كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يا اهل الهمم ,,,,للشيخ ابراهيم ابو بشيت ,,,
يا أهل الهمم
للكاتب : الشيخ/ إبراهيم بن مبارك بوبشيت يشتكي البعض من ضعف العزيمة في البحث و الاطلاع والعمل لدين الله بل حتى إن البعض يعلن عدم الراحة والضجر على الدوام وقد يكون من أهل الخير والصلاح فعلام هبت على الروح أتربه غبراء، حتى إنك ترى من يعيش بلا هدف وربما صلى وصام أو حج فتجده يعيش بلا أماني تنقلة إلى المعالي وتأخذ به ألي أعز المطالب. ولا شك أن الهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات: فهذه العنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً، ولا يقبل منة الأم . وأما الحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبيعتها الظلم والغراب يتبع الجيف والصقر لا يقع إلا على الحي والأسد لا يأكل البايت من اللحم، والفيل يتملق حتى يأكل، والخنفساء تطرد متعود. فإن من الناس من همته كالأسد في نظره للمعالي وفي العلو كالصقر بحب الشرف والبحث عن معالي الأمور ، ومنهم من طبعة طبع غراب يظهر عوار الناس ويتتبع سقطاتهم وبعضهم بلغ في أخذ طباع الحية فلا يأنس إلا بالظلم فساعة يسرق ما تعب فيه الآخرون سواءً من علم أو فكرة دون نسبتها لصاحبها والتفرد بأشياء على حساب تشويه سمعت الطرف الآخرين . وكما قال أحمد بن خضرويه: "القلوب جوالة: فإما أن تجول حول العرش أو أن تجول حول الحشّ" ونردف ذلك بكلام رائع يا صاحب الهمة للعلامة ابن القيم عليه رحمة الله تعالى "الأرواح في الأشباح كالأطيار في الأبراج، وليس ما أعد للأستفراخ كمن هيئ للسابق". فاسأل نفسك يا صاحب الهمة بأي همه تعيش ولأي طموح تتوق قلت للصقــر وهـو في الجــو عـــــالٍ *** أهبط الأرض فالهــواء جــديب قال لي الصقر: في جناحي وعزمي *** وعنان السماء مرعى خصيب وهذه همه عجيبة لعمر بن عبد العزيز عليه رحمه الله تعالى: حين قال لدكين لما جاءة: "يادكين، إن لي نفساً تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة" وهذا يحى بن يحى رحل إلى الإمام مالك وهو صغير رحم الله الجميع وسمع منه وتفقه، وكان مالك يعجبه سمته وعقله، روي أنه كان عند مالك في جمله من أصحابه، إذ قال قائل: "قد حضر الفيل" فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه غيره (أي غير يحى ويبقى هو مكانه في الدرس ) فقال له مالك:" لم لا تخرج لترى الفيل"لأنه لا يكون بالأندلس"فقال له يحى إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أجيء لأنظر إلى الفيل فأعجب به مالك، وسماه (عاقل أهل الأندلس) فآه ثم آه من شباب شابت هممهم قبل مشيب شعرهم أصبحت همت أحدهم لقمة ولباس ومركب، والذهاب إلى مطعم شهي والحرص على ملبس دفي، والطموح لمركب وطي فأين همة أحمد وورع سفيان وبكاء الربيع وخشوع الفضيل. فأين أنتم يا أهل الهمم: من طلب عز النفس عن الدنيا وحملها إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. أين أنتم من المسابقة في الطاعات والقربات وأنتهاز مواسم الخيرات والإقبال بصدق على رب الأرض و السموات بهمة مشتاق, وإقبال محب غاب وظهور شوق ثاب فعالي الهمة للقرآن في حياته نصيب وسنة محمد صلى الله عليه وسلم له جمال فحرك الهمة ونمى العزيمة وقوي الذاكرة وأشحن القلب بحب المعالي لا التواني وإياك وأهل الأماني . إنــي رأيت وقــــوف المـــاء يفســده *** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب والأسد لولا فــراق الأرض ما اقترفت *** والسهم لولا فراق القوس لم يصب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لمــلهــا النــاس من عجــم وعــرب فيا خاملين تحركوا ويا خامدين استيقظوا ويا هامدين انتشروا فمجالات الهمة كثيرة فلنكثف الجهد ولنجد في الطلب ولنحرص على الأدب ومصاحبة أهل اللب والإرب دون العجاف فإنهم بقرات عجاف. 19/11/1423 هـ كتبه إبراهيم بن مبارك بوبشيت إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الاحساء ـ الطرف صيد الفوائد
|
#2
|
||||
|
||||
جزاكِ الله خيرا.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للشيخ, الهمم, ابراهيم, ابن, اهم, بشدة, يا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|