجمة، وسكون التحتانية بعدها راء.
قال عياض وغيره: وهي مشتقة من تغير القلب، وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشد ما يكون بين الزوجين"[1].

وعقد الإمام البخاري- رحمه الله -في صحيحه باباً قال فيه: "باب غيرة النساء وَوَجْدهن".
وذكر تحت هذه الترجمة حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "ما غرْتُ على امرأة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم -كما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم -إياها، وثنائه عليها"[2].
قال ابن حجر- رحمه الله -في شرح هذه الترجمة: "قوله: باب غيرة النساء ووجدهن".
هذه الترجمة أخص من التي قبلها، ولم يَبُتَّ المصنف حكم الترجمة؛ لأن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص.
وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء، لكن إذا أفرطت في ذلك بقدر زائد تلام.
وضابط ذلك ما ورد في الحديث الآخر عن جابر بن عتيك الأنصاري - رفعه "أن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله؛ فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة"[3].
وهذا التفصيل يتمحض في حق الرجل؛ لضرورة امتناع اجتماع زوجين للمرأة بطريق الحلّ.
وأما المرأة فحيث غارت من زوجها في ارتكاب محرم، إما بالزنا مثلاً، وإما بنقص حقها، وجوره عليها لضرتها، وإيثارها، فإذا تحققت ذلك أو ظهرت القرائن - فهي غيرة مشروعة؛ فلو وقع ذلك بمجرد التوهم من غير دليل فهي الغيرة في غير ريبة.
وأما إذا كان الزوج مقسطاً عادلاً، وأدى لكل من الضرتين حقها فالغيرة منهما إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء - فتُعذر فيها، ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل.



وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف الصالح من النساء في ذلك"[4].

فالغيرة - إذاً - ليست شرَّاً دائماً، وإنما الشر فيما كان مبالغاً فيه من الغيرة؛ فغيرة المرأة على الرجل هي - في الحقيقة - إحساس صادق لمدى حبها له، وهي في الوقت نفسه صورة معبرة عن حرصها على الاستئثار به، وهي كذلك حالة نفسية تعبر عن خوف المرأة على مستقبلها في الحياة؛ فهذا المزيج من الحب الخالص، والأثرة المفرطة، والخوف الزائد - يصنع في المرأة عاطفة الغيرة.
إن شعور المرأة بحبها لزوجها قد يدفعها إلى إسعاده، وتهيئة الجو المناسب لتحقيق آماله.
غير أن إحساسها بحبها لنفسها، وخوفها على مستقبلها في الحياة قد يقودها إلى فرض القيود على زوجها الذي أحبته؛ مؤملة بذلك أن يكون خيره كله لها، ولأولادها.
وقد تزيد الغيرة عن هذا الحد، فتودي بالمرأة إلى تصرفات غريبة شائنة بدايتُها الشكُّ في الزوج؛ وتفسير تصرفاته على غير وجهها؛ فتشك فيه إذا التفت فرأى امرأة تسير، وتشك فيه إذا رفع سماعة الهاتف فخفض صوته، وتشك فيه إذا غاب لسفر أو نحوه، وتشك فيه إذا تشاغل عنها في بعض الأحيان.
كل ذلك مع أن الزوج لم تظهر عليه علائم الفساد، ولا الجناح إلى الشر.
وقد تزيد في مطالبها لزوجها، فتستنزف ماله قدر المستطاع؛ كيلا يذهب شيء منه إلى أمه، أو أخواته، أو لأجل أن لا يبقى عنده فضل مال يتزوج به زوجة أخرى.
ثم بعد ذلك تبدأ آلامها؛ لانتفاع غيرها بزوجها، ثم تنتقل إلى اتهام أهل زوجها، وإلى إثارة المنازعات، وتدبير المكائد، وربما تلجأ إلى السحر عياذاً بالله إلى غير ذلك من التصرفات الطائشة الشائنة.
إن نيران الغيرة تلتهب بوقود خاص، وهذا الوقود قد يكون نقياً نظيفاً، فتمنحنا نيرانه النور، والدفء، والأمل.
وقد يكون قذراً لا ينبعث من نيرانه غير دخان يزكم الأنوف، ويعمي الأبصار.
ومن أسباب ذلك الوقود القذر ضعفُ التربية الدينية والخلقية، وهذا ما يثير أطماعها، ويحيي أحقادها
ومن أسباب ذلك جهلها بالعواقب.
ومن أسباب ذلك - أيضاً - حماقة الرجل، وسوء تصرفاته.

ولهذا يجب على الزوجة التي تروم السعادة لنفسها ولزوجها أن تعتدل في غيرتها، ومما يعينها على ذلك مايلي:
أ - أن ترضى بقضاء الله وقدره: فما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها، وما كتب عليها لا بد أن يأتيها.
ب - ترك الاسترسال مع الأوهام: التي تنسجها الأذهان الحائرة المبلبلة.
ج -الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: قال - تعالى -: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الأعراف: 200).
د - تحكيم العقل: وترك الانسياق وراء العاطفة.
هـ - المجاهدة: فتجاهد نفسها على التخلص من هذه الأوهام؛(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت: 69).
و - الدعـــاء: فتسأل ربها أن يعينها على نفسها، وأن يجنبها كل ما يزري بها.
ز - النظر في العواقب: فما عاقبة سوء الظن، والمبالغة في الغيرة إلا خراب البيت، وزوال النعمة؛ فهل ترضى العاقلة بهذا المنقلب؟
ح -الاشتغال بما ينفع: من نحو الإقبال على الله، والقيام بشأن المنزل؛ لأن الفراغ يولد كثيراً من المشكلات.
ط - تغليب جانب التفاؤل: فالمتفائل واسع النظرة، فسيح الصدر، عالي الهمة، موفور النشاط.
بخلاف المتشائم؛ فهو فاتر الهمة، ثقيل الظل، متبلد كسول، لا تحدوه غاية حميدة، ولا يدفعه هدفٌ سامٍ.
بل تراه يعيش في عالم الأحلام، والأوهام والخيال، ويشعر دائماً بالخيبة والخذلان، ويسيء ظنه بالآخرين، ولا ينظر إليهم إلا بعين الريبة؛ فهو مغلق النفس، ضيق الصدر

ألا إنما بشر الحياة تفاؤل * تفائل تعش في زمرة السعداء

ي - ترك التوقع للشر: فمن الحكمة أن لا يجمع الإنسان على نفسه بين الألم بتوقع الشر والألم بحصول الشر؛ فليسعد ما دامت أسباب الحزن بعيدة، فإذا حدثت فليقابلها بشجاعة واعتدال.
قال أبو علي الشبل:

ودع التوقع للحوادث إنها * للحي من قبل الممات ممات


[1] فتح الباري 9/231.

[2] البخاري (5229).

[3] رواه النسائي في الكبرى (2339)، وفي المجتبى (2558)، وأبو داود (2659)، والدارمي (2226)، وابن حبان في صحيحه (295) و (4762)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5905).

[4] فتح الباري 9/237.

منقووووول

التوقيع

أنت مهموم بالقرش والفرش والكرش وسعد يهتز لموته العرش !

جعفر تق...طعت بالسيوف أوصاله وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله !


تهاب الوضوء إذا برد الماء و حنظلة غسل قتيلا في السماء !


تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح !


ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك في كل يوم مائة مرة !


والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ولو أن للحجارة أرواح لناحت !


يحن المنبر للرسول الأزهر والنبي الأطهر وأنت لا تحن ولاتئن ولا يضج بكاؤك ولا يرن !


ويحك خف ربك وراجع قلبك واذكر ذنبك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-09-2009, 05:55 AM
ام الفرسان السلفية ام الفرسان السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"باب, النساء, غيرة, وَوَجْدهن"


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:27 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.